‏مجاعة قاسية تضرب شمال غزة..

الناس لا تجد حتى ورق الشجر لتطهوه وتأكله..والأطفال يتبدّى عليهم الهزال، وكأنه لم تزر بطونهم قضمة من طعام قط..الصور الواردة والمحكية شديدة الرعب وكأننا رجعنا لعصور الحجر..وللأسف ظّن البعض أن المجاعة قد انتهت بفعل صور تم تداولها إعلاميًا قبل شهرين، وأخبار عن دخول شاحنات مساعدات، لكن الصهاينة أوقفوا كل تلك الإجراءات، وعاد الجوع ينهش أجساد الغزيين.

تخيّل فقط ابنك هو الذي يطلب رشفة ماء نظيفة ولا يجدها، أو تخيّلها رضيعتك تلك التي لا تجد كوب من حليب، أو أخيك الذي يتضور جوعًا ولا تمتلك حتى كسرة خبز لجبر ألمه..أو تخيّل نفسك فقط وأنت ترى الناس من حولك محتفلون، ولنعيم الله مستعرضون، بينما أنت تتمنى فقط بقية أكل من طعامهم ولا تجد..تخيّل ثم اوصف شعورك حينها..بينما أخيك لا يتذكرك حتى بكلمة أو دعاء.

العيد على بعد أيام، وموائد المسلمين سوف تكون ممتلئة بأصناف اللحوم، و‘‘ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره إلى جواره جائع وهو يعلم‘‘ كما أخبرنا الرسول الكريم..وإن لم نستطع إطعامهم..فواجب علينا أن نذّكر العالم بمأساتهم، علّ الله يغير بأصواتنا شيئًا..اكتبوا عن ‎#مجاعة_شمال_غزّة..كونوا صوتهم في وقت الخرس، ونور أعينهم في وقت انعدام الشوف..وهذا أقل ما نقدّم لهم.
لا تنسوا أسيادَنا الذين يدفعون عن وجوهنا عارَ الذل والهوان، المرابطين في أكناف بيت المقدس، والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلًا.

اجعل لهم، ولإخواننا في السودان، صفوةَ دعائك..

ولا تنسَ كلَّ بلادنا المنكوبة المكروبة، وكلها كذلك..

تقبل الله دعاءكم..
عن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: وقفتُ مع الفضيل بن عياض بعرفات، فلم أسمع من دعائه شيئًا إلا أنه واضعٌ يدَه على خدِّه، واضعٌ رأسَه يبكي خفيًّا، فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام، فرفع رأسَه إلى السماء وقال: واسوأتاه منك وإن عفوت!

ورُوي عن الفضيل أنه نظر إلى تسبيح الناس وبكائهم عشيّةَ عرفة فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقًا -والدانق هو سدس الدرهم- أكان يردّهم؟ قالوا: لا، فقال لهم: واللهِ لَلمغفرةُ أهونُ من إجابة رجل لهم بدانق.
أبو عبيدة اليومَ:

ندعو حجاج بيت الله الحرام أن يتذكروا إخوانهم في غزة وفلسطين بدعواتهم الخالصة في المشاعر المقدسة وأثناء مناسك الحج، وأن يستحضروا غزة وشعبها الصابر ومجاهديها في هذه الأوقات العظيمة المباركة.

إننا إذ يؤدي ضيوفُ الرحمن فريضةَ الحج فإننا نؤدي فريضةَ الجهاد ضد أعداء الله المحتلين الغاصبين نيابةً عن أمة الإسلام الكبيرة.

إن "طوفان الأقصى" انطلق من أجل ثالث الحرمين الشريفين، وإن مناسك الحج هي فرصة لنذكّر أمة الملياري مسلم بحقيقة صراعنا مع عدونا الذي ينتهك مسرى رسول الله ويعيث فيه فسادًا وتهويدًا كل يوم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قالَ الناسُ كلامًا كثيرًا، وبقيَ كلامٌ كثيرٌ يُقال..

- قال النبي ﷺ: "هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم؟".
- وفي رواية الترمذي وأبي داود: "ابغوني ضعفاءكم؛ فإنكم إنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم".
- وفي رواية النسائي: "إنما نصر اللهُ هذه الأمةَ بضَعَفَتِهم بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم".

هذا معنًى، وبقيَ ألفُ معنى..
كل عام وأنتم جميعًا بخيرِ حال، وأصلحِ بال، وأعيادكم مغمورة بأفضال الله وألطافِه وأفراحِه ونصرِه..
وسَّعَ اللهُ عليكم جميعًا في ذاتكم وفي دينكم ودنياكم، ونصرَ الأمةَ عاجلًا غير آجل، وهدانا إلى سبيل النصر والهدى وأعاننا عليه.
كنتُ أَودّ -وما تغني الوَدادةُ- أن أكتبَ الليلةَ شيئًا من "رسائل روحٍ مطويّة" فما ظفرتُ بشيءٍ أرضاه، إلا شيئًا شجيًّا ليسَ هذا أوانه، فقد ضربتُ بيني وبينَ قلمي سورًا من جفاء، بدأتُه أنا، ثم كافأني هو بمثله، جزاءً وفاقًا.

فسأكتمُ المعاني -إذن- في نفسي، لأني لا أملكُ لها -هذا العيدَ- زِيَّا يليقُ بمحاسنِها، ولا حليًّا يليقُ بمفاتنِها، وهي الحسناءُ الفاتنةُ الأثيرةُ التي لا تخرجُ إلا مُحَبَّرةً في دلالٍ وجمالٍ لا يُستطاع، وإن استغنت بنفسها عن وَشيها، كما قال الأولُ:
وما الحَلْيُ إلا زينةٌ لنقيصةٍ
‏يُتَمّمُ من حُسنٍ إذا الحُسنُ قَصّرا
‏فأمّا إذا كان الجمالُ مُوَفَّرًا
‏كحُسنكِ لم يحتجْ إلى أن يُزَوَّرا

لكن لا بأسَ أن يَضَّاعفَ الجمالُ بالحلى، وإن زانتَ هي الحلى.
"مُنَعَّمةُ الأطرافِ زانَت عُقودَها
بأحسنَ مما زَيَّنَتْها عُقودُها"
التكبير: صِبغةُ العزةِ، ونداءُ الحرية الأكبرُ، والذِّكرُ الرفيعُ..

الله أكبر الله أكبر الله أكبر..

لَكم يَنتعِشُ قلبي ويَطرَب عند سَماعِ التكبيرات!
يغزوك شعورٌ مُفعَمٌ تطربُ له كلُّ جوارحِك، حتى لَتحسَبُ أن لك في كل جزءٍ منك أذنًا تَطربُ وقلبًا يُحسّ ويَعجَب.

ولا عجب، فإن التكبيرَ شعارُ الإسلام الأكبرُ بعدَ كلمة التوحيد..
وانظر لها مقرونةً بكل ركن من أركانه لفظًا ومعنًي.
وحسبُك أن تعلمَ أن عِدَّتها في شأن الصلاة وحسب زُهاءَ أربعمائة مرة!

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله..

كَم خَشَعَت لها مِن قلوب! وكم فَتَحت مِن مغاليق! وكم دانت بها بلاد! وكم نَصَرَت بالرعب! وكم أعزت وكَم أذلت!
تخيل: كلمةٌ.. تملأ ما بينَ السماء والأرض!

الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..

في الأذان والصلوات، في الجهاد والغزوات، شعار الأعياد والمسرات، نداءٌ في أذن كلِّ مولود، وذِكرُ المسلم في الشدائد والكروب، في كل سفر وعند كل ركوب، في كل صَعدةٍ.. وكأنها نداءٌ لا ينفكُّ يذكِّرك حتى إذا صعدتَ درجةً أن: الله أكبر!

الله أكبر الله أكبر كبيرًا..

"ذكرٌ مأثورٌ عند كل أمرٍ مهُول، وعند كل حادِثِ سُرور" كما يقول ابن حجر.

كلمةٌ تخلعك مِن زيف الحياة إلى حقيقتها، ومن خُدَعِ القوة إلى مالكِها على الحقيقة، ومن بَهرج الصُوَر إلى حقائق المعاني..

كلمةٌ تنزعُ عن نفسك رداءَ كلِّ رِقٍّ وعبوديةٍ وإِسارٍ، وتُلبِسُك رداءَ الحرية العظمى، وتُدخِلُك رحابَ اللهِ العلي الأعلى الكبير الأكبر، فإذا فعلْتَ؛ فكلُّ الدنيا أدنى وأحقرُ وأصغرُ، ترفع عنقَك إلى السماء عزَّةً وغَناءً.
وتأمل يا جميل: أطولُ الناسِ أعناقًا يوم القيامة: المؤذنون!

الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا..

إذا سمعتَها في الأجواءِ طربتَ وسعدتَ، وإذا امتلأَت بها الشوارعُ والطرقاتُ فكأنما يطوف بها الناسُ حول قلبِك وفي حنايا روحِك سعيدًا عزيزًا فَرِحًا مُستبشرًا..

وإنى لَأَحِنُّ إلى زمانٍ كانت تملأُ مجالسَنا وجِدَّنا ولعبَنا وسائرَ شأنِنا في مثل هذه الأيام!

وإني لَأشد حنينًا إلى يومٍ يجهرُ بها الناسُ في كلِّ مكانٍ وكلِّ آن.. ولئنْ فَعلوا ليَرَوُنَّ الخيرَ العميم، وليُعِدُّوا مكانًا رحبًا فسيحًا لبشائرِ النصر والعزة والتمكين.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله..
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
"لماذا القراءة في كتب الأدب تورث الحزن؟"

- القراءة في الكون المنظور تورث شيئًا من الحزن، لأن الحياة الدنيا مأساةٌ تتخللُها بعضُ المباهج والمفاتن. هذا بمجرد النظر البسيط الذي لا تتعناه ولا تدقق فيه.
والأدب "عدسةٌ مكبرة" تريك الأشياءَ بصورة أكبرَ وأعمقَ وأقرب، فإذا أخذك الأدبُ من يدك سائرًا بك في سراديب النفوس وأزِقّة التاريخ ودروب الحياة، وجدتَ حزنًا وشجنًا ولا بد، ووجدتَ كذلك أشياءَ من البهجة والمسرات، لكن الحزن أعلقُ بالنفوس.

"وأصدقُ ما بنا الأشجان".
https://tellonym.me/Muhammad_Ahmad/answer/4946541792
لهذا الشجر الذي يقطعون، نقول كما قال شوقي:
يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا
نَشجى لِواديكَ أَم نَأسى لِوادينا
ماذا تَقُصُّ عَلَينا غَيرَ أَنَّ يَداً
قَصَّت جَناحَكَ جالَت في حَواشينا
...
فَإِن يَكُ الجِنسُ يا ابنَ الطَلحِ فَرَّقَنا
إِنَّ المَصائِبَ يَجمَعنَ المُصابينا!
أكثرُ مصائب أمتنا ومجتمعاتنا، من رءوسها وكبرائها وولاتها. من سوء الخلق وحتى خذلان المقهورين المستضعفين.

لكننا نترك المجرمين بُرَآءَ في الظل، ونتهارشُ تهارشَ الحُمُر.
‏الكتابةُ خِلاف حال الناس سوأة للكاتب في صنعته، فإنَّ الناس لا تُريد الحكمة إن جاعوا، ولا تتلمَّح المروءات إن خافوا، ولا تنزِعُ للمودات متى حزنوا، فتبصر مواضع النفوس وما يُسلِّيها، وتحيَّن ما يُجلِّيها، وكُن أنيسها واجمع لها الآمال، واعلم أن الكاتب كالجليس إما مُقرَّبٌ أو منبوذ ..
___
واكف
ياسر الزعاترة:

‏الخلاصة الأهم لمشهد الصراع راهنا..

إدارة "بايدن" تقف متسوّلة على باب نتنياهو كي يقبل تعديلات على مُقترح "كيانه" بما يسمح لصفقة الهدنة والتبادل بالمرور.

طبعا لأجل الانتخابات، وقبلها وبعدها خشية أمريكا من حرب واسعة، تُشغلها عن أولوياياتها الاستراتيجية في مواجهة الصعود الصيني الروسي.

نتنياهو يستخفّ بها، ويطالبها بصيغة الأمر بمواصلة مدّه بالسلاح، مع أنها لم تقصّر أبدا، باستثناء تأخير عابر فيما خصّ قنابل "الطن" التدميرية.

في جبهة العدو الداخلية صراعات تتوالى، وهجاء يومي لنتنياهو الذي يُتهم بأخذ "الكيان" رهينة لأجل بقائه السياسي.

فلسطينيا تتواصل البطولة والصمود، فيما تقف عصبة رام الله متفرّجة على ما يفعله الغزاة يوميا في الضفة الغربية، ولا تفعل شيئا لغزة سوى انتظار هزيمة المقاومة على أمل أن يُقبَل بها كبديل، وتنقل تجربتها الكارثية إلى القطاع.

كل ذلك لا يغيّر في حقيقة أن فلسطين ما زالت تتسيّد المشهد الدولي ببركة مقاومتها وصمود شعبها، فيما يعيش "الكيان"، بشهادة رموزه، أسوأ مرحلة في تاريخه على الإطلاق، ويعيش كابوس التهديد الوجودي على نحو حقيقي، ومن ورائه نفوذ أقليّة بلغ "علوّها" و"نفيرها" ما لم يُعرَف لأي أقلية في تاريخ البشرية.
(‏اللهم عليك بمن تآمر على قتل أهل غزة وسعى في إبادتهم، وقطع سبل الحياة عنهم! اللهم اقطع عنهم رجاءك، واسلبهم إمهالك، وأهلكهم شر مهلك، واجعلهم للناس عبرة، وللمسلمين غنيمة، يا قوي يا عزيز!)
في رقبة كل حاكم، نارًا وسعيرًا إن شاء الله في الدنيا والآخرة..
أوراق بالية كُتِبتَ منذ أكثر من 12 عامًا، نصيحةً لطلبة الثانوية، لكنها في الحقيقة -على ركاكتها- أكبر من أن توجه إلى طلبة الثانوية..
وآهٍ من مرور الزمان وضياع الأعمار!
يا غياث المستغيثين، أغث إخوانَنا، أطعمْهم من الجوع، وأمّنْهم من الخوف.

اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة.
2024/06/24 07:20:12
Back to Top
HTML Embed Code: