Telegram Group Search
أَراكَ عَلَيَّ أَقسى الناسِ قَلباً
وَلي حالٌ تَرِقُّ لَهُ القُلوبُ

حَبيبٌ أَنتَ قُل لي أَم عَدُوٌّ؟
فَفِعلُكَ لَيسَ يَفعَلُهُ حَبيبُ
لا البَوحُ يُطفِئُ مَا فِي القَلبِ مِنْ
وجع ولا الدُّموعُ تُسَلِّينِي فَتَنهَمِرُ
عَلِقتُ مَا بينَ كِتمان يُؤرِّقُنِي
وبين قلب مِنَ الخذلان ينصَهِرُ.
كم غابَ غيرُكَ لَم أَشْعُرْ بِغَيبَتِهِ
وأنت إن غبت لاحت لي سجاياكا
أراك ملء جهاتِ الأرض مُنْعَكِساً
كأنما هذه الدنيا مراياكا
وعدتُ من المعارك.. لستُ أدري
علامَ أضعتُ عُمري في النزالِ
وماذا عنكِ؟ هل جربت بعدي
من الأهوالِ قاصمة الجبالِ؟
وهل عانيتِ ما عانيتُ.. جُرحاً
تجهّمه الطبيبُ! بلا اندمال؟
على عينيكِ ألمح برق دمعٍ
أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالي؟
أُمي وإن طالَ الزمانُ حبيبتي
‏ورفيقتي في الحُزنِ والضحكاتِ،

‏أُمي طبيبةُ خاطري ودواؤُهُ
‏أُمي ولا تكفي لها الكلماتِ،

‏أُمي وإن هجر الجميعُ مرابعي
‏بقيت لتزرع في الهشيم رُفاتِ،

‏أُمي وإن نسيَ الجميعُ ملامحي
‏كانت تُناجي الله في الصلواتِ.
يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي
وَأظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا!
لَو كنتَ أنتَ معي والنَّاسُ غائبةٌ
‏عنّي لما ضَرَّني مَن غابَ أو هَجَرَا
‏إنْ كنتَ حولِي فكلُّ الناسِ حاضرةٌ
‏حولي وإنْ غبتَ لم أشعُر بمن حَضَرَا
‏مازلتَ تبحثُ في دروبِ وصالنا ؟
‏أتظنُ بالوعد الكذوب أسرتني ؟
‏لاتبتغي عطفًا بظلِ سحابتي
‏كلا ولو عاد الحنينُ وجئتني
‏أو تحسبنَ الشوقَ بات مُعذّبي!
‏لا والذي أغراكَ حين هجرتني
‏غيري على كفّ الوِصال حملتهُ
‏وأنا الوفي الحرُّ غدرًا خنتني
‏فارحل ودعني أستعيدُ ملامحي
‏ودعِ الزمانَ يريكَ كيف أضعتني
إني لأجبنُ في الفراقِ وكلَّما
حان الوداعُ تفككتْ أضلُعي.
‏إنْ كانَ غابَ لأنَّ الحزنَ يسكنُهُ
‏يا ليتَني الحزنُ كيْ أحظى بسكناهُ
مَحبوبتي مَغـرورةٌ لا تُـهــزَمُ
لا تَنحني لا تَنثني لا تَـرحَـمُ

مُحتــــالةٌ وعنيـدةٌ لكنَّـــها
ما أنْ تَــراني ثائِـراً تَتبسَّـــمُ

تَهوى التَّحدي والتمردُ طَبعُها
وشقيـةٌ تُـخفي الغـرامَ وتَكـتُـمُ

صارَحـتُـها يومـاً بِأني عـاشِــقٌ
فَغَدَتْ أَمـامـي طِفـلةً تَتَلَعثَـمُ

نَظَرَتْ إلَـيَّ بِلا اكْــــتِراثٍ أَوَّلاً
وتَفَحَّـصَتْ وَجهي كَأَني مُـجْـرِمُ

وتَوَرَّدَتْ وَجْنــــاتُـها يا لــيتَني
أَحظى بِتَـقبيـــلِ الوُرودِ وأَلْـثُـمُ

صَمَتَتْ طويلاً ثُـمَّ أَرخَتْ جَفنَـها
بَدَأَتْ تُـــرَدِّدُ أَحــرُفاً وتُـتَمْـتِـمُ

فَعَلِمْتُ أَنَّ فُــؤادَها بي مُـغرَمٌ
والكِبرياءُ يُــــثيرُهـــا فتُـقــاوِمُ
مَتى بِالقُرْبِ يُخْبرني الرَّسُولُ
وَيَسْمَحُ بِاللّقا دَهْرٌ بَخِيلُ

وَيَرْجِعُ فِيكَ سَتْرُ الحُبِّ جَهْراً
وَيُشفى مِنْكَ بِالوَصْلِ الغَليلُ

وِدَادٌ لاَ تُغيِّرهُ اللَّيالي
وَحُبٌّ لا يُنَهْنِههُ العَذولُ

وَعَهْدٌ كُنْتَ تَعْهَدهُ صَحيحٌ
وَقَلْبٌ كُنْتَ تَسْكُنُهُ عَليلُ

وَمَا بَيْنَ الضُّلوعِ إِلَيْكَ شَوْقٌ
تَزولُ الرّاسِياتُ وَلا يَزُولُ

أَلا يا ظاعِناً هَلْ مِنْ رُجُوعٍ؟
فَتَجْمَعُنَا المنازِلُ والطُّلولُ
فَيا أَيُّها المَسرورُ بِالأُنسِ وَحدَهُ
حَبيبُكَ في شَوقٍ إِلَيكَ وَفي حُزنِ

فَقُم نَصطَلِح لا يَدخُلِ الناسُ بَينَنا
وَلا يَبلُغِ الواشينَ عَنكَ وَلا عَنّي

كِلانا مُسيءٌ في تَجَنّيهِ غالِطٌ
فَما حَسَنٌ مِنكَ الصُدودُ وَلا مِنّي

فَكَيفَ جَرى هَذا الجَفاءُ الَّذي أَرى
وَلَم يَجرِ يَوماً في اِعتِقادي وَلا ظَنّي
Channel photo updated
ولقد نويتُ الحُبَّ حينَ رَأيتهُ
‏ولكلَّ قَلبٍ في المحبِة ما نوى
‏أهواهُ عند القُربِ أو في بعُدِهِ
‏ما ضَلَّ قلبي في هواهُ وما غوى
تَمنّي علينا فَـ مُناكِ مُجابةٌ
‏قلبي جاءَكِ رَفرفةُ حَمامةٌ
‏تلقفيهِ بِـ لُطفٍ! رَبّتي عليهْ!
‏زيديهِ عِشقاً! عَلمّيهِ إبتسامةٌ .
عَجَبًا لَهُ يَحتَلُّ قَلبِي كُلَّهُ
‏حَتَّىٰ إذَا ضَاقَ المَكانُ تَمَدَّدَا

‏فِي خِفَّةٍ يَنسَابُ بَينَ جَوَارِحِي
‏لَم أدرِ أين مَتَىٰ وَأنَّىٰ مَا عَدَا

‏أنِّي بهِ قَد صِرتُ خَلقًا آخَرًا
‏أو قُل بأنِّي قَد وُلِدتُ مُجَدَّدَا .
2024/06/20 10:25:50
Back to Top
HTML Embed Code: