tg-me.com/ibntaimiia/30345
Last Update:
#من_تفسير_السعدي_مختصرا
( قُلْ ) لهم لما بينا لهم الهدى، وأوضحنا لهم المسالك ( أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ) على هذا الأصل العظيم ( قُلِ اللَّهُ ) أكبر شهادة، فهو ( شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) فلا أعظم منه شهادة ولا أكبر وهو يشهد لي بإقراره وفعله فيقرني على ما قلت لكم ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) وأوحى الله إليَّ هذا القرآن الكريم لمنفعتكم ومصلحتكم لأنذركم به من العقاب الأليم قال تعالى قل لهؤلاء المعارضين لخبر الله والمكذبين لرسله ( أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ ) إن شهدوا فلا تشهد معهم( قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) منفرد لا يستحق العبودية والإلهية سواه ( وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ) من الأوثان والأنداد وكل ما أشرك به مع الله ثم ذكر تعالى أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى ( يَعْرِفُونَهُ ) يعرفون صحة التوحيد ( كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) لا شك عندهم فيه كما أنهم لا يشتبهون بأولادهم ويحتمل أن الضمير عائد إلى الرسول محمد ﷺ وأن أهل الكتاب لا يشتبهون بصحة رسالته لما عندهم من البشارات به ( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ) فوتوها ما خلقت له من الإيمان والتوحيد وحرموها الفضل من الملك المجيد ( فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) فإذا لم يوجد الإيمان منهم فلا تسأل عن الخسار والشر الذي يحصل لهم
( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون )
لا أعظم ظلما وعنادا ممن كان فيه أحد الوصفين فكيف لو اجتمعا افتراء الكذب على الله أو التكذيب بآياته فإن هذا أظلم الناس، والظالم لا يفلح أبدا
( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا )
يخبر تعالى عن مآل أهل الشرك يوم القيامة وأنهم يسألون فيقال لهم ( أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ) إن الله ليس له شريك، وإنما ذلك على وجه الزعم منهم والافتراء ( ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ ) لم يكن جوابهم حين يفتنون إلا إنكارهم لشركهم وحلفهم أنهم ما كانوا مشركين ( انْظُرْ ) متعجبا منهم ( كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) كذبوا كذبا عاد بالخسار على أنفسهم ( وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) من الشركاء الذين زعموهم مع الله
( ومنهم من يستمع إليك) ومن هؤلاء المشركين قوم يحملهم بعضَ الأوقات، بعضُ الدواعي إلى الاستماع لما تقول، ولكنه استماع خال من قصد الحق واتباعه، ولهذا لا ينتفعون بذلك الاستماع ( وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ) أغطية وأغشية لئلا يفقهوا كلام الله ( وَفِي آذَانِهِمْ ) جعلنا ( وَقْرًا ) صمما ( وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا ) وهذا غاية الظلم والعناد أن الآيات البينات الدالة على الحق لا ينقادون لها بل يجادلون بالباطل الحقَّ ليدحضوه ( حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) مأخوذ من صحف الأولين المسطورة، التي ليست عن الله ولاعن رسله وهذا من كفرهم
( وهم ينهون عنه وينأون عنه ) وهم: أي المشركون بالله المكذبون لرسوله يجمعون بين الضلال والإضلال ولن يضروا الله ولا عباده المؤمنين، بفعلهم هذا( وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) بذلك.
ثم يقول تعالى مخبرا عن حال المشركين يوم القيامة وإحضارهم النارَ ( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ) ليوبخوا ويقرعوا لرأيت أمرا هائلا ولرأيتهم كيف أقروا على أنفسهم بالكفر وتمنوا أن لو يردون إلى الدنيا { فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين "بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل } فإنهم كانوا يخفون في أنفسهم، أنهم كانوا كاذبين، ويَبدو في قلوبهم في كثير من الأوقات. ولكن الأغراض الفاسدة، صدتهم عن ذلك، وصرفت قلوبهم عن الخير، وهم كذبة في هذه الأمنية وإنما قصدهم أن يدفعوا بها عن أنفسهم العذاب
تمّ تفسير الوجه بحمد الله و منّته
https://www.tg-me.com/us/telegram/com.ibntaimiia
BY قناة ابن تيمية العلمية

Share with your friend now:
tg-me.com/ibntaimiia/30345