Telegram Group & Telegram Channel
📌 جديد المقالات

🔸 النصح التام في التساهل بإطلاق وصف النووي رحمه الله بالإمام 🔸

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فمما هو معلوم لدى أهل العلم أن العلامة النووي رحمه الله، صاحب الكتب النفيسة كـشرح صحيح مسلم ورياض الصالحين، قد خدم السنة النبوية خدمة عظيمة مشهودة، غير أن له زلات في باب الصفات، حيث وقع في تأويل بعض صفات الله عز وجل الذي خالف فيه منهج السلف، ثم رجع عن هذا المذهب الخبيث إلى مذهب السلف وألف كتابا بعنوان: (اعتقاد السلف في الحروف والأصوات) وبين فيه رجوعه وأشاد بمذهب السلف.
وقد نشأت طائفة في هذا العصر تغلّظ في الإنكار عليه، حتى بلغ ببعضهم إلى الدعوة لحرق كتبه، بل وتكفيره، والعياذ بالله، وهذا غلو مذموم يخالف منهج السلف في التعامل مع أهل العلم الذين خدموا الدين ووقعوا في خطأ عن اجتهاد وتأويل.
وقد دافع جماعة أهل العلم ممن ينتهج منهج السلف عن هذا العالم الجليل لخدمته للسنة وأن أصوله أصول أهل السنة إلا ما شذ من تأويل بعض الصفات وقد تراجع عنه.
وفي المقابل، نجد من يغلو في مدحه حتى يصفه بالإمامة المطلقة، مع أن الإمامة في الدين منزلة لا تُمنح إلا لمن استقام على منهج السلف اعتقادًا ومنهجًا وسلوكًا.
ولذلك نبه العلماء المحققون إلى ضرورة التوسط والعدل، ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، حيث استنكر التساهل إطلاق لقب (الإمام) على ابن قدامة المقدسي رحمه الله مع رسوخه في العقيدة، فكيف بمن هو دونه في هذا الباب كالنووي رحمه الله؟
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (1/ 17): ((قوله: ((من مقنع))، جار ومجرور، صفة لمختصر. و ((مقنع)) اسم كتاب للموفق رحمه الله، مؤلف ((زاد المستقنع)).
قوله: ((الإمام))، هذا من باب التساهل بعض الشيء، لأن الموفق ليس كالإمام أحمد، أو الشافعي، أو مالك، أو أبي حنيفة، لكنه إمام مقيد، له من ينصر أقواله ويأخذ بها، فيكون إماما بهذا الاعتبار، أما الإمامة التي مثل إمامة الإمام أحمد ومن أشبهه فإنه لم يصل إلى درجتها.
وقد كثر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند الناس؛ حتى إنه يكون الملقب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمر لو كان لا يتعدى اللفظ لكان هينا، لكنه يتعدى إلى المعنى؛ لأن الإنسان إذا رأى هذا يوصف بالإمام تكون أقواله عنده قدوة؛ مع أنه لا يستحق)) اهـ.
بل وقع التساهل أكثر بوصف السيوطي بالإمام، كما صنعه بعض المحققين في مقدمات كتبهم، كالحجوري وعلي الحلبي، مع أن للسيوطي أخطاء مشهورة في مسائل الاعتقاد.
والإمامة في الدين منزلة عالية لا تتحقق إلا لمن كان صحيح المعتقد سليم المنهج.
وعليه، فالواجب أن يُعرف للعالم قدره، وتُذكر محاسنه، وتُحذر زلاته، دون إفراط أو تفريط. فلا يُرفع فوق منزلته ولا يُسقط بالكلية، بل يُعامل بالعدل والإنصاف، وهو منهج أهل السنة والجماعة.
عليه: فوصف بعض المشايخ وطلاب العلم للنووي بالإمام فيه تساهل.
والعلامة ابن عثيمين رحمه الله استنكر إطلاق وصف الإمام للعلامة ابن قدامة المقدسي رحمه الله صاحب المغني ومن باب أولى عدم وصف النووي رحمه الله بهذا الوصف، وذلك لأن ابن قدامة رحمه الله أرسخ في الاعتقاد من النووي.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 29 ذي الحجة سنة 1446 هـ
الموافق لـ: 25 يونيو سنة 2025 ف

📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/izeddin_abouzkhar



tg-me.com/sfsmo/25135
Create:
Last Update:

📌 جديد المقالات

🔸 النصح التام في التساهل بإطلاق وصف النووي رحمه الله بالإمام 🔸

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فمما هو معلوم لدى أهل العلم أن العلامة النووي رحمه الله، صاحب الكتب النفيسة كـشرح صحيح مسلم ورياض الصالحين، قد خدم السنة النبوية خدمة عظيمة مشهودة، غير أن له زلات في باب الصفات، حيث وقع في تأويل بعض صفات الله عز وجل الذي خالف فيه منهج السلف، ثم رجع عن هذا المذهب الخبيث إلى مذهب السلف وألف كتابا بعنوان: (اعتقاد السلف في الحروف والأصوات) وبين فيه رجوعه وأشاد بمذهب السلف.
وقد نشأت طائفة في هذا العصر تغلّظ في الإنكار عليه، حتى بلغ ببعضهم إلى الدعوة لحرق كتبه، بل وتكفيره، والعياذ بالله، وهذا غلو مذموم يخالف منهج السلف في التعامل مع أهل العلم الذين خدموا الدين ووقعوا في خطأ عن اجتهاد وتأويل.
وقد دافع جماعة أهل العلم ممن ينتهج منهج السلف عن هذا العالم الجليل لخدمته للسنة وأن أصوله أصول أهل السنة إلا ما شذ من تأويل بعض الصفات وقد تراجع عنه.
وفي المقابل، نجد من يغلو في مدحه حتى يصفه بالإمامة المطلقة، مع أن الإمامة في الدين منزلة لا تُمنح إلا لمن استقام على منهج السلف اعتقادًا ومنهجًا وسلوكًا.
ولذلك نبه العلماء المحققون إلى ضرورة التوسط والعدل، ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، حيث استنكر التساهل إطلاق لقب (الإمام) على ابن قدامة المقدسي رحمه الله مع رسوخه في العقيدة، فكيف بمن هو دونه في هذا الباب كالنووي رحمه الله؟
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (1/ 17): ((قوله: ((من مقنع))، جار ومجرور، صفة لمختصر. و ((مقنع)) اسم كتاب للموفق رحمه الله، مؤلف ((زاد المستقنع)).
قوله: ((الإمام))، هذا من باب التساهل بعض الشيء، لأن الموفق ليس كالإمام أحمد، أو الشافعي، أو مالك، أو أبي حنيفة، لكنه إمام مقيد، له من ينصر أقواله ويأخذ بها، فيكون إماما بهذا الاعتبار، أما الإمامة التي مثل إمامة الإمام أحمد ومن أشبهه فإنه لم يصل إلى درجتها.
وقد كثر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند الناس؛ حتى إنه يكون الملقب بها من أدنى أهل العلم، وهذا أمر لو كان لا يتعدى اللفظ لكان هينا، لكنه يتعدى إلى المعنى؛ لأن الإنسان إذا رأى هذا يوصف بالإمام تكون أقواله عنده قدوة؛ مع أنه لا يستحق)) اهـ.
بل وقع التساهل أكثر بوصف السيوطي بالإمام، كما صنعه بعض المحققين في مقدمات كتبهم، كالحجوري وعلي الحلبي، مع أن للسيوطي أخطاء مشهورة في مسائل الاعتقاد.
والإمامة في الدين منزلة عالية لا تتحقق إلا لمن كان صحيح المعتقد سليم المنهج.
وعليه، فالواجب أن يُعرف للعالم قدره، وتُذكر محاسنه، وتُحذر زلاته، دون إفراط أو تفريط. فلا يُرفع فوق منزلته ولا يُسقط بالكلية، بل يُعامل بالعدل والإنصاف، وهو منهج أهل السنة والجماعة.
عليه: فوصف بعض المشايخ وطلاب العلم للنووي بالإمام فيه تساهل.
والعلامة ابن عثيمين رحمه الله استنكر إطلاق وصف الإمام للعلامة ابن قدامة المقدسي رحمه الله صاحب المغني ومن باب أولى عدم وصف النووي رحمه الله بهذا الوصف، وذلك لأن ابن قدامة رحمه الله أرسخ في الاعتقاد من النووي.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 29 ذي الحجة سنة 1446 هـ
الموافق لـ: 25 يونيو سنة 2025 ف

📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/izeddin_abouzkhar

BY المنهج السلفي بالجزائر


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/sfsmo/25135

View MORE
Open in Telegram


telegram Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The seemingly negative pandemic effects and resource/product shortages are encouraging and allowing organizations to innovate and change.The news of cash-rich organizations getting ready for the post-Covid growth economy is a sign of more than capital spending plans. Cash provides a cushion for risk-taking and a tool for growth.

A project of our size needs at least a few hundred million dollars per year to keep going,” Mr. Durov wrote in his public channel on Telegram late last year. “While doing that, we will remain independent and stay true to our values, redefining how a tech company should operate.

telegram from us


Telegram المنهج السلفي بالجزائر
FROM USA