كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية

﷽
🔸 البينات للوقت المخصص من أواخر البقرة من الآيات وما وقع فيه من المخالفات🔸
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد علم من القواعد الشرعية التي ذكرها أهل العلم أن تخصيص العام وتقيد المطلق يحتاج لدليل صحيح صريح.
وقد جاء الترغيب في قراءة أواخر البقرة في الليل.
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه)).
متفق عليه.
وهاتان الآيتان هما قول الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ} [البقرة:285]، إلى آخر السورة.
وقد ذكر أهل العلم أقوال في معنى كفتاه:
قيل: كفتاه المكروه تلك الليلة.
وقيل: أغتناه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه من ذلك.
وقيل: أجزأتاه فيما تعلق بالاعتقاد، لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا.
وقيل: أجزأتا عن قراءة القرآن مطلقاً، سواء كان داخل الصلاة أم خارجها.
وقيل: معناه كفتاه كل سوء ووقتاه من كل مكروه.
وقيل كفتاه شر الشياطين.
وقيل: حتى لا يبول الشيطان في أذنيه ولا يقعد على ناصيته.
وقيل: دفعتا عنه شر الثقلين الإنس والجن أو شر آفات تلك الليلة.
وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب ثواب شيء آخر وكأنهما اختصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم.
وقيل: كفتاه عن تجديد الإيمان لأن من تأمل أولاهما أدنى تأمل حصل له من الرسوخ في الإيمان والإيقان مقام خطير وحظ كبير، لاشتمالها على غاية التفويض والتسليم لأقضية الله وأوامره ونواهيه لأن من تأمل قول أولئك الكمل «سمعنا وأطعنا» حمله ذلك على التأسي بهم في هذا المقام العلي وغاية التواضع للَّه وهضم النفس باعتقاد أنها ليست على شيء.
وقد أطلق النبي عليه الصلاة والسلام قوله: ((كفتاه)) ولم يقيدها، وفيه ربما شملت كل ما ذكر، والله أعلم.
والعلماء اختلفوا في قوله: ((في ليلة)):
فمنهم من جعلها من أذكار النوم.
ومنهم من جعلها من أذكار المساء.
وكما هو معلوم أن الليل يبدأ من غروب الشمس حتى ينفجر الفجر الصادق.
فمن رجح أنها من أذكار المساء ويجوز قراءتها قبل المغرب فقوله مرجوع، ومن قيد قراءتها بعد المغرب على أنها من أذكار المساء وعندها لا يتجاوز غروب الشفق مع دخول وقت العشاء وهذا تقييد لما أطلق من الليل فيحتاج إلى دليل.
كذلك من قيدها أنها من أذكار النوم فهو أيضا تقييده يحتاج إلى دليل.
وأعدل الأقوال من رجح أنه يشرع الإتيان بها في كل الليل، والله أعلم.
وهذا الذي رجحته اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.
وقد سئلت اللجنة الدائمة كما في ((فتاواها)) المجموعة الأولى (24/ 201-202) عن حديث الباب: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» هل يقرأ هذا عندما يمسي أو بعد صلاة المغرب أو عند النوم؟ أفيدونا بارك الله فيكم؟
الجواب: يقرؤهما أثناء الليل، ومعروف أن الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي إلى طلوع الفجر، والأمر في ذلك واسع)) اهـ.
ويستحب الاتيان بها من أول الليل أي: بعد الغروب مباشرة ليشمله معاني كفتاه، وفيه استجابة لما ورد من الحث على المسارعة بالخيرات.
قال الله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض} [آل عمران: 133].
وقال الله عز وجل: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض} [الحديد: 22].
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) (2/ 117) : ((ثم ندبهم إلى المبادرة إلى فعل الخيرات والمسارعة إلى نيل القربات)) اهـ.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
الخمس ليبيا: يوم الأحد 10 شوال سنة 1444 هـ
الموافق 30 أبريل 2023 ف

📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/us/telegram/com.izeddin_abouzkhar

www.tg-me.com/us/telegram/com.izeddin_abouzkhar/2562

891 viewsJun 23 at 03:06

﷽
🔸 البينات للوقت المخصص من أواخر البقرة من الآيات وما وقع فيه من المخالفات🔸
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد علم من القواعد الشرعية التي ذكرها أهل العلم أن تخصيص العام وتقيد المطلق يحتاج لدليل صحيح صريح.
وقد جاء الترغيب في قراءة أواخر البقرة في الليل.
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه)).
متفق عليه.
وهاتان الآيتان هما قول الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ} [البقرة:285]، إلى آخر السورة.
وقد ذكر أهل العلم أقوال في معنى كفتاه:
قيل: كفتاه المكروه تلك الليلة.
وقيل: أغتناه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه من ذلك.
وقيل: أجزأتاه فيما تعلق بالاعتقاد، لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا.
وقيل: أجزأتا عن قراءة القرآن مطلقاً، سواء كان داخل الصلاة أم خارجها.
وقيل: معناه كفتاه كل سوء ووقتاه من كل مكروه.
وقيل كفتاه شر الشياطين.
وقيل: حتى لا يبول الشيطان في أذنيه ولا يقعد على ناصيته.
وقيل: دفعتا عنه شر الثقلين الإنس والجن أو شر آفات تلك الليلة.
وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب ثواب شيء آخر وكأنهما اختصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم.
وقيل: كفتاه عن تجديد الإيمان لأن من تأمل أولاهما أدنى تأمل حصل له من الرسوخ في الإيمان والإيقان مقام خطير وحظ كبير، لاشتمالها على غاية التفويض والتسليم لأقضية الله وأوامره ونواهيه لأن من تأمل قول أولئك الكمل «سمعنا وأطعنا» حمله ذلك على التأسي بهم في هذا المقام العلي وغاية التواضع للَّه وهضم النفس باعتقاد أنها ليست على شيء.
وقد أطلق النبي عليه الصلاة والسلام قوله: ((كفتاه)) ولم يقيدها، وفيه ربما شملت كل ما ذكر، والله أعلم.
والعلماء اختلفوا في قوله: ((في ليلة)):
فمنهم من جعلها من أذكار النوم.
ومنهم من جعلها من أذكار المساء.
وكما هو معلوم أن الليل يبدأ من غروب الشمس حتى ينفجر الفجر الصادق.
فمن رجح أنها من أذكار المساء ويجوز قراءتها قبل المغرب فقوله مرجوع، ومن قيد قراءتها بعد المغرب على أنها من أذكار المساء وعندها لا يتجاوز غروب الشفق مع دخول وقت العشاء وهذا تقييد لما أطلق من الليل فيحتاج إلى دليل.
كذلك من قيدها أنها من أذكار النوم فهو أيضا تقييده يحتاج إلى دليل.
وأعدل الأقوال من رجح أنه يشرع الإتيان بها في كل الليل، والله أعلم.
وهذا الذي رجحته اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.
وقد سئلت اللجنة الدائمة كما في ((فتاواها)) المجموعة الأولى (24/ 201-202) عن حديث الباب: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» هل يقرأ هذا عندما يمسي أو بعد صلاة المغرب أو عند النوم؟ أفيدونا بارك الله فيكم؟
الجواب: يقرؤهما أثناء الليل، ومعروف أن الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي إلى طلوع الفجر، والأمر في ذلك واسع)) اهـ.
ويستحب الاتيان بها من أول الليل أي: بعد الغروب مباشرة ليشمله معاني كفتاه، وفيه استجابة لما ورد من الحث على المسارعة بالخيرات.
قال الله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض} [آل عمران: 133].
وقال الله عز وجل: {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض} [الحديد: 22].
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) (2/ 117) : ((ثم ندبهم إلى المبادرة إلى فعل الخيرات والمسارعة إلى نيل القربات)) اهـ.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
الخمس ليبيا: يوم الأحد 10 شوال سنة 1444 هـ
الموافق 30 أبريل 2023 ف

📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/us/telegram/com.izeddin_abouzkhar

BY كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية