Telegram Group Search
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تابع / مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ

4⃣ وعن عُروةَ أنَّ عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها أخبَرَتْه : أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يدعو في الصَّلاةِ ويقولُ : ((اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من المأثَمِ والمَغرَمِ)) ، فقال له قائِلٌ : ما أكثَرَ ما تستعيذُ يا رسولَ اللَّهِ من المغرَمِ! قال : ((إنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِم حَدَّث فكَذَب ، ووَعَد فأخلَفَ)). أخرجه البخاري ومسلم.

قال القَسْطَلَّانيُّ : («ووَعَد فأخلَفَ» : كأن قال لصاحِبِ الدَّينِ : أوفِّيك دينَك في يومِ كذا ، ولم يُوفِّ ، فيَصيرُ مُخلِفًا لوَعدِه. والكَذِبُ وخُلْفُ الوَعْدِ من صفاتِ المُنافِقين).

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3981
تابع / مِنَ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ

5⃣ وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ((مَن أخَذ أموالَ النَّاسِ يريدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنه ، ومَن أخَذ يريدُ إتلافَها أتلفَه اللَّهُ)). أخرجه البخاري.

إنَّ مِن النَّاسِ مَن يَقتَرِضُ الأموالَ لحاجةٍ مِن حاجتِه ، عازِمًا على أدائِها في الموعِدِ المضروبِ ، أو حينَ يَقَعُ في يَدِه مالٌ ، فهذا يؤدِّي اللَّهُ عنه ديونَه ، فيفتَحُ له من أبوابِ الرِّزقِ ما لم يكُنْ يحتَسِبُه ؛ مكافأةً على نيَّتِه الصَّالحةِ ، وعَزِمه المحمودِ ، على أنَّ لتلك الإرادةِ أثَرًا في اكتِسابِ الرِّزقِ ؛ فإنَّها لا تزالُ بصاحِبِها تدفَعُه إلى تلمُّسِ أبوابِ المكاسِبِ ، والبَحثِ عن طُرُقِ المالِ ، حتَّى يهتديَ إليها ، ويؤدِّيَ ديونَه ، ومِثلُ هذا من يشتري من التُّجَّارِ طعامَه وشرابَه وحاجياتِه الأُخرى ، أو بضاعةً يتَّجِرُ فيها إلى أجَلٍ وليس بيَدِه ما يدفَعُه نَقدًا ، فإنْ عَزَم على الأداءِ والوفاءِ يَسَّر اللَّهُ له المالَ حتَّى يوفيَ بما عاهَد. أمَّا من استقرَضَ أو اشترى شيئًا دَينًا أو طَلَب إلى النَّاسِ أن يودِعوه أموالَهم، أو استعارَ أو استأجَر عَينًا عازِمًا على الجُحودِ والإنكارِ أو الإتلافِ والإهلاكِ ؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى يُتلِفُه ؛ فيُوقِعُه في خُبثِ نِيَّتِه وسُوءِ طَوِيَّتِه ، ويفتَحُ له من أبوابِ النَّفَقاتِ ما يَذهَبُ بمالِه.

فهذه صورةٌ لخُلْفِ الوَعْدِ في أداءِ الدَّينِ ، فإنَّ من أخَذ أموالَ النَّاسِ وضَرَب لهم موعِدًا لسَدادِها وفي نيَّتِه ألَّا يَرُدَّ إليهم أموالَهم ، أو كان عَجزُه عن رَدِّها مؤكَّدًا ، فذلك داخِلٌ في الخُلْفِ بالوَعْدِ ؛ ولذلك نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنه.

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3981
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ

● قال عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ : (خُلْفُ الوَعْدِ ثُلُثُ النِّفاقِ).

● وقال المُثَنَّى بنُ حارثةَ الشَّيبانيُّ : (لأن أموتَ عَطَشًا أحَبُّ إليَّ مِن أن أُخلِفَ موعِدًا).

● وقال عَوفٌ الكَلبيُّ : (آفةُ المروءةِ خُلفُ الموعِدِ).

● وقيل لأحمدَ بنِ حَنبَلٍ : (بمَ يُعرَفُ الكَذَّابون؟ قال : بخُلفِ المواعيدِ).

● وقال فُراتُ بنُ سلمانَ : (كان يقالُ : إذا سُئِلتَ فلا تَعِدْ ، وقُلْ : أسمعُ ما تقولُ ، فإن يُقَدَّرْ شَيءٌ يَكُنْ).

● وقال يحيى بنُ خالِدٍ : (المواعيدُ شُبَّاكُ الكِرامِ ، يَصيدون بها محامِدَ الإخوانِ ؛ ألا تسمَعُ قَولَهم : فلانٌ يُنجِزٌ ويفي بالضَّمانِ ، ويَصدُقُ في المقالِ؟ ولولا ما تقَدَّمَ من حُسنِ مَوقِعِ الوَعْدِ لبَطَل حُسنُ هذا المَدْحِ).

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3983
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تابع / من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ

وعن صالِحِ بنِ كَيسانَ ، قال : (خرَج علينا الزُّهريُّ من عِندِ هِشامِ بنِ عَبدِ المَلِكِ ، فقال : لقد تكَلَّمَ اليومَ رَجُلٌ عِندَ أميرِ المُؤمِنين ما سَمِعتُ كلامًا أحسَنَ منه ، فقال له : يا أميرَ المُؤمِنين ، اسمَعْ منِّي أربَعَ كَلِماتٍ فيهن صلاحُ دينِك ومُلكِك وآخرتِك ودُنياك. قال : وما هُنَّ؟ قال : لا تَعِدَنَّ أحَدًا عِدَةً وأنت لا تريدُ إنجازَها ، ولا يَغُرَّنَّك مرتقًى وإن كان سَهلًا إذا كان المنحدَرُ وَعرًا ، واعلَمْ أنَّ للأعمالِ آخِرًا فاحذَرِ العواقِبَ ، وأنَّ الدَّهرَ تاراتٌ فكُنْ على حَذَرٍ).

● وقال أبو بكرِ بنُ العَرَبيِّ : (خُلْفُ الوَعْدِ كَذِبٌ في الحديثِ ونِفاقٌ).

● وقال ابنُ عُثَيمين : (الوَعْدُ الذي يُوفَى به هو وَعدُ المُؤمِنِ ؛ ولهذا ينبغي لك أن تقولَ إذا وعَدْتَ أحَدًا وأرَدْتَ أن تؤكِّدَ : إنَّه وَعدُ مُؤمِنٍ ، حتَّى لا يُخلِفَه ؛ لأنَّه لا يُخلِفُ الوَعْدَ إلَّا المُنافِقُ).

وقال عبدُ الرَّحمنِ حَبَنَّكة الميدانيُّ : (الكَذِبُ في الوَعْدِ والعَهدِ ، وعَدَمُ الوفاءِ بهما : من رذائِلِ الأخلاقِ ، ومن مظاهِرِ التَّخلُّفِ الحَضاريِّ ، وهما من أخلاقِ الأمَمِ التي لا تحتَرِمُ نفسَها ، ولا تكتَرِثُ بارتقاءِ سُلَّمِ المجدِ الإنسانيِّ ، بل تهونُ عليها نفسُها هوانًا يُرضيها بمواقِعِ المهانةِ والضَّعةِ والانحِطاطِ).

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3983
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
رابعًا : آثارُ خُلْفِ الوَعْدِ

1⃣ استِحقاقُ مُخلْفِ الوَعْدِ للعاقبةِ التي رتَّبها الشَّرعُ على ذلك.

2⃣ خُلْفُ الوَعْدِ يورِثُ العداوةَ بَيْنَ الإخوانِ.

● عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبزى ، قال : كان داودُ عليه السَّلامُ يقولُ : (لا تَعِدَنَّ أخاك شيئًا لا تُنجِزُه له ؛ فإنَّ ذلك يُورِثُ بينَك وبينَه عداوةً).

3⃣ خُلْفُ الوَعْدِ يجُرُّ إلى عدَدٍ من المساوِئِ ، كالكَذِبِ والاستخفافِ بالنَّاسِ والخيانةِ.

4⃣ يُصبِحُ المتَّصِفُ به متَّصِفًا بصفةٍ من صفاتِ المُنافِقين.

5⃣ نَبذُ النَّاسِ لصاحِبِ هذا الخُلُقِ المذمومِ ، وانعدامُ ثِقَتِهم به.

6⃣ تفَشِّي مِثلِ هذا الخُلُقِ يؤدِّي إلى تفَكُّكِ أواصِرِ المجتَمَعِ ؛ فالمجتَمَعُ الذي يفشو فيه الكَذِبُ والخداعُ وخُلفُ الوعودِ مآلُه التَّفكُّكُ والانحلالُ.

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3985
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
التحذير من إخلاف الوعد

📩 #السؤال :

من جمهورية مصر العربية المستمع (ح. س.م) رسالة وضمنها جمعًا من الأسئلة في أحدها يقول : ما حكم من يعد ويخلف ، ويستغل الناس؟

📄 #الجواب :

هذه الخصلة من خصال أهل #النفاق ، فالواجب الحذر منها ، يقول النبي ﷺ : آية المنافق ثلاث : (إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان) فالواجب على المسلم أن يحذر هذه الصفات الذميمة ، وأن يبتعد عنها ، وأن يتوب إلى الله مما سلف ، نعم.

#المقدم : جزاكم الله خيرًا.

📗 الموقع الرسمي للشيخ ابن باز 📗

https://binbaz.org.sa/fatwas/15301/التحذير-من-إخلاف-الوعد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
خامِسًا : أقسامُ خُلْفِ الوَعْدِ

ينقَسِمُ خُلْفُ الوَعْدِ إلى قِسمَينِ :

1⃣ الأوَّلُ : خُلْفُ وَعدٍ مذمومٌ ، وهذا هو الأصلُ في خُلْفِ الوَعْدِ ؛ إذ الأصلُ في المُسلِمِ إذا وَعَد وَعدًا الوفاءُ به ، وعَدَمُ إخلافِه ، ويدخُلُ في هذا القِسمِ كُلُّ ما كان وعدًا بواجِبٍ ، كأداءِ حَقٍّ ثابتٍ أو فِعلِ أمرٍ لازمٍ ؛ فإنَّه يجبُ عليه إنجازُ ذلك الوَعْدِ ، أو وَعَد بفِعلِ شَيءٍ مباحٍ أو مندوبٍ إليه ، فينبغي عليه أن يُنجِزَ وَعدَه.

2⃣ الثَّاني : خُلفُ وَعدٍ محمودٌ ، وذلك إذا كان وعدًا بما فيه محَرَّمٌ ، أو كان مشتَمِلًا على شَرٍّ وسوءٍ ، أو كان وَعدًا على تَركِ واجِبٍ شَرعيٍّ ؛ فالواجِبُ في حَقِّه أن يخلِفَه وأن لا يَفِيَ به ، وكذا إذا ترتَّبَ على الوفاءِ به مَفسَدةٌ أعظَمُ من مفسَدةِ إخلافِه.

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3987
ساعة الإجابة يوم الجمعة
سادسًا : دَرَجاتُ خُلْفِ الوَعْدِ

خُلْفُ الوَعْدِ أمذمومٌ منهيٌّ عنه ، فمَن وَعَد وكان ناويًا الوفاءَ بما وَعَد ثمَّ لَمَّا جاء وقتُ الوفاءِ غَيَّرَ رأيَه فلم يَفِ ، سُمِّي ناقضًا ناكِثًا لوَعدِه ، وإذا كان خُلْفُ الوَعْدِ ليس من أخلاقِ المُؤمِنِ فإنَّه ليس في درجةٍ واحدةٍ قُبحًا وسوءًا ، وعليه يمكِنُنا اعتبارُ خُلْفِ الوَعْدِ ثلاثَ دَرَجاتٍ :

#الأولى : خُلْفُ الوَعْدِ مع اللَّهِ سُبحانَه ، وهو أقبَحُ صُوَرِ خُلْفِ الوَعْدِ ، فمَن وَعَد اللَّهَ سُبحانَه من نفسِه شَيئًا ، وكان عازِمًا على أداءِ ما وَعَد ، كان حريًّا به الوفاءُ بوعدِه مع اللَّهِ ، وكان إخلافُه للوَعدِ مذمومًا.

● قال القَرافيُّ : (أدَبُ العبدِ مع الرَّبِّ سُبحانَه وتعالى في أنَّه إذا وَعَد رَبَّه بشيءٍ لا يخلِفُه إيَّاه ، لا سِيَّما إذا التَزَمه وصَمَّم عليه ، فأدَبُ العبدِ مع الرَّبِّ سُبحانَه وتعالى بحُسنِ الوفاءِ).

#الثانية : خُلْفُ الوَعْدِ مع النَّفسِ ، وهذا قد يقَعُ للإنسانِ أكثَرَ مِن خُلفِه مع غيرِه ؛ فقد يتساهَلُ في حَقِّ نفسِه ، ولا يبالي بوُعودِه التي يقطَعُها على نفسِه ، فالنَّفسُ تحتاجُ إلى المجاهَدةِ والمتابَعةِ.

#الثالثة : خُلْفُ الوَعْدِ مع النَّاسِ ، وهو من صفاتِ المُنافِقين ، لا سِيَّما إن كان صاحِبُه عازِمًا على الخُلْفِ بوَعدِه من البدايةِ ، مُضمِرًا الإخلالَ بما وَعَد.

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3989
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تابع / دَرَجاتُ خُلْفِ الوَعْدِ

وقال عبدُ الرَّحمن ِحبَنَّكة الميدانيُّ :

(فإخلافُ الوَعْدِ أو بالعَهدِ له أربَعُ أحوالٍ :

#الحالة_الأولى : التَّعبيرُ العَمَليُّ عِندَ حلولِ أجَلِ الوَعْدِ أو العَهدِ عن الكَذِبِ في القولِ منذُ إعطاءِ الوَعْدِ أو العَهدِ ، وهو في هذا يحمِلُ رذيلةَ الإخلافِ المُستَنِدِ إلى رذيلةِ الكَذِبِ.

#الحالة_الثانية : النَّكثُ والنَّقضُ لِما أبرَمَه والتَزم به من وَعدٍ وعهدٍ ، وهذا يعبِّرُ عن ضَعفِ الإرادةِ وعَدَمِ الثَّباتِ ، وعَدَمِ احترامِ شَرَفِ الكَلِمةِ وثقةِ الآخرين بها ، وهذا الخُلُقُ يُفضي بصاحِبِه إلى النَّبذِ من جماعةِ الفُضَلاءِ الذين يوثَقُ بهم وبأقوالِهم.

#الحالة_الثالثة : التَّحوُّلُ إلى ما هو أفضَلُ وخَيرٌ عِندَ اللَّهِ ، والانتقالُ إلى ما هو أكثَرُ طاعةً للهِ ، إلَّا أنَّ هذه الحالةَ لا تكونُ في العهودِ العامَّةِ التي تدخُلُ فيها حقوقٌ دوليَّةٌ ، ولا في العهودِ التي ترتَبِطُ بها حقوقٌ مادِّيَّةٌ للآخرينَ من النَّاسِ.

أمَّا العَهدُ مع اللَّهِ في التِزامِ أمرٍ من الأمورِ فقد تجري المفاضَلةُ بينَه وبينَ غيرِه ، لاختيارِ ما هو أقرَبُ إلى طاعةِ اللَّهِ وتحقيقِ مَرضاتِه.

#الحالة_الرابعة : العَجزُ عن الوفاءِ لسَبَبٍ من الأسبابِ ، ومَن عَجَز عن الوفاءِ مع صِدقِ رَغبتِه به وحِرصِه عليه ، فهو مَعذورٌ لعَدَمِ استطاعتِه.

وأمَّا حالةُ النِّسيانِ فهي من الأمورِ العامَّةِ التي تشمَلُ كُلَّ واجبٍ أو مُستحَبٍّ ، وتنطَبِقُ عليها أحكامُ النِّسيانِ العامَّةِ).


📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3989
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سابعًا : مظاهِرُ وصُوَرُ خُلْفِ الوَعْدِ

لخُلْفِ الوَعْدِ مظاهِرُ وصُوَرٌ كثيرةٌ يَجِبُ على المُسلِمِ الحِرصُ على ألَّا يقَعَ في صورةٍ منها ؛ فالمُسلِمُ مُلتَزِمٌ بتعاليمِ دينِه النَّاهيةِ عن خُلْفِ الوَعْدِ ، الآمِرةِ بالوفاءِ وحُسنِ العَهدِ ، ومِن صُوَرِ خُلْفِ الوَعْدِ التي ينبغي تجنُّبُها :

1⃣ خُلْفُ الوَعْدِ مع اللَّهِ سُبحانَه ، وهو حالُ المُنافِقين الذي يَكذِبون في أقوالِهم ، ولا يتورَّعون عن إخلافِ وُعودِهم ولو كانت مع رَبِّهم.

قال تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة: 75 - 77] .

● قال ابنُ زيدٍ : (هؤلاء صِنفٌ من المُنافِقين ، فلمَّا آتاهم ذلك بَخِلوا به ، فلمَّا بَخِلوا بذلك أعقَبَهم بذلك نفاقًا إلى يومِ يَلقَونَه ، ليس لهم منه توبةٌ ولا مغفرةٌ ولا عَفوٌ ، كما أصاب إبليسَ حينَ منَعَه التَّوبةَ).

📚 وقال الطَّبَريُّ : (في هذه الآيةِ الإبانةُ من اللَّهِ جَلَّ ثناؤه عن علامةِ أهلِ النِّفاقِ).

📖 وقال الواحِديُّ : (قَولُه : {إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} دليلٌ على أنَّه مات مُنافِقًا بإخلافِه وَعدَ اللَّهِ ، وكَذِبِه في عَهدِه ، وهو قَولُه : {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}).

(فلْيَحذَرِ العبدُ من هذا الوَصفِ الشَّنيعِ ؛ أن يعاهِدَ رَبَّه على عَمَلٍ صالحٍ ثمَّ لا يفيَ بذلك ، فإنَّه رُبَّما عاقبه اللَّهُ بالنِّفاقِ كما عاقَب هؤلاء ، فهذا المُنافِقُ الذي عاهَد اللَّهَ لَئِنْ أعطاه اللَّهُ مِن فَضلِه ليَصَّدَّقَنَّ وليَكونَنَّ من الصَّالحينَ ، عاهَد فغَدَر ، ووَعَد فأخلَفَ ، وحَدَّث فكَذَب ، وتلك علاماتُ المُنافِقِ).

#يتبع

📚 موسوعة_الأخلاق 📚

https://dorar.net/alakhlaq/3991
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2024/06/30 05:35:07
Back to Top
HTML Embed Code: