tg-me.com/A_lzoukory/86787
Last Update:
العلم يحتاج إلى صبر وتضحية:
والآن ربما تجد الواحد يخرج من المركز يبحث له عن عمل يقول: حالتي وحالتي!! الحالة هي هذه!
قد تخرج واللهِ ولا تحصل شيئا! بعضهم يذهب ربما يقول أعمل لو يسر الله عز وجل بشيء، وكذا وكذا!!
يخرج بعد ذلك؛ فتجده لا قضى دينا ولا تزوج، ولا بنى، ولا بقي معه العلم!! يذكرون عن بعضهم: أنه كان حسن الصوت بالقرآن، وكانوا يقدمونه في بعض مراكز أهل السنة إماما لهم، ثم قدَّر الله عليه، بأن تجمَّعت عليه ثلاثون ألف ريال يمني، فقال: سأدخل السعودية أعمل وأقضي هذا الدين! فدخل السعودية.
ومن ذاك الزمان إلى الآن ما خرج، ربما له أكثر من ثلاثين سنة!!
وصارت ديونه بدل ما كانت ثلاثين ألف يمني، ربما قريب خمسين ألف سعودي!!
وكما يقول المثل: (ما جابه غدا به)
تتوسع عليك تحصل ألفين سعودي، ثلاثة ألف سعودي، خمسة ألف سعودي، لكن هذه ما تأتي إلا نفقة لك! هذا إذا كفتك وإذا بالدين يكثر.
فلا بد أن نضحي من أجل العلم ، أما مسألة ما سنطلب علم إلا مع الفلوس هذا لم يعد طلب علم لله!
طلب العلم يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى زهد، وبعد ذلك ما ضيق الله عليهم!! بحمد الله أنت تحت الظل من الصباح إلى الليل، وربما تحت مكيفات -إن تيسرت الكهرباء-، تأكل وتنام، ومع العلم، وبعضهم من بعد الفجر يعمل في البلاط أو يعمل في التليوس، وربما يعمل في الحر، أو في البحر، أو نحو ذلك.
يكدح ليل نهار، وما يرجع إلا باليسير.
فلو جئنا للربح الجسماني نحن في ربح في سلامة، ولو جئنا للربح المالي فالحمد لله نحن بخير ونسأل الله الفرج.
مرة من المرات ذهبت إلى تنزانيا
حصلت واحدا من أهل المهرة وإذا به يحسب لي الديون التي عليه بآلاف الدولارات!
قلت له: ما علي مثل ديونك، وأنا متفرغ للعلم!
فلا تظن أن صاحب الدنيا إن ذهب لتحصيلها؛ حصلها، ما يحصلها أبدا ، وإن حصل حصل ما لا يكفي، وإن حصل ما يكفي، هناك توسعات، وإن وسع الله عليه سعة عظيمة فاته الخير العظيم!
فلا تترك طلب العلم من أجل الدنيا أبدا!!
إذا تعارضت دنياك مع طلب العلم اركل دنياك برجلك واصبر، وما هي إلا أيام وتجد بركة هذا الصبر.
عظيم شأن هذا الصبر.
فإنها والله كانت في أيام دماج هناك وظائف في عهد الدولة
سواء في الرتب العسكرية، أو في وزارة النفط، أو في وزارة الصحة، في أبواب كثيرة، والذي يريد يدخل السعودية كان الشأن أحسن من الآن الأعمال كثيرة ، ربما يجد أشياء كثيرة ، لكن كان الكثير يترك الدنيا للعلم؛ ففتح الله عليهم بالعلم، وربما فتح عليهم في الدنيا.
أما أن تذهب لطلب الدنيا وتبيع العلم كم من اخوة يراسلوني يقول أحدهم: أنا كنت طالب علم ودخلت السعودية أعمل والآن ضاقت نفسي، أيش تنصحني؟
أقول: ارجع اطلب علم.
قال: ما أستطيع، أصبحت علي ديون ، أصبحت لدي أسرة أصبحت كذا؛ فمسكين يعيش في هم وغم مغبون على ما فاته من العلم وفي نفس الوقت لا يستطيع العودة إلى ما كان عليه.
فالإنسان يجاهد نفسه!!
جاهد نفسك يا طالب العلم، لا ترضى عنه بديلا، فقد ظفرت ورب العرش والقلم، ظفرت بشيء عظيم.
أبو محمد الزُّعكري
BY قناة الشيخ عبدالحميد الحَجُوري الزُّعكُري
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/A_lzoukory/86787