Telegram Group Search
«وحُكي عن بعض علماء أهل اللغة أنه قال: العرب تلفُّ الخبرين المختلفين، ثم ترمى بتفسيرهما جملة؛ ثقة بأن السامع يرد إلى كلٍ خبره؛ كقوله تعالى:(ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله)، وهذا واضح في مذهب العرب، كثير التطاير».

الشريف المرتضى (ت٤٣٦هـ)
«علمتني التجارب أن الناس إزاء [الحق] أصناف ثلاثة: قليلون جدًا ينصرون الحق ويتشجّعون في الجهر به والدفاع عنه، وقليلون أيضًا مجرمون يقفون في وجه الحق لأسباب تافهة ومصالح شخصية كاذبة عاجلة، وأكثر الناس يحبون الحق ويحبون نصرته، ولكن ينتظرون أحدًا يجهر به ليكونوا أتباعه، فإذا جهر به تبعوه؛ وهم إلى نصرة الحق أقرب منهم إلى نصرة الباطل؛ وإلى نصرة المدافع عن الحق -ولو كان صغيرًا- أقرب من أن ينصروا الباطل أو المبطل ولو كان كبيرًا».

أحمد أمين
«قطع الله تعالى بالمزيد مع الشكر ولم يستثن فيه، واستثنى في خمسة أشياء: في الإغناء، والإجابة، والرزق، والمغفرة، والتوبة، فقال تعالى: (فَسَوْفَ يُغْنيكُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ إنْ شاءَ)، وقال تعالى: (فيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إليهِ إنْ شاء)، وقال تعالى: (يَرْزُقُ مَنْ يشاءُ)، وقال سبحانه: (وَيغْفِرُ لِمَنْ يشاءُ)، وقال عزّ وجلّ: (ثُمّ َ يَتُوبُ الله مِنْ بَعْدِ ذلك على منْ يشاءُ)، وختم بالمزيد عند الشكر من غير استثناء فقال تعالى: (لئِنْ شَكَرْتُمْ لأزيدِنَّكُمْ)».


أبو طالب المكي (ت ٣٨٦ هـ) رحمه الله
«من الرزق الغير المعلوم للعبد أرزاق العلوم والفهوم، وكم من مسألة مشكلة على بعض الناس يتحير فيها، فيسأل عنها من يظن به القدرة على بيانها، والكشف عنها، فلا يصدق ظنه فيه، ولا يجد عنده معرفة ما أشكل عليه، ثم يستمع في ذلك البيان الشافي ممن هو دونه ممن لا يظن به ذلك، فإن لم يكن ذلك بسؤال منه، فواضح أن لا مدخل له في ذلك، وإن وقع منه السؤال، فقد كان عند إيراده له قد تصوّر في خاطره أمورًا جميلة، وهو ينتظر الجواب ببعض تفاصيلها، فيجيبه بأمر لا يتصوره جملةً ولا تفصيلًا، فيتحقق حينئذ كونه معزولًا عن أمره كله، وحبّذا ذلك؛ لأنه من جملة الأدلة لنا على وجود عزة الله تعالى وكبريائه، إذ العزيز الكبير لا يتوصل إلى شيء مما عنده بقوة ولا حيلة، ولا سبيل لأحد إلى ذلك، إلا بتصحيح الصدق وإخلاص القصد والتحقيق بالافتقار والذل بين يديه، فهو المعطي المانع، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع».


مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبَّادٍ النَّفْزِي الرندي(ت۷۹۲ هـ)
«كان سهل من فقهاء غرناطة بالأندلس، وكان من خير علماء وقتِهِ، يقولُ لأصحابه: إنَّ الأعمال قد قلَّتْ، والكسل قد توالى، فأكثرُوا الزَّرع؛ لأن تكثر حسناتكم، وكانت غرناطة الغالب عليها كثرة زرع الحبوب، ويسرد عليهم الحديث [يقصد حديث أنس الذي رواه البخاري، وفيه يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة"]، وهذا الذي هو غالب ما تصل إليه جميع الدواب، أعني : الحبوب المزروعة، وهذا أيضاً من طريق كرم المولى سبحانه أولى؛ لأنَّ الكريم إذا تكرم لا يحصر، بل يوسّع ويفسِح».

(أبو محمد عبد الله بن سعد بن أبي جمرة الأندلسي المالكي ت ٦٩٥هـ)
«كان بعض الراجين من العارفين إذا تلا هذه الآية؛ آية الدَّين التي في سورة البقرة، يُسر بذلك، ويستبشر لها ويعظُم رجاؤه عندها. فقيل له: "إنها ليس فيها رجاء، ولا ما يوجب الاستبشار". فقال: بلى! فيها رجاء عظيم. قيل: وكيف ذلك؟ فقال: إن الدنيا كلها قليل، ورزق الإنسان فيها قليل من قليل، وهذا الدَّين من رزقه قليل من قليل من قليل، ثم إن الله تبارك وتعالى احتاط لي في ذلك ودقق النظر لي؛ بأن وكّد دَيني بالشهود والكتاب، وأنزل فيه أطول آية في كتابه، ولو فاتني ذلك لم أبال به، فكيف يكون فعله بي في الآخرة التي لا عوض لي من نفسي فيها؟!».

(أبو طالب المكي ت ٣٨٦ هـ)
Forwarded from قناة د.فهد بن صالح العجلان (فهد العجلان)
هل يمكن أن نبني الأحكام والفتاوى على المقاصد فقط؟

هذا من أهم الأسئلة في البحث المقاصدي المعاصر، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، والجدل حول الجواب كبيرٌ واسعٌ بين اتجاهاتٍ مختلفة.

ويتبع هذا سؤالٌ مهمٌّ آخر، هو ثمرته ونتيجته، وهو: هل يمكن أن تتغيَّر الاحكام بتغيُّر مقاصدها؟

في المادة العلمية التي بين يديك جوابٌ تأصيلي لهذا السؤال المهم والملح، والذي من أجله جاء كتاب (بناء الأحكام على المقاصد)، وهذه المادة تسير في الجواب على مثل ما في هذا الكتاب.

لعل هذا يشفع لطول هذه المادة نسبيًا 😀

نفع الله بها، وبارك فيها.

https://youtu.be/sW_7qkHhAR4
صلاح الدين الصفدي
«ذكر ابن إسحاق وغيره أن المسلمين صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم [بعد موته] أفذاذًا، لا يؤمّهم أحد، كلما جاءت طائفة صلت عليه، وهذا مخصوص به صلى الله عليه وسلم… ووجه الفقه فيه أن الله تبارك وتعالى افترض الصلاة عليه بقوله: (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وحكم هذه الصلاة التي تضمنتها الآية ألا تكون بإمام، والصلاة عليه عند موته داخلة في لفظ الآية وهي متناولة لها، وللصلاة عليه على كل حال. وأيضا فإن الرب تبارك وتعالى، قد أخبره أنه يصلي عليه وملائكته فإذا كان الرب تعالى هو المصلي والملائكة قبل المؤمنين وجب أن تكون صلاة المؤمنين تبعًا لصلاة الملائكة، وأن تكون الملائكة هم الإمام».

أبو القاسم السهيلي (ت ٥٨١هـ)
فحصت دراسة حديثة بيانات من الاستطلاعات العامة عن القيم في المدة ما بين 1981-2020م وقارنت التغيرات الإجمالية في الرأي العام بخصوص 56 بندًا من بنود الاستطلاع في ثمانية بلدان الأرجنتين وأستراليا وكندا واليابان والمكسيك وجنوب أفريقيا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية)، وتوصلت إلى نتيجة مهمة خلاصتها: أن التغير في الرأي العام في القضايا الحسّاسة (كالقتل الرحيم والطلاق) لا يحدث في الغالب نتيجة تغيير الأفراد لآرائهم، وإنما يحدث التغيّر بسبب تبدّل المجموعات ككل، أو تعاقب الأجيال، للأسف باستثناء حقوق الشواذ.
وهذا يذكّر بما كتبه ماكس بلانك (ت1947م) في كتابه (سيرة ذاتية علمية Scientific Autobiography)، حين قال: «لا تفوز حقيقة علمية جديدة عن طريق إقناعها خصومها وجعلهم يرون النور، بل لأن خصومها سينتهون بالموت، وأن جيلًا جديدًا سوف يترعرع ويألفها».
«تذكرنا الكثير من الأشياء مثل بضع دقائق من التفكير العميق، وعمل فني أو عظةٍ ما، أو أزمة شخصية أو خسارة ما؛ بأن أعمق رغباتنا هي أمور لا يمكن تحقيقها مهما حصل؛ رغباتنا بإحياء مرحلة الشباب مجددًا، بوضع حدٍّ للشيخوخة، بعودة أولئك الذين اختفوا من حياتنا، بالحب الأبدي، بالشعور بالأمان والأهمية، والتَّوق للخلود نفسه».

إيرفين يالوم
قرأت أمس عن دراسة لطيفة أجريت على سائقي سيارات الأجرة في نيويورك خلاصتها أن السائق يقدّر مدخوله اليومي فإذا جمع في يوم عادي 120$ مثلا جعله المقدار الثابت، فلا ينصرف إلى بيته إلا إذا حصّله، وفي المتوسط يجمعه في 8 ساعات، وأحيانًا لأسباب تتعلق بالطقس ونحوه يحتاج إلى 12 ساعة للوصول إلى 120$، هذا معقول؟ يبدو.
ولكن لو تدقق سترى أن هناك مفارقة أو مغالطة ما، وهي أن السائق سيعمل أكثر ويحصل على أجر أقل (عندما عمل 6 ساعات كان يكسب 20$ في الساعة، وعندما عمل 12 ساعة كان يكسب 10$ في الساعة!).
لكن ماذا لو عكس أحدهم الأمر، ففي اليوم الجيد يزيد ساعات العمل، وفي اليوم السيء يعود أبكر إلى بيته؟ سيكون متوسط ما يجمعه 150$! (وإن كان سيتعرض لتقلبات أشد، فربما يجمع أقل من هذا المبلغ في اليوم العادي وأكثر من اللازم في يوم آخر)؛ أطلق بعضهم على ذلك "مغالطة سائق الأجرة taxicab fallacy".
ما المغزى من كل ذلك؟ تفادي هذه المغالطة في الإنجاز اليومي في الحياة الشخصية. أي أن زيادة الإنجاز في وقت الذروة والنشاط والفعالية وتضافر الظروف، والرضا بالحد الأدنى في الأيام الصعبة أو السيئة، أفضل من إضاعة وقت كثير في محصّلة هزيلة إبان الأيام السيئة بسبب الالتزام غير المتوازن، ومن ثمّ لا يشعر المرء بالذنب من نقص إنجازه في الوقت السيء لعلمه بالتعويض المجزي السابق واللاحق في الأيام الجيدة.
2024/06/25 06:08:37
Back to Top
HTML Embed Code: