Telegram Group Search
🔹 والإخلاص في الدين يقتضي أيضا منع كل صور التبديل والابتداع فيه، كما قال ﷺ: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال: (إياكم ومحدثات الأمور)؛ لأنها تنافي الدين الخالص الذي شرعه الله لعباده، وأراده منهم، ولم يقبل غيره ‏﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾ [آل عمران:٨٥]سواء ابتغى دينا آخر، أو ابتغى في الإسلام ما ليس منه، كما في الصحيح: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه).

🔹 والأمر في ‏﴿فاعبدوا ما شئتم من دونه﴾ تهديد ووعيد، بدلالة قوله بعده ‏﴿إنّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة﴾ بصدهم أنفسهم وأهليهم عن الإيمان، فساقوهم معهم إلى الخلود في النار، وهذه خسارة أكبر من خسارة المهاجرين الذين خسروا أوطانهم وأهليهم وأموالهم وأولادهم في الدنيا، فرارا بدينهم في سبيل الله، وكان المشركون في مكة يعجبون من حال هؤلاء المهاجرين الذين تعرضوا لكل هذه الخسارة من أجل دينهم! فجاءت الآية تبين لهم حقيقة حال الفريقين، ومَن هم الذين خسروا خسارة أبدية، وأنهم المشركون يوم القيامة، حين يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ‏﴿ألا ذلك هو الخسران المبين﴾ الذي لا يخفى على كل ذي لب وعين.
وكان من فضل الله على المؤمنين يوم القيامة أن يجمع لهم شملهم مع أهليهم، ويتجاوز عن سيئات بعضهم بشفاعة آبائهم، ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين﴾ [الطور: ٢١].

🔹 ثم بيّن الله هذا الخسران المبين بقوله‏ ‏بجملة البدل ﴿لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون﴾.
والظلل جمع ظلة وهي القطعة من السحاب والدخان ولهب النار الذي تظللهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، وتغشاهم من كل مكان، أعدها الله في النار لمن كفر به وأشرك، وخوفهم بها في الدنيا، وأنذرهم، وأعذر إليهم، ووصفها لهم كأنهم يرونها رأي العين، ليخشوه، ويتقوه، ويعبدوه، ولئلا يكون لهم حجة عليه يوم القيامة.

#تدبر

📎مجموع النظرات

https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
نظرات [سورة الزمر ١١-١٦].jpg
2.6 MB
#نظرات_قرآنية في سورة الزمر

- ﴿قُل إِنّي أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللَّهَ مُخلِصًا لَهُ الدّينَ ۝ وَأُمِرتُ لِأَن أَكونَ أَوَّلَ المُسلِمينَ ۝ قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ ۝ قُلِ اللَّهَ أَعبُدُ مُخلِصًا لَهُ ديني ۝ فَاعبُدوا ما شِئتُم مِن دونِهِ قُل إِنَّ الخاسِرينَ الَّذينَ خَسِروا أَنفُسَهُم وَأَهليهِم يَومَ القِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ ۝ لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَلٌ مِنَ النّارِ وَمِن تَحتِهِم ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقونِ﴾ [الزمر: ١١-١٦]



https://www.tg-me.com/قناةأدحاكمالمطيري/com.DrHAKEM/12955
📎
https://www.tg-me.com/قناةأدحاكمالمطيري/com.DrHAKEM/12956
📎
https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
أهل #غزة يُقتلون قصفا وحرقا وجوعا منذ ثمانية أشهر وحولهم ٥٠٠ مليون عربي لو هبوا لنصرتهم وفك الحصار عنهم لوقف العدوان الصهيوني من أول أسبوع!
اللهم انصر من نصرهم
‏واهزم عدوهم
‏وأذل من خذلهم وحاصرهم

‏⁧ #غزة_تستصرخكم

https://video.twimg.com/amplify_video/1794839148127309824/vid/avc1/720x1280/g6bWy7PKGwml2XW6.mp4
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر

- ﴿وَالَّذينَ اجتَنَبُوا الطّاغوتَ أَن يَعبُدوها وَأَنابوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ البُشرى فَبَشِّر عِبادِ ۝ الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ ۝ أَفَمَن حَقَّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ ۝ لكِنِ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّةٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ الميعادَ﴾ [الزمر: ١٧-٢٠]

🔹 بشرت هذه الآيات المؤمنين المستضعفين بمكة، والمهاجرين منهم إلى الحبشة، وهم المخلصون لله في دينهم ‏﴿والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها﴾، والطاغوت هو كل ما اُتخذ معبودا، أو مطاعا، أو متبوعا من دون الله، أو مع الله، وصيغة الطاغوت للمبالغة، يطلق على من بلغ الغاية في الاتصاف بالطغيان وتجاوز الحد المأذون فيه، سواء كان ذلك التجاوز بأمر من المعبود والمطاع والمتبوع، فيكون كل منهم طاغوتا، أو بإرادة من العابد والطائع والتابع، دون رضى من المعبود والمطاع والمتبوع، كعبادة الملائكة والأنبياء والأئمة الصالحين الذين يغلو فيهم أتباعهم حد تأليههم، وقد ورد إطلاقه في القرآن على ثلاثة أنحاء:
١- طاغوت العبادة: كما في هذه الآية، وهو كل معبود، من دون الله، أو مع الله.
٢- طاغوت الحكم والطاعة: كما قال تعالى: ‌‏﴿يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به﴾[النساء:٦٠].
٣- طاغوت الولاية والاتباع: كما في قوله: ‏﴿والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات﴾[البقرة:٢٥٧].

🔹 وقد جاء الإسلام بإبطال الطاغوت كله:
١- أولا بالدعوة إلى الكفر به، وبكل صوره، وجعل الله ذلك شرطا لمن أراد الإيمان والدخول في الإسلام ‏﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾[البقرة:٢٦٥].
٢- ‏والدعوة إلى اجتناب الطاغوت وذرائعه ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾[النحل:٣٦].
٣- والدعوة إلى جهاده وإزالته ‏﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا﴾[النساء:٧٦].

🔹 وقد بشر الله المؤمنين الذين اجتنبوا عبادة الطاغوت ‏﴿وأنابوا إلى الله﴾ وذلك بالإيمان به وحده لا شريك له والإخلاص في عبادته وطاعته.
والإنابة هنا: العودة والرجوع إلى الله؛ إذ لم يبعث الله رسولا إلى قومه إلا بعد كفرهم وابتعادهم وانحرافهم عن الحنيفية دين الأنبياء جميعا، والإنابة والعودة تكون باتباع الرسل وطاعتهم وهي تشمل:
١- إنابة القلب إلى الله كما قال تعالى: ﴿وجاء بقلب منيب﴾[ق: ٣٣]: بأن يكون الله وحده ربا مقصودا، وإلها معبودا، فلا يلتفت قلب العبد المؤمن إلى غير الله، ولا يخشى إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، في دفع الضر، وجلب النفع، إلا ما كان من باب الأخذ بالأسباب المشروعة، التي جعلها الله أسبابا يتوصل بها إلى نتائجها الطبيعية والعادية.
٢- وإنابة الوجه إلى الله كما في قوله تعالى: ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا .. منيبين إليه﴾ [الروم: ٣٠-٣١]: بالسير إليه لنيل رضاه، بالعمل الصالح، فلا يقصد العبد سبيلا غير سبيل الله، ولا صراطا غير صراطه المستقيم.
٣- وإنابة النفس إلى الله: بعودتها إليه، وإلى عالمها العلوي الذي جاءت منه، راضية مرضية ‏﴿يا أيتها النفس المطمئنة . ارجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ [الفجر: ٢٧ - ٣٠].
🔹 وقد خصّ الله عباده المنيبين التائبين العائدين إليه بالبشارة ‏﴿لهم البشرى﴾ وحدهم لا لغيرهم، وتعريف البشرى هنا أفاد أنها البشرى التي تحقق فيها معنى البشارة على أكمل وجه، وأتم وصف، حتى كأنها وحدها البشرى، ولا بشرى سواها، وهي بشرى عامة شاملة ‌‏﴿لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾[يونس:٦٤]، ففي الدنيا جنة للمؤمنين قبل جنة الآخرة، فمن البشرى: الرؤيا الطيبة حالا ومشاهدة بالذكر الحسن الجميل بين المؤمنين (تلك عاجل بشرى المؤمن)، فالرؤيا الصادقة مناما كالرؤيا الطيبة يقظة كما في الصحيح: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات. الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له).
ومن البشرى: الأجر الحسن الكبير من ربهم ‏﴿ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا﴾ [الإسراء:٩] و‏﴿أجرا حسنا . ماكثين فيه أبدا﴾ [الكهف:٢ - ٣]، والمغفرة للذنوب والستر للعيوب والتجاوز عن السيئات ‏﴿من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم﴾ [يس:١١]، وولاية الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة ‏﴿وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون . نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ [فصلت:٣٠ - ٣١].
فلا تزال البشرى تسرهم منذ دخول الإيمان في قلوبهم حتى يدخلوا جنة ربهم ﴿فبشر عباد﴾ بها، فهم المخصوصون وحدهم بالبشرى، وهي الحياة الطيبة لهم في الدنيا بالاستخلاف في الأرض، والظهور على الأمم، والنصر على العدو، والفوز بالجنة في الآخرة، وذلك أنهم وحدهم عباد الله الذين أخلصوا له الدين، فاستحقوا هذا الفضل العظيم.

🔹 ثم ذكر أبرز صفاتهم وأنهم ‏﴿الذين يستمعون القول﴾‏ وهو كلام الله والوحي الذي جاء به رسوله ﷺ، وكذا كل ما أوحى به الله قبله إلى جميع رسله، ‏﴿فيتبعون أحسنه﴾ وهو القرآن الذي جعله الله ناسخا لكل وحي، ومهيمنا على كل كتاب سماوي سابق، كما قال تعالى ‏في السورة نفسها ‏﴿الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني﴾.
فجعل سبب فلاحهم وفوزهم في حسن الاستماع لكلام الله ورسوله، وحسن الاتباع له، إذ لا يتحقق الاهتداء إلى الحق والخير إلا بهما، فمن لم يستمع لما جاءت به الرسل، أو من استمع، ولم يتبع، فقد حيل بينه وبين الهداية وأسبابها.

🔹 وفي هذه الآية بشارة للنجاشي ملك الحبشة الذي آوى المهاجرين الأولين، وآمن حين عرض عليه جعفر بن أبي طالب الإسلام، وقرأ عليه سورة مريم، فقال: (إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة)، فاتبع أحسن ما أنزل الله على رسله، وكذا فيها دعوة لقومه إلى توحيد الله واتباع رسوله الخاتم محمد ﷺ، والقرآن الذي أنزله الله عليه، وهو أحسن حديث، وأعظم كتاب، وأكمل وحي، فإذا كانوا قد آمنوا بعيسى وكتابه الإنجيل، فقد جاءهم الرسول الذي بشر به عيسى، بالقرآن الذي هو أحسن كلام الله وأعظمه، كما في الحديث: (وإن خير الكلام كلام الله).
وكما قال تعالى في السورة نفسها ﴿واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم﴾ والمراد بالأحسن هو القرآن والإسلام فهما أكمل كتبه وشرائعه وأحبها إليه.
وكل ما أنزله الله هو الأحسن، وكله بالغ غاية الحسن فكما لله الأسماء الحسنى فله كذلك الحكم الأحسن، والكلام لأكمل، فكله حق وعدل وصدق.

🔹 وفي قوله تعالى: ‏﴿فيتبعون أحسنه﴾ إخبار عنهم يراد منه الأمر لهم، بخلاف ﴿واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم﴾ فهو أمر مباشر باتباع الأحسن بحسب حال كل مكلف، فالحسن في حال، قد يكون أحسن في حال، فيتفاوت الأمر به بين حسن وأحسن، بحسب تفاوت أحوال المحسنين.

🔹وفي ‏﴿فيتبعون أحسنه﴾ و ﴿واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم﴾ الأمر بالأخذ بالأكمل مما خير الله عباده به من الشرائع كتفضيل العفو على القصاص.
ويستفاد منهما أهمية معرفة درجات الواجبات لتقديم الأوجب والأحسن، ومعرفة درجات المستحبات لتقديم الأحب منها لله.

🔹 ثم جاء الثناء عليهم ‏﴿أولئك الذين هداهم الله﴾ للإيمان به، وإخلاص الدين له، واتباع رسوله ﷺ،‏ ‏﴿وأولئك هم أولو الألباب﴾ الذين أدركوا بعقولهم التي وهبها الله لهم وجوب توحيده وعبادته وطاعته وحده لا شريك له، فهم وحدهم الذين خصهم الله بهدايته، وهم وحدهم أولو الألباب والعقول، دون غيرهم ممن كفروا وأعرضوا وأشركوا، فشهدوا على أنفسهم بأنه لا عقول لهم، إذ العقل يقضي ضرورة بأن لهذا الوجود خالقا، وأنه إله واحد لا شريك له في الخلق والملك، وأنه وحده الذي يجب عبادته وطاعته، فمن صرف شيئا منها لغير الله، فقد أزرى بنفسه وعقله.

🔹 وهنا جعلت الآية التوفيق للهداية من الله سبحانه، فهو الذي شرع سبيلها، وأوحى بها، ودل عليها، ووفق إليها، وجعل المحل القابل لها من عباده: أولي القلوب السليمة، والعقول الحكيمة، والفطرة المستقيمة، بينما يصرف عنها المتكبرين المتجبرين من الطغاة وأتباعهم؛ كما قال تعالى: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين﴾[الأعراف:١٤٦].
🔹 ثم توعد الله مَن أشرك به، ولم يخلص له في العبادة والطاعة، ولم ينب إليه بالإيمان به، والإسلام إليه ‏﴿أفمن حق عليه كلمة العذاب﴾ وهي كلمة الله ووعيده بعذاب من كفر به وأشرك، كما قال تعالى: ‏﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾[النساء:٤٨]، فمن مات مشركا بالله فقد وجب عليه العذاب حقا بلا استثناء، فلا ينفعه شفاعة، ولا يقبل منه عدل‏ ‏﴿أفأنت تنقذ من في النار﴾، فلا أحد يستطيع نصرهم من عذاب الله، أو إنقاذهم من النار، أو الشفاعة لهم، كما قال عيسى لقومه: ‏﴿إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾[المائدة:٧٢].

🔹 وهذا بخلاف حال المؤمنين ‏الذي وعدهم الله في الجنة غرفا وقصورا ﴿من فوقها غرف﴾ وقصور من لؤلؤ وذهب وفضة ﴿تجري من تحتها الأنهار﴾، كما في الصحيح: (إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تراءون الكوكب في السماء) أو: (كما تراءون الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي).
وفي الحديث الصحيح: (إن في الجنة لغرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى والناس نيام).
بينما حال المشركين كما ذكر في الآيات السابقة: ﴿لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل﴾.
وشتان بين الحالين: ﴿أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين﴾[القصص:٦١].

🔹 وهذا كله ‏﴿وعد الله لا يخلف الله الميعاد﴾ فكما حقت كلمة العذاب على الكافرين بأنهم أصحاب الجحيم، ولا يبدل القول لديه أبدا، فقد وعد الله المؤمنين وبشرهم بالنعيم المقيم ولن يخلف الله وعده أبدا، وإضافة الوعد إلى الله تأكيد على تحققه، فكما أن الله سبحانه حق لا ريب فيه، كذلك وعده حق لا ريب فيه.

#تدبر

📎مجموع النظرات

https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
نظرات [سورة الزمر ١٧-٢٠].jpg
3.4 MB
#نظرات_قرآنية في سورة الزمر

- ﴿وَالَّذينَ اجتَنَبُوا الطّاغوتَ أَن يَعبُدوها وَأَنابوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ البُشرى فَبَشِّر عِبادِ ۝ الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ ۝ أَفَمَن حَقَّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ ۝ لكِنِ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّةٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ الميعادَ﴾ [الزمر: ١٧-٢٠]


https://www.tg-me.com/قناةأدحاكمالمطيري/com.DrHAKEM/12959
📎
https://www.tg-me.com/قناةأدحاكمالمطيري/com.DrHAKEM/12960
📎
https://www.tg-me.com/قناةأدحاكمالمطيري/com.DrHAKEM/12961
📎
https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
Forwarded from مؤتمر الأمة
"مؤتمر الأمة"
يدعو حكومة طاجيكستان
إلى احترام حقوق المسلمين ومساجدهم

قال تعالى ﴿إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق﴾ ا
إن ما يجري في جمهورية طاجيكستان من منع النساء المحجبات من الدراسة والعمل ومنع الشباب من دخول المساجد هو انتهاك خطير لحقوق الإنسان في وقت يتطلع الشعب الطاجيكي فيه إلى العودة إلى الإسلام وأحكامه والتحرر من كل أشكال الوصاية والنفوذ الخارجي بعد مئة عام من الاحتلال الروسي ثم ثلاث
عقود من الحكم الشمولي الشيوعي
وإن "مؤتمر الأمة" يدعو حكومة طاجكستان إلى التراجع عن هذه القرارات الظالمة والتصالح مع شعبها واحترام دينه وهويته وحقوقه وحريته

الجمعة ٢٣ ذي الحجة ١٤٤٥هـ
٣١ مايو ٢٠٢٤م
أكاذيب القُصّاص!

‏الإمام أحمد ولد سنة ١٦٤ للهجرة وحفظ القرآن صغيرا وطلب الحديث وهو ابن ١٥ سنة وتصدر للتحديث والفتوى سنة ٢٠٤، وألّف كتابه المسند، وهو أكبر كتاب في الحديث النبوي في هذه السنة وله ٤٠ سنة حتى قال عنه الشافعي سنة ١٩٩ (خرجت من بغداد وما خلفت فيها أفقه ولا أورع ولا أزهد ولا أعلم ولا أحفظ من ابن حنبل) وقد توفي الشافعي سنة ٢٠٤ وصار أحمد إمام عصره قبل الفتنة وقبل سجنه سنة ٢١٨ سنة فلا يعقل أن يبلغ درجة الإمامة والحفظ والفتوى ثم لا يحفظ القرآن إلا في السجن وهو ابن ستين سنة!
‏ فهذه القصة عن هذا الدعاء وحفظه للقرآن في السجن من أكاذيب القصاص التي لا ينبغي ترويجها حتى وإن أوردها ابن الجوزي فهي منكرة المتن والإسناد موضوعة لا أصل لها!

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
لم يقصفوا داركم فقط!
بل هدموا كرامة ملياري مسلم
وكشفوا مدى عجزهم وخزيهم!

رب وا معتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتمِ
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصمِ

https://video.twimg.com/amplify_video/1797376189004185600/vid/avc1/364x640/Q2ObNrNrqa3UnpSj.mp4
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
📙 كتاب جديد

"الرائد في رصف الأصول والقواعد"

بقلم أ.د. حاكم المطيري

https://www.tg-me.com/DrHakem_books/132
📎
https://tinyurl.com/5n99x77y
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
Forwarded from د. خالد حمدي
#اللهم_اجعلني_منهم

ما أجمل أن تحيا في هذه الدنيا وكأنك تحمل كِنانة سهام وراء ظهرك..
كلما مررت بخير ضربت فيه بسهم، حتى إذا ما انتهت سهامك حان مماتك ولقيت الله بخيرات منسية، وأعمال مرضية.
أعرف أصحابا لا يعرفون التوقف عن ضرب أسهم الخير...
بدءا من الحجر يميطه عن الطريق، وحتى الأذى يميطه عن القلوب!!
وحين تسأله إلامَ؟!
يقول لك: حتى تنتهي السهام!!
وكنانة أمثال هؤلاء لا تفرغ من السهام حتى تخرج الأرواح من الأبدان..
قيل لعبد الله بن المبارك : إلى متى وأنت تطلب العلم!؟ فأجاب : (لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم أسمعها بعد!!)
وسئل الإمام أحمد:"متى يجد العبد طعم الراحة؟
قال: "عند أول قدم يضعها في الجنة"
أمثال هؤلاء يفاجئون يوم القيامة بنواتج سهام لم يحسبوا لها حسابا..
بدءا من الحلوى التي أطعموها طفلا عند المسجد فأحب الله وبيته بسببها، وانتهاءً بكلمة قالوها فقدم سامعها الروح رخيصة لله من أجلها.
كثيرا ما تقرأ في كتب السير:
سمعت فلان بن فلان يقول كذا فوقع كلامه من قلبي موضع القبول، فكان سببا في هدايتي، أو صلاح حالي!!
وربما مات القائل وهو لا يعلم بهداية السامع!!
وربما مات الغارس وهو لا يعلم بعظم الأفياء، وغزير الثمار!!
وربما مات المجاهد وهو لا يعلم بعظيم الفتوحات، وتوابع الانتصارات..
فما وراء السهام يعلمه الله، وما وراء الغرس يعلمه الله..
المهم ألا يراك الله إلا راميا في كل خير بسهم، ومتقربا في كل موقف بعمل..
مر رجل بنا ونحن صغار يغرينا اللعب عن صلاة العصر في رمضان فقال لنا كلمتين وانصرف... وشاء الله أن تكون كلماته سببا في يقظتي من غفلتي، وانتباهي لأمر آخرتي، وربما لم يعلم الرجل ذلك.
وكان زاذان مغنياً .. صاحبَ لهو وطرب .. فجلس مرة في طريق يغني .. ويضرب بالعود .. وله أصحاب يطربون له ويصفقون ..
فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فأنكر عليهم فتفرقوا ..فأمسك بيد زاذان وهزه وقال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى..ثم مضى ..
فقال زاذان لأصحابه : من هذا ؟
قالوا : عبد الله بن مسعود..
قال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!
قالوا : نعم .. قال زاذان .. فأُلقى في نفسي الَّتوبة، فسعيت أبكي ، وأخذتُ بثوبه ، فأقبل علي فاعتنقني وبكى ، وقال : مرحبا بمن أحبه الله ، ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن.. وصار إماماً في العلم.
لو أراد الله لهذا العالم أن يكون ملائكيا لكان... لكنه سبحانه أبى إلا أن يكون بشريا يملؤه الخطأ، ويعتري أصحابه التقصير، حتى يمتحن أصحاب الغرس والسهام..
فلا تفن عمرك في التألم والتأسف..
ارم سهمك وامضْ... وثق أن سهامك محصية، وأهدافك من الله مرصودة..
وما خير اليوم إلا حصائد الرامين بالأمس..
فإذا علمت ذلك لم يشغلك ولم يفتَّ في عضدك كثرة الفساد ولا أذى الفاسدين..
لأن المصباح الواحد ينير الشارع الكبير، والسهم الواحد ربما يوقع الهدف الكبير... لكن شريطة أن يفهم الرماة ذلك!!
#خالد_حمدي
"الحج أمن وسلام"

رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
‏والحمد الله الذي يسر الله لكم حج بيته العتيق، الذي هو أول بيت ومسجد بني في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له، الحسنة فيه بمئة ألف حسنة، والصلاة فيه بمئة ألف صلاة، والصدقة بدينار بمئة ألف دينار، والسيئة فيه أشد حرمة وأعظم عند الله، ﴿ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم﴾.
‏فكل من هم فيه بإلحاد وشرك وكفر أو إحداث بظلم وعدوان وإثم فله عذاب أليم.
‏فالبيت الحرام أمن وأمان وسلم لكل من دخله يريد الحج والعمرة ﴿ومن دخله كان آمنا﴾ فالواجب على الجميع سواء الحجاج أو القائمين على شئون الحج وتنظيمه وإدارته التعاون على جعله أمنا وأمانا.
‏ويحرم شرعا الإخلال بالأمن فيه، أو إثارة الفتن السياسية والطائفية، أو مخالفة الأنظمة والقوانين التي تحقق المصلحة العامة للحجاج.
‏فهنيئا لكم أن يسر الله لكم السبيل إليه، وتقبل الله منكم حجكم، وصالح عملكم.

‏وعلى الحاج في هذه الأيام المعلومات المعدودات في الحج من الإكثار من العمل الصالح ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ والمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، ومن الإكثار من التلبية وذكر الله في كل وقت وبعد الصلوات تكبيرا وتهليلا وتحميدا، فهو عبادة الحاج، وبالإكثار من ذكر الله تتحقق التقوى وهي غاية الحج.

‏وليحرص الحاج على أن يكون حجه مقبولا مبرورا كما في الحديث: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) وذلك بأن يجعل حجه خالصا لله لا يريد به إلا وجهه ورضاه وحده لا شريك له، وليأت بأركانه وواجباته على أكمل وجه، ويحرص ما استطاع على سننه ومستحباته وهي:
‏١- الإحرام من الميقات:
‏فإذا جاء الميقات اغتسل أو توضأ، ولبس إحرامه، وصلى ركعتين في مسجد الميقات، فإذا ركب السيارة أحرم بالحج -من الميقات- وهو نية الدخول في النسك وأهل به، ولبى (لبيك اللهم حجا)، إن كان مفردا للحج، أو لبيك عمرة بحج، إن كان قارنا بينهما، أو لبيك اللهم عمرة متمتعا بها إلى الحج، ويجهر بالتلبية، فإذا دخل المسجد طاف المفرد والقارن بالبيت سبعا، طواف القدوم، ثم سعيا بين الصفا والمروة سبعا سعي الحج.
‏ويطوف المتمتع بالبيت سبعا ويسعى بين الصفا والمروة سبعا لعمرته، ويقصر شعره، ويتحلل المتمتع من عمرته فإذا جاء يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة، اغتسل أو توضأ، ولبس إحرامه، ولبى بالحج من مكان إقامته، وذهب إلى منى، أو يحرم ويلبي بالحج يوم عرفات.
‏ويتجنب المحرم محظورات الإحرام من لبس المخيط، والطيب، والنساء، وأخذ الشعر والظفر.
‏وتتجنب المرأة لبس القفازين والنقاب، وتسدل على وجهها ما يستره عند وجود الرجال الأجانب فإذا ابتعدوا رفعته.
‏ويتجنب الحاج الرفث والجدل والفسوق ﴿فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج﴾، فيتجنب اللغو والقيل والقال، والاختلاط بالناس بلا حاجة، ويتجنب النظر المحرم، وليحفظ لسانه فلا يقل إلا خيرا وصدقا، ولا يفتر عن ذكر الله.

‏٢- الوقوف بعرفات:
‏فإذا وقف بعرفات وهو ركن الحج كما قال ﷺ (الحج عرفة) عمر وقته كله بالدعاء والتضرع إلى الله بالاستغفار والتوبة وسؤاله الجنة، كما في الحديث: (خير الدعاء؛ دعاء يوم عرفة)، والإكثار من ذكر الله والتهليل، كما في الحديث نفسه: (وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)..
‏وليتأكد أنه في حدود عرفات -فلا يقف خارجها- حتى تغيب الشمس، فيدفع مع الناس.

‏٣- الوقوف بمزدلفة:

‏فإذا جاء الحاج إلى مزدلفة صلى المغرب والعشاء جمعا وقصرا وأوتر بركعة، ثم بات فيها، ولا يسهر، ولا ينشغل بغير ذكر الله، فإذا صلى الصبح أكثر من الدعاء بعد الصلاة حتى إذا أسفر جدا دفع مع الناس قبل طلوع الشمس، إلا من كان معه نساء وأطفال وعجزة فلهم الدفع من مزدلفة بعد نصف الليل إذا غاب القمر.

‏٤- الرمي والنحر والإفاضة يوم الحج الأكبر:

‏ثم يمضي الحاج إلى منى يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر، فيرمي الجمرة الكبرى، ويذبح القارن والمتمتع هديه إن كان معه هدي، ويحلق أو يقصر شعره، فيتحلل الحل الأول، ويلبس ثيابه، ثم يذهب إلى البيت متى تيسر له ويطوف به سبعة أشواط طواف الحج والإفاضة وهو من أركان الحج، ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، إن كان متمتعا، أما القارن والمفرد فلا يجب عليهما سعي الصفا إن سعيا للحج بعد طواف القدوم.
‏فيتحلل الحاج الحل كله.

‏٥- أيام التشريق بمنى:
‏ويعود إلى منى ويبقى فيها لرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني والثالث للعيد، وهما الأول والثاني من أيام التشريق، ويعمرها بذكر الله كما قال تعالى: ﴿واذكروا الله في أيام معدودات﴾ ثم إن شاء تعجل، ونفر بعد رمي الجمرات، وإن شاء تأخر إلى اليوم الرابع للعيد وهو الثالث من أيام التشريق، فإذا رمى الجمرات نفر، وطاف بالبيت طواف الوداع.

https://www.tg-me.com/DrHakem_books/52
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر

- ﴿أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابيعَ فِي الأَرضِ ثُمَّ يُخرِجُ بِهِ زَرعًا مُختَلِفًا أَلوانُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَجعَلُهُ حُطامًا إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِأُولِي الأَلبابِ ۝ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ ۝ اللَّهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتابًا مُتَشابِهًا مَثانِيَ تَقشَعِرُّ مِنهُ جُلودُ الَّذينَ يَخشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلينُ جُلودُهُم وَقُلوبُهُم إِلى ذِكرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ﴾ [الزمر: ٢١-٢٣]

🔹 استطردت هذه الآيات في الاستدلال بالخلق على قدرة الخالق -واستحقاقه وحده العبادة والطاعة، وإخلاص الدين له- بما لا يستطيع العقل المكابرة فيه، وهو نزول المطر من السماء، وجاءت بصيغة الاستفهام ‏﴿ألم تر﴾ التي تقتضي استحضار البصر بالرؤية والمشاهدة، واستحضار البصيرة والتفكر بالعقل للوصول إلى الحقيقة وهي ‏﴿أنّ الله﴾ وحده وليس غيره ‏﴿أنزل من السماء﴾ وهو السحاب ‏﴿ماء﴾ به تكون الحياة وتدوم، وهو ما لا يدّعي أحد غير الله أنه خلقه وأنزله وأحيا به الأرض بعد موتها، وهو ما استقرت دلائله في الفطرة، وما يقضي به العقل، وليس ثَمّ أحد يُعزى إليه ذلك أو يدّعيه إلا الله وحده كما أخبرت به كتبه ورسله، وكما يحكم به العقل بداهة بأن لكل مخلوق خالقا متعاليا، وإلا ما يدّعيه الماديون من أن ذلك فعل الطبيعة، وهي مادة صماء مفعول بها غير فاعلة ولا عاقلة، ولم تدّع الطبيعة ذلك لنفسها، ولا يتصور لها قدرة ولا إرادة على فعل ذلك، فضلا عن ادّعائه، فهم كمن يدّعي بأن الماء أنزل الماء، أو السحاب أنزل الماء، بلا فاعل قادر مريد، وهذا يفضي إلى الدور والتسلسل، وهو ممتنع عقلا، فلم يبق إلا الله سبحانه وتعالى الذي أنزل الماء من السماء ‏﴿فسلكه ينابيع في الأرض﴾ فيصبح مخزونا في باطنها ليفجر به ينابيعها، وتنبت زرعها وربيعها، حال كونه ‏﴿مختلفا ألوانه﴾، فتزدان به الأرض جمالا وخضرة وبهجة ﴿ثم يهيج﴾ ويبلغ ذروة نباته واستحصاده ‏﴿فتراه مصفرا ثمّ يجعله حطاما﴾ كأن لم يكن من قبل شيئا، لتبدأ دورة جديدة من الحياة والموت للأرض ومن عليها من نبات وحيوان وإنسان، ‏﴿إنّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب﴾ ليعرفوا حقيقة هذه الحياة ونهايتها، وعدم الافتتان بها، وإنما التفكر في عظمة الخالق لها، وعبادته وطاعته.

🔹 وكما أنزل الله المطر حياة للحيوان، فقد أنزل القرآن حياة للنفوس والأرواح، فهو يحييها كما يحيي المطر الأرض، كما شبهه بذلك النبي ﷺ في الحديث الصحيح: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا..)، ولهذا جاء المثل به بعده مباشرة ‏﴿أفمن شرح الله صدره للإسلام﴾ بنزول القرآن، فأنبت فيه التقوى والإيمان والصلاح، والتعبير بالشرح للصدر والاتساع حقيقة يجدها كل مؤمن في نفسه، خاصة من كان كافرا فآمن واهتدى، أو فاسقا فتاب واتقى، فيجد في صدره راحة وانشراحا لا يجده غيره ‏﴿فهو على نور من ربه﴾ الذي أخرجه من الظلمات التي كان فيها، إلى سبيل الله ونوره الذي هدى إليه المؤمنين، وحذف خبر المبتدأ ‏﴿أفمن﴾ لظهوره، وتقديره (كمثل من ضل عن الإيمان وضاق صدره وقسا قلبه)، ودل عليه قوله: ‏﴿فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله﴾ فالقساوة للقلوب وتحجرها، يؤكد ضيق الصدور وانطباقها، بحيث لا يجد نور الوحي ما ينفذ إليها منه، فهي قاسية خالية خاوية ‏﴿من ذكر الله﴾، أو نافرة عنه، فلا سبيل إلى هدايتها أو تخلل النور إليها، ويحتمل أن يكون ‏﴿من ذكر الله﴾ تعليلا، وأن هذه القسوة كانت بسبب ذكر الله وهو القرآن، حين سمعوه فأعرضوا عنه، وكفروا به، فقست قلوبهم عقابا لهم ‏﴿أولئك في ضلال مبين﴾، فزادهم ذلك ضلالا وإعراضا وقسوة ‏﴿ولا يزيد الظالمين إلا خسارا﴾[الإسراء:٨٢].
🔹 وهذا السؤال وجوابه في حد ذاته دليل ظاهر من دلائل إعجاز القرآن، وأنه من عند الله، إذ لو لم يجد المشركون الجاهليون الذين آمنوا وأسلموا هذا الشعور بالضيق في الصدور في زمن كفرهم، والانشراح فيها، والاطمئنان في قلوبهم بعد إيمانهم ودخولهم الإسلام، لكان ذلك أدعى للشك في صدق القرآن، بينما هو يقرر هذه الحقيقة التي يجدها كل مؤمن فعلا في نفسه سرورا وراحة، وفي صدره انشراحا، وفي قلبه اطمئنانا، وهو إحساس لا يمكن المكابرة فيه، فلا يستطيع المؤمن نفيه، لشعوره به دائما، فإذا عصى وأسرف شعر بالانقباض والضيق، وإذا تاب وأصلح شعر بالرضا والسرور، وكذلك لا يستطيع غير المؤمن نفيه؛ لأنه لم يؤمن فيجرب هذا الإحساس الذي يغمر النفس بعد الإيمان، وقد تكرر ذلك بصيغة التقرير لا الاستفهام في قوله تعالى: ﴿فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون﴾ [الأنعام: ١٢٥].

🔹 ثم قابل هذه القسوة في قلوب الكافرين، بحال اللين في قلوب المؤمنين، وأثر الوحي فيها خشية وإنابة ﴿الله نزّل أحسن الحديث﴾ وهو القرآن العظيم، فهو أحسن ما أوحى الله به إلى عباده، من حيث أنه أكمل كتبه وأوضحها، وخاتمها وأشملها وأفصحها، خاطب الله به الأمم كلها، على اختلاف أديانها وألسنتها، بأفصح لسان، وأوضح بيان، ‏﴿كتابا﴾ محفوظا في السطور كما هو محفوظ في الصدور، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ‏﴿متشابها﴾ يصدق بعضه بعضا، وتأتلف آياته وسوره مع طول مدة نزوله منجما، وكأنه سورة واحدة، فهو متشابه في الأسلوب والنظم، فلا تفاوت في سوره في إعجازها البياني، فهي كلها نمط واحد من حيث قوة السبك، ودقة اللفظ، وجمال الأسلوب، وكذلك متشابه في القضية والموضوع، فأخباره يصدق بعضها بعضا، وأحكامه يفصل بعضها بعضا، لا يجد سامعه ولا قارئه أن فيه ما ليس منه، ‏﴿مثاني﴾ فهو مثاني كله، من حيث أنه يُثنى به على الله ويمجد به، ويصلى به الصلوات كلها، ومثاني كله لأن سوره وآياته تُكرر وتُعاد، فلا يخلق، ولا يبلى، ولا يُمل منه على كثرة الترداد له، ‏﴿تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم﴾ ولفظ تقشعر من مفردات هذه السورة، ولم يرد في القرآن كله إلا فيها، وأسند الاقشعرار للجلود، وهو رعدة ونفضة يقف منها شعر العبد، ويضطرب جلده، من خشية الله؛ للدلالة على شدة وقع القرآن وأثره على نفوس المؤمنين وقلوبهم، عند سماعه وتلاوته وتدبره، وهي حال لا يوجد مؤمن قط إلا وشعر بها في نفسه، ‏﴿ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله﴾ وأسند اللين للقلوب وهو ضد قسوتها، وللجلود وهو ضد خشونتها، وعداه بحرف (إلى) حيث ضمن (تلين) فعل (تميل) إلى ذكر الله، و(تطمئن) إليه، وهذا فعل للقلوب، لا للجلود، فكأنه قال ثم تلين جلودهم بذكر الله، وتلين قلوبهم وتميل وتطمئن إلى ذكر الله، فعبّر بأوجز لفظ، وأبلغ بيان، عن أثر القرآن، في نفوس أهل الإيمان، في ظواهرهم وبواطنهم، فيهزهم بوعظه ووعيده حتى تقشعر جلودهم من خشيته وعقابه، ويرقق قلوبهم بوعده حتى تطمئن إليه وترجو رحمته وثوابه، ‏﴿ذلك هدى الله﴾ إشارة إلى القرآن الذي هدى الله به المؤمنين، أو إشارة إلى كيف يحدث أثر الهداية به في النفوس، ‏﴿يهدي به من يشاء﴾ برحمته وفضله، ‏﴿ومن يضلل الله﴾ بحكمته وعدله ‏﴿فما له من هاد﴾، فلا يحتاج الداعية إلا إلى القرآن لدعوة الخلق إلى الله، كما أُمر النبي ﷺ: ‏﴿وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين﴾ [النمل:٩٢].

#تدبر

📎مجموع النظرات

https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
نظرات [سورة الزمر٢١-٢٣].jpg
3 MB
#نظرات_قرآنية في سورة الزمر

- ﴿أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابيعَ فِي الأَرضِ ثُمَّ يُخرِجُ بِهِ زَرعًا مُختَلِفًا أَلوانُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَجعَلُهُ حُطامًا إِنَّ في ذلِكَ لَذِكرى لِأُولِي الأَلبابِ ۝ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ ۝ اللَّهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتابًا مُتَشابِهًا مَثانِيَ تَقشَعِرُّ مِنهُ جُلودُ الَّذينَ يَخشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلينُ جُلودُهُم وَقُلوبُهُم إِلى ذِكرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ﴾ [الزمر: ٢١-٢٣]


https://www.tg-me.com/قناةأدحاكمالمطيري/com.DrHAKEM/12969
📎
https://www.tg-me.com/قناةأدحاكمالمطيري/com.DrHAKEM/12970
📎
https://tinyurl.com/542d9uef

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
لزوم المساجد يوم عرفة، والرباط فيها، والإكثار من الدعاء، والذكر، وتذكير الناس في درس أو خطبة، كل ذلك مشروع مندوب، وأحرى لقبول الدعاء، وقد ثبت عن عدد من الصحابة في البصرة كابن عباس، وعمرو بن حريث، وهم أعلم بالمشروع والمندوب، وإن لم يثبت سنة عن النبي ﷺ، فهو يدخل في عموم النصوص الواردة في فضل هذه الطاعات، وفي يوم عرفة أفضل، لفضيلة الزمان، وهو مذهب الحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وأجازه الإمام أحمد وغيره، وكره الإمام مالك اجتماع الناس فيه للدعاء الجماعي، وتخصيص رجال يدعون لهم في المسجد يوم عرفة، وهذا قدر زائد عن الوارد عن ابن عباس، وابن حريث..
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
﴿فَإِذا أَفَضتُم مِن عَرَفاتٍ فَاذكُرُوا اللَّهَ عِندَ المَشعَرِ الحَرامِ وَاذكُروهُ كَما هَداكُم وَإِن كُنتُم مِن قَبلِهِ لَمِنَ الضّالّينَ﴾ [البقرة: ١٩٨]

فرغ الحجاج الليلة من ركن الحج الأهم وهو الوقوف بعرفات وأفاضوا إلى مزدلفة، للوقوف عند المشعر الحرام وأداء صلاة الفجر فيها، وهو واجب، وقيل ركن، فمن فاته الوقوف بعرفات نهارا ووقف فيها الليلة ولو دقائق قبل دخول وقت الفجر من يوم العيد فقد أدرك الحج، وأدرك عرفات، فيذهب مباشرة ويقف في مزدلفة ويصلي الصبح فيها ويدعو قبل طلوع الشمس، فإن خشي طلوع الشمس صلى الصبح في الطريق، ومر بالمزدلفة ودعا فيها ولو بعد طلوع الشمس -ولا شيء عليه إن كان معذورا لشدة الزحام- ثم يمضى إلى منى لرمي الجمرة..

https://video.twimg.com/amplify_video/1802066461038444544/vid/avc1/640x360/WCB5lIz_HglVmbc5.mp4

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
تعظيم شعائر الله
‏من تقوى القلوب


‏هنيئا حجاج بيت الله حجكم
‏وهنيئاً لمن عظم حرمات الله
‏وهنيئاً لمن عظم شعائره
‏قال تعالى: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ﴾ [الحج: ٣٠]
‏وقال سبحانه: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ [الحج: ٣٢]
‏وقال النبي ﷺ: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء).
‏وقال: (إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثا غبرا).
‏وقال: (ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام، إلا ما أري يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة).
‏وقال: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثا غبرا ضاجين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم ير يوما أكثر عتقا من النار، من يوم عرفة).
‏فالواجب على المسلمين جميعا تعظيم شعائر الله هذه الأيام فهي أعظم شعائر الإسلام وهي خامس أركانه وبها تتجلى أمتهم الواحدة وأخوتهم ووحدتهم على اختلاف قومياتهم وأوطانهم وألوانهم وحقيقة رسالة الله لهم بالإعلان عن توحيده وعبادته وحده لا شريك له وترك كل دين سوى دينه.
‏ويجب على كل مسلم تعظيم حرمات الله وشعائره وأيامه وحرمة حجاج بيته وضيوفه وهم يؤدون ركنا من أركان دينه فلا يخيفهم ولا يروعهم ولا يصدهم عنه بفعل أو قول ولا يثير الفتن بينهم وقد نهاهم الله عن الجدال فيه.
‏ويجب على من استخف بالحج وشعائره وبالحجاج وكثرتهم وصفهم بأنهم غثاء -لعجزهم عن نصرة إخوانهم المستضعفين- أن يتوب إلى الله فإنه يخشى على من فعل ذلك الوعيد الوارد في الحديث: (رب كلمة لا يلقي لها العبد بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا).
‏وما زال المسلمون طوال تاريخهم يعظمون موسم حجهم وأيامه وحجاج بيت الله مع ما كانوا فيه من محن وفتن تعصف بأوطانهم وما يتعرضون له من ظلم وطغيان داخلي ومن عدوان خارجي فلا يزيدهم ذلك إلا تعظيما للحج والدعوة إلى إقامته وقصد البيت الحرام وإعماره بالحج والعمرة والاعتكاف والطواف، كما لم يمنعهم احتلال العدو الكافر لبلدانهم من إقامة صلاتهم وإعمار مساجدهم.
‏فليتق الله كل مسلم أن يستخف بركن من أركان الإسلام وشعيرة من أعظم شعائره بدعوى نصرة المستضعفين أو بذريعة مواجهة الظالمين، فلا هو نصر ضعيفا ولا أنصف مظلوما ولا أقام دينا.

أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة

﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
عيدكم مبارك
‏وتقبل الله طاعتكم
‏وحج مبرور
‏وسعي مشكور
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
2024/06/27 07:05:32
Back to Top
HTML Embed Code: