tg-me.com/sfsmo/25114
Last Update:
📌 جديد المقالات
﷽
🔸 الابن التقني 🔸
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن الكلمة سلاح ذو حدّين: ترفعك إن طابت، وترديك إن خبثت.
عن بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة)).
أخرجه الترمذي وابن ماجه ومالك وأحمد وابن حبان والحاكم؛ وصححه الألباني.
الكلمة الطيبة كابن بارّ، يشرح الصدر ويبعث الفخر، والكلمة الخبيثة كابن عاق، يجلب الحزن ويورث الندم.
وما تبثه عبر منصات التواصل من كلمات أو صوتيات أو مرئيات، هو بمنزلة الأبناء، لكنها أبناء رقمية وتقنية تُنسب إليك وتشهد لك أو عليك.
والعاقل يحرص على حسن تربية أبنائه، أن يظهرهم في أحسن هيئة، فليحرص أشد على انتقاء كلماته كما تنتقي أطايب الثمر، فإنها صورتك أمام الناس وعنوانك في الدنيا، وسطره في صحيفة عمله وشاهد عليك في الآخرة.
وادعُ لكلماتك بالخير كما تدعو لأبنائك، ولا تتسرع بالدعاء عليها إن ضاقت نفسك بها، بل راجعها وأصلحها أو اتركها.
وكما يُكرم الابن الصالح ويشاد به، فإن الكلمة الطيبة تُشجَّع وتُحتفى بها، وكما يُؤدب الابن العاق، فالكلمة السيئة تُنقَد وتُرَد.
فأحسن لمولود قلمك، وازرع أثرًا يُشرفك يوم تُعرض صحائفك.
وكما تخص أبناءك التقنيين بالدعوات الصالحة، فأكرم أبناء إخوانك الدعويين والتقنيين بدعوات طيّبة، فإن من أجمل ما يُهدى إليهم دعوة في ظهر الغيب. ومثل هذه الدعوات يعود نفعها عليك وعلى أبنائك، فهي بركة متبادلة وخير متواصل.
وكما تحرص على تقويم أبنائك التقنيين، فلتكن لك يد نصح ورعاية لأبناء المسلمين في هذا المجال؛ نصحًا ينبع من المحبة، ويُؤدى برفق، إحياءً لخلق النصيحة، وأداءً لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وإن قدمت النصح، فليكن بلين وحرص على الإصلاح، لا بغلظة تفسد ولا بشدّة تنفر. فكم من كلمة قاسية صدّت، وكلمة لطيفة أثّرت؟
قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ}.
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((وقوله: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت : 46] فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون، عليهما السلام، حين بعثهما إلى فرعون فقال: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه : 44])) اهـ.
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)).
أخرجه مسلم.
قال الوالد العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في ((الحث على المودة والائتلاف والتحذير من الفرقة والاختلاف)) كما في ((المجموع)) (1/485): ((الأصل في الدعوة: اللين، والرفق، والحكمة، هذا الأصل فيها)) اهـ.
وعلى الأبناء التقنيين أن يُقبلوا النصيحة التي توافق الحق، ولو جاءت في قالب شديد، فالمقصود هو المضمون لا الأسلوب، والحكمة أن تأخذ ما صح وتدع ما شذ، فذلك ميزان العقل، وزينة الرأي.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 29 ذي الحجة سنة 1446 هـ
الموافق لـ: 25 يونيو سنة 2025 ف
📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/izeddin_abouzkhar
BY المنهج السلفي بالجزائر
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/sfsmo/25114