tg-me.com/alkhataba2016/11977
Last Update:
بسم الله الرحمن الرحيم
مفاهيم خطبة الجمعة
العنوان : غزة تحرك العالم وتعيد الحسابات
١. هذه الأرض أرض باركها الله
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"
وقال تعالى: "ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين "
*لقد بارك أهلها رجالها ونساءها وأطفالها ...
*بارك أطباءها ومستشفياتها
وبارك صمودها وثباتها وإيمانها ورضاها وتحملها ...
*بارك إعلامييها ومتحدثيها سياسيين وأكاديميين شيوخا وشبابا وأطفالا ورجالا ونساء فلغتهم لغة العزة والصمود ودليل الفهم لما يدبر من مؤامرات ودليل إيمان وتوحيد وتسليم لقضاء الله ورضا بما يحب..
*وبارك مقاومتها وخططها وأنفاقها وصواريخها وعتادها الذي لا يقارن بقوة وسلاح العدو والدول الكبرى المساعدة له ..حيث لازالت تثخن في العدو بعد أكثر من ٤٠ يوما..
*وبارك التفاف شعبها المقاوم الصابر حولها وتصميمهم على إفشال مشروع العدو في التهجير رغم القصف والتدمير والتجويع والحصار..
*ثم بارك تعاطف شعوب العالم مع شعبها.
٢. هذه الطائفة المؤمنة موعودة بالنصر بوعد الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يضرهم من خذلهم" رغم اللأواء التي تصيبهم...
بل إن من يخذلهم هو الخاسر والخائب الذي يحمل جريمة خذلان الأطفال والنساء والشيوخ الذين يتضورون جوعا وعطشا بعد أن هدمت بيوتهم وقصفت مخابزهم..
٣. أجلب عليهم العدو يهودا وصليبيين بخيلهم ورجلهم وأساطيلهم وتآمر عليهم منافقوا الأمة بحصارهم والتآمر مع عدوهم والتشكيك في نهجهم
وخذلهم من صدعوا رؤوس العالم بصرخة الموت لأمريكا وإسرائيل وتجهيز فيلق القدس الذي لم يخض معركة إلا مع أمة محمد في العراق والشام واليمن....
وكان أضل المتآمرين الذين خذلوهم هم خوارج العصر من ذوي العمائم واللحى الذين مارسوا مهمتهم الخبيثة طعنا في المنهج واتهاما بمخالفة السنة ليوهنوا من عزيمتهم وليفرقوا وحدتهم وليخذلوا المسلمين وغير المسلمين من نصرتهم والتعاطف معهم وأقل ما قاله هؤلاء الجهلة وصف المقاومين الفلسطينيين بالتهور ومخالفتهم قول الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)…
يُلوّحون بهذه الآية في سياق انتقاد المقاومة الفلسطينية، بأنها واجهت جيشًا هو الأقوى عدة وعتادا، ويحظى بدعم أمريكي وغطاء دولي في ارتكاب المجازر الوحشية ضد الفلسطينيين عموما وضدّ أهل غزة تحديدا، يقولون إن فارق القوة المهول كان يفرض على حماس ألا تستفز العدو الصهيوني، وأن ما فعلته المقاومة إنما يخالف صريح هذه الآية الكريمة، فالمقاومة عرضت نفسها للتهلكة، وعرضت المدنيين العزّل للتهلكة.
وحتى نزيل الجهل عمن يجهل، ونذكّر من يرغب في الذكرى، نضع هنا ما أورده الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة، فعَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: حَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ عَلَى صَفِّ الْعَدُوِّ حَتَّى خَرَقه، وَمَعَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ نَاسٌ: أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَذِهِ الْآيَةِ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِينَا، صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشَهِدنا مَعَهُ الْمُشَاهِدَ وَنَصَرْنَاهُ، فَلَمَّا فَشَا الْإِسْلَامُ وَظَهَرَ، اجْتَمَعْنَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ نَجِيَا، فَقُلْنَا: قَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونَصْرِه، حَتَّى فَشَا الْإِسْلَامُ وَكَثُرَ أهلُه، وَكُنَّا قَدْ آثَرْنَاهُ عَلَى الْأَهْلِينَ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ، وَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، فَنَرْجِعُ إِلَى أَهْلِينَا وَأَوْلَادِنَا فَنُقِيمُ فِيهِمَا. فَنَزَلَ فِينَا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فَكَانَتِ التَّهْلُكَةُ: الْإِقَامَةِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَتَرْكِ الْجِهَادِ.
تلك هي التهلكة يا من يرددون الآية بلا وعي، في موطن لا يحتمل التخذيل ولا يحتمل تغييب الوعي، التهلكة هي ترك الجهاد في سبيل الله، والرضا بعرض من الدنيا قليل.
ومنذ متى كان فارق القوة يحول بين المؤمنين وجهاد أعدائهم يا معشر المخذلين المتخاذلين؟ لقد خاض النبي صلى الله عليه وسلم معركة بدر بجيش تعداده يعادل ثلث تعداد جيش المشركين، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي بأصحابه إلى التهلكة؟
وفي معركة أحد كان جيش المشركين ثلاثة آلاف، وجيش المسلمين ألفا انسحب ثلثهم تحت قيادة رأس النفاق ابن سلول، فصاروا سبعمائة، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقي بأصحابه إلى التهلكة؟
BY منبر الخطباء والدعاة
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/alkhataba2016/11977