Telegram Group Search
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 228 ـــــــــــــــــــــــــــــ وكل الصبر واحد، وهو بذل الطاقة وتحمل المشقة ضد ما ترغب النفس. وإنما قسموه أقساما باعتبار اختلاف موارده وكلها ما لا ترغب فيها النفس. كالصبر على الطاقة والصبر على المعصية والصبر على البلاء. وإنما…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 229
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جعفر.

والعفة هي الترك استغناءا عن الشي‏ء. يعني سواء رغبت نفسه به فعلا أو لا.

ومنه التعفف عن أموال الآخرين. وهي عفة البطن، والتعفف عن أزواج الآخرين والنساء الأخريات، وهي عفة الفرج.

فإن كان الفعل حراما، كانت عفة واجبة.

وإلا فهي راجحة على أي حال. لأن التعفف والاستغناء عن أمور الدنيا مطلوب أخلاقيا.

إلا أنه سيكون صعبا مع حب الدنيا وسهلا مع تركه وتركها.

ومنها: الحلم.
وهو كظم الغيظ.
قال رسول الله (ص): ما أعز الله بجهل قط، ولا أذل بحلم قط.

وقال أمير المؤمنين (ع) أول عوض للحليم على حكمه: إن الناس أنصاره على الجاهل.

وقال الرضا (ع): لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما.

ومن الواضح من هذه النصوص أن اللغة قد جعلت الجهل ضد الحلم.

وليس ضد العلم كما هو المتعارف الآن.

ومنه قول الشاعر:

ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا

فإذا كان الحلم هو كظم الغيظ، كان الجهل إظهاره، وهو ما يسمى الآن بالعصبية والغضب.

وهو مما قد تحمل عليه النفس وتدعو إليه وخاصة في أوقات الحرج والتحدي.

مع العلم أن الاستجابة لها قد تكون حراما. كما لو كان غضبا ضد بعض الأولياء أو العلماء.

وأما أخلاقيا فالاستجابة لها مطلقا ممنوع.

إلا في موارد الغضب الواجب، وهو الغضب لله ضد وقوع المحرمات أو ترك الواجب أو هتك المحرمات.

ومنها التواضع: قال الله تعالى: ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 230
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 230
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقال رسول الله (ص): من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصر في معيشته رزقه الله ومن بذر صرعه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله.

والتواضع إظهار الضعة، كما أن التكبر إظهار الكبر.

والمراد اخلاقيا من الاعفة والكبر الصفة الواقعية لا الظاهرية. أو قل: المعنوية وليس الدنيوية.

فإن الصفة الدنيوية ممقوتة على أي حال، كإظهار التكبر الدنيوي، حتى لو كان صادقا، بل إن إظهار التواضع الدنيوي لمجرد أنه فقير الحال أو أنه أقل من صاحبه في المنزلة الاجتماعية، لا أثر له أخلاقيا إطلاقا.

وإنما لا بد من أن يكون التواضع للخلق تواضعا لله وفي سبيل الله لكي يكسب الأهمية الأخلاقية المحمودة.

والتكبر مذموم حتى لو كان أخرويا وكان صادقا، إلا في موارد إقامة الحجة على صفات معينة ضد الخصوم كصفة الرسالة للنبي (ص) والإمامة للإمام (ع) وإلا لم تجز، بخلاف التواضع الأخروي، فإنه محمود مطلقا ومنتج للتكامل أكيدا.

ومن هنا سمي أمير المؤمنين (ع) أبا تراب، لأنه كان يقنع من نفسه الجلوس على التراب.

وكان رسول الله (ص) يجلس جلسة العبد ويأكل أكل العبد ويأكل مع العبيد وورد: أنه من كان في قلبه ذرة كبر فهو شرك.

وورد: أنه من كان يرى نفسه أحسن من بعض خلق الله ففي قلبه شي‏ء من الكبر.

ومنها: إنصاف الناس ولو من النفس. قال رسول الله (ص): سيد الأعمال إنصاف الناس من نفسك.

ومواساة الأخ في الله تعالى على كل حال.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 231
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 231
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا الإنصاف يكون بالأخذ بحقوقهم والعمل بها والاهتمام بها.

فأن انضم إلى ذلك ترك حق نفسه والتنازل عنه كان أفضل.

ومن ذلك دفع دين الدائن والقبول بالعقوبة كالحد والتعزير، وإرضاء الغضبان، واحترام من يستحق الاحترام شرعا، وصلة الرحم، وقضاء حاجة المحتاج ولو بحرمان النفس ولو قليلا، أو كان في قضاء تلك الحاجة جهد أو ذلة، إلى غير ذلك.

ومنها: اشتغال الإنسان بعيبه عن عيوب الناس. قال رسول الله (ص): طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس.

طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين.

وقال‏ (ص): إن أسرع الخير ثوابا البر وإن أسرع الشر عقابا البغي وكفى بالمرأ عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه في نفسه.

وأن يعير الناس بما لا يستطيع. وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

والمقصود هنا اشتغال الإنسان بعيبه بإزاء النظر إلى عيوب الناس واشتغاله بالإزراء بهم والتكبر عليهم.

فإن ذلك يعد منقصة أخلاقية أكيدة.

وأما النظر إلى عيوب الناس لأجل إصلاحهم، فهو راجح بل قد يكون واجبا والتذكير بها من الأمر بالمعروف بكل تأكيد.

كما أنه ليس المراد اشتغال الإنسان بعيبه حتى عن ذكر الله سبحانه.

فإنه ممقوت أخلاقيا، بل يمكن الجمع بينهما يعني الالتفات إلى العيوب تواضعا أمام الله سبحانه وتقديما للذلة والعجز أمامه.

وأما قوله (ص) طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس.

فهو مطابق‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 232
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 231 ـــــــــــــــــــــــــــــ وهذا الإنصاف يكون بالأخذ بحقوقهم والعمل بها والاهتمام بها. فأن انضم إلى ذلك ترك حق نفسه والتنازل عنه كان أفضل. ومن ذلك دفع دين الدائن والقبول بالعقوبة كالحد والتعزير، وإرضاء الغضبان، واحترام من يستحق…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 232
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لقوله تعالى: ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله‏.

وقوله تعالى: لا يخافون لومة لآئم‏.

فإن المفروض بالمؤمن قوة الإرادة ضد كل ما يبعد عن الله سبحانه وتعالى.

ومنها: إصلاح النفس عن ميلها إلى الشر.

قال الله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي‏.

وقال سبحانه: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا.

وقال أمير المؤمنين (ع): من أصلح سريرته أصلح الله علاينته، ومن عمل لدينه كفاه الله دنياه.

ومن أحسن فيما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

ومنها: الزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها.

قال أبو عبد الله (ع): من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه.

وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها. وأخرجه منها سالما إلى دار السلام.

وقال رجل: قلت لأبي عبد الله (ع): إني لا ألقاك إلا في السنين، فأوصني بشي‏ء حتى آخذ به.

فقال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد وإياك أن تطمع إلى من فوقك. وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله: لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا.

وقال تعالى: ولا تعجبك أموالهم وأولادهم‏. فإن خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله (ص) فإنما كان قوته من الشعير وحلواه من التمر ووقوده من السعف إذا وجده.

وإن أصبت في نفسك أو مالك أو ولدك، فاذكر مصابك برسول الله (ص) فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 233
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 233
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفقرة (15) خطبة أمير المؤمنين‏

وقال أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة: من عظمت الدنيا في عينه وكبر موقعها في قلبه آثرها على الله تعالى، فانقطع إليها وصار عبدا لها.

ولقد كان في رسول الله (ص) كاف في الأسوة.

ودليل لك على ذم الدنيا وعيبها وكثرة مخازيها ومساويها.

إذ قبضت عنه أطرافها ووطئت لغيره أكنافها وفطم عن رضاعها وزوي عن زخارفها.

وإن شئت ثنيت بموسى كليم الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: إني لما أنزلت إلي من خير فقير.

والله ما سأله إلا خبزا يأكله، لأنه كان يأكل من بقلة الأرض.

ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه، لهزاله وتشذب لحمه.

وإن شئت ثلثت بداوود صلى الله عليه صاحب المزامير وقارئ أهل الجنة.

فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده، ويقول لجلسائه أيكم يكفيني بيعها.

ويأكل قرص الشعير من ثمنها.

وإن شئت قلت في عيسى ابن مريم (ع).

فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب، وكان إدامه الجوع، وسراجه بالليل القمر، وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها.

وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم. ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه، ولا مال يلفته ولا طمع‏،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 234
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 233 ـــــــــــــــــــــــــــــ الفقرة (15) خطبة أمير المؤمنين‏ وقال أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة: من عظمت الدنيا في عينه وكبر موقعها في قلبه آثرها على الله تعالى، فانقطع إليها وصار عبدا لها. ولقد كان في رسول الله (ص) كاف في…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 234
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يذله. دابته رجلاه وخادمه يداه.

فتأس بنبك الأطيب الأطهر، (ص). فإن فيه أسوة لمن تأسى وعزاء لمن تعزى.

وأحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه المقتفي لأثره قضم الدنيا قضما ولم يعرها طرفا.

أهضم أهل الدنيا كشحا وأخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها.

وعلم أن الله أبغض شيئا فأبغضه وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره.

ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله رسوله، وتعظيمنا ما صغر الله ورسوله لكفى به شقاقا لله ومحادة عن أمر الله.

ولقد كان (ص) يأكل على الأرض ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه.

ويركب الحمار العاري ويردف خلفه.

ويكون الستر على باب بيته، فتكون فيه التصاوير، فيقول: يا فلانة- لإحدى أزواجه- غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها.

فأعرض عن الدنيا بقلبه وأمات ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكي يتخذ منها رياشا، ولا يعتقدها قرارا ولا يرجو فيها مقاما.

فأخرجها من النفس وأشخصها عن القلب وغيبها عن البصر.

وكذا من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه وأن يذكر عنده.

ولقد كان في رسول الله (ص)، ما يدل على مساوئ الدنيا وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته.

فلينظر ناظر بعقله أكرم الله محمدا بذلك أم أهانه.

فإن قال: أهانه، فقد كذب والعظيم.

وإن قال: أكرمه.

فليعلم أن الله تعالى قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له وزواها عن أقرب الناس منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 235
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 235
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فتأسى متأس بنبيه، واقتفى أثره، وولج مولجه.

وإلا فلا يأمن الهلكة. فإن الله جعل محمدا (ص) علما للساعة ومبشرا بالجنة ومنذرا بالعقوبة.

خرج من الدنيا خميصا وورد الآخرة سليما. لم يضع حجرا على حجر، حتى مضى لسبيله وأجاب داعي ربه.

فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه، وقائدا نطأ عقبه. والله قد رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها. ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها.

فقلت: اغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فقه_الأخلاق، ج‏2، ص: 236
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 235 ـــــــــــــــــــــــــــــ فتأسى متأس بنبيه، واقتفى أثره، وولج مولجه. وإلا فلا يأمن الهلكة. فإن الله جعل محمدا (ص) علما للساعة ومبشرا بالجنة ومنذرا بالعقوبة. خرج من الدنيا خميصا وورد الآخرة سليما. لم يضع حجرا على حجر، حتى مضى…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 236
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفقرة (16) في ذكر بعض الأمور التي هي من المنكر

في ذكر بعض الأمور التي هي من المنكر.
منها: الغضب.

قال رسول الله (ص): الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل.

وقال أبو عبد الله (ع): الغضب مفتاح كل شر، وقال أبو جعفر (ع): إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار.

فأيما رجل غضب على قومه وهو قائم فليجلس من فوره ذلك.
فإنه سيذهب عنه رجس الشيطان.
وايما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه.
فإن الرحم إذا مست سكنت.

أقول‏: فهنا نقطتان:

#النقطة_الأولى: إن الغضب قد يكون للدنيا، كما هو الأغلب في أوضاع الناس، وقد يكون للآخرة، والمفهوم منه إنما هو الأول.

وهو المراد من هذه الأخبار، حملا لها على الأعم الأغلب.

وبملاحظة أخرى: إن المهم في تحمل المسؤولية هو استعمال الغضب وإظهاره والسير في اتجاهه.

وعندئذ فقد يكون ما يفعله الفرد حراما وقد يكون مباحا وقد يكون واجبا من الناحية الشرعية.

فإن كان واجبا فلا غضاضة فيه، بل يعتبر تركه جريمة شرعا وأخلاقيا، وهو الغضب لله سبحانه.

وأما غيره ففيه خلة أخلاقية بلا أشكال.

وإن كان من‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 237
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 237
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الناحية الفقهية لا يمكن القول بحرمته، إلا إذا استتبع فعلا حراما.

وأما الفعل المباح فليس ممنوعا فقهيا، ولكنه مرجوح أخلاقيا.

فإذا علمنا أن نسبة الغضب الواجب إلى غيره نسبة قليلة لا محالة.

علمنا كيف أن الصفة الأخلاقية العامة للغضب هي الغضاضة والمرجوحية.

ومن هنا كان النهي عنه في الروايات مطلقا.

#النقطة_الثانية: إن الرواية تعطي طريقتين لكتم الغضب ودفعه، إن لم يمكن الصبر عليه بالمباشرة.

وذلك بإحد طريقتين، كلتاهما من الفهم الباطن للقوانين الكونية.

#الطريقة_الأولى: إنه إذا غضب وهو قائم فإنه يجلس، فإنه يذهب عنه رجس الشيطان.

وبحسب فهمي، فإن المهم تغيير الحالة التي هو فيها، وإنما ذكر ذلك لمجرد المثال.

وبالطبع فإنه إنما يذهب إذا أراد الفرد بذلك زواله، دون ما إذا تمسك به، أو لم يقصد ذلك أو كان غافلا عن نتيجته كما هو الأغلب.

#الطريقة_الثانية: إنه إذا كان الطرفان من ذوي الأرحام، أي من عشيرة واحدة، كفى اللمس المباشر في إطفاء الغضب.

لأن الرحم قد تضطرب (فإذا مست سكنت) وهو قانون باطني لا حاجة إلى الإفاضة في ذكره.

وظاهر العبارة أن أيا منهما مس الآخر سكن غضب الغضبان.
فإن الغاضب نفسه إن مس صاحبه سكن.

وكذلك العكس، وهو واضح في سياق الرواية، لأنه قال: فليدن منه والدنو من الغضبان صعب ما دام الغضب ضده.

إذن، فالماس هو الآخر وليس الغاضب نفسه.

وهذا معناه أن غضب الغاضب سوف يقل أو يزول رغما عليه، وإن لم يرد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 238
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 237 ـــــــــــــــــــــــــــــ الناحية الفقهية لا يمكن القول بحرمته، إلا إذا استتبع فعلا حراما. وأما الفعل المباح فليس ممنوعا فقهيا، ولكنه مرجوح أخلاقيا. فإذا علمنا أن نسبة الغضب الواجب إلى غيره نسبة قليلة لا محالة. علمنا كيف…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 238
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك وإن لم يلتفت إليه، بل وإن لم يكن مطلعا على هذه الفكرة، وهذا القانون.

وهذا أمر محتمل، بل مجرب.

ومنها: الحسد. قال أبو جعفر وأبو عبد الله: إن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب.

وقال رسول الله (ص) ذات يوم لأصحابه: إنه قد دب إليكم داء الأمم ممن قبلكم.

وهو الحسد. ليس بحالق الشعر ولكنه حالق الدين.

وينجي منه أنه يكف الإنسان يده ويخزن لسانه، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن.

والحسد أخلاقيا هو تمني زوال النعمة عن الآخر، وانتقالها إليه أو اتصافه بها، ومن هنا قد يفعل الأفاعيل ضد الآخر حسدا له.

ولذا تنهى الرواية عن ذلك بقوله: ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن.

ومن ذلك‏: الحسد الذي اتصف به إبليس ضد آدم (ع)، لما رآه أشرف منه، فسعى به حتى خدعه وورطه.

وقال الأخلاقيون‏: إن الحسد هو تمني زوال النعمة عن الآخر، فإن لم يكن فيه ذلك، وإن كان يتمناها لنفسه، بحيث يتمنى اجتماع النعمتين لهما معا.

فهو الغبطة وليس الحسد.

ومن الواضح انه إذا لم يتمن زوال النعمة عن صاحبه لم يمكر به.

فلا تكون للغبطة نتائج السوء لتي للحسد.

ومن الطبيعي أن الحسد يحلق الدين، كما في الرواية، أي يزيله ويتلفه.

لأن المهم وإن كان هو عاطفة الحسد، إلا أن الأهم هو العمل السيئ الذي يقوم به الحاسد.

وكله عمل محرم، لأنه من إيذاء المؤمن والإضرار به.

وكل من يفعل المحرم، أو لا مانع له من ذلك، فهو غير متورع أكيدا، يعني غير متصف بالورع فضلا عن التقوى.

فيكون مشمولا للقاعدة التي تقول: لا دين لمن لا ورع له.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 239
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 239
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومما يحسبه الناس من الحسد: الإصابة بالعين.

وإنما حسبوه منه عجزا منهم عن تفسيره.

وإلا فهو أيضا من القوانين الكونية الباطنة، كما سبق أن قلنا في بعض حالات الغضب.

وربما تستفاد إصابة العين من بعض آيات القرآن الكريم.

حيث يوصي النبي يعقوب (ع) أولاده قائلا: لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة.

فإن هدفه من ذلك دفع العين عنهم وعدم إصابتهم بالضرر من هذه الناحية.

إذ أن الناس إذا رأوا تجمعهم وجمالهم وقوتهم، فقد يصابون بالعين، بخلاف ما إذا تفرقوا ودخلوا من أبواب متفرقة.

وهذه جهة مجربة لكثير من الناس.

ويحتوي من الناحية النفسية للناظر على استعظام ما ينظر إليه، إما لكثرته أو لجماله أو لغناه أو لصحته أو لأي شي‏ء آخر. فيكون الجانب المنظور والمركز عليه مؤذنا بالزوال سواء أراد الناظر ذلك أم أباه، وسواء التفت إليه أو لا.

وهذا معنى أن إصابة العين تكون قهرية على الناظر فضلا عن المنظور إليه.

فلا تكون قسما من الحسد بطبيعة الحال. ولكن قد تكون اختيارية للناظر، فيكون فيها تعمد الإضرار بالغير، فتكون شبيهة بالحسد جدا.

ومن ذلك ما إذا قلنا إن إصابة العين متوقفة على التلفظ بالاستعظام. كقولك: ما أجمله أو ما أحسنه. فيكون هذا الكلام اختياريا مضرا للآخر. لكنني لا أعتقد كونه متوقفا على التلفظ، ومن هنا أمكن أن يكون قهريا، ولو كان متوقفا عليه أمكن دفعه بالسكوت.

إلا أن المجرب كثيرا خلاف ذلك.

ومنها: كون الإنسان ممن يتقي شره.

قال رسول الله (ص): شر الناس عند الله يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم.

وقال أبو عبد الله (ع): من خاف الناس لسانه فهو في النار.

وقال (ع): إن أبغض خلق الله عبد اتقى الناس لسانه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 240
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 239 ـــــــــــــــــــــــــــــ ومما يحسبه الناس من الحسد: الإصابة بالعين. وإنما حسبوه منه عجزا منهم عن تفسيره. وإلا فهو أيضا من القوانين الكونية الباطنة، كما سبق أن قلنا في بعض حالات الغضب. وربما تستفاد إصابة العين من بعض آيات…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 240
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والمهم في الصفة الرديئة أخلاقيا، هو كون الإنسان ذا شر على الآخرين.

فإن هذه الصفة لو كانت عامة، أعني إيقاع الفرد لها بأي أحد شاء.

كان معناه وصولها إلى من لا يستحقها وإلى المظلومين بها. فيصبح هذا الفرد ظالما.

مضافا إلى المنع الأخلاقي للشر حتى مع درجة من الاستحقاق.

ولذا ورد في الحكمة: أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك.

وورد: العفو عند المقدرة، أي المقدرة على العقوبة.

فالمهم- كما قلنا- هو كون الإنسان ذا شر على الآخرين.

وإذا أحرز الناس منه ذلك خافوا شره. فيكون من هذه الناحية مذموما أيضا.

ولذا سمعنا الرواية: من خاف الناس لسانه فهو في النار.

ولا خصوصية للسان بل المراد مطلق الشر بأي أسلوب كان.

والأدهى من ذلك: أن يكرمه الناس دفعا لشره.

عسى أن يرحمهم ويكفيهم سوء فعله.

ولذا يقول: شر الناس الذين يكرمون اتقاء شرهم، وإلا فالإكرام في نفسه جيد.

غير أن مقصده على طرفه خبيث، لأنه لو لم يكن معلوم الشر لما أكرمه.

وهذا لا يختلف فيه الغني عن الفقير والشريف عن الوضيع والحاكم عن المحكوم والعالم عن الجاهل.

كل ما في الأمر أن أشكال الشر التي يمكن صدورها منهم مختلفة لاختلاف إمكانياتهم واختلاف طبائعهم وطبقاتهم. كما أن إكرامهم يمكن أن يكون مختلفا أيضا.

ومن هنا يمكن القول‏: بأن هذا الإكرام، وإن كان مذموما للطرف الذي يخاف الناس شره، إلا أنه ليس مذموما غالبا من قبل فاعله.

بل قد يكون واجبا أو مستحبا أحيانا.

ليدفع به عن نفسه البلاء.

ما لم يبلغ درجة الاعتراض وعدم التسليم بالقدر الإلهي، فيحرم أو عدم الصبر على البلاء فيقبح أخلاقيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 241
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 241
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#كتاب_الجهاد

ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 243
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 243
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفقرة (1) معنى الجهاد

تحتوي فكرة الجهاد على محاولة دفع الصعوبة بصعوبة ضدها.

فإذا لم تكن صعوبة في أحد الطرفين أو كليهما لم يكن جهادا.

كما لو كان دفع الشر سهلا، أو كان الشر المدفوع بسيطا.

كما أن المفروض أن يكون الشر المدفوع أو الذي يراد دفعه، أن يراه الطرف شرا وأن يراه صعبا. سواء كان مصيبا في وجهة نظره أم مخطئا.

فلو لم يكن شرا لم يكن عمله ضده جهادا.

كما لو لم يكن يراه صعبا، كما لو كان صابرا عليه أو متماهلا في دفعه، لم يكن جهادا.

فالمهم هو محاولة دفع الصعوبة بصعوبة مع حسبان الصعوبة المقابلة شرا.

وإن كان الفرد مخطئا في نظره.

ومن ذلك ما ورد: اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت على قتله.

لأن وجود الحسين (ع)، كان صعبا على أعدائه، وربما حسبوه شرا عليهم، لأنه يحاول فضحهم وإزالة ملكهم.

إلا أن المهم في كتاب الجهاد هو أن يكون الطرف الآخر شرا وباطلا حقيقة.

أي من وجهة النظر الدينية والإلهية. ومن هنا يمكن تعريفه بأنه: محاولة دفع الشر الصعب بصعوبة.

ولم يؤخذ في هذه المحاولة أن تنجح وإن كان نجاحها هو الغالب، بل يعتبر الفرد مجاهدا وإن فشل. كما لم يؤخذ في الشر المدفوع أو المكروه، نوع معين من الشر. ومن هنا أمكن تقسيمه إلى أقسام عديدة، يعتبر السعي لدفعها
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 244
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 243 ـــــــــــــــــــــــــــــ الفقرة (1) معنى الجهاد تحتوي فكرة الجهاد على محاولة دفع الصعوبة بصعوبة ضدها. فإذا لم تكن صعوبة في أحد الطرفين أو كليهما لم يكن جهادا. كما لو كان دفع الشر سهلا، أو كان الشر المدفوع بسيطا. كما أن…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 244
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بأي أنواعها جهادا مطلوبا في الشريعة والعرف.

#أولا: الكفار، لأجل إدخالهم في الإسلام أو تحت سيطرة الإسلام.

#ثانيا: الكفار، لأجل دفع شرهم عند الهجوم على المجتمع المسلم، والخوف على بيضة الإسلام، كما يعبرون.

#ثالثا: المسلمون المحاربون للحق، وهم البغاة المذكورون في قوله تعالى: فقاتلوا التي تبغي حتى تفي‏ء إلى أمر الله‏.

#رابعا: الفقر. ودفعه لأجل التوسعة على العيال جهاد.

#خامسا: الشيطان. فإن محاولة دفع كيده ووسوسته جهاد.

#سادسا: النفس الأمارة بالسوء. فإن محاولة كبحها وقمعها وكبت سيطرتها، جهاد.

بل هو أعظم الجهاد.

وفي الرواية إنه الجهاد الأكبر. وإن الشجاع من قدر على كبح نفسه.

#سابعا: حاجة المحتاجين في المجتمع. فإن السعي لقضائها وإنجاحها، جهاد، على أن لا يختص بواحد بل‏
يكون الفرد متصديا للمجتمع ككل. فيكون مجاهدا.

#ثامنا: الجهاد لدفع مظالم المظلومين أينما كانوا، ومهما كانت ظلامتهم.

وبأي أسلوب مشروع تمت محاولة دفعه.

#تاسعا: الجهاد للدفاع النظري عن الدين وصد شبهات الكفار والملحدين. وتنوير من كان متصفا منهم وهدايته إلى الصراط المستقيم.

#عاشرا: الجهاد في تحمل المصاعب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في داخل المجتمع المسلم وتركيز طاعة الله سبحانه وتقليل العصيان فيه.

وقد نستطيع أن نجد موارد أخرى للجهاد، لا حاجة الآن إلى استقصائها.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 245
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 245
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفقرة (2) ورود الجهاد في القرآن الكريم‏

وقد ورد معنى الجهاد في القرآن الكريم بكثير من هذه المعاني التي ذكرناها.

فالجهاد ضد الحق مشار إليه في قوله تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما.

وجهاد النفس الأمارة بالسوء مشار إليه في عدد من الآيات كقوله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.

وقوله تعالى: ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين‏.

وجهاد الكفار لأجل إدخالهم في سيطرة الإسلام في قوله تعالى‏: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم‏.

وجهادهم النظري لأجل دفع مكرهم وشبهاتهم. في قوله تعالى: فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا.

والضمير في (به) يعود إلى القرآن الكريم. وفيه من العلوم الكافية لغنى البشرية ودفع كل شبهة.

وجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوه مشار إليه في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لآئم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم‏.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 246
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 245 ـــــــــــــــــــــــــــــ الفقرة (2) ورود الجهاد في القرآن الكريم‏ وقد ورد معنى الجهاد في القرآن الكريم بكثير من هذه المعاني التي ذكرناها. فالجهاد ضد الحق مشار إليه في قوله تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 246
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وجهاد البغاة أشرنا إلى ذكره في القرآن الكريم.

وجهاد الشيطان ومدافعته وضرورة عصيانه مذكور في كثير من آيات القرآن الكريم. منها قوله تعالى: يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا، (44) يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا (45).

وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا.

وقوله تعالى: استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (19).

إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين.

كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز (21).

وأما الجهاد لسد حاجة المحتاجين سواء في عائلة الفرد أو المجتمع، فيشمله قوله تعالى: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما.

بعد الالتفات إلى أن الجهاد بالأموال قد يكون منضما إلى الجهاد بالنفوس وقد يكون منعزلا عنه.

كما أن فكرة الجهاد بالأموال تشمل الجهاد في بذله، والجهاد في تحصيله لدى الضرورة إليه.

وأما الجهاد في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فموجود في كثير من آيات القرآن الكريم.

منها قوله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون‏.

وقوله تعالى: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قآئمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون (113).

يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 247
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
حملة المليون (الصلاة على محمد وآل محمد)

العدد المنجز حاليا (794,163)
(نيابة عن السيد الشهيد ونجلية)

لحفظ وتعجيل قائم ال محمد ( ع)

ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاركة ،ارسال عدد الصلوات عبر: @hs1998
الاجزاء المتبقية
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الختمة عدد (١٧٧)
#أهداء_للسيدة_فاطمة_العليلة (ع)
بنية قضاء الحوائج وشفاء المرضى
#نيابة_عن_شهداء_آل_الصدر_الكرام
ــــــــــــــــــــــــــــ

٩~
١٠~
١٣~
١٩~
٢١~
٢٢~
٢٣~
٢٤~
٢٥~

ـــــــــــــــــــــــــــــ
#لحفظ_الإمام_المهدي_المنتظر (عج)
من يود المشاركة في جزء
مراسلة المعرف... @hs1998
فقه الاخلاق السيد محمد الصدر
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 246 ـــــــــــــــــــــــــــــ وجهاد البغاة أشرنا إلى ذكره في القرآن الكريم. وجهاد الشيطان ومدافعته وضرورة عصيانه مذكور في كثير من آيات القرآن الكريم. منها قوله تعالى: يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا، (44) يا أبت…
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 247
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من الصالحين‏.
وقوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون (110).

لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون‏.

الأمر الذي يكشف أن الأمربالمعروف والنهي عن المنكر قد يصل إلى درجة القتال الفعلي والجهاد المقدس.

وأما الجهاد النظري للدفاع عن الدين وصد شبهات الكفار والملحدين.

فهذا هو من الأمر بالمعروف فتشمله نفس الآيات السابقة.

مضافا إلى قوله تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم طآئفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون‏.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقه الأخلاق، ج‏2، ص: 248
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#تابع.. 👇🏻
2024/07/10 08:01:43
Back to Top
HTML Embed Code: