Telegram Group Search
*س/ ما هي أعمال الحاج في يوم عرفة؟*

ج/ أعمال الحاج يوم عرفة كالتالي:

1️⃣ أولاً: التوجه بعد طلوع الشمس لعرفة ملبياً ومكبراً.

2️⃣ ثانياً: النزول لنمرة إلى الزوال إن أمكن وهو مكان قريب من عرفات وليس منها، واستماع الخطبة ثم صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر بأذان وإقامتين، وتكون الخطبة قبل الصلاة ولا شيء على من لم يحضرها فالخطبة سنة. وإن تحرك الحاج من منى إلى عرفات مباشرة فلا حرج ويصلي الظهر والعصر بها قصراً وجمع تقديم.

3️⃣ ثالثاً: الانطلاق لعرفات للوقوف عند الصخرات أسفل جبل عرفات إن تيسر، وإلا فعرفة كلها موقف المهم التأكد كونك بداخلها، وأبيّن فيما يتعلق بوقوف عرفة ستة أمور:

*أولها*: الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم فلا يصح الحج إلا به، ويتحقق الركن بالوقوف بها في أي لحظة من بعد زوال يوم التاسع إلى فجر يوم العاشر.

*ثانيها*: من وصل عرفة نهار يوم التاسع فيجب البقاء فيها إلى غروب الشمس، ومن لم يصِل إلا ليلة العيد فلا يلزمه البقاء فيها مدة معينة بل دخوله إليها يُعتبَر وقوف.

*ثالثها*: من طلع فجر يوم النحر قبل وصوله عرفة فقد فاته الحج.

*رابعها*: خير الدعاء دعاء يوم عرفة فينبغي الإكثار منه ويرفع يديه مستقبلاً القبلة، وكذا التلبية والتهليل حتى غروب الشمس.

*خامسها*: السنة للواقف في عرفة ألا يصوم هذا اليوم.

*سادسها*: ليس معنى الوقوف لزوم أن يبقى قائماً بل له الجلوس والاضطجاع ويحرص على الخشوع وحضور القلب.

4️⃣ رابعاً: الإفاضة من عرفات والتوجه بعد غروب الشمس وقبل صلاة المغرب إلى مزدلفة بسكينة ووقار.

5️⃣ خامساً: عند الوصول لمزدلفة يبادر بصلاة المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين ولا يصلى بينهما شيئاً، وإذا تأخر الإنسان في الطريق لمزدلفة حتى كاد الليل أن ينتصف فيصلي المغرب والعشاء في الطريق لحرمة تأخير الصلاة إلى ما بعد خروج الوقت.

6️⃣ سادساً: يحرص الحاج على النوم بمزدلفة مبكراً ليقوم نشيطاً لأعمال يوم النحر، وأبيّن فيما يتعلق بالمبيت بمزدلفة ثلاثة أمور:
*أولها*: المبيت بمزدلفة واجب، ويجوز للنساء والمرضى والعجزة والضعفاء ومرافقيهم الانصراف من مزدلفة بعد منتصف الليل.

*ثانيها*: غير المعذور يبقى في مزدلفة حتى الفجر، ويصليه في أول وقته بأذان وإقامة.

*ثالثها*: استحباب إتيان المشعر الحرام بعد صلاة الفجر وهو الآن المسجد الموجود بمزدلفة إن تيسر، وإلا فيقف بأي مكان في مزدلفة، ويستقبل القبلة ويحمد الله ويكبره ويتضرع إليه ويبقى إلى انتشار الضياء قبل طلوع الشمس.

تقبل الله من الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
_______
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل صحيح أنه لا يجوز صوم يوم السبت إلا في الصيام الواجب؟*

ج/ هذا القول ترده الأدلة فقد ورد مدح صيام يوم وإفطار يوم وسيوافق بلا شك صوم يوم السبت، فدل على جواز صومه إذا وافق عادة له من الصيام كمن يصوم يوماً ويفطر يوماً، كما جاء الترغيب في صوم يوم عرفة وسيوافق ذلك يوم السبت، فدل على جواز التطوع بصوم يوم السبت إذا وافق يوماً فاضلاً كيوم عرفة، كما ثبتت الأدلة بجواز صوم يوم السبت مع يوم الجمعة ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: *«لاَ يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، إِلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ»*. فهذه أدلة لا خلاف في ثبوتها على جواز التطوع بصوم يوم السبت، وأما بالنسبة لما ورد في النهي عن صوم يوم السبت في غير الفريضة *فضعّفه كثير من العلماء* وحكموا عليه بالشذوذ والاضطراب، وعلى القول بصحته فمحمول على تخصيص وإفراد يوم السبت بالصيام من غير سبب؛ وبذلك يحصل الجمع بين الأدلة.

🖋د. بندر الخضر
_____________
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*يوم عرفة*

هو اليوم المشهود فاجعل جوارحك تشهد لك عند الله بكل خير، فاللسان لله ذاكر، والقلب نظيف شاكر، والعين من خشية الله باكية دامعة، والنفوس له متذللة ولرحمته وعفوه طالبة طامعة، الأكف بالدعاء والتضرع مرفوعة، وأصوات التكبير مدوّية مسموعة،

اجعل مسجدك وبيتك وطريقك ومكان عملك يشهد بحرصك وإقبالك على طلب عفو ربك ومغفرته.

هو يوم عرفة فاعرف تقصيرك، وتب إلى الله منه وألح عليه من النار أن يجيرك، فلا يوم مثله في عتق الرقاب من النار، فكن من المسابقين لنيل رحمة الرحيم الغفار،

لتكن تلاوتك وصلاتك بحضور وخشوع، ودعاؤك ورجاؤك بتدبر ودموع،

تعبد لله بإدخال السرور على الآخرين، وإعانة ذوي الحاجة والمعسرين.

هو يوم عرفة أعظم أيام التطوع بالصيام، فلا يفوتك ومن تحب تكفير عامين من الآثام.

هو يوم الغنيمة والمنح الكريمة فاغتنمه تجد آثار ذلك في سائر العام،

اجتهد فيه من أوله وكن أكثر اجتهاداً وحرصاً كلما تناقصت ساعاته، وتقارب رحيل لحظاته، فقد يعود وأنت لست من أهل الوجود،

ادع لنفسك وبلدك وأمتك وإخوانك في غزة وفلسطين، وسائر المستضعفين، وكل من له حق عليك، وأن لا يغادر هذا اليوم إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لا تبور.

وفقني الله وإياكم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*يوم عرفة*

من أيام العشر التي هي أعظم أيام الله.

ومن أيام الأشهر الحرم التي لها مزيد احترام.

وهو من أيام أشهر الحج بل فيه ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بعرفة.

ومن الأيام المعلومات التي الذّكر فيها معظّم وله مزيد مزيّة.

ويتميز يوم عرفة زيادة على أيام العشر بأن الله أقسم به قسماً خاصاً فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: *{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}* [البروج: 3].

ويوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة وفيه نزل قول الله تعالى: *{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}* [المائدة: 3].
وفيه ألغى النبي صلى الله عليه وسلم موروثات الجاهلية ومخلفاتها السيئة ووضعها تحت قدميه.

ويوم عرفة هو يوم مغفرة الذنوب وعتق الرقاب ومباهاة الله بعباده أهل السماء ففي صحيح مسلم عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ»*.

وكل ما سبق يدعو الإنسان لتعظيم هذا اليوم والاجتهاد في طاعة الله وعبادته.

ومن هذه العبادات:

الحرص على صيامه فهو أعظم أيام صيام التطوع حيث صومه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.
ومن دعا غيره كان له مثل أجره وكذلك من فطّر صائماً.

ومنها: الحرص على الإكثار من التكبير فهو يوم ابتداء التكبير المقيد والذي يبدأ من صبحه مع استمرار التكبير المطلق وهكذا ينبغي الإكثار من سائر الذكر وترداد كلمة التوحيد فهي أصل دين الإسلام الذي أكمله الله في هذا اليوم وقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«... وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»*.

ومن العبادات: الحرص على الإكثار من دعاء الله وسؤاله والتضرع إليه وطلب رضوانه ومغفرته وجنته، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ: دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*.

فاطلب من ربك ما تشاء من خيري الدنيا والآخرة لنفسك وبلدك وأمّتك ولكل من له حق عليك من الأحياء والميتين.

وينبغي التعرض لنفحات رحمة الله والحرص على كل معروف وإحسان ومواساة لفقير وإعانة لمحتاج وغير ذلك من وجوه البر.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
*يوم لا كالأيام*

لنحرص على صيامه فهو أعظم أيام صيام التطوع حيث صومه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.
ومن دعا غيره كان له مثل أجره وكذلك من فطّر صائماً.

لنحرص على الإكثار من التكبير فهو يوم ابتداء التكبير المقيد والذي يبدأ من صبحه مع استمرار التكبير المطلق وهكذا ينبغي الإكثار من سائر الذكر وترداد كلمة التوحيد فهي أصل دين الإسلام الذي أكمله الله في هذا اليوم وقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«... وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»*.

لنحرص على الإكثار من دعاء الله وسؤاله والتضرع إليه وطلب رضوانه ومغفرته وجنته، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ: دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*.

لنتعرض لنفحات رحمة الله بالتقرب إليه بأنواع المعروف والإحسان.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
*س/ ما هو فضل يوم عيد الأضحى؟ ولو تبيّن لنا ما اشتمل عليه من أحكام؟*

ج/يوم العاشر من ذي الحجة هو ختام أيام العشر، ففيه ما في أيام العشر من الفضل غير ما اختصه الله به من فضائل أخرى، فهو ويوم عرفة أفضل أيام العام،

وهو يوم الحج الأكبر ففيه تستكمل معظم أركان ومناسك الحج،
وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

وهو يوم الأضحى والنحر لما يحصل فيه من التقرب إلى الله بالأضحية والهدي.

كما أن هذا اليوم هو أعظم أعياد المسلمين وهو مما أكرم الله به هذه الأمة واختصها به وجعله من أعلام الدين الظاهرة ومن شعائره الجليلة التي في تعظيمها دليل على التقوى وقوة الإيمان قال تعالى: *{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32].

ومن أعظم شعائر هذا اليوم: *صلاة العيد* وهي عبادة عظيمة وطاعة جليلة ذات كيفية خاصة واجتماع عام، أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليها وكذلك الصحابة الكرام رضي الله عنهم،
وهي من تمام ذكر الله
*فينبغي الحرص عليها وعدم التكاسل في حضورها،*
ويُشرَع الخروج لأدائها في المصلى وهو أفضل من فعلها في المسجد،

ويبدأ وقت جواز الصلاة من ارتفاع الشمس قِيد رُمح أي: بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريباً، وذلك عند جواز النافلة، وأما الانتهاء فينتهي وقت صلاة العيد بانتصاف النهار، ولكن يعجّل في الأضحى ليتسع الوقت للأضحية،

وصلاة العيد ركعتان بدون أذان ولا إقامة،
وهي في صفتها كغيرها من الصلوات إلا أنه يستحب أن يكبر بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات قبل القراءة وبعد تكبيرة القيام خمس تكبيرات قبل القراءة مع استحباب قراءة ما ورد (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) في الركعة الأولى و(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) في الركعة الثانية، أو سورة ق والقمر، وله أن يقرأ غير ذلك مما تيسر من القرآن.

ومن شعائر هذا اليوم: خطبتا العيد، وهما *سنة* ويستحب للإنسان الحضور والاستماع، وتكون الخطبة بعد الصلاة،

وإن تيسر له الرجوع من المصلى من طريق غير التي ذهب منها فهو أفضل.

ومن شعائر الله في هذا اليوم: ذبح الأضحية قال تعالى: *{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}* [الكوثر: 2]،
فليبادر إليها بعد العودة من المصلى؛ فذبحها في هذا اليوم أفضل من أيام التشريق؛ لما فيه من زيادة الفضل، ولما في ذلك من المبادرة للخير،
ويجوز تأخير ذبحها لأحد أيام التشريق فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ».*

وعلى الإنسان أن يستشعر عظيم نعمة الله عليه بهذه العبادة ويتقرب بها طيب النفس مخلص الفعل قال تعالى: *{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}* [الحج: 36، 37].

ومن عبادات هذا اليوم: التعبد لله بالأكل والشرب؛ فإنه يحرم صيامه لأي سبب كان،
وإنما يستحب الإمساك عن الأكل حتى يرجع من المصلى فيبدأ بالأكل من أضحيته إن لم يتأخر في الذبح ففي مسند أحمد بسند صحيح عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ.
أما صوم اليوم فمعصية لله.

ومن شعائر الله في هذا اليوم: إظهار الفرح والسرور، فينبغي التعبد لله بذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "إِظْهَار السُّرُورِ فِي الْأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ الدِّينِ".

ومن مظاهر الفرح: التوسعة على النفس والأهل والعيال والتبسط في المباحات بما يحصل به بسط النفس وترويح البدن من غير وقوع في محظور، كما ينبغي الحرص على إدخال السرور على المعوزين والمحتاجين، وإظهار الفرح في وجه من تلقاه من المسلمين، وتبادل التهاني والدعاء بالقبول.

ومن شعائر هذا اليوم: الاجتماع والتزاور بين الأقارب والأرحام، والجيران والأصدقاء والزملاء وغيرهم، والأكل عند بعضهم بعضاً قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: *"جَمْعُ النَّاسِ لِلطَّعَامِ فِي الْعِيدَيْنِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ سُنَّةٌ، وَهُوَ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ الَّتِي سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ"*.

ومن شعائر الله في هذا اليوم: التكبير لله فيحرص على التكبير المقيد بعد الصلوات، ويكثر من التكبير المطلق في مختلف الأوقات والأماكن، يكبر بعد الصلوات، وفي بيته وطريقه، وعند ذهابه للمصلى، وحال جلوسه، وعند رجوعه وفي مختلف أحواله حتى آخر أيام التشريق.
ومما يُشرَع في هذا اليوم: التجمّل والاغتسال والتطيب ولبس جميل الثياب، وتنظيف الأفنية والبيوت والرواحل والطرقات، *وعدم حمل السلاح إلا لحاجة كحفظ الأمن ونحوه،* وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه: باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم، ثم ذكر قول الحسن: وقال الحسن: نهوا أن يحملوا السلاح يوم عيد إلا أن يخافوا عدواً.
فأين هذا ممن أصبحوا يحملونه للعبث به عن طريق إطلاق النيران في الهواء بما لا فائدة فيه على الرامي ولا على غيره، بل فيه مضرة وإزعاج وربما إتلاف أعضاء وإزهاق أرواح من الذخيرة الراجعة وربما المباشرة؟.

إن المعظّم لشعائر الله يحرص على تعظيم هذا اليوم وإقامة شعائره المختلفة، فعلينا أن نقوم بحق هذا اليوم وأن نعظّم شعائره ونؤديها على وجهها بخشوع وحضور قلب، كما يجب تنظيف القلوب من الأحقاد والضغائن وتطهيرها من الغل والحسد والشحناء والبغضاء، والحرص على الجمع بين جمال الظاهر والباطن وتحقيق التآخي والتسامح.

وفق الله الجميع لكل خير، وتقبل الله منا ومنكم.

🖋د. بندر الخضر.
________
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ ما هي أعمال الحاج في يوم النحر؟*

ج/ أعمال الحاج يوم النحر كما يلي:
1️⃣ أولاً: الانطلاق إلى منى ملبياً بسكينة وهدوء ويكون ذلك قبل طلوع الشمس بقليل، وأنبّه فيما يتعلق بهذا السير إلى أمرين:
الأمر الأول: عند الوصول إلى وادي محسّر وهو وادي بين مزدلفة ومنى يسرع الحاج قدر الإمكان، وسمي بهذا الاسم: لأنه أعيا الفيل وأتعبه فحصل له إعياء في ذلك الموضع فسمي محسراً من حسر أي أعياه وأتعبه.
الأمر الآخر: التقاط سبع حصيات من الطريق، أو من منى والمقصود التعجل بالرمي عند الوصول إلى جمرة العقبة.

2️⃣ ثانياً: عند الوصول إلى منى فيرمي جمرة العقبة، وهي آخر الجمرات وأقربهن إلى مكة وسميت بهذا الاسم؛ لأنها كانت في أصل جبل، ويستحب أن تكون مكة عن اليسار ومنى عن اليمين وجمرة العقبة أمامك، وأنبّه فيما يتعلق بالرمي إلى خمسة أمور:

*الأمر الأول*: رمي الجمرة يكون بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى مكبّراً مع كل حصاة.

*الأمر الثاني*: لا تُرمى الجمرة إلا بعد طلوع الشمس، ويستثنى الضعفة ونحوهم فلهم الرمي قبل ذلك، ويمتد وقت الرمي إلى غروب الشمس ومن فاته الرمي بالنهار رمى بالليل.

*الأمر الثالث*: لا يُشترَط في الحصاة أن تصيب الجدار الذي وسط الجمرة بل يكفي دخول الحصاة في الحوض، ومن رمى الحصى دفعة واحدة فإنما تُحسَب واحدة.

*الأمر الرابع*: لا يكون الرمي بالحذاء أو الأخشاب ونحو ذلك، وإنما بالحصى مثل حصى الخذف.

*الأمر الخامس*: بانتهاء الرمي تنقطع التلبية.

*ثالثاً*: ذبح الهدي لمن كان له هدي، وهو واجب على القارن والمتمتع وهو شاة، أو سُبُعُ بدنة، أو سُبُعُ بقرة وتأكل منه وتهدي وتتصدق، ووقت الذبح يوم العيد وأيام التشريق ويذبحه في منى أو مكة، ومن لم يجد ثمن هدي التمتع فيصوم ثلاثة أيام في الحج قبل يوم عرفة وهو أفضل، وإلا فيجوز أن يصوم أيام التشريق.

4️⃣ رابعاً: يُحلق الرأس أو يُقَصَّر والحلق أفضل، وتقصّر المرأة قدر أنملة أو أقل وقدر الأنملة هي طرف الأصبع، وبذلك يحصل التحلل الأول وتحل جميع محظورات الإحرام عدا النساء، ويستحب للشخص التطيب بعد التحلل المذكور والتنظف ولبس أحسن ثيابه.

وأنبّه إلى أنها لا تسن صلاة العيد للحاج بمنى ولا الجمعة.

*الإفاضة إلى مكة المكرمة*:
5️⃣ خامساً: التوجه إلى مكة والطواف بالبيت طواف الإفاضة، وهو طواف الحج الذي هو ركن من أركانه. وأنبّه فيما يتعلق بالطواف إلى أمور:
*أولها*: يبدأ وقته من منتصف ليلة النحر، ويسن أن يكون في يوم النحر وله تأخيره.

*ثانيها*: طواف الإفاضة كغيره سبعة أشواط يبتدئ من الحجر وينتهي بها ثم صلاة ركعتين عند المقام إن تيسر أو في أي مكان من الحرم، غير أنه يكون بدون اضطباع ولا رمل.

*ثالثها*: بعد طواف الإفاضة يستحب الشرب من ماء زمزم لما تحب وتتضلع منه.

6️⃣سادساً: سعي المتمتع بين الصفا والمروة سعي الحج، وكذا غير المتمتع إن لم يسع مع طواف القدوم.
وبذلك يحصل التحلل الثاني وتحل جميع محظورات الإحرام حتى النساء.

7️⃣ سابعاً: الرجوع إلى منى والمبيت بها ليلة الحادي عشر وهو واجب، وبالنسبة لصلاة الظهر والعصر في يوم النحر يصليها حيث يتيسر له في المسجد الحرام أو في منى أو في الطريق.

وأنبّه إلى أن السنة ترتيب المناسك في يوم النحر كالتالي: الرمي فالذبح أو النحر فالحلق فالطواف فالسعي ولا حرج في تقديم بعضها على بعض، ومن فعل اثنين من ثلاثة أشياء التي هي الرمي والحلق وطواف الإفاضة حل التحلل الأول فحل له كل ما حرم عليه بسبب الإحرام إلا النساء، فإذا فعل الثالث فيحل له كل شيء حتى النساء.

تقبل الله من الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
_______
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
عيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير.
أخوكم/ د. بندر الخضر.
*س/ ما هي أعمال الحاج في أيام التشريق؟*

ج/ أعمال أول أيام التشريق، الحادي عشر من ذي الحجة، ثاني العيد، ويسمى يوم القرّ، هي ما يلي:

1️⃣ أولاً: السنة البقاء بمنى بالنهار، أما الليل فواجب أن يبقى معظمه، وأداء الصلاة في أيام التشريق بمنى كأدائها في يوم التروية فتُصلى كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية.

2️⃣ ثانياً: رمي الجمار الثلاث، وأنبّه فيما يتعلق بهذا الرمي إلى عشرة أمور:

*أولها*: يكون بداية الرمي بعد الزوال ويستمر وقته إلى الغروب في الأفضلية ويجزئ من الليل.

*ثانيها*: الرمي قبل الزوال في أيام التشريق أجازه طائفة من أهل العلم، والجمهور على خلافه، وحين لا تكون حاجة لذلك فيبقى الإنسان على الرمي بعد الزوال.

*ثالثها*: من لم يتيسر له الرمي في اليوم الأول رمى في اليوم التالي جمار يومين، ونهاية الرمي يكون بغروب شمس آخر أيام التشريق.

*رابعها*: في الرمي يبدأ بالجمرة الصغرى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة.

*خامسها*: تكون الكعبة أثناء الرمي عن يسارك، ومنى عن يمينك إن استطعت.

*سادسها*: بعد رمي الجمرة الصغرى تقدّم على الجمرة أمامها بعيداً عن الزحام مستقبلاً القبلة وتدعو طويلاً.

*سابعها*: الانتقال للجمرة الوسطى ليفعل مثل فعله عند الجمرة الصغرى، والدعاء طويلاً مستقبلاً القبلة.

*ثامنها*: الانتقال إلى جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات كما فعل سابقاً وينصرف دون الوقوف للدعاء.

*تاسعها*: العاجز عن الرمي لمرض أو كِبَر سن أو صِغَره أو نحوها يوكّل من الحجاج من يقوم بذلك.

*عاشرها*: يجوز للمعذور في الرمي ترك المبيت بمنى وجمع رمي يومين في يوم، وأن يرمي في الليل.

3️⃣ ثالثاً: وجوب المبيت بمنى ليلة الثاني عشر، ويتحقق هذا الواجب ببقائه فيها معظم الليل أي ما يزيد على النصف من أوله أو آخره.

وأنبّه فيما يتعلق بالمكث في منى إلى وجوب المحافظة على الصلاة والحرص على الجماعة واستحباب الإكثار من الذكر، والتكبير المقيد بعد الصلاة والمطلق في سائر الأوقات والأماكن.
وفي ثاني أيام التشريق، اليوم الثاني عشر، الذي هو ثالث العيد، ويسمى يوم النّفْر الأول، يفعل مثل ما فعل في اليوم الذي قبله من رمي الجمرات الثلاث والوقوف للدعاء بعد رمي الصغرى والوسطى، ويبيت بمنى وجوباً إن لم يتعجل،

وأما من أراد التعجل فله ذلك مع وجوب الانصراف قبل غروب الشمس، فإن غربت وهو لا زال في منى وجب البقاء حتى اليوم التالي، إلا إذا كان قد بدأ في الانصراف وحصل التأخر من غير اختياره فلا يلزمه البقاء، ومن تأخر إلى ثالث أيام التشريق، اليوم الثالث عشر من ذي الحجة الذي هو رابع العيد، ويسمى يوم النّفْر الثاني، فيفعل في هذا اليوم مثل ما فعل في اليوم الذي سبقه، وبذلك تنتهي مناسك الحج،

وإذا عزم الحاج على الخروج من مكة وتهيأ لذلك، وجب أن يطوف للوداع وإنما يسقط عن الحائض والنفساء، ومن أخَّر طواف الإفاضة فطافه عند الخروج أجزأ عن طواف الوداع، وليس لطواف الوداع سعي.

تقبل الله من الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ ما هو فضل أيام التشريق؟ ولو تبيّن لنا الأحكام المتعلقة بها؟*

ج/ أيام التشريق التي هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة هي أيام عظيمة منصوص على مكانتها وعلو شأنها في الكتاب والسنة؛ فهي أيام عيد ومن أيام الحج وفيها إتمام مناسكه، وتشترك مع يوم العيد في الكثير من الأحكام،

📝 وقد جاء في فضلها العديد من النصوص منها أن الله أمر بذكره فيها فقال تعالى: *{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}* [البقرة: 203]، والذكر لله مطلوب في سائر الأيام ولكن التأكيد عليه في هذه الأيام دال على فضلها وعظيم رتبتها، وفي صحيح مسلم عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *« أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ لِلَّهِ».*

📝 وهي أيام عيد فقد روى أبو داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ، ...».* وفي المتفق عليه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تُغَنِّيَانِ، وَتُدَفِّفَانِ، وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: *«دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ»*.

📝 وأول أيامها هو أعظم الأيام بعد يوم عرفة ويوم النحر ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»*، وسمي بيوم القر؛ لأن الحجاج يستقرون فيه بمنى ويستريحون فيها بعد أداء مناسك يوم النحر.

📝 ومن أحكام أيام التشريق: حرمة الصيام فيها فقد روى أحمد بسند صحيح عن حمزة بن عمرو رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الله بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ أَنْ يَرْكَبَ رَاحِلَتَهُ أَيَّامَ مِنًى، فَيَصِيحَ فِي النَّاسِ: *«لَا يَصُومَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»* قَالَ: *«فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يُنَادِي بِذَلِكَ»*. وإنما يستثنى الحاج الذي لم يجد ثمن الهدي ففي صحيح البخاري عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قالا: *"لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يَصُمْنَ إلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ"*.

📝 وهي كيوم عرفة ويوم النحر في مشروعية التكبير المقيد بعد الصلوات فيستمر إلى بعد صلاة عصر آخر أيام التشريق، بالإضافة إلى مشروعية التكبير المطلق الذي يكون في مختلف الأوقات والأماكن في المساجد والبيوت والأماكن والطرقات والأسواق وغير ذلك ويستمر لغروب الشمس من آخر أيام التشريق ففي صحيح البخاري: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، *«يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا»*
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما *«يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ، وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعًا»*.

📝 وهي أيام لذبح الأضحية فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ»*.

📝 وهي أيام إظهار للفرح والسرور والتوسعة على النفس والأهل والعيال والتبسط في المباحات بما يحصل به بسط النفس وترويح البدن من غير وقوع في محظور، وهي أيام للتزاور والتواصل والجلوس مع الأقارب والأرحام، والجيران والأصدقاء والزملاء، وغيرهم، وإطعام الطعام والاجتماع عليه، وقد روى أبو داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ الله بْنِ قُرْطٍ، أنه قُرِّبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم القر بَدَنَاتٌ خَمْسٌ أَوْ سِتٌّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا، قَالَ: *«مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ»*، أي: أخذ قطعة منها،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: *"جَمْعُ النَّاسِ لِلطَّعَامِ فِي الْعِيدَيْنِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ سُنَّةٌ"*.

فينبغي أن نعرف لهذه الأيام فضلها، وأن نشكر الله على نعمه ونكثر من ذكره وتكبيره ودعائه، ونحرص على إدخال السرور على المعوزين والمحتاجين، ومواساة الفقراء والمساكين، والتسامح والتغافر.

تقبل الله من الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
__
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل يجوز صوم يوم الثالث عشر من ذي الحجة لكونه من أيام البيض؟*

ج/ 📝 لا يجوز صومه وذلك لكونه من أيام التشريق التي جاء النهي عن صومها في أحاديث عديدة منها:

📍ما رواه البيهقي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصِّيَامِ قَبْلَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ، وَالْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ".

📍وروى أبو داود بسند صحيح عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ عَمْرٌو: كُلْ، *«فَهَذِهِ الْأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِإِفْطَارِهَا، وَيَنْهَانَا عَنْ صِيَامِهَا»*، قَالَ مَالِكٌ: *«وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ»*.

📍وروى أبو داود والترمذي بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَهِىَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»*.

📍وروى أحمد بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُنَادِيَ أَيَّامَ مِنًى إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلَا صَوْمَ فِيهَا، يَعْنِي: أَيَّامَ التَّشْرِيقِ.
وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
__
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة د. بندر الخضر البيحاني:
*س/ ما هي الحقوق الزوجية؟*

ج/ الحقوق الزوجية على ثلاثة أقسام: حقوق للزوج وحقوق للزوجة وحقوق مشتركة بينهما، ينبغي الحرص على القيام بجميعها؛ فهي طريق لأن تعيش الأسر في سعادة وطمأنينة وعشرة مستمرة متينة،

وتلك الحقوق متمثّلة بشكل أساسي في إحسان كل منهما عشرة الآخر، والمقابلة بالبشاشة وطلاقة الوجه والكلمة الطيبة والإصغاء لبعضهما والتسامح، والتناصح، وتعاونهما في القيام بكل ما فيه صلاح البيت، مع قيام الزوج بالأمور المادية قال تعالى: *{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}* [البقرة: 228]، هذا على سبيل الإجمال، أما بشيء من التفصيل فيمكن بيان ذلك فيما يلي:

وأبدأ بما يرتبط بحقوق الزوج على الزوجة: فمن تلك الحقوق: أن تحسن عشرة زوجها، وتسعى في إرضائه، وإدخال السرور عليه، والحرص على كلمات التودد. ومنها: أن تشكر معروفه وإحسانه إليها ولا تكفر العشير. ومنها أن تبر قسمه في غير محظور.

ومنها: أن تطيعه في غير معصية الله فله القوامة عليها قال تعالى: *{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}* [النساء: 34]، وهي قوامة تكليف ومسؤولية وليست قوامة تجبّر وطغيان، فلا يتسلط عليها بباطل وإنما يأمرها بالمعروف ويلزمها الطاعة ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ»*،

ومن حقوقه: أن لا تصوم نفلاً وهو حاضر إلا بإذنه، ولا تحج تطوعاً إلا برضاه.

ومن حقوقه: أن لا تمتنع من فراشه إذا دعاها إليه ما دام لا يوجد لديها عذر شرعي فقد روى الطبراني بسند صحيح عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الْمَرْأَةُ لَا تُؤَدِّي حَقَّ اللهِ عَلَيْهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا وَهِي عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا»*، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن العاصية لزوجها في المعروف لا تجاوز صلاتها رأسها ففي سنن ابن ماجه بسند حسن عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *"ثَلَاثَةٌ لَا تُرْفَعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ"*.

ومن واجبات الزوجة: أن تقرّ في البيت ولا تخرج إلا بإذن الزوج قال تعالى: *{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}* [الأحزاب: 33]، ومع ذلك فالزوج لا يجوز له أن يتعنت في منعها من الخروج لمناسبة ونحوها ما دام أنها منضبطة بآداب الخروج وغير متعطرة أو متبرجة بزينة ففي صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ»*، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: *«إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إِلَى المَسْجِدِ فَلاَ يَمْنَعْهَا»*.

ومن واجبات الزوجة تجاه زوجها: أن تحفظه في نفسها فلا تتبرج أو تترك الحشمة، ولتحذر من التهاون في التزامها بأدب الشرع في مشيها وكلامها وذهابها وإيابها وسائر أحوالها، وتحفظه في ماله فلا تضيعه بالتبذير والإسراف، وتحفظه في أولاده فلا تتعامل معهم بإهمال ولا مبالاة قال تعالى: *{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}* [النساء: 34]، وقال تعالى: *{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}* [الأحزاب: 59].

وإن مما يجب على المرأة تجاه زوجها: هو خدمته بالمعروف وتجهيز حاجياته والاهتمام به.

ومن حقوق الزوج: التزيّن له والتجمّل وتيسير أسباب راحته في البيت كما أنه يكسب خارج البيت وقد روى أحمد بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: *«الَّذِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ»*.
ومن حقوق الزوج على زوجته: أن لا تُدخِل بيته أحداً يكرهه، فلا تأذن في بيته لأحد إلا بإذنه.

ومن واجباتها تجاه زوجها: أن تحرص على حفظ رابطة الزوجية، ولا تطلب الطلاق من غير سبب ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ»*. أما إذا لم ترغب فيه، ولم تستطع البقاء معه فلا تُرغَم على ذلك.

ومما ينبغي للزوجة مع زوجها: أن تحسن إلى والديه وأخواته، وتتجنب الغيرة المذمومة، وعليهن أيضاً أن يتجنبن ذلك.

أما حقوق الزوجة فهي: المهر وهو حق واجب للمرأة وقد قال تعالى: *{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}* [النساء: 4]، والمهر غير محدد شرعاً، ولكن الشرع حثّ على تيسيره وعدم المغالاة فيه، وتيسيره من أسباب جلب الخير على الزوجين وعلى المجتمع فقد روى أبو داود بسند صحيح عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ»*، وإنه لمن المؤسف أن تسمع كل عام عن أعباء ومراسم جديدة تُزاد على كاهل أولياء الزوجين لا يخفى عليكم تفاصيلها؛ مما يعقّد أمر النكاح ويكون عقبة في طريق تيسيره، ألا فليعلم كل من يسن سنة سيئة في ذلك أنه يحمل وزرها ووزر من يعمل بها بعده، وإننا بذلك نضع البذور الشائكة في طريق أبنائنا وأجيالنا ولات ساعة مندم.

ومن حقوق المرأة: السكنى والنفقة عليها نفقة لا إسراف فيها ولا تقتير قال تعالى: *{وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا}* [البقرة: 233]، والرزق: يشمل الطعام والشراب والدواء والسكن، وعلى الشخص أن يستشعر أجر هذا الإنفاق، ومن الخطأ البيّن أن يؤثر الشخص قاته وسجارته على نفقة أهله وأولاده فقد أخرج أبو داود بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»*.

كما يجب على المرأة أن تحذر من إرهاق زوجها بالنفقات الباهظة تأثّراً بما تراه لدى الأخريات من النساء ممن يختلف حالهن عن حالها، ومن عظمة الشريعة أنها ردت أمر النفقة إلى حاله من الإيسار أو الإعسار قال تعالى: *{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}* [الطلاق: 7].

ومما يحسن التنبيه له: أن النفقة واجبة على الزوج لزوجته حتى ولو طلقها ما دامت في عدة الطلاق الرجعي قال تعالى: *{أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى}* [الطلاق: 6]، وقال تعالى في المطلقات الرجعيات: *{لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}* [الطلاق: 1]، إن من الواجب المتعلق بالنفقة هو العدل فيها لمن كان متزوجاً أكثر من واحدة قال تعالى: *{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}* [النساء: 3]، وكذا العدل في إعطاء النساء اللاتي تحت صرفة واحدة.

ومن واجب الزوج تجاه زوجته: أن يحفظ مالها من التحايل على أخذ شيء منه، أو العدوان عليه أو التلاعب بإرثها، فلا يأخذ شيئاً من مالها إلا بطيب نفس منها قال تعالى: *{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}* [النساء: 4].

ومن حقوقها: أن يستوصي بها خيراً، ولا يتعامل معها بتكبر وتجبر ففي سنن الترمذي بسند حسن عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ،»*، أي: أسرى في أيديكم، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ»*.
ومن حقوق الزوجة: التجمّل لها والعناية بمظهره وفعل ما يطيّب الرائحة، وليس الأمر أن تتزيّن له فقط وهو غير مبالٍ بالعناية بنفسه، وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ»*، كما كان صلى الله عليه يعتني بالتطيب وهو أطيب الناس.

ومن حقوقها: الحرص على جبر خاطرها وفعل ما يدخل السرور عليها من الأفعال المباحة ممازحة ومضاحكة ونحو ذلك، فلا تكون حياة عابسة بلا ابتسامة، ولا جامدة بلا مشاعر، ولا قاسية بلا ود وتلطف. وفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم أسوة في ذلك.

ومن حقوق الزوجة: إعانتها على تعلم أمور دينها وحثها على طاعة الله قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}* [التحريم: 6]، وقال تعالى: *{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}* [طه: 132].

ومن حقوقها: عدم جحد الخير الذي فيها، والمعروف الذي تتصف به، ويعالج النقص بحكمة وتعقل ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«لاَ يَفْرَكْ* أي: لا يبغض *مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ»*. أَوْ قَالَ: *«غَيْرَهُ»*.

ومن حقها: أنه إذا كان غائباً وأراد الرجوع فيعطيها الخبر قبل مجيئه بوقت يكفيها أن تتهيأ له.
ومن حقها: أن يتشاور معها فيما يصلح للذرية مما عندها معرفة فيه.
ومن حقها: أن لا يحرمها من صلة والديها، ومن له حق عليها بالمعروف.

ومن حقوق الزوجة: أنه إذا حصل وتزوج عليها يبقى قائماً بحقها حافظاً لمكانتها ومودتها ورعايتها لا يميل إلى زوجة ويترك الأخرى ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ»*.

ومن حقوق الزوجة: أن يعاشرها بالمعروف وهو حق مشترك بينهما كل واحد يحسن معاشرة الآخر وهو دليل خيرية الشخص قال تعالى: *{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}* [النساء: 19]، وروى الترمذي وابن حبان بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي»*. ومن ذلك: التلطف بها وصفاء التعامل معها وجميل التخاطب، وعدم إيذائها بقول أو فعل، أو رميها بسوء الظن وقبح التفكير.

ومن حقوقها: عدم الإضرار بها وحفظ اللسان من السب والقبح، ومن الدعاء عليها ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *« ... لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ»*، وروى أبو داود والنسائي بسند صحيح عن مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«وَلَا تُقَبِّحُوهُنَّ»*

ومما يجب عليه تجاهها: أن يحفظ لسانه من التساهل بكلمة الحرام والطلاق أو التلاعب بذلك فالنكاح ميثاق غليظ وقد قال تعالى: *{وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}* [البقرة: 227]، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: *«ثَلاَثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ وَالطَّلاَقُ وَالرَّجْعَةُ»*.

ومن حقوقها: أنه إذا لم يرغب فيها وقرر فراقها فليكن ذلك بإحسان، فإن من أعظم الظلم أن بعض الأزواج إذا كره المرأة ولم تعجبه أخذ يسيء معاملتها حتى تطلب هي الطلاق، أو أن يسرحها بطريقة مهينة مؤذية وقد قال تعالى: *{ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}* [البقرة: 229]، وقال تعالى: *{فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}* [البقرة: 231].

ومن حقوقها: أنه إذا فارقها يبقى حافظاً لحقها في أولادها فلا يجوز له أن يضارها في أولادها، أو يحول بينها وبينهم بل يمكّنها من حضانتهم ابتداءً، والانتفاع ببرهم فيما بعد قال تعالى: *{لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ}* [البقرة: 233]، وقال تعالى: *{وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}* [البقرة: 237]، وكل واحد من الأبوين له حق في هؤلاء الأولاد فلا يضار أحد منهما الآخر في حقه.

ومن حقوقها: الاستمتاع وهو حق مشترك بين الزوجين قال تعالى: *{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}* [البقرة: 187]، فالواجب عليه إعفافها، وليحذر كل الحذر من الاستمتاع الذي حرمه الله من إتيان المرأة في الدبر، أو وهي حائض أو نفساء، كما لا يجوز حديث أحد الزوجين مع الآخرين عما يفعلانه من تفاصيل الاستمتاع؛ فإن ذلك من شر الآثام. وقد ورد الوعيد الشديد فيمن يخالف ذلك، ويجوز العزل للحاجة باتفاقهما ففي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: *كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَنْهَنَا*.

ومن الحقوق المشتركة: الوفاء بالشروط فيجب الوفاء بالشروط التي لا تخل بمقتضى العقد ففي المتفق عليه عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَحَقُّ الشُّرُوطِ يعني أولاها أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الفُرُوجَ»*، وهي الشروط المتفق عليها في عقد الزواج إذا كانت لا تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، ولا تتعارض مع أصل شرعي.

ومن حقوقهما على بعضهما: أن يعين كل واحد منهما الآخر على عبادة الله، ومنها: قيام كل واحد منهما بواجبه في رعاية البيت،

ومن الحقوق المشتركة: حفظ كل منهما سر الآخر، والصبر عليه والتغاضي عن الزلات، وحسن معالجة الإشكالات، وحفظ علاقة الزوجية من أن تصبح مع الأيام خالية من المودة والرحمة وقد قال تعالى: *{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}* [الروم: 21].

وفي الختام أقول: ينبغي حرص كل واحد من الزوجين على القيام بحق الآخر، ولا يكون همّه فقط هو المطالبة بحقوقه، كما ينبغي الحرص على دعاء الله والتضرع إليه بطلب الخير لهذه الأسرة وأن تعيش في سعادة واستقرار قال تعالى: *{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}* [الفرقان: 74]،

سائلاً الله تعالى أن يبارك لكل زوجين، ويبارك عليهما، ويديم اجتماعهم على خير، ويرزقهم الذرية الصالحة النافعة، ويحفظهم من شر كل ساحر وحاسد ومفسد بين الأحبة.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ كنت وضحت لنا صفة العمرة وصفة الحج فلو تبين لنا ما يتعلق بزيارة المدينة وما هي الأماكن التي يُشرَع زيارتها هناك؟*

ج/ زيارة المسجد النبوي عبادة مستحبة وسنة مشروعة وهو مما يُشرَع شد الرحال إليه للصلاة والعبادة ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *"لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى"*، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: *«إِنَّ خَيْرَ مَا رُكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِي هَذَا، وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ»*، والصلاة فيه بألف صلاة فيما عداه من المساجد سوى المسجد الحرام ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ»*، وروى أحمد وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِهِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ»*، وإذا وصل الشخص للمدينة النبوية فعليه أن يستشعر خيرية المكان وأنه أفضل البقاع بعد مكة ففي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«الْمَدِينَةُ حَرَمٌ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ، وَلَا صَرْفٌ»*.

1️⃣ وأول ما يحرص عليه الذاهب إلى المدينة هو زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه ما يتيسر له من الصلوات دون حد معين.

2️⃣ ثانياً: ليحرص على دخول الروضة الشريفة والتنفل فيها بالصلاة وهي موضع في المسجد النبوي يقع بين المنبر وحجرة النبي صلى الله عليه وسلم (بيت عائشة رضي الله عنها) وقد جاء في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»*، وروى الطبراني عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه بسند حسن أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَبَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ»*، وفي المتفق عليه عن يَزِيد بْن أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ فَيُصَلِّي عِنْدَ الأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ المُصْحَفِ، أي في الروضة الشريفة، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ، قَالَ: فَإِنِّي *«رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَهَا»*.

3️⃣ ثالثاً: ويُشرع عند زيارة المسجد النبوي زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه للسلام عليهما والدعاء لهما وزيارة القبور عموماً سنة ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: *«اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ»*. وصفة الزيارة أن يأتي إلى القبر ويستقبله بوجهه ثم يقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، وله الزيادة على ذلك مثل: أشهد أنك رسول الله حقاً، وأنك قد بلغت الرسالة وأدّيت الأمانة، ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده، فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبياً عن أمته، أو يقول: صلى الله وسلم عليك وعلى آلك وأصحابك، وجزاك الله عن أمتك خيراً، اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، ثم يتقدم إلى يمينه قدر ذراع فيسلم على أبي بكر رضي الله عنه ويقول: "السلام عليك يا أبا بكر" السلام عليك يا خليفة رسول الله في أمته، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيراً، ثم يتقدم قليلاً إلى يمينه قدر ذراع للسلام على عمر بن الخطاب رضي الله عنك فيقول: " السلام عليك يا عمر، السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك،
وجزاك عن أمة محمد خيراً"، وقد روى البيهقي عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ، فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ".

4️⃣ رابعاً: ويُشرع لزوار المدينة من الرجال زيارة مقبرة البقيع والسلام عليهم والدعاء لهم وهي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقع جنوب شرق المسجد وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ: *«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللهُ، بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللهُمَّ، اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ»*، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن جبريل قال له: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ"، قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: *"قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ"*.

5️⃣ خامساً: زيارة مقبرة الشهداء بجوار جبل أحد؛ للسلام عليهم والدعاء لهم ففي صحيح البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ، كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ المِنْبَرَ فَقَالَ: *«إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ، وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الحَوْضُ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا»*، قَالَ: فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

6️⃣ سادساً: الذهاب إلى مسجد قباء للصلاة فيه اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحصيلاً لأجر عمرة ففي مسند أحمد بسند صحيح عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ - يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ - فَيُصَلِّيَ فِيهِ كَانَ كَعَدْلِ عُمْرَةٍ»*، وفي سنن ابن ماجه عن سَهْل بْن حُنَيْفٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ»*، وفي الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: *«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ، مَاشِيًا وَرَاكِبًا»* وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «يَفْعَلُهُ»، ومسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام.

فهذه جملة الأشياء التي تُشرع زيارتها في المدينة، وأما ما عدا ذلك من الآثار التاريخية الإسلامية فلا يزار على أساس التعبد والقربة وإنما من باب السياحة والاكتشاف والتفكر.

وأختم بالتنبيه أن الزيارة ووقت البقاء في المدينة ليس محدداً في النص الشرعي.

سائلاً الله أن يتقبل من الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ ما حكم الاحتفال بيوم الغدير وهل صحيح أشار فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ولاية علي رضي الله عنه؟*

ج/ الاحتفال به وتعظيمه بدعة من البدع المحدثة المنكرة، وهو من طرق الرافضة في الطعن والتخوين لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والإساءة إليهم، وتشويه سمعتهم، وأما الحديث المشار إليه فليس فيه لا من قريب ولا من بعيد إلى أحقية علي رضي الله عنه بالولاية والحكم، أو أنّه مقدّم على أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، أو أن له ورثة يتولون الأمر بعده، ولمزيد من الإيضاح يمكن بيان ما يرتبط بذلك فيما يلي:

1️⃣ *أولاً*: حديث: *«مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ»*، مختلَف في صحته، وعلى القول بصحته فالمقصود به المحبة وعدم المعاداة، وليست السلطة والحكم.

2️⃣ *ثانياً*: الحديث فيه ذِكر فضل لعلي رضي الله عنه، ولكن ليس فيه أنه أفضل الصحابة رضي الله عنهم.

3️⃣ *ثالثاً*: الحديث فيه ثناء على علي رضي الله عنه، ولكن ليس فيه الحط من قدر الصحابة رضي الله عنهم وإلغاء لفضائلهم والتي منها ما ورد على سبيل التعيين أو على سبيل العموم.

4️⃣ *رابعاً*: الذين يجعلون المعنى هو أن علياً رضي الله عنه أحق الصحابة رضي الله عنهم بالخلافة ظالمون للخلفاء الثلاثة الذين سبقوه حيث يتهمونهم بالظلم والغصب والعدوان والاستيلاء بالقهر على ما ليس لهم، وأنهم مخالفون لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه كلها اتهامات باطلة خبيثة كاذبة.

5️⃣ *خامساً*: أيضاً فيه طعن في بقية الصحابة رضي الله عنهم أنهم قبلوا مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم وتبديل حكمه.

6️⃣ *سادساً*: أيضاً فيه طعن في علي رضي الله عنه أنه قبِل بترك حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيته، وبايع الثلاثة الخلفاء قبله رضي الله عنهم.

7️⃣ *سابعاً*: وفيه طعن في أحكام الدّين أنها لم تكن واضحة للصحابة رضي الله عنهم.

8️⃣ *ثامناً*: وفيه طعن في بلاغ النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يبلّغ البلاغ المبين الذي تفهمه الأمة.

9️⃣ *تاسعاً*: فيه جناية ظاهرة على الأمة حيث جعلوا الولاية محصورة في سلالة سموها من عند أنفسهم من غير حجة ولا برهان، وفعلوا بسبب ذلك في الأمة الأفاعيل، واستحلوا الدماء والحرمات.

🔟 *عاشراً*: جعلوا العنصرية دِيناً وقسّموا الناس في الأفضلية على أساس العنصر والنسب وليس على أساس الدّين والتقوى، وهو خلاف ما جاءت به شريعة الإسلام العظيمة.

وبالجملة فتفسير الحديث بمعنى تفضيل علي رضي الله عنه على كل الصحابة، وأنه أولاهم جميعاً بالخلافة، وأن له ورثة في ذلك هو تفسير باطل، وفيه إشاعة لبغض الصحابة رضي الله عنهم، وسوء ظن بهم، وتشكيك في الدّين، وكذب على الشريعة، ووسيلة لنشر العنصرية، والتمايز الجاهلي بين الأمة، وطريق للتسلط الباطل، والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم ومختلف حرماتهم.

سائلاً الله أن يحفظ البلاد والعباد من شر الأشرار وكيد الفجار، وكل سوء ومكروه، وأن يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا ولا يميتنا إلا وهو راض عنا، ويهزم كل إجرام وخبث وفساد، ويعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.
___________
قناة التليجرام 👇
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
2024/06/25 17:56:29
Back to Top
HTML Embed Code: