tg-me.com/trpwiat/6587
Last Update:
كانت اللمسةُ الأولى للكابتن... لكنها لم تكن الأخيرة!
انتشرت العديدُ من الصور والفيديوهات لفتياتٍ يذهبنَ إلى التمارين يوميًا، في نادٍ رياضي عادي... أو هكذا ظنَنّا.
وفي يومٍ من الأيام، تظهرُ أمٌّ تهتمُّ بصحة أبنائها، فتمسك بيد طفلتها الصغيرة، متجهةً نحو مركز التدريب.
قالت بثقة وهي تدفع بها إلى أبواب النادي الرياضي:
"البنت لازم تتمرَّن، الدنيا اتغيرت، ولازم تلعب أي رياضة عشان تدافع عن نفسها."
وألبست الصغيرةَ ملابس التدريب، وجعلتها تذهب إلى النادي... وهناك كان يقف "الكابتن".
ومع الأسف الشديد، لم يكن "الكابتن" فتاة، بل شابًّا في مقتبل العمر.
ثم تبدأ الصغيرةُ التمرين، فيمدُّ يده نحوها يمينًا ويسارًا، يُصحّح لها وضع الجسد، يربّت على الظهر، ويلمس القدمين، كما يقول إنه يُصحح لها "الوضعية".
الفتياتُ الأُخريات يبتسمن:
"عادي، ده الكابتن، متقلقيش... إحنا واثقين فيه."
لكن الصغيرة لم تبتسم.
رجعت إلى البيت ذلك اليوم، وفي عينيها شيءٌ غريب... نظرةٌ مترددة، وتساؤلٌ خفي، وصمتٌ طويل لم تعهده الأم من قبل.
وفي الليلة التالية، سألتها الأم، فقالت الطفلة:
"ماما... الكابتن بيلمسني كتير وأنا مكنتش مرتاحة... لكن البنات بيقولولي عادي."
فتوقفت الأم، وسكتت قليلًا.
هل سأكونُ أنا من خذل ابنتي؟
هل سأزرعُ في قلبها التوددَ للشبابِ بدلًا من الحياء؟
مع أنها كانت تحملُ في قلبها أحلامًا كبيرةً لابنتها الصغيرة.
أرادت دائمًا أن تكون ابنتها قويةً، واثقةً من نفسها، صاحبةَ شخصيةٍ سويّة.
قال رسول الله ﷺ:
"كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته" [متفق عليه].
فكم من لمسةٍ يقولون عنها "بريئة"... كانت شرارة النهاية.
ما الذي نفعله ببناتنا، ونحن نظن أننا نحميهن؟
الطفلةُ التي تربّت على الحياء، ستحفظ جسدها، وعقلها، وروحها.
أما التي ستكبر على هذه التجاوزات "المبرّرة"، فستغرق بين حدودٍ لم تُرسَم لها.
ستبني معتقداتها الأولى على ما نزرعه نحنُ بأيدينا.
غرسُ الحياء لا يبدأ بعد وقوع الخطأ،
إنه يبدأ من اللحظة التي نُربّيهم فيها أن "جسدهم أمانة"،
وأن الخصوصية لا يُمكن التهاون فيها، لا في تدريب، ولا في الحياة كلها.
ففي هذا الزمان... لا يجب أن نثق دائمًا ثقةً عمياء،
لأن "البراءة" لم تَعُد تعني شيئًا دون وعيٍ وحماية.
اللهم استودعناك أبناءنا وبناتنا... فاحفظهم بحفظك وأنت خيرٌ حافظًا وأنت أرحم الراحمين.
BY نحو تربية صالحة
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/trpwiat/6587