tg-me.com/halami/6808
Last Update:
انهمكت في مواجهة حاسوبها والخوف يرابط حول أفكارها المتلاطمة، رغم ذلك تجاوزت هواجسها ومضت كلماتها بسلاسة في الفصل الأول. لكن اندفاعها خبا في الفصول المتلاحقة. ظلت لليال عديدة تحاول جذب خيوط الأحداث ومداعبة الشخصيات في محاولة منها لاستنهاضها نحو غاياتها. لكن بلا جدوى.
هناك حكايات تستدعيها بقوة وتخذلك؛ فهي ليست لك وأنت لست راويها وهناك حكايات تأتيك مطواعة، هي وحدها حكايتك وما عليك سوى أن تمنحها الأمان وقليلا من الإنصات لتتخلق وتمنحك عالما خلابا. في يوم بدا رتيبا ومألوفا لولا زيارة أختها التي سردت لأمها بقلب وجل عن عصابة أفريقية تموّه أطفالا لتخطف شبابا من أهل البلد. كانت تتنصت للحكاية بفضول يليق بكاتب يبحث عن مادة خام ليشكلها، لا تدري ماذا حل بكيانها بعدها؟
ففي الليلة ذاتها سحبتها قوة ما وأجلستها رغما عنها أمام حاسوبها في مواجهة ملف وورد جديد وصوت صبي أفريقي انبثق لا تدري من أين.. يرجوها بحسٍّ معبأ بالأسى قائلا: أرجوك اكتبي حكايتي... أرجوك.. أرجوك...
ظل يرجوها حتى انصاعت كالممسوس ليملي عليها حكايته بينما أصابعها تندفع نحو كلمات متلاحقة تتخلق على صفحة الوورد البيضاء حتى نمت إلى عالم مكتظ ومكتمل في روايتها الأولى «دفاتر فارهو».
https://www.omandaily.om/عمان-الثقافي/na/الصبي-الذي-رآني
BY هواجس غرفة العالم ( ليلى عبدالله )

Share with your friend now:
tg-me.com/halami/6808