كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية

📌 جديد المقالات
﷽
🔸 النخبة في بيان حكم القبض على الرقبة 🔸

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
من صور التماوت المخالفة لهدي النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة: وضع اليدين على الرقبة أو أعلى الصدر قريب من الرقبة عند القبض، وهي هيئة لا أصل لها في السنة الثابتة.
جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في قوله تعالى: {فصل لربك وانحر} [الكوثر: 2] قال: (هو وضع اليمين، على اليسرى في الصلاة).
أخرجه الدارقطني في ((السنن)) والحاكم في ((المستدرك)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وعبد الرزاق الصنعاني في ((تفسيره)) والطبري في ((جامع البيان)) (24/ 691).
وذكر الطبري في ((جامع البيان)) (24/ 691) عن الشعبي، مثله.
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) (8/ 503): ((وقيل: المراد بقوله: {وانحر} وضع اليد اليمنى على اليسرى تحت النحر. يروى هذا عن علي، ولا يصح. وعن الشعبي مثله)) اهـ.
وقال العلامة السيوطي رحمه الله في ((الإكليل في استنباط التنزيل)) (ص: 300): ((وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم أيضاً بسند لا بأس به عن علي في قوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال: وهو وضعك بيمينك على شمالك في الصلاة، لفظ الحاكم ولفظ ابن أبي حاتم: على وسط ساعده اليسرى على صدره، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله: {وَانْحَرْ} قال: وضع اليمين على الشمال عند النحر في الصلاة، ففي الآية مشروعية ذلك)) اهـ.
فلما كان الدليل ضعيفا سقط الاستدلال، وكما يقال: (أثبت العرش ثم أنقش).
ليس هناك دليل صحيح على أن اليدين يُسَنُّ وضعهما أعلى الصدر عند العنق وأنَّ أخْذ بعض الناس من قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ} أن المراد: ضَعْ يدك على اليمنى على اليسرى تحت النَّحْر، وهذا تفسير لا أصل له يَعتمد عليه، وبعيد في الاستدلال، والمراد بالنحر نحر الهدي والأضاحي.
وعن أبي الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل {فصل لربك وانحر} [الكوثر: 2] قال: (وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر).
أخرجه البيهقي في ((السنن الكبرى)) من طريق روح بن المسيب.
قال العلامة ابن التركماني رحمه الله في ((الجوهر النقي)) (2/ 30): ((روح هذا قال ابن عدى يروى عن ثابت ويزيد الرقاشى احاديث غير محفو ظات وقال ابن حبان يروى الموضوعات لا تحل الرواية عنه وقال ابن عدى عمرو النكرى منكر الحديث عن الثقات يسرق الحديث ضعفه أبو يعلى الموصلي ذكره ابن الجوزى)) اهـ.
وقال العلامة بكر أبوزيد رحمه الله في ((لا جديد في أحكام الصلاة)) (ص: 33): ((وأَن أَثر ابن عباس (عند النحر) في تفسير {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} لا يثبت، وهو أَرفع مكان جاء به الأَثر موقوفاً، ولا يصح. وَأَمَّا: (على النحر) أَو (الترقوتين) فلم يرد في شيء من ذلك ما هو مرفوع أَصلاً.
ولهذا فإِن: وضع اليدين على النحر تحت اللحية هيئة جديدة لم ترد بها سنة، ولا أَثر، ولا قول معتبر، وإِنما تَوَلَّدَت من الإِيغال في تطبيق السنن، وهذا إِفراط ممن يقول بوضعهما على الصدر، كما أَن لدى من يقول بوضعهما تحت السرة تفريط؛ إِذ يرخي ويبالغ حتى يضعهما فوق العانة فكل واحد من الفريقين أَدَّى سنة القبض، وَفَرَّطَ في سنة محل القبض: على الصدر)) اهـ.
فالقبض على الرقبة أو على الترقوة هيئة محدثة، لا تُسن، ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم، وهي صورة من صور التماوت في الصلاة، تشوّه جمال هيئة الوقوف المشروع، وتخالف الاعتدال المأمور به.
فالخير كل الخير في الاتباع بلا غلو ولا تفريط، فالسنة وسط بين من يفرّط في موضع القبض، ومن يُغالِي حتى يضع يديه على موضع لم يُشرع.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 25 ذي الحجة سنة 1446 هـ
الموافق لـ: 21 يونيو سنة 2025 ف

📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/us/telegram/com.izeddin_abouzkhar

www.tg-me.com/us/telegram/com.izeddin_abouzkhar/2561

1.3K viewsedited  Jun 22 at 03:43

📌 جديد المقالات
﷽
🔸 النخبة في بيان حكم القبض على الرقبة 🔸

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
من صور التماوت المخالفة لهدي النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة: وضع اليدين على الرقبة أو أعلى الصدر قريب من الرقبة عند القبض، وهي هيئة لا أصل لها في السنة الثابتة.
جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في قوله تعالى: {فصل لربك وانحر} [الكوثر: 2] قال: (هو وضع اليمين، على اليسرى في الصلاة).
أخرجه الدارقطني في ((السنن)) والحاكم في ((المستدرك)) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وعبد الرزاق الصنعاني في ((تفسيره)) والطبري في ((جامع البيان)) (24/ 691).
وذكر الطبري في ((جامع البيان)) (24/ 691) عن الشعبي، مثله.
قال العلامة ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)) (8/ 503): ((وقيل: المراد بقوله: {وانحر} وضع اليد اليمنى على اليسرى تحت النحر. يروى هذا عن علي، ولا يصح. وعن الشعبي مثله)) اهـ.
وقال العلامة السيوطي رحمه الله في ((الإكليل في استنباط التنزيل)) (ص: 300): ((وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم أيضاً بسند لا بأس به عن علي في قوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قال: وهو وضعك بيمينك على شمالك في الصلاة، لفظ الحاكم ولفظ ابن أبي حاتم: على وسط ساعده اليسرى على صدره، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله: {وَانْحَرْ} قال: وضع اليمين على الشمال عند النحر في الصلاة، ففي الآية مشروعية ذلك)) اهـ.
فلما كان الدليل ضعيفا سقط الاستدلال، وكما يقال: (أثبت العرش ثم أنقش).
ليس هناك دليل صحيح على أن اليدين يُسَنُّ وضعهما أعلى الصدر عند العنق وأنَّ أخْذ بعض الناس من قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ} أن المراد: ضَعْ يدك على اليمنى على اليسرى تحت النَّحْر، وهذا تفسير لا أصل له يَعتمد عليه، وبعيد في الاستدلال، والمراد بالنحر نحر الهدي والأضاحي.
وعن أبي الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل {فصل لربك وانحر} [الكوثر: 2] قال: (وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر).
أخرجه البيهقي في ((السنن الكبرى)) من طريق روح بن المسيب.
قال العلامة ابن التركماني رحمه الله في ((الجوهر النقي)) (2/ 30): ((روح هذا قال ابن عدى يروى عن ثابت ويزيد الرقاشى احاديث غير محفو ظات وقال ابن حبان يروى الموضوعات لا تحل الرواية عنه وقال ابن عدى عمرو النكرى منكر الحديث عن الثقات يسرق الحديث ضعفه أبو يعلى الموصلي ذكره ابن الجوزى)) اهـ.
وقال العلامة بكر أبوزيد رحمه الله في ((لا جديد في أحكام الصلاة)) (ص: 33): ((وأَن أَثر ابن عباس (عند النحر) في تفسير {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} لا يثبت، وهو أَرفع مكان جاء به الأَثر موقوفاً، ولا يصح. وَأَمَّا: (على النحر) أَو (الترقوتين) فلم يرد في شيء من ذلك ما هو مرفوع أَصلاً.
ولهذا فإِن: وضع اليدين على النحر تحت اللحية هيئة جديدة لم ترد بها سنة، ولا أَثر، ولا قول معتبر، وإِنما تَوَلَّدَت من الإِيغال في تطبيق السنن، وهذا إِفراط ممن يقول بوضعهما على الصدر، كما أَن لدى من يقول بوضعهما تحت السرة تفريط؛ إِذ يرخي ويبالغ حتى يضعهما فوق العانة فكل واحد من الفريقين أَدَّى سنة القبض، وَفَرَّطَ في سنة محل القبض: على الصدر)) اهـ.
فالقبض على الرقبة أو على الترقوة هيئة محدثة، لا تُسن، ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم، وهي صورة من صور التماوت في الصلاة، تشوّه جمال هيئة الوقوف المشروع، وتخالف الاعتدال المأمور به.
فالخير كل الخير في الاتباع بلا غلو ولا تفريط، فالسنة وسط بين من يفرّط في موضع القبض، ومن يُغالِي حتى يضع يديه على موضع لم يُشرع.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍🏻 كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 25 ذي الحجة سنة 1446 هـ
الموافق لـ: 21 يونيو سنة 2025 ف

📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tg-me.com/us/telegram/com.izeddin_abouzkhar

BY كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية