Telegram Group & Telegram Channel
🌙ليلة النصف من شعبان

.. إن الله -جل وعلا- له الحكمة البالغة في خلقه وشرعه ، والله -جل وعلا- يختص برحمته من يشاء فضلاً وشرفا سواء ذلك مما يتعلق بالأشخاص أو الأزمنة أو الأمكنة كما قال الله -عز وجل- : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص:68] ، ومما يدخل في ذلكم ما خص الله -جل وعلا- به شهر شعبان شهرنا هذا ؛ فكان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يصوم أكثر شعبان كما ثبت بذلكم الحديث عنه عليه الصلاة والسلام ، ويخبر -صلوات الله وسلامه عليه- عن غفلة كثير من الناس عنه ، ثبت في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ )) ، وثبت في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟! قَالَ صلى الله عليه وسلم : (( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ )) .

إن المسلم إذا سمع بهدي النبي -الكريم عليه الصلاة والسلام- وسنته الصحيحة المأثورة عنه يحرص على الإقبال عليها إدراكاً لأجرها وفوزاً بثوابها ومن لم ينشط لذلك ولم يتحقق له فعل ذلك فإنه يفوته أجر تلك السنن المستحبات ولا إثم عليه ، أما أن يتحول الحال في المسلم إلى رغبة عن السنة وإعراض عنها وإهمال للعمل بها وتفريط فيها وفي الوقت نفسه يشتد تمسكه وتعظم عنايته بأمور محدثات وأعمال مبتدعات لا أصل لها في شرع الله ولا في هدي رسوله -الكريم عليه الصلاة والسلام- فإن حال المرء حينئذ حال تنذر بخطر لإعراضه عن السنة وعدم رغبته فيها مع إقبال شديد منه على أمور محدثات وأعمال لا أصل لها في شرع الله تبارك وتعالى .

ومن ذلك حرص بعض الناس على أعمال وفعال يقومون بها ليلة النصف من شعبان ويومه كذلك متقربين بها إلى الله -عز وجل- مع حرص وعناية شديدة بتلكم الأعمال مع أنها لا تقوم على أصل ولا يثبت بها دليل وفي الوقت نفسه يعرضون عن الهدي الثابت والسنة الصحيحة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ؛ وفي هذا المقام يقول الإمام العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في رسالة له مختصرة أفردها فيما يتعلق بالبدع المحدثات في ليلة النصف من شعبان يقول -رحمه الله تعالى- : " ومن البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم، وورد فيها أيضًا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم. والذي أجمع عليه جمهور العلماء: أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع ، ثم ساق -رحمه الله تعالى- نقولاً عديدة في ذلك ثم قال : ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق: أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله -عز وجل-: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة:3] وما جاء في معناها من الآيات، وقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ )) وما جاء في معناه من الأحاديث " . انتهى المقصود نقله من كلامه رحمه الله تعالى .

وعندما يتأمل المتأمل في واقع بعض الناس في تلك الليلة يرى أعمالاً متنوعات يحرص عليها ويعتنى بالمحافظة عليها ثم إذا فتش المفتش ونظر الناظر في الدليل على ذلك لا يجد عليها شيئاً ثابتاً في هدي نبينا صلوات الله وسلامه عليه ؛ وهذه مصيبة عظمى عندما يُعرض المرء عن السنن الثابتات وينخرط انخراطاً شديداً وراء أعمال محدثات لا أصل لها في شرع الله ولا دليل عليها في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

ومن ذلك اعتقاد بعض الناس أن ليلة النصف من شعبان هي المعنية بقول -الله تعالى- : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:3-4] وأنها التي يُقدَّر فيها الآجال والأرزاق وهذا خطأ بين كما نبه على ذلك أهل العلم ومن ذلكم قول



tg-me.com/Majalisbatna/20546
Create:
Last Update:

🌙ليلة النصف من شعبان

.. إن الله -جل وعلا- له الحكمة البالغة في خلقه وشرعه ، والله -جل وعلا- يختص برحمته من يشاء فضلاً وشرفا سواء ذلك مما يتعلق بالأشخاص أو الأزمنة أو الأمكنة كما قال الله -عز وجل- : {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص:68] ، ومما يدخل في ذلكم ما خص الله -جل وعلا- به شهر شعبان شهرنا هذا ؛ فكان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يصوم أكثر شعبان كما ثبت بذلكم الحديث عنه عليه الصلاة والسلام ، ويخبر -صلوات الله وسلامه عليه- عن غفلة كثير من الناس عنه ، ثبت في الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ )) ، وثبت في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟! قَالَ صلى الله عليه وسلم : (( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ )) .

إن المسلم إذا سمع بهدي النبي -الكريم عليه الصلاة والسلام- وسنته الصحيحة المأثورة عنه يحرص على الإقبال عليها إدراكاً لأجرها وفوزاً بثوابها ومن لم ينشط لذلك ولم يتحقق له فعل ذلك فإنه يفوته أجر تلك السنن المستحبات ولا إثم عليه ، أما أن يتحول الحال في المسلم إلى رغبة عن السنة وإعراض عنها وإهمال للعمل بها وتفريط فيها وفي الوقت نفسه يشتد تمسكه وتعظم عنايته بأمور محدثات وأعمال مبتدعات لا أصل لها في شرع الله ولا في هدي رسوله -الكريم عليه الصلاة والسلام- فإن حال المرء حينئذ حال تنذر بخطر لإعراضه عن السنة وعدم رغبته فيها مع إقبال شديد منه على أمور محدثات وأعمال لا أصل لها في شرع الله تبارك وتعالى .

ومن ذلك حرص بعض الناس على أعمال وفعال يقومون بها ليلة النصف من شعبان ويومه كذلك متقربين بها إلى الله -عز وجل- مع حرص وعناية شديدة بتلكم الأعمال مع أنها لا تقوم على أصل ولا يثبت بها دليل وفي الوقت نفسه يعرضون عن الهدي الثابت والسنة الصحيحة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ؛ وفي هذا المقام يقول الإمام العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في رسالة له مختصرة أفردها فيما يتعلق بالبدع المحدثات في ليلة النصف من شعبان يقول -رحمه الله تعالى- : " ومن البدع التي أحدثها بعض الناس بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم، وورد فيها أيضًا آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم. والذي أجمع عليه جمهور العلماء: أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع ، ثم ساق -رحمه الله تعالى- نقولاً عديدة في ذلك ثم قال : ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق: أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله -عز وجل-: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة:3] وما جاء في معناها من الآيات، وقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ )) وما جاء في معناه من الأحاديث " . انتهى المقصود نقله من كلامه رحمه الله تعالى .

وعندما يتأمل المتأمل في واقع بعض الناس في تلك الليلة يرى أعمالاً متنوعات يحرص عليها ويعتنى بالمحافظة عليها ثم إذا فتش المفتش ونظر الناظر في الدليل على ذلك لا يجد عليها شيئاً ثابتاً في هدي نبينا صلوات الله وسلامه عليه ؛ وهذه مصيبة عظمى عندما يُعرض المرء عن السنن الثابتات وينخرط انخراطاً شديداً وراء أعمال محدثات لا أصل لها في شرع الله ولا دليل عليها في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

ومن ذلك اعتقاد بعض الناس أن ليلة النصف من شعبان هي المعنية بقول -الله تعالى- : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:3-4] وأنها التي يُقدَّر فيها الآجال والأرزاق وهذا خطأ بين كما نبه على ذلك أهل العلم ومن ذلكم قول

BY مجالس_باتنة_الدعوية


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/Majalisbatna/20546

View MORE
Open in Telegram


مجالس_باتنة_الدعوية Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

What is Telegram Possible Future Strategies?

Cryptoassets enthusiasts use this application for their trade activities, and they may make donations for this cause.If somehow Telegram do run out of money to sustain themselves they will probably introduce some features that will not hinder the rudimentary principle of Telegram but provide users with enhanced and enriched experience. This could be similar to features where characters can be customized in a game which directly do not affect the in-game strategies but add to the experience.

To pay the bills, Mr. Durov is issuing investors $1 billion to $1.5 billion of company debt, with the promise of discounted equity if the company eventually goes public, the people briefed on the plans said. He has also announced plans to start selling ads in public Telegram channels as soon as later this year, as well as offering other premium services for businesses and users.

مجالس_باتنة_الدعوية from ye


Telegram مجالس_باتنة_الدعوية
FROM USA