دُرَر الْمُجَدَّد مُحَمَّدٌ عَلِيُّ فركوس

صِحِّيَّةٍ وَ مَاليَّة و دِينِيَّة... لِذَا حَرَّمَ اللَّهُ كُلَّ هَذِهِ السِّلْسِلَةِ: زَارِعَهَا و عاصِرَهَا وَ شَارِبَهَا وَحَامِلُهَا... الْخ.

الْأَصْلُ أَنَّ الْحَاكِمَ يَأْتِي مَعَ هَذَا، لِأَنَّ كُلَّ مَا لَا يُعْتَرَفُ بِمَالِيَّتِهِ وَحُرْمَتِهِ، فَلَيْسَ بِمَالٍ، أَيْ لَا يُعَدُّ مَالًا، وَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ الضَّمَانُ إِنْ أَتْلَفَهُ وَأَحْرَقَهُ أَوْ أَسَالَهُ، فَلَا يَضْمَنُهُ مَثَلًا لَوْ رَمَى حَجَرًا وَأَصَابَ قَارُورَةَ خَمْرٍ، فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ،أَوْ قَتَلَ خِنْزِيرًا لِذِمِّيٍّ، فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ. لِأَنَّ الشَّرْعَ لَا يُعْتَرِفُ بِمَالِيَّتِهِ، لِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ.

التَّشْرِيعُ أَوَّلًا هُوَ لِلَّهِ، وَلَيْسَ لِلْبَرْلَمَانِ. وَهَذَا شِرْكٌ فِي الْحَاكِمِيَّةِ بِلا شَكٍّ. وَثَانِيًا: مَا نَأْخُذُهُ (نتَحاكَمُ إليه) مِنَ الْبَرْلَمَانِ وَنُطَبِّقُهُ عَمَلِيًّا، هَذَا شِرْكٌ فِي الْعِبَادَةِ ، لِأَنَّهُ( يُتحاكَمُ فِيه لِغَيْرِ شَرْعِ اللَّهِ. فَلَا يَجُوزُ.

وَالْإِنْسَانُ لَا بُدَّ أَنْ يَعْرِفَ هَذِهِ الْأَحْكَامَ، لِأَنَّهُ مُمْكِنٌ أَن يُوَافِقَ هَذَا بِالْعَاطِفَةِ أَوْ بِالْجَهْلِ. أَو يُوَافِقَ بِالْقَلَمِ أَوْ بِاللِّسَانِ، فَهُوَ مَعْدُودٌ مِنْهُمْ مِمَّنْ يَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَةَ وَغَيْرَهَا. تَقُولُ: كَيْفَ يَسْتَحِلُّونَ؟ هَذَا يَسْتَحِلُّونَهُ بِالتَّشْرِيعِ، مَا كَانَتْ فِيهِ مُوَافَقَةٌ إِلَّا بِرِضَاهُمْ وَرَفْعِ أَيْدِيهِمْ. بِزَعْمِ أَنَّ الدِّعَارَةَ مَصْدَرٌ مَالِيٌّ لِلْخَزِينَةِ، وَالْخَمْرُ كَذَلِكَ. فَيُوَافِقُونَ.

لَا نَدْخُلُ فِي هَذَا، لِأَنَّهُمْ سَيُسُمُّونَنَا بِأُمُورٍ أُخْرَى. لَكِنَّ الْحَقَّ حَقٌّ. لَكِنْ نَقُولُ: الْإِنْسَانُ لَا يُوَافِقُ هَذَا، سَوَاءٌ كَانَ حَاكِمًا أَوْ وَالِدًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ. وَلَا يَرْضَى بِذَلِكَ، وَيُنْكِرُهُ سَوَاءٌ بِلِقَاءٍ أَوْ خِطَابٍ أَوْ بِكِتَابَةٍ عَلَانِيَّةٍ. وَقَدْ بَيَّنَّا فِي حُكْمِ الْإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ فِي فَتَاوَى فِي الْمَوْقِعِ، وَقَدْ بَيَّنَّا فِي مَقَالَاتٍ هَذِهِ الْأُمُورِ وَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَبْدِيلُ شَرْعِ اللهِ، وَإِلَّا سَيَقَعُ الْإِنْسَانُ فِي الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ.

وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى، وَآخِرُ دُعَوانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَإِخْوَانِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

[📍مِنْ مَجْلِسِ الْقُبَّةِ، بَعْدَ فَجْرِ يَوْمِ 3 رمضان 1446، الْمُوَافِقُ لِـ 3 مَارِسَ 2025م.]

____

www.tg-me.com/us/telegram/com.Moonotheism/4845

1.6K viewsMar 4 at 14:01

صِحِّيَّةٍ وَ مَاليَّة و دِينِيَّة... لِذَا حَرَّمَ اللَّهُ كُلَّ هَذِهِ السِّلْسِلَةِ: زَارِعَهَا و عاصِرَهَا وَ شَارِبَهَا وَحَامِلُهَا... الْخ.

الْأَصْلُ أَنَّ الْحَاكِمَ يَأْتِي مَعَ هَذَا، لِأَنَّ كُلَّ مَا لَا يُعْتَرَفُ بِمَالِيَّتِهِ وَحُرْمَتِهِ، فَلَيْسَ بِمَالٍ، أَيْ لَا يُعَدُّ مَالًا، وَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ الضَّمَانُ إِنْ أَتْلَفَهُ وَأَحْرَقَهُ أَوْ أَسَالَهُ، فَلَا يَضْمَنُهُ مَثَلًا لَوْ رَمَى حَجَرًا وَأَصَابَ قَارُورَةَ خَمْرٍ، فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ،أَوْ قَتَلَ خِنْزِيرًا لِذِمِّيٍّ، فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ. لِأَنَّ الشَّرْعَ لَا يُعْتَرِفُ بِمَالِيَّتِهِ، لِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ.

التَّشْرِيعُ أَوَّلًا هُوَ لِلَّهِ، وَلَيْسَ لِلْبَرْلَمَانِ. وَهَذَا شِرْكٌ فِي الْحَاكِمِيَّةِ بِلا شَكٍّ. وَثَانِيًا: مَا نَأْخُذُهُ (نتَحاكَمُ إليه) مِنَ الْبَرْلَمَانِ وَنُطَبِّقُهُ عَمَلِيًّا، هَذَا شِرْكٌ فِي الْعِبَادَةِ ، لِأَنَّهُ( يُتحاكَمُ فِيه لِغَيْرِ شَرْعِ اللَّهِ. فَلَا يَجُوزُ.

وَالْإِنْسَانُ لَا بُدَّ أَنْ يَعْرِفَ هَذِهِ الْأَحْكَامَ، لِأَنَّهُ مُمْكِنٌ أَن يُوَافِقَ هَذَا بِالْعَاطِفَةِ أَوْ بِالْجَهْلِ. أَو يُوَافِقَ بِالْقَلَمِ أَوْ بِاللِّسَانِ، فَهُوَ مَعْدُودٌ مِنْهُمْ مِمَّنْ يَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَةَ وَغَيْرَهَا. تَقُولُ: كَيْفَ يَسْتَحِلُّونَ؟ هَذَا يَسْتَحِلُّونَهُ بِالتَّشْرِيعِ، مَا كَانَتْ فِيهِ مُوَافَقَةٌ إِلَّا بِرِضَاهُمْ وَرَفْعِ أَيْدِيهِمْ. بِزَعْمِ أَنَّ الدِّعَارَةَ مَصْدَرٌ مَالِيٌّ لِلْخَزِينَةِ، وَالْخَمْرُ كَذَلِكَ. فَيُوَافِقُونَ.

لَا نَدْخُلُ فِي هَذَا، لِأَنَّهُمْ سَيُسُمُّونَنَا بِأُمُورٍ أُخْرَى. لَكِنَّ الْحَقَّ حَقٌّ. لَكِنْ نَقُولُ: الْإِنْسَانُ لَا يُوَافِقُ هَذَا، سَوَاءٌ كَانَ حَاكِمًا أَوْ وَالِدًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ. وَلَا يَرْضَى بِذَلِكَ، وَيُنْكِرُهُ سَوَاءٌ بِلِقَاءٍ أَوْ خِطَابٍ أَوْ بِكِتَابَةٍ عَلَانِيَّةٍ. وَقَدْ بَيَّنَّا فِي حُكْمِ الْإِنْكَارِ الْعَلَنِيِّ فِي فَتَاوَى فِي الْمَوْقِعِ، وَقَدْ بَيَّنَّا فِي مَقَالَاتٍ هَذِهِ الْأُمُورِ وَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَبْدِيلُ شَرْعِ اللهِ، وَإِلَّا سَيَقَعُ الْإِنْسَانُ فِي الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ.

وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى، وَآخِرُ دُعَوانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَإِخْوَانِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

[📍مِنْ مَجْلِسِ الْقُبَّةِ، بَعْدَ فَجْرِ يَوْمِ 3 رمضان 1446، الْمُوَافِقُ لِـ 3 مَارِسَ 2025م.]

____

BY دُرَر الْمُجَدَّد مُحَمَّدٌ عَلِيُّ فركوس