Telegram Group & Telegram Channel
مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
#الوداع
الوداع

حينما انطلق أبو الفضل العباس ـ عليه السلام ـ كالسهم إلى المشرعة ، يحمل السقاء والسيف واللواء ، وقف الحسين ـ عليه السلام ـ على مقربة من المخيم يستشرف المعركة ، ولعل بعض النسوة من أهل البيت كن يرمقن وجه الحسين ـ عليه السلام ـ ، لان في وجهه كانت ترتسم صورة تلك المعركة الفاصلة .
يقتحم العباس المشرعة ، يفر المدافعون عنها فرار المعزى عن الأسد الهصور ، يحمل الماء ويأتي به . ولعل هذه الصور المشرقة كانت ترتسم في ملامح سيد الشهداء ـ عليه السلام ـ فتزداد اشراقا وانشراحا ..
ولكن العباس ـ عليه السلام ـ يختار طريقا قريبا إلى المخيم ، وهو طريق النخيل . فيكمن له الاعداء بينها ، وينادي عمر بن سعد بجنده البالغ عددهم ثلاثين ألفا ؛ لا تدعو العباس يصل إلى أصحاب الحسين ، فإنهم لو شربوا الماء لم ينج احد منكم من المقتل .
وهكذا تتعبأ كل القوات ضد البطل ؛ أربعة آلاف من الرماة يوجهون نبالهم على العباس .. وينتشر سائر المقاتلين بين النخيل ليحولوا بين العباس وبين المخيم . فيكمن بعضهم له بين النخيل ، ويقطعون يمينه ثم يساره ، ولكن العباس ينطلق كالسهم إلى المخيم لعله ينجح في مهمته التي أمره بها الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ .
كانت لحظات حاسمة ، وكانت السهام تتقاطر عليه كوابل من المطر ، وكان العباس ـ عليه السلام ـ يرتجز ويقول :
لا أرهب المـوت اذا الموت رقا * حتى أوارى في المصاليت لقى
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا *
اني أنـا العباس اغدو بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى 19
فجاء سهم فأصاب القربة واريق ماؤها ، ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين : أدركني .
فلما رأه صريعا بكى . وقال : " الان انكسر ظهري وقلت حيلتي " .
وقالت رواية : ضربه ملعون بعمود من حديد ، فلما رأه الحسين ـ عليه السلام ـ انشأ يقول :
تعديتم يا شـر قـوم ببغيكـم * وخالفتم ديـن النبـي محمــد
اما كان خير الرسل اوصاكم بنا *
اما نـحن من نجل النبي المسـدد
اما كانت الزهراء أمي دونـكم * اما كان من خير البريـة أحمـد
لعنتم وأخزيتـم بمـا قد جنيتـم *
فسوف تلاقوا حر نـار توقـد 20
وعاد الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ إلى المخيم ، وارتسمت على محياه علامات حزينة .
لقد فقد نصيره الأول ، وصاحب لواءه ، والعلامة من عسكره . تقول الرواية انه لم يخبر النسوة بمصرع أخيه العباس وانما تقدم نحو خيمته ، وأنام عمودها وبهذه العلامة عرفت النسوة ان صاحب هذه الخيمة قد استشهد .
وقد أجاد الشاعر حين قال :
عمد الحديد بكربلاء خسف القمر من هاشم فلتبكه عليا مضرفمشى اليه السبط ينعــاه كسر ت الان ظهري يأ أخي ومعيني
فسلام الله عليك يا أبا عبد الله ، وسلام الله على أخيك وناصرك العباس ، وعلى الدماء السائلات بين يديك ورحمة الله وبركاته .

السيد محمد تقي المدريسي



tg-me.com/YaSahiebALZaman/14863
Create:
Last Update:

الوداع

حينما انطلق أبو الفضل العباس ـ عليه السلام ـ كالسهم إلى المشرعة ، يحمل السقاء والسيف واللواء ، وقف الحسين ـ عليه السلام ـ على مقربة من المخيم يستشرف المعركة ، ولعل بعض النسوة من أهل البيت كن يرمقن وجه الحسين ـ عليه السلام ـ ، لان في وجهه كانت ترتسم صورة تلك المعركة الفاصلة .
يقتحم العباس المشرعة ، يفر المدافعون عنها فرار المعزى عن الأسد الهصور ، يحمل الماء ويأتي به . ولعل هذه الصور المشرقة كانت ترتسم في ملامح سيد الشهداء ـ عليه السلام ـ فتزداد اشراقا وانشراحا ..
ولكن العباس ـ عليه السلام ـ يختار طريقا قريبا إلى المخيم ، وهو طريق النخيل . فيكمن له الاعداء بينها ، وينادي عمر بن سعد بجنده البالغ عددهم ثلاثين ألفا ؛ لا تدعو العباس يصل إلى أصحاب الحسين ، فإنهم لو شربوا الماء لم ينج احد منكم من المقتل .
وهكذا تتعبأ كل القوات ضد البطل ؛ أربعة آلاف من الرماة يوجهون نبالهم على العباس .. وينتشر سائر المقاتلين بين النخيل ليحولوا بين العباس وبين المخيم . فيكمن بعضهم له بين النخيل ، ويقطعون يمينه ثم يساره ، ولكن العباس ينطلق كالسهم إلى المخيم لعله ينجح في مهمته التي أمره بها الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ .
كانت لحظات حاسمة ، وكانت السهام تتقاطر عليه كوابل من المطر ، وكان العباس ـ عليه السلام ـ يرتجز ويقول :
لا أرهب المـوت اذا الموت رقا * حتى أوارى في المصاليت لقى
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا *
اني أنـا العباس اغدو بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى 19
فجاء سهم فأصاب القربة واريق ماؤها ، ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين : أدركني .
فلما رأه صريعا بكى . وقال : " الان انكسر ظهري وقلت حيلتي " .
وقالت رواية : ضربه ملعون بعمود من حديد ، فلما رأه الحسين ـ عليه السلام ـ انشأ يقول :
تعديتم يا شـر قـوم ببغيكـم * وخالفتم ديـن النبـي محمــد
اما كان خير الرسل اوصاكم بنا *
اما نـحن من نجل النبي المسـدد
اما كانت الزهراء أمي دونـكم * اما كان من خير البريـة أحمـد
لعنتم وأخزيتـم بمـا قد جنيتـم *
فسوف تلاقوا حر نـار توقـد 20
وعاد الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ إلى المخيم ، وارتسمت على محياه علامات حزينة .
لقد فقد نصيره الأول ، وصاحب لواءه ، والعلامة من عسكره . تقول الرواية انه لم يخبر النسوة بمصرع أخيه العباس وانما تقدم نحو خيمته ، وأنام عمودها وبهذه العلامة عرفت النسوة ان صاحب هذه الخيمة قد استشهد .
وقد أجاد الشاعر حين قال :
عمد الحديد بكربلاء خسف القمر من هاشم فلتبكه عليا مضرفمشى اليه السبط ينعــاه كسر ت الان ظهري يأ أخي ومعيني
فسلام الله عليك يا أبا عبد الله ، وسلام الله على أخيك وناصرك العباس ، وعلى الدماء السائلات بين يديك ورحمة الله وبركاته .

السيد محمد تقي المدريسي

BY مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ




Share with your friend now:
tg-me.com/YaSahiebALZaman/14863

View MORE
Open in Telegram


مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

That growth environment will include rising inflation and interest rates. Those upward shifts naturally accompany healthy growth periods as the demand for resources, products and services rise. Importantly, the Federal Reserve has laid out the rationale for not interfering with that natural growth transition.It's not exactly a fad, but there is a widespread willingness to pay up for a growth story. Classic fundamental analysis takes a back seat. Even negative earnings are ignored. In fact, positive earnings seem to be a limiting measure, producing the question, "Is that all you've got?" The preference is a vision of untold riches when the exciting story plays out as expected.

A project of our size needs at least a few hundred million dollars per year to keep going,” Mr. Durov wrote in his public channel on Telegram late last year. “While doing that, we will remain independent and stay true to our values, redefining how a tech company should operate.

مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ from us


Telegram مجربات لقضاء الحوائج وكشف الهموم ٍ
FROM USA