Telegram Group & Telegram Channel
#الفراغ_القاتل
#اخلاق

🍃شبكة المعارف الإسلامية
🍃الفراغ القاتل


يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون﴾1.

تمهيد
روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما، الصحّة والفراغ"2.
الوقت والعمر والأيّام، الليل والنهار والدقائق واللحظات رأس مال العبد، وهو نعمة من أعظم نعم الله عزّ وجلّ عليه.

وقد أقسم الله عزّ وجلّ بالزمان لأهميّته في العديد من آيات القرآن, فقد أقسم بالعصر، وبالليل والنهار، وبالفجر وبالضحى، فقال عزّ وجلّ: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر﴾3.

وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾4.

وقال تعالى: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾5.

وقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾6.
وقيمة الزمن تكمن في أنّ الله عزّ وجلّ جعله فرصة للإيمان، والعمل الصالح، وهما سبب السعادة في الدنيا والآخرة.

نعمة العمر
عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وشبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت"7.

فيسأل العبد يوم القيامة سؤالين عن الزمن، عن عمره فيما أفناه عامّة، وعن شبابه فيما أبلاه خاصّة.

والمغبون هو الّذي باع شيئاً بأقلّ من ثمنه، أو اشترى شيئاً بأكثر من ثمنه، فالصحّة والوقت نعمتان عظيمتان، أكثر الناس لا يستفيد منهما ويضيّعهما ثم يندم عليهما، وخطر الأوقات والأنفاس كذلك مع كونهما رأس مال العبد وفرصة الأعمال الصالحة، أنّ عدد الأنفاس الّتي قدّرها الله عزّ وجلّ لنا غيب، فلا ندري متى تذهب أنفاس حياتنا.

قال أمير المؤمنين عليه السلام : "نفس المرء خطاه إلى أجله"8.

فالله عزّ وجلّ قدّر لنا عدداً محدداً من الأنفاس فكلما تنفّس العبد نفسا سجّل عليه، حتّى يصل العبد إلى آخر العدد المقدّر له، عند ذلك يكون خروج النفس وينتقل العبد من دار العمل ولا حساب إلى دار الحساب ولا عمل.

وإنّما يدرك العبد خطر الوقت والعمر إذا فقد هذه النعمة فعند ذلك يتمنّى أن يرجع إلى الدنيا لا من أجل أن يجمع حطامها وشهواتها، بل من أجل أن يجتهد في طاعة الله عزّ وجلّ.

قال تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾9.

وقال تعالى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير﴾10.

فالعمر والوقت نعمة من الله عزّ وجلّ، فمن شكرها بطاعة الله عزّ وجلّ وأنفقها في سبيل الله تقول له الملائكة يوم القيامة: ﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾11 ، وتقول له في الجنّة: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾12.

فينبغي على العبد أن يعرف خطر الأوقات واللحظات، وكان بعض الحكماء ممّن يقدر قيمة الوقت إذا جلس الناس عنده فأطالوا الجلوس يقول: "أما تريدون أن تقوموا، قد كان قبلكم أقوام أحرص على أوقاتهم من حرصكم على دنانيركم ودراهمكم".

الفراغ قد يكون جالباً للشرور والمفاسد
لا ينبغي للمؤمن أن يكون عنده فراغ، بل هو جادّ متهيّئ للقاء الله عزّ وجلّ فالأمم المتحضّرة في عالم المادّة تحسب الثواني لأنّها تسابق الزمن، والمؤمن أولى وأحرى وأجدر وأقدر.

لام الله المفرطين في أوقاتهم فقال جلّ اسمه: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون﴾13.

عند كثير من الشباب فراغ لا يدرون كيف يصرفونه، عندهم كتب العلم والمعرفة ولكن بينهم وبين المطالعة عقبة بل عقبات..
ومن الأزمات الّتي نعاني منها عدم الإحساس بقيمة الوقت، ولا ندري كيف نستفيد منه وكأنّه عبء على ظهورنا نريد التخلّص منه, بل يقيم الكثيرون أعيادا لميلادهم، مع أنّ اللازم أن يحزنوا على فراق هذه الأيّام وتفويتها لأنّهم لم يستغلّوها كما ينبغي.



tg-me.com/manbarhosyane3/747
Create:
Last Update:

#الفراغ_القاتل
#اخلاق

🍃شبكة المعارف الإسلامية
🍃الفراغ القاتل


يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون﴾1.

تمهيد
روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما، الصحّة والفراغ"2.
الوقت والعمر والأيّام، الليل والنهار والدقائق واللحظات رأس مال العبد، وهو نعمة من أعظم نعم الله عزّ وجلّ عليه.

وقد أقسم الله عزّ وجلّ بالزمان لأهميّته في العديد من آيات القرآن, فقد أقسم بالعصر، وبالليل والنهار، وبالفجر وبالضحى، فقال عزّ وجلّ: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر﴾3.

وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾4.

وقال تعالى: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾5.

وقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾6.
وقيمة الزمن تكمن في أنّ الله عزّ وجلّ جعله فرصة للإيمان، والعمل الصالح، وهما سبب السعادة في الدنيا والآخرة.

نعمة العمر
عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وشبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت"7.

فيسأل العبد يوم القيامة سؤالين عن الزمن، عن عمره فيما أفناه عامّة، وعن شبابه فيما أبلاه خاصّة.

والمغبون هو الّذي باع شيئاً بأقلّ من ثمنه، أو اشترى شيئاً بأكثر من ثمنه، فالصحّة والوقت نعمتان عظيمتان، أكثر الناس لا يستفيد منهما ويضيّعهما ثم يندم عليهما، وخطر الأوقات والأنفاس كذلك مع كونهما رأس مال العبد وفرصة الأعمال الصالحة، أنّ عدد الأنفاس الّتي قدّرها الله عزّ وجلّ لنا غيب، فلا ندري متى تذهب أنفاس حياتنا.

قال أمير المؤمنين عليه السلام : "نفس المرء خطاه إلى أجله"8.

فالله عزّ وجلّ قدّر لنا عدداً محدداً من الأنفاس فكلما تنفّس العبد نفسا سجّل عليه، حتّى يصل العبد إلى آخر العدد المقدّر له، عند ذلك يكون خروج النفس وينتقل العبد من دار العمل ولا حساب إلى دار الحساب ولا عمل.

وإنّما يدرك العبد خطر الوقت والعمر إذا فقد هذه النعمة فعند ذلك يتمنّى أن يرجع إلى الدنيا لا من أجل أن يجمع حطامها وشهواتها، بل من أجل أن يجتهد في طاعة الله عزّ وجلّ.

قال تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾9.

وقال تعالى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير﴾10.

فالعمر والوقت نعمة من الله عزّ وجلّ، فمن شكرها بطاعة الله عزّ وجلّ وأنفقها في سبيل الله تقول له الملائكة يوم القيامة: ﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾11 ، وتقول له في الجنّة: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾12.

فينبغي على العبد أن يعرف خطر الأوقات واللحظات، وكان بعض الحكماء ممّن يقدر قيمة الوقت إذا جلس الناس عنده فأطالوا الجلوس يقول: "أما تريدون أن تقوموا، قد كان قبلكم أقوام أحرص على أوقاتهم من حرصكم على دنانيركم ودراهمكم".

الفراغ قد يكون جالباً للشرور والمفاسد
لا ينبغي للمؤمن أن يكون عنده فراغ، بل هو جادّ متهيّئ للقاء الله عزّ وجلّ فالأمم المتحضّرة في عالم المادّة تحسب الثواني لأنّها تسابق الزمن، والمؤمن أولى وأحرى وأجدر وأقدر.

لام الله المفرطين في أوقاتهم فقال جلّ اسمه: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون﴾13.

عند كثير من الشباب فراغ لا يدرون كيف يصرفونه، عندهم كتب العلم والمعرفة ولكن بينهم وبين المطالعة عقبة بل عقبات..
ومن الأزمات الّتي نعاني منها عدم الإحساس بقيمة الوقت، ولا ندري كيف نستفيد منه وكأنّه عبء على ظهورنا نريد التخلّص منه, بل يقيم الكثيرون أعيادا لميلادهم، مع أنّ اللازم أن يحزنوا على فراق هذه الأيّام وتفويتها لأنّهم لم يستغلّوها كما ينبغي.

BY قسم المحاضرات/خطباء المنبر الحسيني


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/manbarhosyane3/747

View MORE
Open in Telegram


قسم المحاضرات خطباء المنبر الحسيني Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Why Telegram?

Telegram has no known backdoors and, even though it is come in for criticism for using proprietary encryption methods instead of open-source ones, those have yet to be compromised. While no messaging app can guarantee a 100% impermeable defense against determined attackers, Telegram is vulnerabilities are few and either theoretical or based on spoof files fooling users into actively enabling an attack.

Telegram hopes to raise $1bn with a convertible bond private placement

The super secure UAE-based Telegram messenger service, developed by Russian-born software icon Pavel Durov, is looking to raise $1bn through a bond placement to a limited number of investors from Russia, Europe, Asia and the Middle East, the Kommersant daily reported citing unnamed sources on February 18, 2021.The issue reportedly comprises exchange bonds that could be converted into equity in the messaging service that is currently 100% owned by Durov and his brother Nikolai.Kommersant reports that the price of the conversion would be at a 10% discount to a potential IPO should it happen within five years.The minimum bond placement is said to be set at $50mn, but could be lowered to $10mn. Five-year bonds could carry an annual coupon of 7-8%.

قسم المحاضرات خطباء المنبر الحسيني from in


Telegram قسم المحاضرات/خطباء المنبر الحسيني
FROM USA