Telegram Group & Telegram Channel
🔸استحباب الجهر بالأذكار المشروعة عقب الصلوات المكتوبة 🔸
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد أجمع أهل العلم على استحباب الأذكار المشروعة عقب الصلوات المكتوبة ولا يعلم لهم مخالف، وهذا يشمل الإمام والمأموم والمنفرد.
سواء كان هذا في السفر أو الحضر.
قال النووي رحمه الله في ((المجموع شرح المهذب)): ((قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد وهو مستحب عقب كل الصلوات بلا خلاف)) اهـ.
وقال ابن سيد الناس رحمه الله في ((النفح الشذي شرح جامع الترمذي)): ((قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد وهو مستحب عقب الصلوات كلها بلا خلاف)) اهـ.
بشرط أن لا يكون الذكر جماعيًا، أما ما اعتاده بعض المصلين من الاجتماع على هذا الذكر فهذا مما أنكره المحققون من أهل العلم، ولا يعلم لهذا الفعل حديثا صحيحا صريحا.
قال الشاطبي رحمه الله في ((الاعتصام)): ((إما أن يذكر الله تعالى ذكرا هو العرف غير دعاء فليس للجماعة منه حظ إلا أن يقولوا مثل قوله أو نحوا من قوله كما في غير أدبار الصلوات كما جاء أنه كان يقول في دبر كل صلاة)) اهـ.
وقال العلامة صالح الفوزان رحمه الله في ((المنتقى من فتاواه)): ((وأما الذكر بعد الصلاة؛ فإنه من السنة الجهر به، حسبما ورد في الأحاديث الصحيحة من أن الصحابة كانوا يجهرون بالذكر بعد الصلاة؛ بالتهليل والاستغفار بعد السلام ( الاستغفار ثلاثًا )، ثم: ( اللهم إنك أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام )، ( لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد )... إلى آخر هذه الأذكار الواردة؛ يجهر بها، لكن على صفة فردية، لا على صفة جماعية كما ذكرنا أولاً؛ فإن الذكر الجماعي هذا من المبتدعات، وإنما كلٌّ يذكر لنفسه، ويجهر بذلك بعد الصلاة)) اهـ.
أما ما استدل به الحنابلة والظاهرية ومن أخذ بقولهم على استحباب الجهر بالذكر.
فعن وراد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية رضي الله عنه كتب إلى المغيرة رضي الله عنه أن أكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) ثلاث مرات.
أخرجه البخاري بهذا اللفظ وفي رواية لمسلم: (فكتب إليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قضى الصلاة).
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (أن رفع الصوت بالذكر، حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته) متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: (ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير).
قال ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وذكر عن أحمد نصوصاً تدل على أنه كان يجهر ببعض الذكر، ويسر الدعاء، وهذا هو الأظهر، وأنه لا يختص ذلك بالإمام؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين - أيضاً)) اهـ.
وقال أيضا في ((فتح الباري)): ((والمنقول عن الإمام أحمد أنه كان يجهر ببعض الذكر عقب الصلاة، ثم يسر بالباقي، ويعقد التسبيح والتكبير والتحميد سراً، ويدعو سراً)) اهـ.
وقال ابن حزم رحمه الله في ((المحلى)): ((ورفع الصوت بالتكبير إثر كل صلاة حسن)) اهـ.
وقال النووي رحمه الله في ((شرح صحيح مسلم)): ((هذا دليل لما قاله بعض السلف أنه يستحب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقب المكتوبة)) اهـ.
وقال ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): ((ويدل عليه - أيضاً -: ما خَّرجه مسلمٌ في ((صحيحه)) من حديث ابن الزبير، أنه كان يقول في دبر كل صلاةٍ حين يسلم: ((لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون))، وقال: كان رسول الله يهل بهن في دبر كل صلاةٍ.
ومعنى: ((يهل)). يرفع صوته، ومنه: الإهلال في الحج، وهو رفع الصوت بالتلبية، واستهلال الصبي إذا ولد.
وقد كان أصحاب رسول الله يجهرون بالذكر عقب الصلوات، حتى يسمع من يليهم:
فخَّرج النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) من رواية عون بن عبد الله بن عتبة، قال صلى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فسمعه حين سلم يقول: ((أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام))، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك، فضحك الرجل، فقال له ابن عمر رضي الله عنهما: ما أضحكك ؟ قال: إني صليت إلى جنب عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما، فسمعته يقول مثلما قلت: قال ابن عمر: كان رسول الله يقول ذلك.



tg-me.com/izeddin_abouzkhar/2564
Create:
Last Update:

🔸استحباب الجهر بالأذكار المشروعة عقب الصلوات المكتوبة 🔸
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد أجمع أهل العلم على استحباب الأذكار المشروعة عقب الصلوات المكتوبة ولا يعلم لهم مخالف، وهذا يشمل الإمام والمأموم والمنفرد.
سواء كان هذا في السفر أو الحضر.
قال النووي رحمه الله في ((المجموع شرح المهذب)): ((قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد وهو مستحب عقب كل الصلوات بلا خلاف)) اهـ.
وقال ابن سيد الناس رحمه الله في ((النفح الشذي شرح جامع الترمذي)): ((قد ذكرنا استحباب الذكر والدعاء للإمام والمأموم والمنفرد وهو مستحب عقب الصلوات كلها بلا خلاف)) اهـ.
بشرط أن لا يكون الذكر جماعيًا، أما ما اعتاده بعض المصلين من الاجتماع على هذا الذكر فهذا مما أنكره المحققون من أهل العلم، ولا يعلم لهذا الفعل حديثا صحيحا صريحا.
قال الشاطبي رحمه الله في ((الاعتصام)): ((إما أن يذكر الله تعالى ذكرا هو العرف غير دعاء فليس للجماعة منه حظ إلا أن يقولوا مثل قوله أو نحوا من قوله كما في غير أدبار الصلوات كما جاء أنه كان يقول في دبر كل صلاة)) اهـ.
وقال العلامة صالح الفوزان رحمه الله في ((المنتقى من فتاواه)): ((وأما الذكر بعد الصلاة؛ فإنه من السنة الجهر به، حسبما ورد في الأحاديث الصحيحة من أن الصحابة كانوا يجهرون بالذكر بعد الصلاة؛ بالتهليل والاستغفار بعد السلام ( الاستغفار ثلاثًا )، ثم: ( اللهم إنك أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام )، ( لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد )... إلى آخر هذه الأذكار الواردة؛ يجهر بها، لكن على صفة فردية، لا على صفة جماعية كما ذكرنا أولاً؛ فإن الذكر الجماعي هذا من المبتدعات، وإنما كلٌّ يذكر لنفسه، ويجهر بذلك بعد الصلاة)) اهـ.
أما ما استدل به الحنابلة والظاهرية ومن أخذ بقولهم على استحباب الجهر بالذكر.
فعن وراد كاتب المغيرة بن شعبة أن معاوية رضي الله عنه كتب إلى المغيرة رضي الله عنه أن أكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) ثلاث مرات.
أخرجه البخاري بهذا اللفظ وفي رواية لمسلم: (فكتب إليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قضى الصلاة).
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (أن رفع الصوت بالذكر، حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته) متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: (ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير).
قال ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وذكر عن أحمد نصوصاً تدل على أنه كان يجهر ببعض الذكر، ويسر الدعاء، وهذا هو الأظهر، وأنه لا يختص ذلك بالإمام؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين - أيضاً)) اهـ.
وقال أيضا في ((فتح الباري)): ((والمنقول عن الإمام أحمد أنه كان يجهر ببعض الذكر عقب الصلاة، ثم يسر بالباقي، ويعقد التسبيح والتكبير والتحميد سراً، ويدعو سراً)) اهـ.
وقال ابن حزم رحمه الله في ((المحلى)): ((ورفع الصوت بالتكبير إثر كل صلاة حسن)) اهـ.
وقال النووي رحمه الله في ((شرح صحيح مسلم)): ((هذا دليل لما قاله بعض السلف أنه يستحب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقب المكتوبة)) اهـ.
وقال ابن رجب رحمه الله في ((فتح الباري)): ((ويدل عليه - أيضاً -: ما خَّرجه مسلمٌ في ((صحيحه)) من حديث ابن الزبير، أنه كان يقول في دبر كل صلاةٍ حين يسلم: ((لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون))، وقال: كان رسول الله يهل بهن في دبر كل صلاةٍ.
ومعنى: ((يهل)). يرفع صوته، ومنه: الإهلال في الحج، وهو رفع الصوت بالتلبية، واستهلال الصبي إذا ولد.
وقد كان أصحاب رسول الله يجهرون بالذكر عقب الصلوات، حتى يسمع من يليهم:
فخَّرج النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) من رواية عون بن عبد الله بن عتبة، قال صلى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فسمعه حين سلم يقول: ((أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام))، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك، فضحك الرجل، فقال له ابن عمر رضي الله عنهما: ما أضحكك ؟ قال: إني صليت إلى جنب عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما، فسمعته يقول مثلما قلت: قال ابن عمر: كان رسول الله يقول ذلك.

BY كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/izeddin_abouzkhar/2564

View MORE
Open in Telegram


telegram Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

How Does Telegram Make Money?

Telegram is a free app and runs on donations. According to a blog on the telegram: We believe in fast and secure messaging that is also 100% free. Pavel Durov, who shares our vision, supplied Telegram with a generous donation, so we have quite enough money for the time being. If Telegram runs out, we will introduce non-essential paid options to support the infrastructure and finance developer salaries. But making profits will never be an end-goal for Telegram.

telegram from us


Telegram كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية
FROM USA