tg-me.com/a9wal_ferkousse/3046
Last Update:
💥 جديد الفوائد 💥
لا تضيعها.
سئل الشيخ فركوس، شيخنا أحسن اللّه إليكم يقول الله تعالى في سورة النمل﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾[ النمل: 14].
فهل كل من تمسك أو تلبس ببدعة أو خالف السنة والحق يكون من قبيل الجحود والظلم والعلو أم هناك أقسام أخرى نرجوا منكم بيانها وحكم الشرع فيها ؟
فكان مما أجاب به الشيخ حفظه اللّه :
" أقول وبالله التوفيق: الغالب الأعم الذي لا يقبل الحق ويرده يكون متكبرا ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم بيّن الكبر فقال هو " بطر الحق وغمط الناس " بطر الحق بمعنى رد الحقّ.. وغمط الناس أي إحتقار الناس، وهذا هو الكبر والعلو.
يرى أنه أعرف من هذا و أن هذا في نظره حقير وهو أعلم منه، فيكف يأتي ويريد أن يبصرني بأموري أو أمور ديني فلا يقبل منه لأنه يحتقره ويرد الحق الذي يأتي معه ويستصغره فيرده. لهذا تجد لما يؤمن الناس الفقراء بالأنبياء والرسل يتهمونهم أنهم ما تبعهم إلا أراذل الناس يعني يحتقرون الناس الذين آمنوا بالرسل.. فهم لا يؤمنون لأنهم يرون أنفسهم أعلى من أن يكونوا هم وأراذل الناس في نظرهم سواء ففيهم شيئ من سمة العلو و هذا سببه الكبر ..
والكبر على قسمين :
كبر : يدخل صاحبه في نار جهنم ويبقى خالداً فيها.
كبر : عصيان يستحق صاحبه العذاب لكن لا يخلد في النار.
الذين يستكبرون عن العبادة هؤلاء يدخلهم النار ويمكثون فيها لأنهم متكبرين لا يقبلون الحق ولا يقبلون الدين ، ولو كانت قلوبهم تعرف أنه الحق.. فرعون و هامان كانوا يعرفون موسى عليه السلام أنه على الحق"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ".. حتى هرقل لما سأل أبا سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذلك الأنبياء، يفعلون كذا وكذا.. لكنه لم يؤمن، لأنه منعه العرش والتكبر. يعني ينزل هرقل الروم يصير تابع لدين النبي صلى الله عليه وسلم، يرى أنه يرجع صغير بعد أن كان عظيم الروم فيصير حقيرا في نظره.. إذا فالتكبر هو المانع.
وقد يكون المانع من قبول الحقّ هو الحسد.. يعرف أنه الحق لكن يمنعه الحسد وهذا شأن اليهود. علموا أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حق ودينه حق وكذلك موسى وعيسى أخبروا بمجيئ النبي صلى الله عليه وسلم ووجدوا ذلك في كتبهم، لكن لما رأوا أنه أتى من قوم آخرين حسدهم ولم يؤمنوا قال الله تعالى "يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ"و قول الله تعالى "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ" الناس المراد به هنا النبي صلى الله عليه وسلم.
أتي النبي صلى الله عليه وسلم النبوة والحكمة ووو... حسدوه في ذلك وأتى من قوم من العرب ولم يأتي من أقوامهم، وشريعته لكل الأمة وجاء رحمة للعالمين جميعا هذا الذي تمتاز به شريعة النبي صلى الله عليه وسلم على شريعة موسى وعيسى عليهما السلام.
شريعة موسى وعيسى خاصة بقومهم لكن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم عامة أرجاء الدنيا فهي رحمة للعالمين..
ومن موانع قبول الحقّ، المال؛ فالمال يمنع من أخذ الحق و مضيع له كما هو الشأن لقارون، قارون هلك بالمال..
مسلك الأغنياء والأثرياء الذين أُترفوا في هذه الحياة الدنيا فيرون أن الناس كلهم عبيد بالنسبة إليهم ويرون أنفسهم بمثابة الأنبياء الناصحين، فإذا جاءه ناصح من أوسط الناس و هو في مقام أصحاب الكراسي العظيمة فهذا ينبذه ويرده ،فالمال من الأمور التي تمنع من الإعتراف الداخلي بهذا لكن يمنعه من أن يُسلم ويمنعه من أن يَقبل الحق الذي عند الغير..
لما نقول المال.. تجده متمثل في الخزائن الكبرى التي عنده كما الشأن في قارون والملوك ..وأن يكون في المناصب، منصب كبير يذر عليه الأموال.. و إذا بهذا المنصب يصبح منصب مالي.. فمن الممكن أن يمنعه هذا من قبول الحق... يذهب منه المنصب ويصبح لا شيئ في نظره.. ولكن الحقيقة لو يقبل الحقّ.. لرفعه الله، هذا النجاشي أسلم و قد بقي في الحكم..
هذه أهم الأشياء عموما التي تمنع قبول الحق :
أولا :الكبر
ثانيا: الحسد
ثالثا :المال ، و المناصب التي تتعلق بالمال.
هذه أهم الأشياء التي تترك الناس لا يقبلون الحق ويردونه لذلك قال الله تعالى في سورة القصص ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ انتهى كلامه "
قلتُ: ثم ذكر الشيخ حفظه الله كلام ابن القيم رحمه الله في أن هذه الآية تتضمن أربع حالات. سأنشرها في منشور مستقل.
ونقله
من مجلسه المبارك
أبو معاوية منير الحاميدي.
BY 🌸 الرَّيحَانَةُ وَالجَوهَرَةُ 💎
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/a9wal_ferkousse/3046