tg-me.com/sfsmo/25155
Last Update:
📌 جديد المقالات
﷽
🔸 الصراع للرد والنقد ... ولو على النفسية 🔸
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
بعض الناس ضيق الصدر، لا يهدأ له بال حتى يختلق خصومة، فإن لم يجد من يخاصمه، خاصم نفسه، وصارع حتى ملابسه!
وهكذا بعض المتصدرين للعلم، تراه مولعًا بالردود، يفتّش عنها تفتيشًا، وكأن الدين كله انحصر في قتال ومنازعة.
يقرأ في الردود، يكتب فيها، ينشرها صباح مساء.
وربما إن لم يجد من يرد عليه، لرد على نفسه!
ذكر عن الشاعر الحطيئة اسمه جرول بن أوس، ويُضرب به المثل في الهجاء وكان شديد السخرية ومولعا بالهجاء، هجّاءً حتى أنه لم يسلم من هجائه أحد، لا قريب ولا بعيد، حتى أمه وأباه وزوجته!
ومما يُروى عنه أنه هجى نفسه حين لم يجد أحدًا يهجوه، فقال:
أبت شفتاي اليومَ إلّا تكلُّما *** بسوءٍ، فما أدري لمن أنا قائلهُ؟!
أرى لي وجهاً شوه الله خلقه *** فقبح من وجهٍ وقبح حامله!
وقد قيل: لو وجد الحطيئة طريقًا لهجاء ظله لفعل!
فمثل هذا وهؤلاء يحتاجون إلى علاج.
أين هم من نشر توحيد الله وبيان ما يضاده؟
أين هم من عرض المسائل العملية في الحج والطلاق والمواريث والرضاع والبيوع والشهادات؟
أين هم من فقه الأخلاق وآداب المعاملة والتحذير من كبائر الذنوب؟
كثير من هؤلاء لم يُتِم قراءة كتاب فقهي واحد، فضلاً عن دراسة منهج علمي متكامل على شيخ متقن.
فلما أفلس في طلب العلم، لجأ إلى تسويد صفحاته بالردود، يسرق من هنا وهناك، ثم يُزخرفها بسجع متكلّف وعبارات منتقاة، ليخدع بها البسطاء.
واعلم –وفقك الله– أن الردود لها مكانها، لكن بضوابط الشرع، وفي حدود الحاجة، وبالعدل والإنصاف، وتقوى الله في كل حرف يُكتب.
فإن لم تتأدب بقيود العلم الشرعي، وتضبط نفسك بميزان الحكمة، فاعلم أن البهرج لا يدوم، وما أسرع ما ينكشف الغث من السمين.
(وستعلم بعد انكشاف الغبار، أفرسٌ تحتك أم حمار!).
واحذر مسلك الغيبة باسم الغيرة على الدعوة.
تكريس جلّ الوقت في الحديث عن فلان وفلان، وتتبّع الزلات، والانشغال بالطعن في الأشخاص باسم الجرح والتعديل، يُخشى أن يكون من أبواب الغيبة المحرّمة، لا من أبواب النصح أو الذب عن المنهج السلفي كما يُظن.
ويزداد الخطر إذا وقع هذا من شاب في بداية استقامته، أحاط به قوم لا همّ لهم إلا تتبّع البارزين في الساحة الدعوة، يلمزون هذا، ويغمزون ذاك، ويخوض الشاب الحدث معهم حتى يألف هذا المسلك، ويجد فيه متنفسًا.
فبعد أن كان من عوام الناس يغتاب أهل الدنيا، إذا به بعد الاستقامة يغتاب طلاب العلم والمشايخ، بل والعلماء!
وهذا مسلك خطير، يُخشى أن يهوي بصاحبه في وادٍ سحيق.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 1 المحرم سنة 1447 هـ
الموافق لـ: 25 يونيو سنة 2025 ف
📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/izeddin_abouzkhar
BY المنهج السلفي بالجزائر
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/sfsmo/25155