قناة ابن تيمية العلمية

#من_تفسير_السعدي_مختصرا

( من يطع الرسول ) كل من أطاع رسول الله في أوامره ونواهيه ( فقد أطاع الله) لكونه لا يأمر ولا ينهى إلا بأمر الله وشرعه ووحيه وتنزيله( ومن تولى) عن طاعة الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئًا ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) تحفظ أعمالهم وأحوالهم بل أرسلناك مبلغا ومبينا وناصحا وقد أديت وظيفتك ولا بد أن تكون طاعة الله ورسوله ظاهرا وباطنا في الحضرة والمغيب فأما مَنْ يظهر في الحضرة الطاعة والالتزام فإذا خلا بنفسه أو أبناء جنسه ترك الطاعة وأقبل على ضدها فقد أشبه من قال الله فيهم ( ويقولون طاعة) يظهرون الطاعة إذا كانوا عندك ( فإذا برزوا من عندك) خرجوا وخلوا في حالة لا يطلع فيها عليهم ( بيّت طائفة منهم غير الذي تقول ) بيتوا ودبروا غير طاعتك ( والله يكتب ما يبيّتون ) يحفظه عليهم وسيجازيهم عليه أتم الجزاء ثم أمر رسوله بمقابلتهم بالإعراض فإنهم لا يضرونه شيئا إذا توكل على الله واستعان به في نصر دينه وإقامة شرعه ولهذا قال (فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )
( أفلا يتدبرون القرآن ) يأمر تعالى بتدبر كتابه وهو التأمل في معانيه وتحديق الفكر فيه وفي مبادئه وعواقبه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرا ) فلما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف أصلا
( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم )
هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة و ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوف أن لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو أن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ولهذا قال(لعلمه الذين يستنبطونه منهم )  يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة (و لولا فضل الله عليكم ورحمته ) في توفيقكم وتأديبكم وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون( لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ) لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم
( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك )
هذه الحالة أفضل أحوال العبد أن يجتهد في نفسه على امتثال أمر الله من الجهاد وغيره، ويحرض غيره عليه ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) ليس لك قدرة على غير نفسك فلن تكلف بفعل غيرك ( وحرض المؤمنين) على القتال وهذا يشمل كل أمر يحصل به نشاط المؤمنين وقوة قلوبهم (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ) بقتالكم في سبيل الله وتحريض بعضكم بعضا( والله أشد بأسا ) قوة وعزة ( وأشد تنكيلا) بالمذنب في نفسه وتنكيلا لغيره فلو شاء تعالى لانتصر من الكفار بقوته ولم يجعل لهم باقية
(من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها )
المراد بالشفاعة هنا المعاونة على أمر من الأمور فمن شفع غيره وقام معه على أمر من أمور الخير كان له نصيب من شفاعته بحسب سعيه وعمله ونفعه ومَنْ عاون غيره على أمر من الشر كان عليه كفل من الإثم بحسب ما قام به وعاون عليه ( وكان الله على كل شيء مقيتا ) شاهدًا حفيظًا حسيبًا على هذه الأعمال، فيجازي كُلا ما يستحقه.
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) أعلى أنواع التحية ما ورد به الشرع من السلام ابتداء وردًّا فأمر تعالى المؤمنين أنهم إذا حُيّوا بأي تحية كانت، أن يردوها بأحسن منها لفظا وبشاشة أو مثلها في ذلك ( إن الله كان على كل شيء حسيبا  ) فيحفظ على العباد أعمالهم حسنها وسيئها، صغيرها وكبيرها، ثم يجازيهم بما اقتضاه فضله وعدله وحكمه المحمود

تمّ تفسير الوجه بحمد الله و منّته

https://www.tg-me.com/us/telegram/com.ibntaimiia

Telegram

قناة ابن تيمية العلمية

رحم الله من أعان على الدّين ولو بشطر كلمة !

www.tg-me.com/us/telegram/com.ibntaimiia/29644

140 viewsApr 2 at 19:53

#من_تفسير_السعدي_مختصرا

( من يطع الرسول ) كل من أطاع رسول الله في أوامره ونواهيه ( فقد أطاع الله) لكونه لا يأمر ولا ينهى إلا بأمر الله وشرعه ووحيه وتنزيله( ومن تولى) عن طاعة الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئًا ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) تحفظ أعمالهم وأحوالهم بل أرسلناك مبلغا ومبينا وناصحا وقد أديت وظيفتك ولا بد أن تكون طاعة الله ورسوله ظاهرا وباطنا في الحضرة والمغيب فأما مَنْ يظهر في الحضرة الطاعة والالتزام فإذا خلا بنفسه أو أبناء جنسه ترك الطاعة وأقبل على ضدها فقد أشبه من قال الله فيهم ( ويقولون طاعة) يظهرون الطاعة إذا كانوا عندك ( فإذا برزوا من عندك) خرجوا وخلوا في حالة لا يطلع فيها عليهم ( بيّت طائفة منهم غير الذي تقول ) بيتوا ودبروا غير طاعتك ( والله يكتب ما يبيّتون ) يحفظه عليهم وسيجازيهم عليه أتم الجزاء ثم أمر رسوله بمقابلتهم بالإعراض فإنهم لا يضرونه شيئا إذا توكل على الله واستعان به في نصر دينه وإقامة شرعه ولهذا قال (فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )
( أفلا يتدبرون القرآن ) يأمر تعالى بتدبر كتابه وهو التأمل في معانيه وتحديق الفكر فيه وفي مبادئه وعواقبه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرا ) فلما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف أصلا
( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم )
هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة و ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوف أن لا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو أن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ولهذا قال(لعلمه الذين يستنبطونه منهم )  يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة (و لولا فضل الله عليكم ورحمته ) في توفيقكم وتأديبكم وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون( لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ) لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم
( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك )
هذه الحالة أفضل أحوال العبد أن يجتهد في نفسه على امتثال أمر الله من الجهاد وغيره، ويحرض غيره عليه ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) ليس لك قدرة على غير نفسك فلن تكلف بفعل غيرك ( وحرض المؤمنين) على القتال وهذا يشمل كل أمر يحصل به نشاط المؤمنين وقوة قلوبهم (عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ) بقتالكم في سبيل الله وتحريض بعضكم بعضا( والله أشد بأسا ) قوة وعزة ( وأشد تنكيلا) بالمذنب في نفسه وتنكيلا لغيره فلو شاء تعالى لانتصر من الكفار بقوته ولم يجعل لهم باقية
(من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها )
المراد بالشفاعة هنا المعاونة على أمر من الأمور فمن شفع غيره وقام معه على أمر من أمور الخير كان له نصيب من شفاعته بحسب سعيه وعمله ونفعه ومَنْ عاون غيره على أمر من الشر كان عليه كفل من الإثم بحسب ما قام به وعاون عليه ( وكان الله على كل شيء مقيتا ) شاهدًا حفيظًا حسيبًا على هذه الأعمال، فيجازي كُلا ما يستحقه.
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) أعلى أنواع التحية ما ورد به الشرع من السلام ابتداء وردًّا فأمر تعالى المؤمنين أنهم إذا حُيّوا بأي تحية كانت، أن يردوها بأحسن منها لفظا وبشاشة أو مثلها في ذلك ( إن الله كان على كل شيء حسيبا  ) فيحفظ على العباد أعمالهم حسنها وسيئها، صغيرها وكبيرها، ثم يجازيهم بما اقتضاه فضله وعدله وحكمه المحمود

تمّ تفسير الوجه بحمد الله و منّته

https://www.tg-me.com/us/telegram/com.ibntaimiia

BY قناة ابن تيمية العلمية