tg-me.com/science9897/7813
Last Update:
من نقطةِ النظرِ البعيدةِ هذه، قد لا تبدو للأرضْ أيّةُ أهميةٍ . ولكن بالنسبةِ لنا الأمرُ مختلفْ. أعد النظر لتلك النقطة بتفكير واسع ...
إنها هنا!
إنها الوطن!
إنها نحن!
فعليها: كلُّ من تحبْ، كل من تعرف .. كلُّ كائنٍ بشريٍ وُجد طوال التاريخ .. عاش حياته هناك. مجموع كلِّ الأفراحِ والأحزانِ. آلاف الأديانِ والمعتقدات ومذاهبِ الحياةِ. كلُّ صيادٍ وقاتلٍ ! كلُّ بطلٍ وجبان ! كلُّ خالقٍ وهادمٍ لحضارة ! كلُّ ملكٍ وفلاّح !
كلُّ عاشقان .. كلُّ أمِّ وأبٍ، طفلٍ ذي أمل وابتسامة . كل مخترعٍ ومكتشف. كلُّ ناشرٍ لخلقٍ حميد، كلُّ سياسيّ فاسد
كلُّ قائدٍ عظيم. كلُّ متدينٍ ومذنبٍ في تاريخِ وجودِ كائننا البشريّ. كلُّهم عاشوا هناك.. على ذرةٍ من غبار، عالقةٍ في شعاعٍ شمسي. الأرض ليست سوى بقعةٍ صغيرةٍ للغاية، في مسرحٍ كونيّ عظيم!.
لنفكر لوهلةٍ في أنهارِ الدماءِ التي أراقها جنرالاتُ الحربِ وأباطرتَها ! لينتصروا ويصبحوا أسيادً لحظيينَ ! على جزءٍ عشريّ من نقطة. تفكر لوهلةٍ بالقسوة التي ملأتْ قلبَ شعبٍ عاش على إحدى زوايا هذه النقطة، ليغور ويتغلب على شعبٍ آخرَ، عاش على زاويةٍ أخرى منها، بالكاد نستطيع التمييز بينهما.
كم كان جهلُهُم، وسوءُ فهمهم للآخر؟!
كم كان غرورهم، ليقتُل أحدُهم الآخر؟!
كم كانت كراهيتُهم الشديدة وبغضَهم لبعضِهم البعضْ؟!
إنَّ نظرتَنا لأنفسِنا، وتخيلَنا لوجودِ أهميةٍ لنا نحن البشر. إنَّ ذلك الوهم: بأن لنا مكانةَ خاصة، للاستحواذ على هذا الكون. كلُّ تلك الأوهامْ، تعترضُها بقوةٍ.. نقطةُ الضوءِ الباهتِ تلك.
كوكبنا، هو ومضةٌ وحيدة، في فراغٍ كونيٍّ مظلم. خلال وجودنِا في هذا الظلام الهائل، لا نمتلك أيَّ دليلٍ بأن مساعدةً ستأتي يوماً من الخارج، لإنقاذنا، من أنفسنا. للآن، الأرض هو الكوكب الوحيد الذي يمكنه احتضان الحياة، ولا يوجد أيُّ مكانٍ –على الأقل خلال الفترة القريبة هذه- يمكننا الرحيل إليه. ربما يمكننا زيارة الخارج، أما البقاء خارجَ الأرض! فليس بممكنٍ بعد. سواءٌ أعجبتك الفكرة أم لا؛ هذا الكوكب: هو مصيرُنا.
#كارل_ساغان
#منقوله
BY Science

Share with your friend now:
tg-me.com/science9897/7813