tg-me.com/izeddin_abouzkhar/2573
Last Update:
📌 جديد المقالات
﷽
🔸 الإقرار بالربوبية مع الكفر بالله طريقة إبليسية 🔸
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فمن أصول عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان لا يتحقق بمجرد الإقرار بربوبية الله تعالى، بل لا بد من توحيده عبادةً وطاعةً وخضوعًا. فالإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المدبر لا يُدخل العبد في الإسلام إن اقترن بكفر أكبر، سواء كان جحودًا أو استكبارًا أو شكًا أو تكذيبًا أو اعراضًا أو نفاقًا، سواء صدر بالقلب أو اللسان أو الجوارح.
وقد بيّن الله عز وجل في كتابه إقرار إبليس بالربوبية.
وقال الله عز وجل: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]
ومع إقرار إبليس بربوبية الله لعنه وتوعده بالنار، لأنه استكبر وعصى أمر الله ولم يسجد لآدم، فكفر بذلك كفرًا أكبر أخرجه من رحمة الله.
ومن العجب أن يُروج اليوم لبعض الشبهات، كما قال عمرو خالد بما معناه: (إن إبليس لم يكفر)! واستدل على ذلك بإقراره بربوبية الله. وهذا جهل عظيم وضلال مبين، لأن الله صرّح بكفر إبليس في كتابه العزيز، وأجمع العلماء على ذلك.
قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
فلا يجوز أن يُغالط الناس في أصول الدين، أو يُلبس عليهم الحق بمثل هذه الأقوال الباطلة. بل الواجب بيان الهدى والتحذير من الشبهات، فإبليس أقر بربوبية الله ومع ذلك كفر واستحق الطرد من رحمة الله، فكيف يُقال إنه لم يكفر؟!
فمن أقر بأن الله ربٌ وخالقٌ ورازقٌ ومدبّرٌ، لكنه لم يُفرده بالعبادة، ونقض توحيده بفعل ما يناقض (لا إله إلا الله)، وكفر بالله بأي وجه من وجوه الكفر؛ فقد شابه إبليس في منهجه، وإن زعم الإيمان.
ومن هنا يتبين أن الإيمان بتوحيد الربوبية وحده لا يُحقق التوحيد الكامل، بل لا بد أن يُقرن ذلك بتوحيد الألوهية، وهو إفراد الله بالعبادة والطاعة.
ولهذا لم ينفع مشركي الجاهلية إيمانهم بأن الله هو الخالق الرازق، ما داموا قد اتخذوا من دونه شركاء وأندادًا.
قال الله تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 1 المحرم سنة 1447 هـ
الموافق لـ: 25 يونيو سنة 2025 ف
📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/us/telegram/com.izeddin_abouzkhar
BY كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/izeddin_abouzkhar/2573