Telegram Group Search
♦️سلســلة عاشـــــــوراء (١)♦️


الحمد لله الذي أعزنا بهذا الدين٠٠٠
لقد جعل الله فاتحة العام شهرًا مباركًا تشرع فيه الطاعة والعبادة، وكأنه يعلم عباده أن يستفتحوا كل أمر بطاعته وتقواه٠٠٠

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: *أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل* [مسلم برقم:1163].
.
*👌ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء٠٠هذا اليوم المبارك منذ القدم.٠٠*

*فبنى اسرائيل أتباع موسى عليه السلام كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ويتخذونه عيدًا لهم، ويلبسون فيه نساءهم حليهم واللباس الحسن الجميل،، وسر ذلك- عندهم - أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى - عليه السلام - من فرعون الطاغية الذى استعبدهم وقٓتٓل ابنائهم واستحيا نسائهم٠٠٠*.

عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: *ما هذا اليوم الذى تصومونه؟) قالوا: هذا يوم عظيم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى شكراً لله ونحن نصومه اقتداء بموسى فقال صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه*
[البخاري برقم 3727)
( ومسلم برقم 1130].

قال ابن عباس رضى الله عنه
*ما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فٓضّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعنى شهر رمضان*
(البخارى برقم 1902)

*وللعلم كان النصارى كذلك لهم حظ من تعظيم هذا اليوم، والظاهر أنهم في هذا تبع لليهود(بنى إسرائيل)، إذ أن كثيرًا من شريعة موسى عليه السلام لم ينسخ بشريعة عيسى عليه السلام بدليل قوله تعالى: ﴿ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ﴾* [آل عمران: 50]

*فتأمل كيف قال سبحانه : "بعض" إشعارًا بأن الكثير من الشرائع ظل كما هو عند موسى عليه السلام*

قال ابن القيم رحمه الله:
*ولا ريب أن بني إسرائيل هم أولو العلم الأول والكتاب الذي قال الله فيه: ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الاْلْوَاحِ مِن كُلّ شَىْء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لّكُلّ شَىْء ﴾* [الأعراف:145]

*ولهذا كانت أمة موسى عليه السلام أوسع علومًا ومعرفة من أمة المسيح عليه السلام، ولهذا لا تتم شريعة المسيح إلا بالتوراة وأحكامها، فإن المسيح عليه السلام - وأمته محالون في الأحكام عليها، والإنجيل كأنه مكمل لها متمم لمحاسنها، والقرآن جامع لمحاسن الكتابين٠٠ فلله الحمد والمنّة*

وحتى قريش فإنها على وثنيتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه! تقول عائشة رضي الله عنها -: *كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه قبل البعثة*
[البخاري برقم 2002
(ومسلم برقم 1129].

🌷🌷🌷نتابع
🐪الهجرة النبوية المباركة (١٣)🐪


تابع٠٠دروس وعبر من الهجرة٠٠
▪️تعلمنا من الهجرة المباركة ضرورة الإخلاص والسلامة من الأغراض الشخصية٠٠ نعم ٠٠فما كان عليه الصلاة والسلام خاملاً، فيطلب بهذه الدعوة نباهة شأن، وما كان مقلاً حريصاً على بسطة العيش؛ فيبغي بهذه الدعوة ثراء؛ فإن عيشه يوم كان الذهب يصبّ في مسجده ركاماً كعيشه يوم يلاقي في سبيل الدعوة أذىً كثيراً*


*▪️تعلمنا من الهجرة الإعتدال حال السراء والضراء٠٠ فيوم خرج عليه الصلاة والسلام من مكة مكرهاً لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربه، ولما فتح الله عليه ما فتح وأقر عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين لم يطش زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛ فعيشته يوم أخرج من مكة كارهاً كعيشته يوم دخلها فاتحاً ظافراً، وعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى من سفهاء الأحلام كعيشته يوم أطلت رايته البلاد العربية، وأطلت على ممالك قيصر ناحية تبوك*


*▪️تعلمنا الهجرة اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين٠٠ فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أن الدعوة إلى زوال واضمحلال٠٠*

*ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً في أن العاقبة للتقوى وللمتقين. فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلّم بسيرته المجاهد في سبيل الله الحق أن يثبت في وجه أشياع الباطل، ولا يهن في دفاعهم وتقويم عوجهم، ولا يهوله أن تقبل الأيام عليهم، فيشتد بأسهم، ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، أما العاقبة فإنما هي للذين صبروا والذين هم مصلحون*.


*▪️تعلمنا الهجرة ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة٠٠٠ وذلك في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه لمّا كان في الغار. لما قال أبو بكر: والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موقع قدمه لأبصرنا. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً له:ما ظنّك باثنين الله ثالثهما*
.
*فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والإتكال عليه عند الشدائد، واليقين بأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة٠٠*
.
*هذه حال أهل الإيمان، بخلاف أهل الكذب والنفاق؛ فهم سرعان ما يتهاونون عند المخاوف وينهارون عند الشدائد، ثم لا نجد لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً


🌷🌷🌷يتبع
أَيُّكُمْ مالُ وارِثِهِ أحَبُّ إلَيْهِ مِن مالِهِ؟ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، ما مِنَّا أحَدٌ إلَّا مالُهُ أحَبُّ إلَيْهِ، قالَ: فإنَّ مالَهُ ما قَدَّمَ، ومالُ وارِثِهِ ما أخَّرَ.

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6442 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

يَحكي عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم سأل أصحابه: (أيُّكم مال وارثه أحَبُّ إليه من ماله؟) يعني: أيُّ واحدٍ منكم يُحبُّ مال وارثه الذي يتملَّكه من بعده أكثرَ ممَّا يُحبُّ ماله الذي يملِكه في حياته؟ فأجابوه: (ما منَّا أحد إلَّا ماله أحَبُّ إليه)؛ أي: ليس هناك إنسان إلَّا ويجِد نفْسه يحبُّ ماله الذي يملِكه أكثرَ ممَّا يحبُّ مال غيره؛ لأنَّ ما يملِكه هو الوسيلة إلى تحقيق رغباته، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (فإنَّ ماله ما قدَّم)؛ أي: هو ذلك المال الذي يَصرِفه في حياته على نفسه، وصالح أعماله، أو يُنفقه على نفْسه وعِياله؛ لأنَّه هو الذي ينفَعه في الدُّنيا والآخرة. (ومال وارثه ما أخَّر)؛ أي: ما أخَّره من المال الذي يترُكه للوارث ولا يتصدَّق منه حتى يموت.
في الحديث: التَّرغيبُ في إنفاق المالِ في طرُقه المشروعة من النَّفس والأهل والولد، والأعمال الصَّالحة، فإنَّ مالَ الإنسان ما يُنفقه في حياته، لا ما يترُكه بعد مماتِه.
وفيه: تلطيفُ القول بإيصال الحِكمة إلى قلوب الخلق، فهو كما قال: (إنَّ مالَ الإنسان ما قدَّمه، ومال وارثة ما خلَّفه)، وقد شرَد النَّاس عن ملاحظة هذا السِّرِّ إلَّا من وفَّقه اللهُ تعالى
.
كيف تكون موفقاً (١٥)


تابع / اسباب غلق باب التوفيق

▪️تابع السبب الخامس٠٠ إدبار الدّنيا عنهم وهم يبتغونها ؛ كأن يرزق المال ولا يرزق الولد ؛ أو يرزقهما معا ويفقد الصحة أو غير ذلك , ولا يوجد من ينال كل النعم في الدنيا لكي يشعر العباد – كل العباد – أنهم عباد ضعفاء لا حيلة لهم ولا قوة وليزدادوا إيمانا وتصديقا بضعفهم وقلة حيلتهم واحتياجهم لخالقهم ومولاهم , فما من عبد إلا ويحتاج أن يمد يده في جوف الليل لمولاه طالبا منه قضاء حوائجه وتحقيق مآربه.

وكلا الحالين في كل النعم ابتلاء واختبار ؛ فإقبال النعمة ابتلاء يبتلى الله العبد به ليظهر معدنه الحقيقي وهل سيحيل الأمر لربه(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (35 الانبياء)

فيقول كما قال سليمان عليه السلام حينما رأى نعمة ربه في تحقيق مراده بحصوله على عرش ملكة سبأ { فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }

أم سيكون مثل قارون حينما طغى وتجبر وظن أنه مسبب أسباب الرزق { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }

وإدبارها أيضا ابتلاء يبتلى الله به عباده ليظهروا ما خفي داخل أنفسهم وهل سيرضون بقضاء الله وقدره ويكونوا مع المؤمنين الصادقين الذين يسلمون لله في كل فعل وقضاء فيقولوا كما أوصاهم الله { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }

أم سيكونون مما يبتعدون عن طاعة الله وتدخلهم البلاء في مهاوي المعصية ممن قال الله فيهم { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
" إذا عودت نفسك العفو ، استراحت نفسك، واطمأن قلبك، وعظمت منزلتك عند الله وعند عباده ."
🕋 أنا النبي لا كذب (16) 🕋


الإسراء والمعراج بالجسد والروح ٠٠لاريب فى ذلك

*جمهور العلماء - سلفا وخلفا - على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأنهما كانا في اليقظة بجسده وروحه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهذا هو الذي يدل عليه قوله تعالى في مفتتح سورة الإسراء: { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ }، إذ ليس ذلك إلا الروح والجسد٠٠٠٠*

*قال الإمام الطبري*: " ولا معنى لقول من قال: أُسْرِيَ بروحه دون جسده، لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن في ذلك ما يوجب أن يكون دليلاً على نبوته، ولا حجة له على رسالته٠٠

ولا كان الذين أنكروا حقيقة ذلك من أهل الشرك كانوا يدفعون به عن صدقه فيه، إذ لم يكن منكراً عندهم ولا عند أحد من ذوي الفطرة الصحيحة من بني آدم أن يرى الرائي منهم في المنام ما على مسيرة سنة، فكيف ما هو مسيرة شهر أو أقل٠٠

*وقال ابن حجر رحمه ﷲ*: إن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظة بجسده وروحه، وإلى هذا ذهب جمهور من علماء الحديث والفقهاء والمتكلمين، وتواردت عليه ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، إذ ليس في العقل ما يحيله، حتى يحتاج إلى تأويل٠٠


تعالوا نرى الرحلة المباركة 🫴
عن مالك بن صعصعة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: *بينا أنا عند البيتِ بين النائمِ واليقظانِ - وذكر: يعني رجلاً بين الرجلين - فأُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ ، مُلِئَ حكمةً وإيمانًا، فشُقَّ من النحرِ إلى مَراقِّ البطنِ، ثم غُسِلَ البطنُ بماءِ زمزمَ، ثم مُلِئَ حكمةً وإيمانًا٠٠٠*

*وأُتيتُ بدابَّةٍ أبيضَ دون البغلِ وفوقَ الحمارِ: البُراقُ، فانطلقتُ مع جبريلَ حتى أتينا السماءَ الدنيا، قيل : من هذا؟ قال جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على آدمَ فسلمتُ عليه، فقال مرحبًا بك من ابنٍ ونبيٍّ, فأتينا السماءَ الثانيةَ، قيل: من هذا، قال: جبريل، قيل: من معك؟، قال محمدٌ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قيل: أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الثالثةَ, قيل: من هذا، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على يوسفَ فسلمتُ عليه، قال: مرحبًا بك من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الرابعةَ، قيل: من هذا؟، قيل: جبريلُ، قيل: من معك؟، قيل: ـ محمدٌ صلى الله عليه وسلم ـ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قيل: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ، فأتيتُ على إدريسَ فسلمتُ عليه فقال: مرحبًا من أخٍ ونبيٍّ، فأتينا السماءَ الخامسةَ ، قيل: من هذا؟، قال: جبريلُ، قيل: ومن معك؟، قيل: محمدٌ، قيل: وقد أُرسِلَ إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنِعمَ المجيءُ جاءَ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

يتبع
2025/07/05 17:04:06
Back to Top
HTML Embed Code: