tg-me.com/iagdalyasamen/1762
Last Update:
حاول الشيطان يقولي: شوفي هو ظلمك أهو ورغم ذلك ربنا أعطاه ال هو عايزه، وأنت يا مسكينة بتطيعي الله شوفي بقالك كام سنة، وحرمك من الأطفال وعمرك ما هتخلفي!
في اللحظة دي اتعلق في رجلي طفلين، لما نفضت الأفكار دي عني ونظرت لهم، لقيتهم شمس وعائشة، كل واحد فيهم عايز يمسك إيدي يقبلها وقالوا مع بعض: أعطينا يدك يا أماه نُقبِلُها، فإن كانت الأمُ تُقاس بالفضلِ فأنتِ أمُنا، نِعم الأم أنتِ.
وأخذا يدي يقبلانها.
فجلستُ على الأرض، أحتضنهما وأُقبلَهُما وأبكي.
شمس وعائشة، لما كان عندهم ١٢ سنة، وعائشة ١٣ كانوا حافظين المتون، والقرآن بالقراءات العشر، و٣٠٠ حديث!
كانوا بيدخلوا مسابقات شتى، وكل مرة بياخدوا المركز الأول، وكل مرة أحس بفرحة في قلبي وكأني أسعد واحدة في العالم أجمع!
فكرت أجمعهم وأقولهم إنهم كبروا خلاص والحدود ال لازم تتحط بينهم.
لقيت شمس جاء لي قبل ميعاد الدرس بنص ساعة قبل ما عائشة تيجي، ولأول مرة أشوفه حاطط عينه في الأرض وهو بيكلمني وبيغض بصره عني
_أمي لو سمحتِ، عايز أكلمك في موضوع قبل ما تيجي الأستاذة عائشة.
قولت في نفسي (اممممم، بيغض بصره وأستاذة عائشة وجاي بدري! خلاص فهمت)
=اتفضل يا شمس، سمعاك.
_ لازم تفهمي عائشة إننا كبرنا خلاص ومعدش هناخد دروس مع بعض تاني خوفًا من الفتنة وغير كدا دا مينفعش، أنا في سادسة ابتدائي دلوقتي وهي دخلت أولى إعدادي، يعني لازم نحط حدود، أنا مش هنادي عليها باسمها بدون ألقاب تاني، ومش هسألها في الحفظ بتاعها تاني، ولا هقولها: لا تتركيني أسبقك دي تاني، ولا ههزر معاها تاني، لأنها أجنبيه عني.
= بوركت يا شيخ شمس، وأنا كنت هجمعكم مع بعض وأكلمكم في الموضوع دا ولكنك سبقتني، بالمناسبة عائشة لبست النقاب.
_إي دا بجد؟ من آخر حصة هنا في الأسبوع ال فات ومشوفتهاش.
= دا لأنها قررت متخرجش كتير عشان الفتن ال أنت شايفها دي.
_ طب كويس فرحتيني والله، أنا نفسي أكبر بسرعة عشان تطلعلي دقن وأكون زي النبي صلى الله عليه وسلم.
= إن شاء الله يا شمس، قولتلي أهل البلد طلبوا منك تصلي بيهم التراويح اليوم؟
_ أيوا، وبصراحة خايف.
= من إي؟ أنت حافظ كويس وبتراجع وردك خمس أجزاء كل يوم، يعني أظن مافيش مشكلة؟
_ لا يا معملة، خوفي مش من الحفظ، أنتِ عارفة القرآن مطبوع في قلبي قبل عقلي، وعارفة إنك لو سألتيني عن أي آية دلوقتي هقولك تفسيرها وسبب نزولها ومدنية ولا مكية وأقولك الآية ال بعدها وال قبلها، الفضل لحضرتك بعد ربنا طبعًا، بس خايف من الرياء، خايف أحب مدح الناس في صوتي واجتماعهم حولي فنيتي تتغير، وبدل ما أتعلم لوجه الله، أتعلم عشان أكسب مدح أكتر من الناس.
كلام شمس كان كلام رجل عنده على الأقل ٢٥ سنة عشان يفكر بالطريقة دي، بس شمس العلم هذبه وعلمه، مافيش حد بيحفظ القرآن بتفسيره، والعدد الهائل دا من الأحاديث، ال وعقله يكبر ويسبق الأحداث وسنه والمنطق ذات نفسه، لكني مكنتش متوقعة بردو يفكر بالطريقة دي.
كنت شايفة إن شمس الدين هيكون له من اسمه نصيب، خاصةً الحرب القائمة على الإسلام من كل جهة، حتى من بعض المسلمين أنفسهم!
فكنت بقوله وهو لسه بيدرس عندي لما كان عنده ٥ سنين: يا شمس، أنت شمس الدين ال هتخرج تنور من تاني وتمحي الظلام والفساد وجهل الناس بدينها، أنت لازم تكون عالِم يا شمس وتمسك راية الإسلام وتدافع عنه.
شمس كبر وعنده ١٢ سنة وبيفكر في الإخلاص في العمل وخايف! ودا لأنه بيقرأ كتير في سير أعلام النبلاء وسير السلف الصالح كله وصولًا للنبي صلى الله عليه وسلم.
=اممممم، طيب يا شمس.
بس عمرك شوفت واحد بيسرق وبيقول جوا نفسه: خايف السرقة تكون حرام؟
_ لا طبعًا، السارق بيكون له حال من اتنين، يا إما مُستحل ال بيعمله دا، والإستحلال دا مش هيجي غير لأنه ضميره ونفسه اللوامة عليه ماتت خلاص، يا إما الحال التاني وهو إنه بيعمل كدا وهو عارف إنه حرام.
= طيب حلو، إذًا مستحيل تشوف مرائي بيقول خايف!
خوفه دا دليل على إخلاصه، لأن المُرائي دا مش بياخد باله يا بني إنه مرائي أصلًا!
_ طيب أعرف إزاي إني مش مرائي فعلًا؟
= سؤالك وهمك ال ظهر عليك دلوقتي وأنت بتتكلم في المشكلة دي، لأنك لو مرائي مكنتش جيت ولا سألت، خاصةً إن المُرائي دا، لو حد قاله إن ال بيعمله دا رياء، هينكر تمامًا، فما بالك واحد بيتهم نفسه!
وعايز تعرف إنك مش مرائي، لما تلاقي نفسك مش بتهتم بمدح الناس ولا قدحهم وبتقول الحق ولو على رقبتك، وليرضى من يرضى وليسخط من يسخط، ومش بتدلس على دينك، وإياكِ في يوم يا شمس تكون من شيوخ السلطان!
سفيان الثوري فضل هربان ٢٥ من السلطان عشان كان عايزه معه!
ودي فتنة عظيمة يا بني.
= هو لي مكنش ينفع تكوني أمي بجد! أنا بتغم وبحزن كل ما أفكر إنه لما أكبر من هقدر أقبِّل يدك وهتكون بيننا حدود ومسافات.
نهرته بسرعة وغضبت عليه وقولت له:
=شمس! إي ال بتقوله دا؟ كان نبيك الكريم لا يقول: لو كان كذا كان حدث كذا ولو لم يكن كذا ما كان كذا.
ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن يا بُني، التزِم حدود الأدب
BY خواطري❤ #HibatAllah
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/iagdalyasamen/1762