tg-me.com/athar_t_q/1685
Last Update:
قال ابن رجب رحمه الله :
اعلم أن الله تعالى خلق الجنة والنار، ثم خلق بني آدم، وجعل لكل واحد من الدارين أهلا منهم.
ثم بعث الرسل مبشرين ومنذرين، يبشرون بالجنة من آمن وعمل صالحا، وينذرون بالنار من كفر وعصى.
وأقام أدلة وبراهين دلت على صدق رسله فيما أخبروا به عن ربهم من ذلك.
وأشهد عباده في هذه الدار آثارا من الجنة، وآثارا من النار.
فأشد ما يجده الناس من الحر من فيح جهنم، وأشد ما يجدونه من البرد من زمهرير جهنم!
كما صح ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم .
وروي أن برد السحر الذي يشهده الناس كل ليلة من برد الجنة حين تفتح سحرا كل ليلة.
وروي عن عبد الله بن عمرو أن الجنة معلقة بقرون الشمس، تنشر كل عام مرة. يشير إلى زمن الربيع، وما يظهر فيه من الأزهار والثمار، وطيب الزمان واعتداله، في الحر والبرد، وأبلغ من هذا كله، أن الله تعالى أشهد عباده في نفوسهم، آثارا محسوسة، يجدونها ويحسونها من آثار الجنة والنار.
فأما ما يجدونه من آثار الجنة، فما يتجلى لقلوب المؤمنين، من آثار أنوار الإيمان، وتجلي الغيب لقلوبهم، حتي يصير الغيب كالشهادة لقلوبهم في مقام الإحسان.
فربما تجلت الجنة أو بعض ما فيها لقلوبهم أحيانا، حتي يرونها كالعيان، وربما استنشقوا من أراييحها، كما قال أنس بن النضر يوم أحد: واها لريح الجنة، والله إني لأجد ريح الجنة من قبل أحد !!
وأما ما يجدونه من آثار النار، فما يجدونه من الحمى، فإنها من فيح جهنم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمى من فيح جهنم، فاطفئوها بالماء" .
وهي نوعان: حارة وباردة.
فالحارة من آثار سموم جهنم، والباردة من آثار زمهرير جهنم.
وروى ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي السائب - مولى عبد الله بن زهرة- عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن النار استأذنت ربها في نفسين، فأذن لها، فأما أحدهما فهذه (الجذوة) التي تصبيكم من السماء، وأما الآخر فهذه الحمى التي تصيبكم، فإذا اشتدت على أحدكم،فليطفئها عنه بالماء البارد".
[ البشارة العظمى من أثار الجنة والنار ]
BY ابن تيمية وابن القيم ومن جاء بعدهم
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/athar_t_q/1685