tg-me.com/lilahiqalami/6016
Last Update:
بعض الناس يجعل للمرأة مركزية في أي خطاب موجّه بشكل عام.
ويرى قمة إبداع وجمال هذا الخطاب بمدى الجمال والمدح الذي يضعه في المرأة.
فيجعله يترك كل الفوائد التي يمكن انتقاؤها من الكتاب ويتمسك فقط بتلك التي يمكن أن يكون لها جانبًا يرضي غرضي.
هذه النظرة تضر أتباعها بشكل خفيّ، يعني مثلا عندما تأتي وتقول للمرأة:
«يا له من دين جعل الزوجة وطن! ❤»
ثم تأتي هذه المرأة فتقرأ في تفسير «السفهاء» في قوله:
{ وَلَا تُؤۡتُوا۟ ٱلسُّفَهَاۤءَ أَمۡوَ ٰلَكُمُ ٱلَّتِی جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ قِیَـٰمࣰا وَٱرۡزُقُوهُمۡ فِیهَا وَٱكۡسُوهُمۡ وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٥]
ستجد هذه المرأة أن السفهاء على أكثر القول هما المرأة واليتيم!
هذه المرأة التي اعتادت على القلوب والرومانسية، والتي قيل عنها فوق أنها «وطن❤»، كيف ستتقبل هذا الأمر بصدر رحب ولا يكون في نفسها غضاضة منه؟
تأويل أقوال الشيخ على محمل الرومانسية واتخاذ هذا الأمر عادة هذا مسلك غير سليم وضرره بعيد المدى.
ومعارضتنا له هو نفس سبب معارضتنا لعبارة:
« الإسلام كرّم المرأة »
الإسلام بالفعل كرم المرأة وكرم الرجل، لكن لماذا تم اقتطاع الجزء الأول فقط من التكريم؟
ولماذا أوهمنا المرأة أن هذا الدين لن يحزنها في شيء وأنه دين رومانسي لطيف جميل؟!
كما أنه مُوضّح أنه انتزاع من السياق، فالكتاب يتحدث عن فقه الصلاة وذكره لهذا الأمر ليس مجرد ذكر للتلطف مع النساء في المقام الأول، بل له غرض أساسيّ ولا يصح تأويل هذا الغرض في غير محله وجعل الغرض الأساسيّ منه هو الرومانسية ومدح المرأة.
(مع الإقرار أن الزوجة بالفعل سكن ووطن لزوجها)
وهذا في الواقع حدث مع قول رسول الله ﷺ:
«إنَّما النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ»
فاقتطعت من سياقها، وفيما بعد أُخذت على أنها دليل على تساوي الرجل والمرأة وهكذا.
وكما أننا نهاجم ونعترض على من يسب النساء فيقول:
« أنتن ناقصات عقل ودين! »
بالرغم من أنها لفظة شرعية أيضا ولكنها مقتطعة من سياقها ومؤولة على غير محملها.
فالقاعدة واحدة، لا يصح التأويل على غير المراد، سواء هذا في مدح النساء أو ذمهم.
فإن كنت معترضا على وصف النساء بالناقصات عقل ودين لأنه تأويل واقتطاع = فاعترض أيضا على وصفهن بالوطن باستخدام الرومانسية الصماء.
وإلا فاعتراضك هذا اعتراض هوى.
والله المستعان.
#روضات
BY للهِ قلمي ✒

Share with your friend now:
tg-me.com/lilahiqalami/6016