Telegram Group & Telegram Channel
<وماذا بعد مضي عام على نشر المراجعة؟>:

اليوم هو (20/ديسمبر/2022م)، وقد مضى عام كامل على نشر هذه المراجعة النقدية:

https://www.tg-me.com/us/عبد الله الـغِـزِّي/com.al_ghizzi/1887

وقد أردت منها؛ بعيدًا عن المحرفين؛ الارتقاء البحثي في المجتمع. ولا بد تعلم أن الدخول في الجدالات المذهبية في موضوع المراجعة لا يخدم هؤلاء؛ لأن قول ابن تيمية في القدم النوعي لا سلف له فيه من مجتمعه الحنبلي. وهذه حقيقة تاريخية وليست مجرد وجهة نظر. ومن زعم أن ابن حنبل يقول بالقدم النوعي فهو -باختصار- شخص يتعمد الكذب، أو شخص يجهل ابن حنبل ونصوصه! فيكفي أن تعرف أن ابن حنبل وصف داود الأصفهاني بـ(عدو الله) لأجل قوله بأن (القرآن محدث)! ومجرد هذه القصة -وهي ثابتة- تنسف سردية مجتمعك التي لا تدل عليها النصوص المتقدمة، فكيف إذا نُظر إلى بقية نصوص ابن حنبل الأخرى التي تعارض مذهب ابن تيمية في صفة الكلام؟! مع العلم أنه لم يكن هدفي في المراجعة الخروج بموقف نهائي لابن حنبل؛ فهذا له سياق مختلف. ثم من جهة أخرى الحكم على قول ابن تيمية بالبدعة -إذا كنا سننظر لهذا البحث من هذه الزاوية التي لا أنطلق منها في كتاباتي- أهون بكثير من الحكم على نص، أو على ما يدل عليه ظاهر قول؛ وكيع بن الجراح وهشام بن عبيد الله الرازي والقاسم بن سلام وإسحاق بن راهويه وأحمد ابن حنبل وابن بطة وأبي الفضل التميمي واللالكائي وابن أبي موسى وأبي يعلى وطلابه وشرف الإسلام الشيرازي وقوام السنة الأصفهاني والعمراني وابن قدامة المقدسي وابن حمدان الحراني... إلخ أهل الحديث والحنابلة= بالبدعة! لكن هذه إحدى جوانب تحيز السلفية، التي أتمنى أن أكتب عنها كتابة تستند على واقع رسائلهم الجامعية إذا قُدر لي تأليف كتاب عن «خيانة الأكاديميين»!

وعلى أي حال؛ فأنا هنا لا أريد أن أتطرق لموضوع المراجعة في تجلياته التاريخية؛ لأني -إن شاء الله- سأفرده في كتاب مستقل كما وعدت في هذا المنشور:

https://www.tg-me.com/us/عبد الله الـغِـزِّي/com.al_ghizzi/1961

وسأبين الجذور الحقيقية لقول ابن تيمية في القدم النوعي، وحقيقة قول أهل الحديث من قبله في صفة الكلام، بمشيئة الله.

لكن ما أردت أن أشير له في هذا المنشور المختصر هو إشكالية متجذرة في الحالة "العامة" للسلفية، ولا أظن أن مذهبًا من مذاهب المسلمين يعاني منها، وهي التي جعلتهم يتعاملون مع تراث ابن تيمية بنوع من التقديس؛ حتى سلموا له أحكامه الشرعية والتاريخية؛ مما لازم هذا أنه معصوم!

فهذه الإشكالية ترجع إلى كون ابن تيمية في السلفية ليس هو مجرد عالم داخل مذهب، وإنما هو المذهب نفسه! وهذا المذهب، في أبعاده الكلامية وسردياته؛ هو المعبر عن السلف الصالح الذين هم التمثيل الفعلي للإسلام! فأي نقد يوجه له -ولو كان في قضايا تاريخية- فأنت توجهه للمذهب الذي هو -في تفاصيله الكلامية- تمثيل مطابق للإسلام؛ ومن هنا فأنت تقع في مخالفة شرعية! فحال ابن تيمية في السلفية ليس كحال فخر الدين الرازي -مثلًا- في الأشعرية؛ فهو مجرد عالم داخل نسق مذهبي متكامل من قبله ومن بعده؛ لذا من الطبيعي أن تجد في الأشعرية من يعترض عليه وينقض أقواله ويسفه اختياراته ولا يصحح منقولاته، بل لا أبالغ لو قلت إنه لو فقدت كتب فخر الدين الرازي فلن يتأثر المذهب الأشعري. لكن الحال عند السلفية مختلف تمامًا؛ لذلك فوجود ابن تيمية يعني وجود السلفية؛ فإن عُدم انعدم هذا المذهب -في أبعاده الكلامية- وتلاشى! مع ملاحظة تحول القضايا التاريخية إلى عقائد ضمن أطر المذهبيات؛ فلهذه المذهبيات أساطير مؤسسة تتعلق بثنائية (نحن) و(هم)، فلا يكفي الإيمان بالمبادئ الإيمانية لكي تكون محسوبًا على أفراد هذا المذهب، وإنما لا بد أن تؤمن بالأساطير التاريخية -المتعلقة بالذات وبالآخر- حتى لا تنبذ خارج هذا المذهب!

ونحن بحاجة إلى تشريح تاريخي اجتماعي لهذه الإشكالية، ينطلق من قراءة ظهور السلفية -في أبعادها الكلامية- قراءة تاريخية، وحال تراث ابن تيمية -وهو تراث كلامي- قبل ظهورهم في المجتمع العلمي الإسلامي، مع قراءة الواقع العلمي للبيئات السلفية المعاصرة، التي أدت بنا إلى الوقوع في مثل هذه الإشكاليات في البحث العلمي. ناهيك عن إشكالية عدم فهم المذهب كما تبين من كتابات المعترضين على المراجعة. وهذا يعود في نظري إلى كون هؤلاء لا يفهمون أن المقالات تتمايز في الخصوصيات لا في المشتركات، واحتجاجك بنصوص عامة أو مجملة على مقالة جزئية يكشف عن عبث تمارسه، أو جهل أنت واقع فيه! وهذه إحدى الجوانب التي سأسلط الضوء عليها -إن شاء الله- في كتابي «قصور الرسالية».

وأخيرًا؛ فأرجو أن أوفق للكتابة في عامة هذه القضايا؛ وذلك بعد الفراغ من المشاريع الحالية التي ينبغي، في المرحلة الحالية؛ التركيز على إنجازها بإتقان؛ لأن القصد من التطرق إلى تشريح مثل هذه الإشكاليات هو الارتقاء البحثي بالمجتمع. وأما الدخول في الجدالات "الكلامية" للمذاهب فهو أمر قد تجاوزته مبكرًا منذ أن أدركت "تاريخية" مثل هذه الآراء. ومن كان تهمه الجدالات فليبحث عنها عند أهلها.



tg-me.com/al_ghizzi/2009
Create:
Last Update:

<وماذا بعد مضي عام على نشر المراجعة؟>:

اليوم هو (20/ديسمبر/2022م)، وقد مضى عام كامل على نشر هذه المراجعة النقدية:

https://www.tg-me.com/us/عبد الله الـغِـزِّي/com.al_ghizzi/1887

وقد أردت منها؛ بعيدًا عن المحرفين؛ الارتقاء البحثي في المجتمع. ولا بد تعلم أن الدخول في الجدالات المذهبية في موضوع المراجعة لا يخدم هؤلاء؛ لأن قول ابن تيمية في القدم النوعي لا سلف له فيه من مجتمعه الحنبلي. وهذه حقيقة تاريخية وليست مجرد وجهة نظر. ومن زعم أن ابن حنبل يقول بالقدم النوعي فهو -باختصار- شخص يتعمد الكذب، أو شخص يجهل ابن حنبل ونصوصه! فيكفي أن تعرف أن ابن حنبل وصف داود الأصفهاني بـ(عدو الله) لأجل قوله بأن (القرآن محدث)! ومجرد هذه القصة -وهي ثابتة- تنسف سردية مجتمعك التي لا تدل عليها النصوص المتقدمة، فكيف إذا نُظر إلى بقية نصوص ابن حنبل الأخرى التي تعارض مذهب ابن تيمية في صفة الكلام؟! مع العلم أنه لم يكن هدفي في المراجعة الخروج بموقف نهائي لابن حنبل؛ فهذا له سياق مختلف. ثم من جهة أخرى الحكم على قول ابن تيمية بالبدعة -إذا كنا سننظر لهذا البحث من هذه الزاوية التي لا أنطلق منها في كتاباتي- أهون بكثير من الحكم على نص، أو على ما يدل عليه ظاهر قول؛ وكيع بن الجراح وهشام بن عبيد الله الرازي والقاسم بن سلام وإسحاق بن راهويه وأحمد ابن حنبل وابن بطة وأبي الفضل التميمي واللالكائي وابن أبي موسى وأبي يعلى وطلابه وشرف الإسلام الشيرازي وقوام السنة الأصفهاني والعمراني وابن قدامة المقدسي وابن حمدان الحراني... إلخ أهل الحديث والحنابلة= بالبدعة! لكن هذه إحدى جوانب تحيز السلفية، التي أتمنى أن أكتب عنها كتابة تستند على واقع رسائلهم الجامعية إذا قُدر لي تأليف كتاب عن «خيانة الأكاديميين»!

وعلى أي حال؛ فأنا هنا لا أريد أن أتطرق لموضوع المراجعة في تجلياته التاريخية؛ لأني -إن شاء الله- سأفرده في كتاب مستقل كما وعدت في هذا المنشور:

https://www.tg-me.com/us/عبد الله الـغِـزِّي/com.al_ghizzi/1961

وسأبين الجذور الحقيقية لقول ابن تيمية في القدم النوعي، وحقيقة قول أهل الحديث من قبله في صفة الكلام، بمشيئة الله.

لكن ما أردت أن أشير له في هذا المنشور المختصر هو إشكالية متجذرة في الحالة "العامة" للسلفية، ولا أظن أن مذهبًا من مذاهب المسلمين يعاني منها، وهي التي جعلتهم يتعاملون مع تراث ابن تيمية بنوع من التقديس؛ حتى سلموا له أحكامه الشرعية والتاريخية؛ مما لازم هذا أنه معصوم!

فهذه الإشكالية ترجع إلى كون ابن تيمية في السلفية ليس هو مجرد عالم داخل مذهب، وإنما هو المذهب نفسه! وهذا المذهب، في أبعاده الكلامية وسردياته؛ هو المعبر عن السلف الصالح الذين هم التمثيل الفعلي للإسلام! فأي نقد يوجه له -ولو كان في قضايا تاريخية- فأنت توجهه للمذهب الذي هو -في تفاصيله الكلامية- تمثيل مطابق للإسلام؛ ومن هنا فأنت تقع في مخالفة شرعية! فحال ابن تيمية في السلفية ليس كحال فخر الدين الرازي -مثلًا- في الأشعرية؛ فهو مجرد عالم داخل نسق مذهبي متكامل من قبله ومن بعده؛ لذا من الطبيعي أن تجد في الأشعرية من يعترض عليه وينقض أقواله ويسفه اختياراته ولا يصحح منقولاته، بل لا أبالغ لو قلت إنه لو فقدت كتب فخر الدين الرازي فلن يتأثر المذهب الأشعري. لكن الحال عند السلفية مختلف تمامًا؛ لذلك فوجود ابن تيمية يعني وجود السلفية؛ فإن عُدم انعدم هذا المذهب -في أبعاده الكلامية- وتلاشى! مع ملاحظة تحول القضايا التاريخية إلى عقائد ضمن أطر المذهبيات؛ فلهذه المذهبيات أساطير مؤسسة تتعلق بثنائية (نحن) و(هم)، فلا يكفي الإيمان بالمبادئ الإيمانية لكي تكون محسوبًا على أفراد هذا المذهب، وإنما لا بد أن تؤمن بالأساطير التاريخية -المتعلقة بالذات وبالآخر- حتى لا تنبذ خارج هذا المذهب!

ونحن بحاجة إلى تشريح تاريخي اجتماعي لهذه الإشكالية، ينطلق من قراءة ظهور السلفية -في أبعادها الكلامية- قراءة تاريخية، وحال تراث ابن تيمية -وهو تراث كلامي- قبل ظهورهم في المجتمع العلمي الإسلامي، مع قراءة الواقع العلمي للبيئات السلفية المعاصرة، التي أدت بنا إلى الوقوع في مثل هذه الإشكاليات في البحث العلمي. ناهيك عن إشكالية عدم فهم المذهب كما تبين من كتابات المعترضين على المراجعة. وهذا يعود في نظري إلى كون هؤلاء لا يفهمون أن المقالات تتمايز في الخصوصيات لا في المشتركات، واحتجاجك بنصوص عامة أو مجملة على مقالة جزئية يكشف عن عبث تمارسه، أو جهل أنت واقع فيه! وهذه إحدى الجوانب التي سأسلط الضوء عليها -إن شاء الله- في كتابي «قصور الرسالية».

وأخيرًا؛ فأرجو أن أوفق للكتابة في عامة هذه القضايا؛ وذلك بعد الفراغ من المشاريع الحالية التي ينبغي، في المرحلة الحالية؛ التركيز على إنجازها بإتقان؛ لأن القصد من التطرق إلى تشريح مثل هذه الإشكاليات هو الارتقاء البحثي بالمجتمع. وأما الدخول في الجدالات "الكلامية" للمذاهب فهو أمر قد تجاوزته مبكرًا منذ أن أدركت "تاريخية" مثل هذه الآراء. ومن كان تهمه الجدالات فليبحث عنها عند أهلها.

BY عبد الله الـغِـزِّي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/al_ghizzi/2009

View MORE
Open in Telegram


عبد الله الـغِـزِّي Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

What Is Bitcoin?

Bitcoin is a decentralized digital currency that you can buy, sell and exchange directly, without an intermediary like a bank. Bitcoin’s creator, Satoshi Nakamoto, originally described the need for “an electronic payment system based on cryptographic proof instead of trust.” Each and every Bitcoin transaction that’s ever been made exists on a public ledger accessible to everyone, making transactions hard to reverse and difficult to fake. That’s by design: Core to their decentralized nature, Bitcoins aren’t backed by the government or any issuing institution, and there’s nothing to guarantee their value besides the proof baked in the heart of the system. “The reason why it’s worth money is simply because we, as people, decided it has value—same as gold,” says Anton Mozgovoy, co-founder & CEO of digital financial service company Holyheld.

A Telegram spokesman declined to comment on the bond issue or the amount of the debt the company has due. The spokesman said Telegram’s equipment and bandwidth costs are growing because it has consistently posted more than 40% year-to-year growth in users.

عبد الله الـغِـزِّي from us


Telegram عبد الله الـغِـزِّي
FROM USA