tg-me.com/mesbah_qom/443
Last Update:
"وضحَّيْتُ ببَيْدقٍ..".
منذ عدة أشهر، شاهدت عدة حلقات وثائقية عن جهاز الموساد الإسرائيلي، وكانت اللقاءات مع عدد من الأشخاص الذين عملوا فيه لفترة معينة، وكان موضوع الحديث عن تجاربهم الأمنية في لبنان ومصر وسوريا وأوروبا. خلال اللقاءات، طُرحت قضايا ونقاط ذات أهميّة تكشف بشكل عام عن طبيعة العمل الأمني دون الدخول في الخصوصيات المحظورة.
جرى الحديث عن بعض الحوادث التي مرّت بأولئك الأشخاص، ومن القصص التي لفتت الانتباه وبقيت عالقةً في الذهن قصة هذا الضابط الذي عمل في الساحة اللبنانية خلال فترة وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، ومن الأحداث التي مرّت به أنه تعامل مع راعي أغنام على الحدود اللبنانية الفلسطينية، ولسببٍ ما اختار ذلك الراعي أن يتواصل مع الجانب الإسرائيلي لبعض المصالح، وذات يوم أخبرهم بهجوم مسلح كان سيستهدف نقطة عسكرية على الحدود، وذلك بعد أن تواصلت معه الجهة المخططة للهجوم للاستفادة من معرفته بالمنطقة. أبلغ الجانب الإسرائيلي بالتفاصيل، ولكنه لسوء حظّه أُلزم بالحضور مع تلك الجهة وقت الهجوم، فأخبر الراعي ضابط الموساد بذلك مُبدياً قلقه من التعرض للأذى خلال الاشتباك، فطمأنه بأنهم سيراعون أمره للحفاظ على سلامته.
جاءت ساعة الهجوم، وبدأ الاشتباك مع الطرف المتهيّئ لأدنى التفاصيل، وخلال تبادل إطلاق النار أصبح الجانب الإسرائيلي أمام خيار القصف بشكل يعرّض الراعي العميل للخطر، وإلا لن تتم إبادة المجموعة المهاجمة، فقرر الضابط الإسرائيلي أن يمضي على أساس هذا الخيار رغم أنه سيعرض العميل للقتل. وبالفعل، تم إطلاق النار، وقُتل العميل، .. وفي حكاية ذلك عبّر هذا الضابط عن هذا الموقف بأنه كان كلعبة الشطرنج، وكان ذلك العميل بيدقاً تمت التضحية به.
أغلب الذين يسيرون في ركاب المشروع الأمريكي في المنطقة هم بيادق ستتم التضحية بهم في وقت الأزمة، وسيقدمهم الأمريكي قرباناً لحماية مصالحه الأساسية.
هؤلاء الخدم الصغار يظنون أنفسهم ذوي مكانة وحظوة لدى الإسرائيلي والأمريكي، ولكن الساعات الحرجة سوف تكشف لهم عن حجمهم الحقيقي. لحظات المواجهة ستكون كفيلةً بهذا الأمر، فتعساً لمن باع دنياه وآخرته وخان أهله وبلده لدنيا العدو الذي لا يتعاطف مع عبيده.
BY مصباح الهداية

Share with your friend now:
tg-me.com/mesbah_qom/443