Telegram Group & Telegram Channel
عبد الله الـغِـزِّي
(يفترض أن تقييم الادعاءات العلمية يكون على أساس جودة الأدلة وليس على أساس مكانة الشخص الذي يقدم الادعاء. هذا الأساس الأخير يمكن الإشارة إليه باسم: ‹تحيز المكانة›، وقد يلعب دورًا في التأثير على تصورات العلماء وتفسيراتهم للأبحاث). «السذاجة العلمية». لي جوسيم،…
أجد وأنا أقرأ في نص محقق ضمن رسالة جامعية في إحدى جامعاتنا أن المؤلف، وهو من رجال القرن: (5هـ/11م)؛ ينسب للسلف بعض الآراء، وألاحظ أن المحقق، يستدرك عليه بابن تيمية المتوفى في القرن: (8هـ/14م)!

الحقيقة أنا لا أفهم مسوغ هذه الممارسة! فمن المعلوم أن ابن تيمية ليس من السلف الذين هم موضع "الانتماء"، مع ملاحظة ضبابية هذه الجماعة؛ فمرة يراد منها الصحابة، ومرة يدخل معهم التابعون، ومرة يدخل معهم رجالات من المحدثين يصل حيزهم الزماني إلى أواخر القرن: (4هـ/10م)!

على أي حال؛ إذا كان هؤلاء السلف متقدمين على صاحب النص المحقق، فبطبيعة الحال هم متقدمون كذلك على ابن تيمية الذي هو بعد صاحب النص المحقق بثلاثة قرون؛ فكيف الآن يكون الاستدراك على المتقدم بكلام شخص متأخر عنه؟! فأي شخص لديه أدنى درجات الوعي التاريخي سيعرف أن هذه مفارقة تاريخية.

ولا يمكن أن يقال أن الاستدراك هو في جانب المنقول المحض؛ بحيث يكتفى بنقل ابن تيمية، بوصفه أحد العلماء الثقات -وهو كذلك-، لا! فالاستدراك كان في جانب آراء كلامية محضة، وإن وجد للسلف هؤلاء نصوص في موضوعها فهي نصوص مجملة يمكن تنزيلها على أكثر من رأي؛ لأن بإمكان أي شخص أن يعكس هذه الممارسة مع ابن تيمية، فيستدرك على آرائه الكلامية بتلك النصوص المجملة، أو بالنصوص الكلامية لمن هم بعد القرن: (4هـ/10م)؛ كالمتكلمين من الأثرية، بوصفهم ينسبون ما يذكرونه من آراء كلامية للسلف. وأيضًا فالاستدراك بالمنقول المحض بواسطة ابن تيمية وغيره من العلماء يقبل في حال فقدان المصادر الأصلية، أما في حال وجودها فالإحالة على المصادر الثانوية قصور منهجي.

هذا المنهج الممارس بكثرة في رسائلنا الجامعية يمكن يصنف ضمن: "تحيز المكانة"، فما دام أن الباحث يختم رؤيته أو استدراكه على الآخرين بالنقل عن: ابن تيمية؛ فتلقائيًا تقبل كتابته، ولا يجد أي اعتراض؛ لا من المشرف ولا من المناقشين! مع أن الواجب هو محاكمة ما ينسبه العلماء المتأخرون -ومنهم ابن تيمية- من آراء كلامية للسلف، لا أن يجعل أحدهم حاكمًا على بقية العلماء بمجرد كلامه.

أتمنى في الحقيقة أن أوفق للكتابة التطبيقية عن هذا النوع من التحيز، ولو وجدت رغبة في المشاركة لكان بإمكاننا أن نخرج كتابًا جماعيًا يضم مجموعة أوراق تدخل كلها ضمن نطاق: "التحيز في الدراسات الإسلامية- الأكاديميات العربية أنموذجًا". وأزعم أن هناك مادة جيدة في عموم هذه الأكاديميات باختلاف انتماءات أصحابها المذهبية تستحق الرصد والتحليل بقصد تطوير مخرجات البحث العلمي. فأرجو أن تتبنى إحدى الجهات البحثية هذا المشروع الذي لن أتردد في المشاركة فيه بورقة عن "التحيز التيمي"!

https://www.tg-me.com/us/عبد الله الـغِـزِّي/com.al_ghizzi/1973



tg-me.com/al_ghizzi/2007
Create:
Last Update:

أجد وأنا أقرأ في نص محقق ضمن رسالة جامعية في إحدى جامعاتنا أن المؤلف، وهو من رجال القرن: (5هـ/11م)؛ ينسب للسلف بعض الآراء، وألاحظ أن المحقق، يستدرك عليه بابن تيمية المتوفى في القرن: (8هـ/14م)!

الحقيقة أنا لا أفهم مسوغ هذه الممارسة! فمن المعلوم أن ابن تيمية ليس من السلف الذين هم موضع "الانتماء"، مع ملاحظة ضبابية هذه الجماعة؛ فمرة يراد منها الصحابة، ومرة يدخل معهم التابعون، ومرة يدخل معهم رجالات من المحدثين يصل حيزهم الزماني إلى أواخر القرن: (4هـ/10م)!

على أي حال؛ إذا كان هؤلاء السلف متقدمين على صاحب النص المحقق، فبطبيعة الحال هم متقدمون كذلك على ابن تيمية الذي هو بعد صاحب النص المحقق بثلاثة قرون؛ فكيف الآن يكون الاستدراك على المتقدم بكلام شخص متأخر عنه؟! فأي شخص لديه أدنى درجات الوعي التاريخي سيعرف أن هذه مفارقة تاريخية.

ولا يمكن أن يقال أن الاستدراك هو في جانب المنقول المحض؛ بحيث يكتفى بنقل ابن تيمية، بوصفه أحد العلماء الثقات -وهو كذلك-، لا! فالاستدراك كان في جانب آراء كلامية محضة، وإن وجد للسلف هؤلاء نصوص في موضوعها فهي نصوص مجملة يمكن تنزيلها على أكثر من رأي؛ لأن بإمكان أي شخص أن يعكس هذه الممارسة مع ابن تيمية، فيستدرك على آرائه الكلامية بتلك النصوص المجملة، أو بالنصوص الكلامية لمن هم بعد القرن: (4هـ/10م)؛ كالمتكلمين من الأثرية، بوصفهم ينسبون ما يذكرونه من آراء كلامية للسلف. وأيضًا فالاستدراك بالمنقول المحض بواسطة ابن تيمية وغيره من العلماء يقبل في حال فقدان المصادر الأصلية، أما في حال وجودها فالإحالة على المصادر الثانوية قصور منهجي.

هذا المنهج الممارس بكثرة في رسائلنا الجامعية يمكن يصنف ضمن: "تحيز المكانة"، فما دام أن الباحث يختم رؤيته أو استدراكه على الآخرين بالنقل عن: ابن تيمية؛ فتلقائيًا تقبل كتابته، ولا يجد أي اعتراض؛ لا من المشرف ولا من المناقشين! مع أن الواجب هو محاكمة ما ينسبه العلماء المتأخرون -ومنهم ابن تيمية- من آراء كلامية للسلف، لا أن يجعل أحدهم حاكمًا على بقية العلماء بمجرد كلامه.

أتمنى في الحقيقة أن أوفق للكتابة التطبيقية عن هذا النوع من التحيز، ولو وجدت رغبة في المشاركة لكان بإمكاننا أن نخرج كتابًا جماعيًا يضم مجموعة أوراق تدخل كلها ضمن نطاق: "التحيز في الدراسات الإسلامية- الأكاديميات العربية أنموذجًا". وأزعم أن هناك مادة جيدة في عموم هذه الأكاديميات باختلاف انتماءات أصحابها المذهبية تستحق الرصد والتحليل بقصد تطوير مخرجات البحث العلمي. فأرجو أن تتبنى إحدى الجهات البحثية هذا المشروع الذي لن أتردد في المشاركة فيه بورقة عن "التحيز التيمي"!

https://www.tg-me.com/us/عبد الله الـغِـزِّي/com.al_ghizzi/1973

BY عبد الله الـغِـزِّي


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/al_ghizzi/2007

View MORE
Open in Telegram


عبد الله الـغِـزِّي Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

How Does Bitcoin Work?

Bitcoin is built on a distributed digital record called a blockchain. As the name implies, blockchain is a linked body of data, made up of units called blocks that contain information about each and every transaction, including date and time, total value, buyer and seller, and a unique identifying code for each exchange. Entries are strung together in chronological order, creating a digital chain of blocks. “Once a block is added to the blockchain, it becomes accessible to anyone who wishes to view it, acting as a public ledger of cryptocurrency transactions,” says Stacey Harris, consultant for Pelicoin, a network of cryptocurrency ATMs. Blockchain is decentralized, which means it’s not controlled by any one organization. “It’s like a Google Doc that anyone can work on,” says Buchi Okoro, CEO and co-founder of African cryptocurrency exchange Quidax. “Nobody owns it, but anyone who has a link can contribute to it. And as different people update it, your copy also gets updated.”

Telegram Be The Next Best SPAC

I have no inside knowledge of a potential stock listing of the popular anti-Whatsapp messaging app, Telegram. But I know this much, judging by most people I talk to, especially crypto investors, if Telegram ever went public, people would gobble it up. I know I would. I’m waiting for it. So is Sergei Sergienko, who claims he owns $800,000 of Telegram’s pre-initial coin offering (ICO) tokens. “If Telegram does a SPAC IPO, there would be demand for this issue. It would probably outstrip the interest we saw during the ICO. Why? Because as of right now Telegram looks like a liberal application that can accept anyone - right after WhatsApp and others have turn on the censorship,” he says.

عبد الله الـغِـزِّي from us


Telegram عبد الله الـغِـزِّي
FROM USA