Telegram Group Search
#تفسير_آية

س/ (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق)
هل المقصود الهجرة من مكة أم الخروج لبدر .. وهل (كما) هنا للتشبيه ومن المشبه؟


ج/ لمقصود بالخروج هنا هو الخروج إلى بدر، وأما الكاف في قوله تعالى: {كما أخرجك} فقد اختُلِفَ فيها على أقوال:
‏⁃فقال بعض نُحاة البصرة ولعله الأخفش بأن الكاف هنا بمعنى (على)، وزعم أن من كلام العرب إذا قيل لأحدهم: "كيف أصبحت"، أن يقول: "كخير"، بمعنى: على خير.
‏⁃وقال آخرون من البصريين منهم أبو عبيدة معمر بن المثنى أن الكاف بمعنى القسم. قال: ومعنى الكلام: والذي أخرجك ربّك.
‏⁃وقال نحاة الكوفة كالفرّاء بأن الكاف هنا للتشبيه، واختاره ابن جرير، وهو قول مجاهد، والمشبه والمشبه به على هذا القول: أي: كما أخرجك ربك بالحقّ على كره من فريق من المؤمنين، كذلك يجادلونك في الحق بعد ما تبين؛ قال ابن جرير: "لأن كلا الأمرين قد كان، أعني خروج بعض من خرج من المدينة كارهًا، وجدالهم في لقاء العدو وعند دنوِّ القوم بعضهم من بعض، فتشبيه بعض ذلك ببعض، مع قرب أحدهما من الآخر، أولى من تشبيهه بما بَعُد عنه".


س/ أليست تشبيه الجدال في الأنفال بما جرى في الجدال في الخروج لبدر؟


ج/ نعم هذا مما قيل في معنى التشبيه، غير أن قول مجاهد الذي ذُكر في الجواب السابق هو ما رجحه ابن جرير، فاكتفينا بذكره.

د. #رائد_الكحلان
#تفسير_آية

س/ ما هو القول الأقرب في الحروف المقطعة في أوائل السور؟


ج/ لعل القول الأقرب فيها -والله أعلم- ما لخَّصه العلاَّمةُ أبو عبد الله محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فقد قال في جواب له عنها: «هذه الحروف ليس لها معنى، ولها مغزى». وهذا الجواب مبني على أنَّ الحرف في لغة العرب لا معنى له في ذاته، والعرب لم تجعل للحرف المفرد معنى، فحرف الصاد بمفرده لا معنى له، وكذا حرف الدال، وحرف القاف، لكن إذا جمعتها إلى بعضها تركَّب منها كلمة لها مدلول، وهي «صدق»، وهكذا غيرها من الأحرف التي هي مباني الكلام. ولما كان الحرف لا معنى له في لغتهم، فإنه لا يُتطلَّب لهذه الأحرف معنى محدَّداً تدلُّ عليه. وهذا ما عليه جمهور تفسير السلف عند التامل، فتجد أقوالهم راجعة إلى هذا القول، وممن أشار إلى ذلك من المحققين الراغب الأصفهاني، وأما المغزى من هذه الأحرف، فهو على التحقيق: ما ذكره ابن كثير بقوله: "وقال آخرون: بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بياناً لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه مُرَكَّبٌ من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها. وقد حَكَىَ هذا المذهب الرازيُّ في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا، وقَرَّره الزمخشريُّ في كشافه، ونصره أتم نصر، وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية، وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي، وحكاه لي عن ابن تيمية. قال الزمخشري: ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن، وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة.." إلى ان قال: "ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف، فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة". انتهى بتصرف يسير من كلام شيخنا مساعد الطيار في كلامه عن مسألة الأحرف المقطعة في كتابه: "مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر".

د. #رائد_الكحلان
#كتب #إعجاز_القرآن #الإعجاز_العلمي

س/ ما رأيكم في الإعجاز العلمي للقرآن؟
هل هو حقيقي أم فيه مبالغات، وما الكتب في ذلك؟

ج/ لعلك تطالع ما يفيدك في ذلك في كتاب شيخنا مساعد الطيار: "الإعجاز العلمي إلى أين؟" ففيه نقد وتقويم لما يُسمى بالإعجاز العلمي.

د. #رائد_الكحلان
#الدراسات_العليا

س/ هل لديكم اقتراح بحث معمق يجمع بين علم التفسير وعلم الحديث؟


ج/ يشترك العلمان كثيرا وكانا علما واحدا قبل
‏التخصص الذي أضر بهما.

د. #عبدالله_العواجي
#تفسير_آية

س/ عند اختلاف المفسرين في تفسير قضية تاريخية مثل تحديد الإفساد الثاني لبني إسرائيل
‏في سورة الإسراء.
‏هل نستطيع أن نبطل استدلالهم بالإسرائيليات وفقا للقاعدة القائلة ما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال وخاصة في حال عدم وجود أثر صحيح في المسألة؟


ج/ من ضوابط قبول تنزيل الآيات على الواقع، باعتباره من قبيل التفسير على القياس أوالتّمثيل: سلامة القصد،
‏وعدم التعصّب،
‏والعلم بمناسبة الحمل ومطابقته؛
‏وبأسباب النزول؛ ‏والعلم بالواقع،
‏وأن يندرج التّنْزيل تحت أصلِ الآية:
‏فلا يأتي بفهم جديد مناقض للسلف.

‏وقد اختلف كثيرا في تعيين الإفسادين قديمًا وحديثًا ولا دليل على غالب الأقوال المختلفة،
‏ولا فائدة في التعيين؛

‏ولكن الراجح أن الإفسادين والكرتين قد وقعتا ومضتا، في الجملة، للإجماع من السلف عليه.

‏ومن أهم ما يقطع الخلاف في تعيين الافسادين
‏أن العبرة حاصلة بالآية من غير تعيين؛
وبقوله تعالى (وإن عدتم عدنا)
‏قال ابن كثير :
‏وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها؛
‏لأن منها ما هو موضوع من وضع بعض زنادقتهم؛
‏ومنها ماقد يحتمل أن يكون صحيحًا؛
‏ونحن في غُنْيَة عنها...
‏وفيما قص الله تعالى علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله؛
‏ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم.
‏ وقد أخبر الله تعالى أنهم لما بغوا وطغوا سلط الله عليهم عدوهم ، فاستباح بَيْضَتَهم ، وسلك خلال بيوتهم ، وأذلهم ، وقهرهم ، جزاء وفاقًا ، وما ربك بظلام للعبيد ؛ فإنهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقا من الأنبياء والعلماء" .

‏والقاعدة أن الأصل أن ما أُبهمه في القرآن فلا فائدة في معرفته.
‏وأما وصف الله تعالى من سلطهم عليهم بالعبودية، فالعبودية نوعان عامة لا تقتضي تشريفًا وخاصة تقتضيه والظاهر من طريقة القرآن الكريم تفسير هذا الموضع بها، ولكنه ليس بقطعي ولا فائدة من معرفته.
‏فلا نعلم تعيين الافسادين ولا المسلطين..
‏والمسالة فيها بحوث كثيرة وأقوال مختلفة
‏وقد رجح الشيخ أد/ أحمد فارس السلوم ود / منصور العيدي وفقّهما الله ما رجّحته من أنهما مضتا .
‏وتحت التغريدة صورة من بحث كل منهما.👇🏼



واشتهر في هذا العصر قول مخالف لإجماع السابقين بجعل الإفساد الثاني هو ما وقع في هذا العصر واستند الى بعض المستندات الضعيفة أنظرها ومناقشاتها في هذا المقال
‏عبر هذا الرابط👇🏼

‏⁦ albayan.co.uk/MGZarticle2.as… ⁩

س/ لم يسجل التاريخ علوا لليهود إلا مرة واحدة! ولم تقم لهم قائمة بعدها.
‏ومن اجتهد بظنه أن كلا المرتين وقعتا فبسبب ضغط الواقع الذي عاشه وهو يرى اليهود أذلة.
‏وفي آخر الإسراء تلميح بأن المرة الأولى مختصة باليهود القح!
‏بينما الثانية مخلطين: {فإذا جاء وعد الآخرة (الثانية) جئنا بكم لفيفا}.


ج/ ذكر المقال الذي أرسلت رابطه بوضوح الجواب عن زعم بعض المعاصرين أن قول المتقدمين بسبب ضغط الواقع.


د. #عبدالله_العواجي
#تفسير_آية

س/ قول الله تعالى: {أَفَلَا یَرَونَ أَنَّا نَأۡتِی ٱلۡأَرضَ نَنقُصُهَا مِن أَطۡرَافِهَاۤۚ أَفَهُمُ ٱلۡغَـٰلِبُون} فسرت بموت العلماء!
‏فكيف يتحدى المجرمون بموت العلماء؟
‏وما الرأي فيمن يرى نقص الأطراف علامة من علامات الساعة مجسدة في ذوبان جليد القطبين، وسورة الأنبياء إنذار بقرب المعاد؟


ج/ قال الله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) الرعد/ 41.
‏وقال تعالى : (أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ) الأنبياء/ 44.
‏اختلف العلماء في تفسير هذا النقصان المذكور لأطراف الأرض ، على عدة أوجه:
‏١-قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوْ لَمْ يروا أنا نفتح لمحمد ﷺ الْأَرْضَ بَعْدَ الْأَرْضِ، وَقَالَ الْحُسْنُ وَالضَّحَّاكُ: هُوَ ظُهُورُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ.
‏٢-وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ : (نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا)، قَالَ: خَرَابُهَا.
‏٣-وَقَالَ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نُقْصَانُ أَهْلِهَا وَبَرَكَتُهَا ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: نُقْصَانُ الْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَخَرَابُ الْأَرْضِ، وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَوْ كَانَتِ الْأَرْضُ تَنْقُصُ لَضَاقَ عَلَيْكَ حُشُّكَ ، وَلَكِنْ تَنْقُصُ الْأَنْفُسُ وَالثَّمَرَاتُ، وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ: لَوْ كَانَتِ الْأَرْضُ تَنْقُصُ لَمْ تَجِدْ مَكَانًا تَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ هُوَ الْمَوْتُ.
‏٤-وَقَالَ ابن عباس في رواية: خرابها بموت علمائها وفقهائها وَأَهْلِ الْخَيْرِ مِنْهَا، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ أَيْضًا: هُوَ مَوْتُ الْعُلَمَاءِ
‏والراجح أن معناه ظُهُورُ الْإِسْلَامِ عَلَى الشِّرْكِ، كقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى...) الآية الأحقاف/27. وهذا اختيار ابن جرير وابن كثير.
‏وليس في الآية تحد للكفار بموت العلماء
‏ومن فسرها بموتهم فعلى الاعتبار لا التحدي.


د. #عبدالله_العواجي
#تفسير_آية

س/ هل يصح هذا الاستشهاد بهذه الآية على أنه ينبغي للمرء أن يحسن الظن بأخيه المسلم، وأن الأصل سلامة عرضه من كل ما يدنسه،
‏" لَّوۡلَاۤ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَیۡرࣰا وَقَالُوا۟ هَـٰذَاۤ إِفۡكࣱ مُّبِینࣱ"؟


ج/ {لولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون والمؤمنات بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هاذآ إِفْكٌ مُّبِينٌ}.
‏"لولا" حرف تحضيض بمعنى هلا.
‏والمراد "بأنفسهم" يحتمل ظاهره بمعنى أنهم يظنون بأنفسهم خيرا ويقيسون عليه من هو خير منهم.
‏كما جاء من طرق تتقوى عن أبي أيوب الأنصارى، قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقوله الناس فى عائشة -رضى الله عنها -؟ قال: نعم، وذلك الكذب.
‏أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا.
‏والله ما كنت لأفعله.
‏قال: فعائشة والله خير منك.

‏والوجه الآخر ان يكون معنى أنفسهم إخوانهم فى الدين كما في مواضع (لا تلمزوا انفسكم)، (تقتلون أنفسكم) ونحوها.

‏وعبر عن إخوانهم وأخواتهم فى الدين بأنفسهم ، لأن أخا المسلم كنفسه.

‏أى: هلا وقت أن سمعتم -أيها المؤمنون والمؤمنات- حديث الإفك هذا ظننتم بإخوانكم وبأخواتكم ظنا حسنا جميلا، وقلتم: هذا الحديث الذى أذاعه المنافقون كذب شنيع وبهتان واضح.

‏وعلى الوجهين فحسن الظن بالمسلمين واجب و هو الأصل ولا سيما من كان ظاهره الصلاح أو السلامة. قال اللَّهُ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات: 12]

‏وروى الشيخان من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه عن النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: (إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تجَسَّسوا، ولا تحَسَّسوا، ولا تَباغَضوا، وكونوا إخوانًا).

د. #عبدالله_العواجي
#تفسير_آية

س/ ما معنى قوله تعالى ذواتي أكل خمط وأثل)؟


ج/ قوله: (ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) الأكل: هو الثمر، ومنه قوله -تعالى-: (فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ) أي: ثمرها. والخمط: هو ثمر الأراك أو هو النبت المر الذي لا يمكن أكله.
‏و(الأثل) هو نوع من الشجر يشبه شجر الطرفاء.

د. #عبدالله_العواجي
#تفسير_آية

س/ ما وجه الإتيان بكلمة (روح) في قوله تعالى (وأيدهم بروح منه)؟


ج/ (وأيدهم بروح منه) أي قواهم بنصر منه.
قال الحسن: سمى نصره إياهم روحا لأن أمرهم يحيا به.
‏وقال السدي: يعني بالإيمان.
‏وقال الربيع: يعني بالقرآن وحجته،
‏كما قال: "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا" (الشورى- 52)
‏وقيل برحمة منه.
‏وقيل أمدهم بجبريل عليه السلام.

د. #عبدالله_العواجي
#تفسير_آية

س/ لفظة السوق هل السوق يمدح في القرآن ويذم في السنة؟


ج/ لم يمدح السوق في الكتاب والسنة ولا ذم مطلقا.
‏وكذلك كل شيء في الكتاب والسنة لا يمكن ان يختلف لان مصادرهما واحد وهو الوحي من الله تعالى.
‏ولعلك اردت بالمدح قوله تعالى (وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)
‏(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُم لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا)
‏وهما موضعان فقط وموضوعهما واحد
‏وهو إثبات بشرية الرسل بوصفهم بالمشي
‏في الأسواق.

‏بل أخذ منها بعضهم إشارة لطيفة (في صحتها نظر) لهوان الأسواق ودونيتها حتى على لسان أبناء السوق.

‏وأما الأحاديث والآثار في ذم الأسواق فهي ثابتة في كتب السنة الصحيحة ، ومن ذلك:
‏عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا) رواه مسلم.

‏قال النووي رحمه الله:
‏"لأنها محل الغش، والخداع، والربا، والأيمان الكاذبة، وإخلاف الوعد، والإعراض عن ذكر الله، وغير ذلك مما في معناه ، والمساجد محل نزول الرحمة، والأسواق ضدها".

‏وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: (لَا تَكُونَنَّ إِنْ اسْتَطَعْتَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ، وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ)
‏رواه مسلم.

‏وقال ميثمٌ من أصحاب النبي ﷺ: (بَلَغَنِي أَنَّ المَلَكَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَغْدُو إِلى المَسْجِدِ، فَلاَ يَزَالُ بِهَا مَعَهُ حَتَّى يَرْجِعَ ، فَيَدْخُلَ بِهَا مَنْزِلَهُ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَغْدُو بِرَايَتِهِ مَعَ أَوَّلِ مَنْ يَغْدُو إِلى السُّوقِ) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني".
وقال ابن حجر : "موقوف صحيح السند" انتهى ."

‏قال ابن بطال رحمه الله:
‏"هذا إنما خرج على الأغلب ؛ لأن المساجد يذكر فيه اسم الله تعالى، والأسواق قد غلب عليها اللغط واللهو والاشتغال بجمع المال، والكَلَب على الدنيا من الوجه المباح وغيره، وأما إذا ذُكر الله في السوق فهو من أفضل الأعمال" انتهى.
‏"شرح صحيح البخاري".

‏وقال القرطبي رحمه الله في "الجامع لأحكام القرآن":
‏"في هذه الأحاديث ما يدل على كراهة دخول الأسواق، لا سيما في هذه الأزمان التي يخالط فيها الرجال النسوان ، وهكذا قال علماؤنا ، لما كثر الباطل في الأسواق وظهرت فيها المناكر: كره دخولها لأرباب الفضل والمقتدى بهم في الدين ، تنزيها لهم عن البقاع التي يعصى الله فيها، فحق على من ابتلاه الله بالسوق أن يخطر بباله أنه قد دخل محل الشيطان ومحل جنوده، وأنه إن أقام هناك هلك، ومن كانت هذه حاله اقتصر منه على قدر ضرورته، وتحرز من سوء عاقبته وبليته" انتهى.

‏فتبين بهذا أنه لا اختلاف بين الكتاب والسنة
‏وأن دخول السوق مباح وقد يكون قربة في أحوال وأنه مذموم في غالب الأحوال.


د. #عبدالله_العواجي
2024/07/04 11:52:08
Back to Top
HTML Embed Code: