Telegram Group & Telegram Channel
🔹 والقرآن معجز في لفظه ورسمه معا، وكلاهما توقيف من الشارع، فاللفظ أُخذ سماعا من فم رسول الله ﷺ كما سمعه من جبريل، والرسم كتب بين يديه، وبإقراره، وتحت بصره، كما نقش في قلبه، فالقرآن كتاب مسطور في اللوح المحفوظ، قبل أن ينزل منجما مقروءا، ومن تدبر فروق الرسم القرآني؛ وجد أنه لا يرجع إلى ما اعتاده العرب من الكتابة والخط -إذ القاعدة المعهودة تقتضي توحيد رسمه وهم ما لم يحدث- بل كما أن لفظه غير معهود لهم، مع أنه مثل كلامهم، فكذلك رسمه وكتابته، وقد سبق أن أشرت سابقا إلى بعض ذلك في بعض الفتاوى، وهذا النمط منها فقد أثبتت ياء المتكلم في سورة الزمر في موضع، وحذفت في موضع، واختلف في موضع والأشهر حذفها.
فالخط القرآني فريد في جنسه كتابةً ورسما، كما القرآن فريد في جنسه لفظا وكلاما، فلا يشبه كلام العرب المنظوم كالشعر الذي افتنّوا فيه، ولا المنثور كالخطب التي اشتهروا بها، ولهذا كُتب القرآن على وجه خاص؛ لأنه كلام إلهي خاص، بخلاف رسائل النبي ﷺ التي كتبت على النحو المعهود للخط آنذاك.
وتدبر الرسم القرآني كتدبر اللفظ القرآني، فالقرآن نزل كتابا يُقرأ، وكلاما يتلى ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته﴾[ص:٢٩]، ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾[البقرة:٢]، فهو كتاب مقروء قبل أن يكون كلاما متلوا، وأول ما نزل منه على النبي ﷺ الأمر بقراءته ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾[العلق:١]، والقراءة إنما تكون لكتاب.
ولهذا السبب -وهو كون القرآن نزل كتاباً يُقرأ من اللوح المحفوظ ﴿وكتاب مسطور . في رق منشور﴾ [الطور:٢ - ٣]، قبل أن يكون كلاما يحفظ في الصدور- كان النبي ﷺ يأمر كتاب الوحي بكتابته مباشرة بين يديه بعد نزول أي شيء منه عليه ﷺ؛ لأنه نزل ليكون كتابا يُقرأ في السطور، لا كلاما يتلى ويحفظ فقط في الصدور، مما يؤكد أن الرسم القرآني كاللفظ القرآني من حيث الإعجاز والفرادة، وأنه لم يلتزم فيه الخط العربي المعهود، بل التزم فيه بالرسم المسطور في اللوح المحفوظ، وقد ورود رسم لفظ (شيء) أكثر من ٢٠٠ مرة على رسم واحد، إلا في موضع واحد فقط رسم على نحو مختلف تماما ﴿ولا تقولن لشاىء إني فاعل ذلك غدا﴾؛ فلا يتصور أنهم كتبوا لفظ ﴿لشاىء﴾ على هذا النحو المختلف اجتهادا من عند أنفسهم! أو لأنه لم تتقرر عندهم قاعدة للكتابة! بينما كتبوه أكثر من مئتي مرة على طريقة واحدة مما يؤكد تقرر القاعدة عندهم، فعلم يقينا أنه أمر توقيفي لا شأن لهم به، وأنهم إنما كتبوه بين يدي النبي ﷺ على النحو الذي نزل، كما قال تعالى: ﴿إنه لقرآن كريم . في كتاب مكنون﴾[الواقعة:٧٧ - ٧٨]، ﴿بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ﴾[البروج: ٢١ -٢٢]، فإعجاز القرآن كتابةً ورسمًا، كإعجازه قراءةً ونظمًا.

🔹 والقرآن شأنه كله عظيم، ونبأ عظيم، وبلغ من عظمته أن الله تكفل لرسوله ﷺ بإقرائه إياه وحفظه له وجمعه وبيانه ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾، وكان جبريل ينزل ليدارس النبي ﷺ القرآن في رمضان كل ليلة كما في الصحيحين.

🔹وهناك مراعاة في الرسم والخط للمعاني على خلاف ما تقتضي قواعد النحو والخط -وقد سبق الإشارة إليه في غير هذا الكتاب- كما في قوله تعالى: ﴿ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا﴾[الإسراء:١١] في دعائه فناسب العجلة الحذفُ للواو في يدعو مع عدم وجود ما يقتضي حذفها نحويا.
ومثله: ﴿ويمح الله الباطل﴾[الشورى:٢٤] فيه معنى الإسراع في العقوبة وعدم تأخرها، وسرعة محو الله للباطل، وإحقاقه للحق، وقيل معطوف على ﴿يختمْ على قلبك﴾ ولا يصح، بل هي منقطعة مرفوعة.
وكذا: ﴿يوم يدعُ الداع﴾[القمر:٦] روعي في الحذف معنى فجأة النفخ في الصور، وسرعة الخروج من الأجداث، وتتابع الأحداث على نحو يتناسب معه الحذف خطا، ليستحضر القارئ ما يستحضره السامع من سرعة وقوع الأحداث فيه!
وكذا ﴿فليدع ناديه. سندعُ الزبانية﴾[العلق:١٧ - ١٨] فيه معنى الإسراع بالعقوبة لو دعا ناديه، وقرب العذاب؛ فناسبه حذف الواو مع ما فيه من معنى الجزاء.
فالقرآن كلام الله المعجز في لفظه، ونظمه، ومعناه، ومضمونه، وخطه، ورسمه، وقراءاته، وكل ذلك توقيفي، وتدبر ذلك كله مما أمر الله به ﴿أفلا يتدبرون القرآن﴾[محمد:٢٤]!
وقد وصف الله القرآن بأنه ﴿كتاب أنزلناه إليك﴾[ص:٢٩] وبأنه مسطور وبأنه ﴿آيات الكتاب وقرآن مبين﴾[الحجر:١] وهو كذلك في اللوح المحفوظ فكتابته كقراءته محفوظة مقصودة في الإعجاز والتحدي والتدبر.

🔹 وحذف الياء في (يا عباد) قيل أنه من باب مجاراة العرب في أساليبهم وحذفهم عند النداء الإضافة إلى ياء المتكلم وهو كثير في لغتهم، فأثبتها القرآن خطا تارة، وحذفها تارة، وأثبتها بالإسكان نطقا تارة، وفتحا تارة، وكل ذلك موافقا لأساليب العرب الذين نزل القرآن معجزا لهم.



tg-me.com/DrHAKEM/12951
Create:
Last Update:

🔹 والقرآن معجز في لفظه ورسمه معا، وكلاهما توقيف من الشارع، فاللفظ أُخذ سماعا من فم رسول الله ﷺ كما سمعه من جبريل، والرسم كتب بين يديه، وبإقراره، وتحت بصره، كما نقش في قلبه، فالقرآن كتاب مسطور في اللوح المحفوظ، قبل أن ينزل منجما مقروءا، ومن تدبر فروق الرسم القرآني؛ وجد أنه لا يرجع إلى ما اعتاده العرب من الكتابة والخط -إذ القاعدة المعهودة تقتضي توحيد رسمه وهم ما لم يحدث- بل كما أن لفظه غير معهود لهم، مع أنه مثل كلامهم، فكذلك رسمه وكتابته، وقد سبق أن أشرت سابقا إلى بعض ذلك في بعض الفتاوى، وهذا النمط منها فقد أثبتت ياء المتكلم في سورة الزمر في موضع، وحذفت في موضع، واختلف في موضع والأشهر حذفها.
فالخط القرآني فريد في جنسه كتابةً ورسما، كما القرآن فريد في جنسه لفظا وكلاما، فلا يشبه كلام العرب المنظوم كالشعر الذي افتنّوا فيه، ولا المنثور كالخطب التي اشتهروا بها، ولهذا كُتب القرآن على وجه خاص؛ لأنه كلام إلهي خاص، بخلاف رسائل النبي ﷺ التي كتبت على النحو المعهود للخط آنذاك.
وتدبر الرسم القرآني كتدبر اللفظ القرآني، فالقرآن نزل كتابا يُقرأ، وكلاما يتلى ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته﴾[ص:٢٩]، ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾[البقرة:٢]، فهو كتاب مقروء قبل أن يكون كلاما متلوا، وأول ما نزل منه على النبي ﷺ الأمر بقراءته ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾[العلق:١]، والقراءة إنما تكون لكتاب.
ولهذا السبب -وهو كون القرآن نزل كتاباً يُقرأ من اللوح المحفوظ ﴿وكتاب مسطور . في رق منشور﴾ [الطور:٢ - ٣]، قبل أن يكون كلاما يحفظ في الصدور- كان النبي ﷺ يأمر كتاب الوحي بكتابته مباشرة بين يديه بعد نزول أي شيء منه عليه ﷺ؛ لأنه نزل ليكون كتابا يُقرأ في السطور، لا كلاما يتلى ويحفظ فقط في الصدور، مما يؤكد أن الرسم القرآني كاللفظ القرآني من حيث الإعجاز والفرادة، وأنه لم يلتزم فيه الخط العربي المعهود، بل التزم فيه بالرسم المسطور في اللوح المحفوظ، وقد ورود رسم لفظ (شيء) أكثر من ٢٠٠ مرة على رسم واحد، إلا في موضع واحد فقط رسم على نحو مختلف تماما ﴿ولا تقولن لشاىء إني فاعل ذلك غدا﴾؛ فلا يتصور أنهم كتبوا لفظ ﴿لشاىء﴾ على هذا النحو المختلف اجتهادا من عند أنفسهم! أو لأنه لم تتقرر عندهم قاعدة للكتابة! بينما كتبوه أكثر من مئتي مرة على طريقة واحدة مما يؤكد تقرر القاعدة عندهم، فعلم يقينا أنه أمر توقيفي لا شأن لهم به، وأنهم إنما كتبوه بين يدي النبي ﷺ على النحو الذي نزل، كما قال تعالى: ﴿إنه لقرآن كريم . في كتاب مكنون﴾[الواقعة:٧٧ - ٧٨]، ﴿بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ﴾[البروج: ٢١ -٢٢]، فإعجاز القرآن كتابةً ورسمًا، كإعجازه قراءةً ونظمًا.

🔹 والقرآن شأنه كله عظيم، ونبأ عظيم، وبلغ من عظمته أن الله تكفل لرسوله ﷺ بإقرائه إياه وحفظه له وجمعه وبيانه ﴿لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه﴾، وكان جبريل ينزل ليدارس النبي ﷺ القرآن في رمضان كل ليلة كما في الصحيحين.

🔹وهناك مراعاة في الرسم والخط للمعاني على خلاف ما تقتضي قواعد النحو والخط -وقد سبق الإشارة إليه في غير هذا الكتاب- كما في قوله تعالى: ﴿ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا﴾[الإسراء:١١] في دعائه فناسب العجلة الحذفُ للواو في يدعو مع عدم وجود ما يقتضي حذفها نحويا.
ومثله: ﴿ويمح الله الباطل﴾[الشورى:٢٤] فيه معنى الإسراع في العقوبة وعدم تأخرها، وسرعة محو الله للباطل، وإحقاقه للحق، وقيل معطوف على ﴿يختمْ على قلبك﴾ ولا يصح، بل هي منقطعة مرفوعة.
وكذا: ﴿يوم يدعُ الداع﴾[القمر:٦] روعي في الحذف معنى فجأة النفخ في الصور، وسرعة الخروج من الأجداث، وتتابع الأحداث على نحو يتناسب معه الحذف خطا، ليستحضر القارئ ما يستحضره السامع من سرعة وقوع الأحداث فيه!
وكذا ﴿فليدع ناديه. سندعُ الزبانية﴾[العلق:١٧ - ١٨] فيه معنى الإسراع بالعقوبة لو دعا ناديه، وقرب العذاب؛ فناسبه حذف الواو مع ما فيه من معنى الجزاء.
فالقرآن كلام الله المعجز في لفظه، ونظمه، ومعناه، ومضمونه، وخطه، ورسمه، وقراءاته، وكل ذلك توقيفي، وتدبر ذلك كله مما أمر الله به ﴿أفلا يتدبرون القرآن﴾[محمد:٢٤]!
وقد وصف الله القرآن بأنه ﴿كتاب أنزلناه إليك﴾[ص:٢٩] وبأنه مسطور وبأنه ﴿آيات الكتاب وقرآن مبين﴾[الحجر:١] وهو كذلك في اللوح المحفوظ فكتابته كقراءته محفوظة مقصودة في الإعجاز والتحدي والتدبر.

🔹 وحذف الياء في (يا عباد) قيل أنه من باب مجاراة العرب في أساليبهم وحذفهم عند النداء الإضافة إلى ياء المتكلم وهو كثير في لغتهم، فأثبتها القرآن خطا تارة، وحذفها تارة، وأثبتها بالإسكان نطقا تارة، وفتحا تارة، وكل ذلك موافقا لأساليب العرب الذين نزل القرآن معجزا لهم.

BY قناة أ.د. حاكم المطيري


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/DrHAKEM/12951

View MORE
Open in Telegram


قناةأدحاكمالمطيري Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Dump Scam in Leaked Telegram Chat

A leaked Telegram discussion by 50 so-called crypto influencers has exposed the extraordinary steps they take in order to profit on the back off unsuspecting defi investors. According to a leaked screenshot of the chat, an elaborate plan to defraud defi investors using the worthless “$Few” tokens had been hatched. $Few tokens would be airdropped to some of the influencers who in turn promoted these to unsuspecting followers on Twitter.

Export WhatsApp stickers to Telegram on iPhone

You can’t. What you can do, though, is use WhatsApp’s and Telegram’s web platforms to transfer stickers. It’s easy, but might take a while.Open WhatsApp in your browser, find a sticker you like in a chat, and right-click on it to save it as an image. The file won’t be a picture, though—it’s a webpage and will have a .webp extension. Don’t be scared, this is the way. Repeat this step to save as many stickers as you want.Then, open Telegram in your browser and go into your Saved messages chat. Just as you’d share a file with a friend, click the Share file button on the bottom left of the chat window (it looks like a dog-eared paper), and select the .webp files you downloaded. Click Open and you’ll see your stickers in your Saved messages chat. This is now your sticker depository. To use them, forward them as you would a message from one chat to the other: by clicking or long-pressing on the sticker, and then choosing Forward.

قناةأدحاكمالمطيري from it


Telegram قناة أ.د. حاكم المطيري
FROM USA