Telegram Group & Telegram Channel
مسألة(٤٢) : بعض أحكام العيدين .


شرع الله لعباده عيدين : عيد الفطر وعيد الأضحى بعد عبادتين عظيمتين ؛ الصيام والحج ، فضلا من الله ونعمة.

- والعيد : مشتق من العود ، وهو الرجوع ، والمعاودة ؛ لأنه يتكرر . وجمعه : أعياد .

- وعيد الأضحى أعظم من عيد الفطر .

قال ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف" : (وهو أكبر العيدين وأفضلهما وهو مرتب على إكمال الحج)اهـ.

وقال شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" بعد ذكره قول الله تعالى : { اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً } : (ولهذا أنزل الله هذه الآية في أعظم أعياد الأمة الحنيفية ؛ فإنه لا عيد في النوع أعظم من العيد الذي يجتمع فيه المكان والزمان وهو عيد النحر ..).
وقال أيضاً : (أفضل أيام العام هو يوم النحر ، وقد قال بعضهم : يوم عرفة ، والأول هو القول الصحيح)اهـ.

- ويستحب التكبير ؛ لقوله تعالى : {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ،
ولقوله تعالى : {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ } ،
وقوله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} . 

ولحديث أم عطية نسيبة الأنصارية رضي الله عنها في الصحيحين قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُخْرِجَ في العيدين العواتق وذوات الخدور ، وأمر الحُيَّض أن يعتزلن مصلى المسلمين.

وفي لفظ : كنا نُؤمَر أن نخرج يوم العيد ، حتى نُخْرِجَ البكر من خِدْرِهَا ، حتى تَخْرُجَ الحُيَّضُ ، فَيُكَبِّرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم ؛ يرجون بركة ذلك اليوم وطُهْرَتَه .

- والتكبير ينقسم إلى قسمين :
١- مطلق : وهو الذي لا يتقيد بوقت ، فيُسن دائماً .
٢- مقيد : وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات .

- ويبدأ التكبير في عيد الفطر من عند الغدو إلى صلاة العيد على الراجح من أقوال أهل العلم ، وهو قول جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
وينتهي بتكبير الإمام للصلاة.

- وأما بالنسبة للأضحى ؛ فيستحب التكبير المطلق في عشر ذي الحجة - لاستحباب الإكثار فيها من الأعمال الصالحة ومنها التكبير - ، وسائر أيام التشريق .

ويبدأ من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر يوم من أيام التشريق .

وأما المقيد فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق هذا لغير الحاج .

وأما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر ، إلى غروب شمس آخر أيام التشريق ، والله أعلم .

- والتكبير الجماعي في العيدين وغيرهما بدعة ، وبهذا أفتى العلامة ابن باز رحمه الله.

- وللتكبير صيغ منها :
١- (الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) صح هذا عن ابن مسعود.

٢- (الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر وأجل ، الله أكبر ولله الحمد) صح هذا عن ابن عباس.

والأمر فيه سعة فليكبر بما شاء والله أعلم.

- ويستحب الغسل والزينة في العيد والتجمل فيه .

قال البخاري : (باب في العيدين والتجمل فيهما) ، ثم ساق فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : (أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق ، فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود..) الحديث.

قال الحافظ ابن رجب في الفتح :( وقد دل هذا الحديث على التجمل للعيد ، وأنه كان معتادا بينهم)اهـ.

- ويستحب التبكير في الخروج للعيد ؛ لقوله تعالى : { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } ، والعيد من أعظم الخيرات .

قال البخاري : (باب التبكير إلى العيد) ، ثم ساق حديث البراء رضي الله عنه قال : خطبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر فقال : (إنّ أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فننحر).

 قال الحافظ ابن رجب في الفتح :( وجه الاستدلال بحديث البراء على التبكير بصلاة العيد ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أول ما يبدأ به في يوم النحر الصلاة ، ثم النحر بعد رجوعه ، والمراد باليوم هاهنا ؛ ما بعد طلوع الشمس ؛ فإنه لا يجوز صلاة العيد قبل ذلك بالاتفاق)اهـ.

- ويستحب أكل تمرات قبل الصلاة في عيد الفطر ، لحديث أنس عند البخاري قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات).
وفي رواية : (ويأكلهن وترا).

- ويستحب في عيد الأضحى ألايأكل شيئا حتى يرجع من الصلاة فيذبح أضحيته ويأكل منها ؛ لأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد والترمذي من حديث بُريدة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع ، فيأكل من أضحيته).

- وصلاة العيد مشروعة : بالكتاب ، والسنة ، والإجماع .



tg-me.com/AwfIbnMaalikIsaamicLibrary/358
Create:
Last Update:

مسألة(٤٢) : بعض أحكام العيدين .


شرع الله لعباده عيدين : عيد الفطر وعيد الأضحى بعد عبادتين عظيمتين ؛ الصيام والحج ، فضلا من الله ونعمة.

- والعيد : مشتق من العود ، وهو الرجوع ، والمعاودة ؛ لأنه يتكرر . وجمعه : أعياد .

- وعيد الأضحى أعظم من عيد الفطر .

قال ابن رجب رحمه الله في "لطائف المعارف" : (وهو أكبر العيدين وأفضلهما وهو مرتب على إكمال الحج)اهـ.

وقال شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" بعد ذكره قول الله تعالى : { اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً } : (ولهذا أنزل الله هذه الآية في أعظم أعياد الأمة الحنيفية ؛ فإنه لا عيد في النوع أعظم من العيد الذي يجتمع فيه المكان والزمان وهو عيد النحر ..).
وقال أيضاً : (أفضل أيام العام هو يوم النحر ، وقد قال بعضهم : يوم عرفة ، والأول هو القول الصحيح)اهـ.

- ويستحب التكبير ؛ لقوله تعالى : {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ،
ولقوله تعالى : {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ } ،
وقوله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} . 

ولحديث أم عطية نسيبة الأنصارية رضي الله عنها في الصحيحين قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُخْرِجَ في العيدين العواتق وذوات الخدور ، وأمر الحُيَّض أن يعتزلن مصلى المسلمين.

وفي لفظ : كنا نُؤمَر أن نخرج يوم العيد ، حتى نُخْرِجَ البكر من خِدْرِهَا ، حتى تَخْرُجَ الحُيَّضُ ، فَيُكَبِّرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم ؛ يرجون بركة ذلك اليوم وطُهْرَتَه .

- والتكبير ينقسم إلى قسمين :
١- مطلق : وهو الذي لا يتقيد بوقت ، فيُسن دائماً .
٢- مقيد : وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات .

- ويبدأ التكبير في عيد الفطر من عند الغدو إلى صلاة العيد على الراجح من أقوال أهل العلم ، وهو قول جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم.
وينتهي بتكبير الإمام للصلاة.

- وأما بالنسبة للأضحى ؛ فيستحب التكبير المطلق في عشر ذي الحجة - لاستحباب الإكثار فيها من الأعمال الصالحة ومنها التكبير - ، وسائر أيام التشريق .

ويبدأ من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر يوم من أيام التشريق .

وأما المقيد فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق هذا لغير الحاج .

وأما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر ، إلى غروب شمس آخر أيام التشريق ، والله أعلم .

- والتكبير الجماعي في العيدين وغيرهما بدعة ، وبهذا أفتى العلامة ابن باز رحمه الله.

- وللتكبير صيغ منها :
١- (الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) صح هذا عن ابن مسعود.

٢- (الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر وأجل ، الله أكبر ولله الحمد) صح هذا عن ابن عباس.

والأمر فيه سعة فليكبر بما شاء والله أعلم.

- ويستحب الغسل والزينة في العيد والتجمل فيه .

قال البخاري : (باب في العيدين والتجمل فيهما) ، ثم ساق فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : (أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق ، فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود..) الحديث.

قال الحافظ ابن رجب في الفتح :( وقد دل هذا الحديث على التجمل للعيد ، وأنه كان معتادا بينهم)اهـ.

- ويستحب التبكير في الخروج للعيد ؛ لقوله تعالى : { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } ، والعيد من أعظم الخيرات .

قال البخاري : (باب التبكير إلى العيد) ، ثم ساق حديث البراء رضي الله عنه قال : خطبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر فقال : (إنّ أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فننحر).

 قال الحافظ ابن رجب في الفتح :( وجه الاستدلال بحديث البراء على التبكير بصلاة العيد ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أول ما يبدأ به في يوم النحر الصلاة ، ثم النحر بعد رجوعه ، والمراد باليوم هاهنا ؛ ما بعد طلوع الشمس ؛ فإنه لا يجوز صلاة العيد قبل ذلك بالاتفاق)اهـ.

- ويستحب أكل تمرات قبل الصلاة في عيد الفطر ، لحديث أنس عند البخاري قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات).
وفي رواية : (ويأكلهن وترا).

- ويستحب في عيد الأضحى ألايأكل شيئا حتى يرجع من الصلاة فيذبح أضحيته ويأكل منها ؛ لأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد والترمذي من حديث بُريدة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع ، فيأكل من أضحيته).

- وصلاة العيد مشروعة : بالكتاب ، والسنة ، والإجماع .

BY Awf Ibn Maalik Islaamic Library.


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/AwfIbnMaalikIsaamicLibrary/358

View MORE
Open in Telegram


telegram Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Why Telegram?

Telegram has no known backdoors and, even though it is come in for criticism for using proprietary encryption methods instead of open-source ones, those have yet to be compromised. While no messaging app can guarantee a 100% impermeable defense against determined attackers, Telegram is vulnerabilities are few and either theoretical or based on spoof files fooling users into actively enabling an attack.

Spiking bond yields driving sharp losses in tech stocks

A spike in interest rates since the start of the year has accelerated a rotation out of high-growth technology stocks and into value stocks poised to benefit from a reopening of the economy. The Nasdaq has fallen more than 10% over the past month as the Dow has soared to record highs, with a spike in the 10-year US Treasury yield acting as the main catalyst. It recently surged to a cycle high of more than 1.60% after starting the year below 1%. But according to Jim Paulsen, the Leuthold Group's chief investment strategist, rising interest rates do not represent a long-term threat to the stock market. Paulsen expects the 10-year yield to cross 2% by the end of the year. A spike in interest rates and its impact on the stock market depends on the economic backdrop, according to Paulsen. Rising interest rates amid a strengthening economy "may prove no challenge at all for stocks," Paulsen said.

telegram from us


Telegram Awf Ibn Maalik Islaamic Library.
FROM USA