Telegram Group Search
‏لا تفتكم!!
قال صلى الله عليه وسلم:
(أفضلُ الصلواتِ عندَ اللهِ صلاةُ الصبحِ يومَ الجمعةِ في جماعة.) صحيح الجامع ‎#الجمعه
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه.)
رواه أبو دواد والنسائي وابن ماجة.
#الجمعة


‏من سنن وآداب ‎#الجمعة:
١- الاغتسال.
٢- التطيب.
٣- السواك.
٤- لبس الحسن من الثياب.
٥- التبكير إلى الصلاة.
٦- المشي في الذهاب إليها.
٧-  عدم تخطي الرقاب.
٨- القرب من الإمام.
٩- الإنصات للخطبة.
١٠-  الإكثار من الدعاء، وتحري ساعة الإجابة.
١١- قراءة سورة الكهف ليلة أو يوم الجمعة.
الجمعة.. فضلها وأفضل الأعمال فيها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه.
وبعد:
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، خلق الملائكة، فاختار منهم المقربين.
وخلق الإنس فاختار منهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وخلق السموات، فاختار منها السابعة، فاختصها بالقرب من عرشه.
وخلق الأرضين، فاختار منها المساجد، والبقاع المقدسة.
وخلق الزمان، فاختار من الأيام يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة، و من الليالي ليلة القدر، ومن الشهور شهر رمضان.
يقول ابنُ رجب الحنبلي رحمه الله : "وما من هذه المواسم الفاضلةُ موسمٌ إلا وللَّهِ تعالى فيه وظيفةٌ من وظائفِ طاعاتِهِ، يتقرَّبُ بها إليه، وللَّهِ فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفحاتِهِ، يُصيبُ بها من يعودُ بفضلِهِ ورحمتِهِ عليه، فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ" (تفسير ابن رجب الحنبلي ، جمع وترتيب طارق بن عوض 1/532)
ولما كانت الجمعة أكثر هذه المواسم الفاضلة ترددا، حيث تأتي كل أسبوع، اخترنا أن يكون حديثنا هذا عن فضلها، وأفضل الأعمال الصالحة فيها.
وسوف نتحدث عن فضلها أولا، وأفضل الأعمال فيها ثانيا.

أولا : فضل الجمعة
ورد في فضل الجمعة عدد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك:
1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: (خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة ) (رواه مسلم)

2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ ) (رواه مسلم.)

3- وعن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: عُرضتِ الجمعة على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جاءه بها جبرائيلُ عليه السلام في كفِّه كالمرآة البيضاءِ، في وسطها كالنُّكْتة السوداء، فقال: (ما هذه يا جبرائيل؟ قال: هذه الجمعةُ، يَعرِضُها عليك ربُّك؛ لتكون لك عيدًا، ولقومك من بعدِك، ولكم فيها خيرٌ، تكون أنت الأولَ، وتكون اليهود والنصارى من بعدِك، وفيها ساعةٌ لا يدعو أحدٌ ربَّه فيها بخيرٍ هو له قَسْمٌ إلا أعطاه، أو يتعوَّذ من شرٍّ إلا دفع عنه ما هو أعظم منه، ونحن ندعوه في الآخرة يومَ المزيد)
(رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم 3761).
كان هذا عن فضل يوم الجمعة، وننتقل بعده إلى ذكر بعض أفضل الأعمال في هذا اليوم وليلته.

ثانيا: افضل الاعمال الصالحة في الجمعة
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن يوم الجمعة، والعمل الصالح فيه:
"فهو اليومُ الذي يُستحبُّ أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّة بأنواعٍ من العبادات واجبة ومستحبَّة، فاللهُ سبحانه جعل لأهلِ كلِّ ملَّة يومًا يتفرَّغون فيه للعبادة، ويتخلَّوْن فيه عن أشغالِ الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور، وساعة الإجابةِ فيه كليلةِ القدر في رمضان؛ ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسَلِم، سَلِمت له سائر جمعته، ومن صحَّ له رمضانُ وسَلِم، سَلِمت له سائر سَنَتِه، ومن صحَّت له حجَّته وسَلِمتْ له، صحَّ له سائر عمرِه؛ فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر." (زاد المعاد 1/386)
ومن افضل الأعمال الصالحة في الجمعة:
1: صلاة صبحها في جماعة
عن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إن أفضلَ الصلوات عندَ الله صلاةُ الصبح يومَ الجمعة في جماعة) (أخرجه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1119)

2: صلاة الجمعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) (رواه مسلم)

٣-٥: الغسل، والسواك، والطيب
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (الغُسْلُ يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم، وأن يستنَّ، وأن يمسَّ طيبًا، إن وجد) (رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم:4178)
٦-١١: التبكير، والمشي للجمعة، والدنو من الإمام، والإنصات للخطبة، وترك اللغو
عن أوسِ بنِ أوسِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن غسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يَركَبْ، ودنا من الإمام، واستمَعَ ولم يَلْغُ - كان له بكلِّ خطوةٍ عمل سنة.. أجرُ صيامها، وقيامها.)
(رواه أحمد، وابن حبان، صححه الألباني في صحيح الترغيب رقم: 690)

11: قراءة سورة الكهف فيها
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) ( رواه الحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم: 738)

12: الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن أوس بن أوس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم:2212)

كان ذلك عن فضل الجمعة، وبعض أفضل الأعمال الصالحة فيها، فنسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا علمنا، وعملنا خالصين لوجهه الكريم.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
بسم الله الرحمن الرحيم

الأشهر الحرم
فضلها وفضل العمل الصالح فيها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبته ومن اهتدى بهداه.
وبعد:
فإن الله سبحانه يخلق ما يشاء ويختار من خلقه ما يشاء.. خلق ملائكته، فاختار منهم المقربين، وخلق بني آدم، فاختار منهم الأنبياء والمرسلين.
وخلق الأرض، فاختار من بقاعها أفضلها، وهي المساجد، ومن قراها أشرفها، وهي مكة المكرمة، وطيبة الطيبة، والمسجد الأقصى المبارك.
وخلق الزمان، فاختار من أيام الأسبوع يوم الجمعة، ومن ليالي السنة ليلة القدر، ومن شهور العام شهر رمضان، والأشهر الحرم.

وإن من فضل الله تعالى على عباده ما امتن به عليهم من الأزمنة المباركة ، والأمكنة الفاضلة، التي تُضاعف فيها الحسنات، وتكفر السيئات، وترفع الدرجات..
ومن فضل الله تعالى على عبده المؤمن أن يمد له في أجله، حتى يدرك هذه المواسم فيجتهد في عمله.
عن عبد الله بن ربيعة السلمي -وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن عبيد بن خالد السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين رجلين، فقتل أحدهما، ومات الآخر بعده، فصلينا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ما قلتم؟) قالوا دعونا له: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم ألحقه بصاحبه (الذي قتل في سبيل الله) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأين صلاته بعد صلاته؟ وأين عمله بعد عمله؟ فَلَمَا بينهما كما بين السماء والأرض!!)
وفي رواية: (فمكث بعده جمعة)
(رواه أبو داود، والنسائي، وصححه الألباني)
فانظروا كيف سبق هذا المتأخر الذي مات على فراشه ذلك المتقدم الذي قتل شهيدا في سبيل الله!!

ونحن في شهر ذي القعدة الحرام، حري بنا الوقوف مع الأشهر الحرم، ببيان فضلها، وفضل العمل الصالح فيها، فالتنبيه على مواسم الخير، والتذكير بفضلها، وفضل العمل فيها، والترغيب في ذلك، هدي نبوي صحيح، وسنة نبوية متبعة.
وسوف نبين فضل الأشهر الحرم أولا، ونبين فضل العمل الصالح فيها ثانيا.
أولا: فضل الأشهر الحرم

قال الله تعالى في سورة التوبة:
{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع مبينا هذه الأشهر، مؤكدا على حرمتها، ووجوب احترامها: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان) (رواه البخاري ومسلم)
وقوله تعالى : {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} قال ابن كثير في تفسيره:
" فلا تظلموا فيهن أنفسكم أي في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها ،كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف لقوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام" (تفسير بن كثير 4/130)
وقيل إن الضمير في {فيهن} راجع إلى جميع أشهر السنة، والأول أرجح.

وقد اختلف في السبب الذي سميت من أجله بالأشهر الحرم.
قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف:
" واختلفوا لم سميت هذه الأشهر الأربعة حرما.
"فقيل: لعظم حرمتها وحرمة الذنب فيها.
" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرما، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم ..
.....
" وقيل: إن سبب تحريم هذه الأشهر الأربعة بين العرب لأجل التمكن من الحج والعمرة، فحرم شهر ذي الحجة لوقوع الحج فيه، وحرم معه شهر ذي القعدة للسير، فيه إلى الحج، وشهر المحرم للرجوع فيه من الحج حتى يأمن الحاج على نفسه من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه .
"وحرم شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة، فيعتمر فيه من كان قريبا من مكة."
(لطائف المعارف ص115)

ومن أيام الأشهر الحرم أيام هي خير أيام الدنيا على الإطلاق، كيوم عرفة.
روى ابن حبان -رحمه الله- في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( أفضل الأيام يوم عرفة).

وروى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.)

وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من أيام أعظم، ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل، والتكبير، والتحميد )

ثانيا: أفضل الأعمال في الأشهر الحرم
تشترك الأشهر الحرم مع غيرها من الأشهر في بعض أفضل الأعمال الصالحات، والقربات، ، وتختص عن غيرها ببعض الطاعات والقربات.
وبعض ما سنذكره من هذه الأعمال مشترك بين جميع الأشهر، وبعضه مختص بالأشهر الحرم.
وأفضل هذه الأعمال كلها:
1- أداء الفرائض والتوطوعات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تعالى قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِمَّا افترضته، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحبَبْتُه كنتُ سمعَه الذي يَسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يَبطشُ بها، ورِجلَه التي يَمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه.) (رواه البخاري)

2- اجتناب المعاصي والسيئات:
إن ترك المعاصي هو الشق الثاني من حقيقة التقوى التي أمر الله بها عباده، فالتقوى هي فعل الأوامر، واجتناب النواهي، امتثالا لأمر الله، واجتنابا لنهيه، رغبة في ثوابه، ورهبة من عقابه.
والمحرمات منها كبائر هي أخطرها، وصغائر هي أكثرها.
وقد تهاون كثير من الناس في كثير من الكبائر، حتى صارت أصغر في أعينهم من الصغائر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله حتى صارت أصغر في حسهم من الذر، وأدق من الشعر!!
وقد صح عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يقولون: (إنَّكم لتعملونَ أعمالاً هي أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشِّعَرِ؛ كُنَّا نَعُدُّها على عَهْدِ رسولِ اللِه - صلى الله عليه وسلم - من المُوبقات).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من محقَّرات الذنوب وهي صغائرها: )إياكم ومحقَّرات الذنوب، فإنما مثل محقَّرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود وذا بعود، حتى أنضجوا خبزهم. وإن محقرات الذنوب متى يؤخذْ بها صاحبها تهلكْه)
(أخرجه أحمد في المسند وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط.)
هذا شأن المحقرات من الصغائر، فكيف بالموبقات والكبائر!!

3- التوبة إلى الله تعالى:
التوبة فريضة على كل أحد وفي كل وقت.
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وتتأكد التوبة عند استقتبال مواسم الطاعات، وأوقات القربات، فبالتوبة تكون التخلية من الذنوب، قبل التحلية للقلوب.

4- أداء الحج والعمرة:
أفضل الأعمال المختصة بالأشهر الحرم هو ما جعلها الله تعالى وقتا خاصا له وهو الحج.
والحج هو ركن الإسلام الخامس، وقد فرضه الله تعلى في كتابه، وعلى لسان رسول صلى الله عليه وسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم في فضله ، وفضل العمرة، ومتابعتهما:
( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.) (رواه البخاري)
والحج في هذه الأشهر كالصوم في رمضان، فهي زمانه، ووقته الذي لا يصح إلا فيه.
وقد كانت كل عُمَرِ النبي صلى الله عليه وسلم في الأشهر الحرم.

5- الصيام:
الصيام من أفضل الأعمال، و في الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه.
وقد وردت في فضل الصيام في الأشهر الحرم أحاديث منها الصحيح ومنها دون ذلك.
وممن صام الأشهر الحرم كلها ابن عمر، والحسن البصري وغيرهما.
وقد وردت أحاديث صحيحة في صيام بعض أيام هذه الأشهر .
ومن ذلك ما ورد في فضل صيام شهر المحرم.
روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر اللَّه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل).
ومنه ما ورد في فضل صيام يوم عرفة.
روى مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) .
وفي فضل صيام يوم عاشوراء
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية، ومستقبلة، و صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية)

6- الإكثار من الأعمال الصالحة عامة:
يستحب الإكثار من الأعمال الصالحة عامة، وهذا مطلوب في كل وقت ولكنه يتأكد في الأزمنة والأمكنة الفاضلة.
والأعمال الصالحة كثيرة، وطرقها يسيرة.
والموفق من وفقه الله تعالى.
ومن أمثلة هذا الأعمال الصالحة اليسيرة الكثيرة التي ينبغي الحرص عليها، ويغفل عن فضلها كثير من الناس ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عند بيانه للأعمال المكفرة للسيئات، الرافعة للدرجات، فبين ذلك بقوله :(ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ )) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط)) (حسن صحيح)

رزقنا الله وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، والتوفيق لما يحبه ويرضاه من الأقوال، والأفعال، و الأحوال.
بسم الله الرحمن الرحيم

فضل الجمعة وأفضل الأعمال فيها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه.
وبعد:
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، خلق الملائكة، فاختار منهم المقربين.
وخلق الإنس فاختار منهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وخلق السموات، فاختار منها السابعة، فاختصها بالقرب من عرشه.
وخلق الأرضين، فاختار منها المساجد، والبقاع المقدسة.
وخلق الزمان، فاختار من الأيام يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة، و من الليالي ليلة القدر، ومن الشهور شهر رمضان.
يقول ابنُ رجب الحنبلي رحمه الله : "وما من هذه المواسم الفاضلةُ موسمٌ إلا وللَّهِ تعالى فيه وظيفةٌ من وظائفِ طاعاتِهِ، يتقرَّبُ بها إليه، وللَّهِ فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفحاتِهِ، يُصيبُ بها من يعودُ بفضلِهِ ورحمتِهِ عليه، فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ" (تفسير ابن رجب الحنبلي ، جمع وترتيب طارق بن عوض 1/532)
ولما كانت الجمعة أكثر هذه المواسم الفاضلة ترددا، حيث تأتي كل أسبوع، اخترنا أن يكون حديثنا هذا عن فضلها، وأفضل الأعمال الصالحة فيها.
وسوف نتحدث عن فضلها أولا، وأفضل الأعمال فيها ثانيا.

أولا : فضل الجمعة
ورد في فضل الجمعة عدد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك:
1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: (خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة ) (رواه مسلم)

2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ ) (رواه مسلم.)

3- وعن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: عُرضتِ الجمعة على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جاءه بها جبرائيلُ عليه السلام في كفِّه كالمرآة البيضاءِ، في وسطها كالنُّكْتة السوداء، فقال: (ما هذه يا جبرائيل؟ قال: هذه الجمعةُ، يَعرِضُها عليك ربُّك؛ لتكون لك عيدًا، ولقومك من بعدِك، ولكم فيها خيرٌ، تكون أنت الأولَ، وتكون اليهود والنصارى من بعدِك، وفيها ساعةٌ لا يدعو أحدٌ ربَّه فيها بخيرٍ هو له قَسْمٌ إلا أعطاه، أو يتعوَّذ من شرٍّ إلا دفع عنه ما هو أعظم منه، ونحن ندعوه في الآخرة يومَ المزيد)
(رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم 3761).
كان هذا عن فضل يوم الجمعة، وننتقل بعده إلى ذكر بعض أفضل الأعمال في هذا اليوم وليلته.

ثانيا: افضل الاعمال الصالحة في الجمعة
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن يوم الجمعة، والعمل الصالح فيه:
"فهو اليومُ الذي يُستحبُّ أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّة بأنواعٍ من العبادات واجبة ومستحبَّة، فاللهُ سبحانه جعل لأهلِ كلِّ ملَّة يومًا يتفرَّغون فيه للعبادة، ويتخلَّوْن فيه عن أشغالِ الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور، وساعة الإجابةِ فيه كليلةِ القدر في رمضان؛ ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسَلِم، سَلِمت له سائر جمعته، ومن صحَّ له رمضانُ وسَلِم، سَلِمت له سائر سَنَتِه، ومن صحَّت له حجَّته وسَلِمتْ له، صحَّ له سائر عمرِه؛ فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر." (زاد المعاد 1/386)
ومن افضل الأعمال الصالحة في الجمعة:
1: صلاة صبحها في جماعة
عن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إن أفضلَ الصلوات عندَ الله صلاةُ الصبح يومَ الجمعة في جماعة) (أخرجه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1119)

2: صلاة الجمعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) (رواه مسلم)

٣-٥: الغسل، والسواك، والطيب
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (الغُسْلُ يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم، وأن يستنَّ، وأن يمسَّ طيبًا، إن وجد) (رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم:4178)
٦-١١: التبكير، والمشي للجمعة، والدنو من الإمام، والإنصات للخطبة، وترك اللغو
عن أوسِ بنِ أوسِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن غسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يَركَبْ، ودنا من الإمام، واستمَعَ ولم يَلْغُ - كان له بكلِّ خطوةٍ عمل سنة.. أجرُ صيامها، وقيامها.)
(رواه أحمد، وابن حبان، صححه الألباني في صحيح الترغيب رقم: 690)

11: قراءة سورة الكهف فيها
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) ( رواه الحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم: 738)

12: الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن أوس بن أوس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم:2212)

كان ذلك عن فضل الجمعة، وبعض أفضل الأعمال الصالحة فيها، فنسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا علمنا، وعملنا خالصين لوجهه الكريم.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
‏لا تفتكم!!
قال صلى الله عليه وسلم:
(أفضلُ الصلواتِ عندَ اللهِ صلاةُ الصبحِ يومَ الجمعةِ في جماعة.) صحيح الجامع ‎#الجمعه
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه.)
رواه أبو دواد والنسائي وابن ماجة.
#الجمعة


‏من سنن وآداب ‎#الجمعة:
١- الاغتسال.
٢- التطيب.
٣- السواك.
٤- لبس الحسن من الثياب.
٥- التبكير إلى الصلاة.
٦- المشي في الذهاب إليها.
٧-  عدم تخطي الرقاب.
٨- القرب من الإمام.
٩- الإنصات للخطبة.
١٠-  الإكثار من الدعاء، وتحري ساعة الإجابة.
١١- قراءة سورة الكهف ليلة أو يوم الجمعة.
بسم الله الرحمن الرحيم

أفضل عشرة أعمال في أفضل عشرة أيام

(عشر ذي الحجة.. فضلها
وأفضل الأعمال الصالحة فيها)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
وبعد:
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، خلق الملائكة فاختار منهم المقربين..
وخلق الناس فاختار منهم النبيين ، والصديقين، والشهداء والصالحين.
وخلق الأمكنة فاختار منها المساجد، والبقاع المقدسة...
وخلق الأزمنة، فاختار منها ما اختار.. اختار من أيام الاسبوع الجمعة، ومن ليالي السنة ليلة القدر، ومن شهورها شهر رمضان.
وأفضل ما اختاره الله من أيام السنة كلها أيام عشر ذي الحجة.
وسوف نتحدث عن فضل هذه الأيام أولا، وأفضل الأعمال الصالحة فيها ثانيا.
أولا: فضل عشر ذي الحجة
مما ورد في فضل عشر ذي الحجة:
1- أن الله عز وجل أقسم بلياليها فقال : { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر/1-2)
وقد فسرت الليالي العشر بليالي عشر ذي الحجة، وقال ابن كثير إنه الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات، وقد قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (البقرة/ 28)
كما قال ابن عباس، وابن عمر رضي الله عنها.
3- قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس الذي أخرجه البخاري في صحيحه: ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء. )
4- ماروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد. )
5- وعن جابر رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(أفضل أيام الدنيا العشر -يعني: عشر ذي الحجة).
قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عُفِّر وجهه بالتراب) [ رواه البزار ،وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الجامع]
6- ما روى ابن حبان رحمه الله في صحيحه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( أفضل الأيام يوم عرفة).
ثانيا: أفضل الأعمال في أيام عشر ذي الحجة
هذه الأيام هي الأيام الوحيدة التي يجتمع فيها من العبادات، والطاعات ما لا يتأتى في غيرها من الازمنة والأوقات.
ولعل هذا السبب في تفضيلها على غيرها.
يقول ابن حجر رحمه الله: " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيره" (فتح الباري 2/460)
والعاقل من ينظر الأعمال الصالحة فيقدم أفضلها.
وأفضل الأعمال في هذه العشر:
1- أداء الفرائض
ويدخل في ذلك حقوق الله تبارك وتعالى، و حقوق العباد.
وفي مقدمة حقوق الله تحقيق التوحيد، وأداء الصلوات المكتوبات، والمحافظة على طهارتها، وشروطها.
وفي مقدمة حقوق الناس برالوالدين، وأداء الحقوق الزوجية، وصلة الأرحام، وحقوق الجيران، و قضاء الديون.

2- الإكثار من النوافل
ومنها نوافل الصلاة، كالرواتب مع الفرائض، وقيام الليل، وصلاة الضحى، ونوافل الصيام، والصدقة.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته " رواه البخاري
3- اجتناب المحرمات
مما يتأكد في هذه الأيام إلى جانب استباق الخيرات، اجتناب المحرمات، والحذر من المعاصي والسيئات.
فكما أن الحسنات تضاعف في الأزمنة والأمكنة الفاضلة، فكذلك السيئات يعظم إثمها، ويزداد وزرها.
وترك المنكرات، أيسر من فعل الطاعات التي قد يعجز عن بعضها بعض الناس.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم) رواه مسلم.
(تابع)
4- الحج المبرور
الحج أفضل ما يعمل في هذه الأيام، وهي وقته الذي لا يصح في غيره، كما أن رمضان وقت الصيام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) متفق عليه.
5- الصيام
الصيام من أفضل الأعمال، ويتأكد في هذه الأيام ..
وهو داخل في عموم العمل الصالح المرغب فيه في الأيام التسع الأولى من هذه الأيام.
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم هذه الأيام...
ويتأكد صيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع منها.
روى أبو داود وأحمد وصححه الألباني عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر وخميسين).
وروى مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) .
6- الإكثار من الذكر
ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال، ويتأكد الإكثار من الذكر في هذه الأيام.
قال الله تعالى: ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) .
وقد فسرت بأنها أيام عشر ذي الحجة.
وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر السابق : (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد). رواه أحمد.
وهذا تنبيه خاص على فضل الذكر خاصة في هذه الأيام.
وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم .
وأفضل الذكر قراءة القرآن مع التدبر.
وأفضل الذكر كتاب الله مع التدبر والانتباه.

7- الكف عن الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية
روى مسلم رحمه الله وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضّحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) وفي رواية ( فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي ) ولعل ذلك تشبهاً بمن يسوق الهدي ، فقد قال الله تعالى : ( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ.)
وهذا النهي يخص صاحب الأضحية ولا يعم غيره من أفراد أسرته الذين يشركهم في الأضحية.
8- الاجتهاد في الدعاء يوم عرفة
يستحب تحري يوم عرفة، والاجتهاد فيه بالدعاء، فدعاؤه أفضل الدعاء.
روى مالك في الموطأ (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..) وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
9- الأضحية
من السنن المؤكدة في هذه الأيام الأضحية، وقيل بوجوبها.
وهي سنة إبراهيم عليه السلام.
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما .
ويستحسن اختيار الأضحية من أجود المقدور عليه.
10 صلاة العيد وسننه وآدابه
وهي سنة مؤكدة، وقيل بوجوبها.
وسوف نتحدث عن آداب العيد وأحكامه بشكل مستقل إن شاء الله.
هذه أمهات الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة.

وفي الختام، فكل طاعة خارج هذه الأيام فهي في هذه الأيام أعظم أجرا، وكل معصية خارج هذه الأيام ، فهي في هذه الأيام أعظم وزرا.
وفقنا الله وإياكم لفعل الخيرات، وترك المنكرات، في كل الأوقات...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(
Forwarded from د. إياد قنيبي
بدأت اليوم أعظم الأيام عند الله، والتي العمل الصالح فيهن أحب إليه سبحانه مما سواها طوال العام. ومن علامات صدق الإيمان ومحبة الرحمن أن تحب ما يحبه الله وتعظم ما يعظمه الله.
هذه نفحات الله فتعرضوا لنفحاته
يعني ماذا نعمل؟
قال ربنا في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه)
فلا تنتقل إلى التفكير بالمندوبات وأنت مقصر في الواجبات!
تفكر وستجد أن هناك واجبات كثيرة أنت مقصر فيها لكن تعودت على هذا التقصير فما عدت تتذكره:
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أسرتك/أهلك/مجتمعك/عملك/على مواقع التواصل، وحيث أمكنك
- تعلُّم ما لا يسع أي مسلم جهله مما لا يصح بدونه الإيمان والعبادة
- نصرة المجاهdين الذين تكالب عليهم كffار الأرض، نصرتهم بكل أشكال النصرة الممكنة، ورفع الصوت بذلك
- التوبة إلى الله من النفاق للظلمة والمجرمين، والتبرؤ منهم ومن باطلهم
- التوبة إلى الله من كل كلمة أثنيت بها على ظالم، من كل تصفيقة صفقتها له، لئلا تكون شريكا لهم في قتلهم وحبسهم لعباد الله وموالاتهم لأعداء الله فيجمعك الله بهم في دار المهانة والعذاب الأليم
- نصرة المستضعفين بما يمكنك، بما في ذلك إخواننا في السودان وغزة وغيرهما
- بر الوالدين وصلة الأرحام التي قطعتها
- تربية الأبناء لتحميهم من أن يكونوا وقوداً للنار
- إتقان عملك/دراستك/أدوارك الاجتماعية أياً كانت محتسبا بذلك رضا ربك ورفعة امتك وتخليصها من الذل والهوان ولو بعد حين
- رد المظالم إلى أهلها وطلب المسامحة منهم والتحلل من كل مال حرام
وغير ذلك من الأعمال. (فاستبِقوا الخيرات)، (وَتَزَوَّدُوا فإن خير الزاد التقوى).

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم أيها الأحبة لأعمل صالحة متقبلة.
Forwarded from جهاد حلس
لمن يهمه الأمر، هناك تعتيم إعلامي مخيف، وتكتيم أخبار متعمد، بخصوص ما يحدث في شمال غزة من حرب تجويع !!
‏فالضجة الإعلامية السابقة حركت كل العالم لأجلهم، وكانت ترند قوي وضاغط، وكان من أثرها أنها استاطعت إيصال الطعام والغذاء للناس هناك !!
‏أما الآن وبعد أن تناسى الجميع حالهم، وغفل العالم عنهم، تم تشديد الخناق عليهم من جديد، ومنع وصول الطعام وكل مقومات الحياة إليهم، وعادت المجاعة من جديد، والناس لا يجدون ما يأكلون، ولا ما يطعمون أطفالهم !!
‏كونوا أنتم الإعلام البديل، وتكلموا عنهم ، ولا تملوا من الحديث عن معاناتهم !!
‏اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد !!
‏لا تفتكم!!
قال صلى الله عليه وسلم:
(أفضلُ الصلواتِ عندَ اللهِ صلاةُ الصبحِ يومَ الجمعةِ في جماعة.) صحيح الجامع ‎#الجمعه
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه.)
رواه أبو دواد والنسائي وابن ماجة.
#الجمعة


‏من سنن وآداب ‎#الجمعة:
١- الاغتسال.
٢- التطيب.
٣- السواك.
٤- لبس الحسن من الثياب.
٥- التبكير إلى الصلاة.
٦- المشي في الذهاب إليها.
٧-  عدم تخطي الرقاب.
٨- القرب من الإمام.
٩- الإنصات للخطبة.
١٠-  الإكثار من الدعاء، وتحري ساعة الإجابة.
١١- قراءة سورة الكهف ليلة أو يوم الجمعة.
بسم الله الرحمن الرحيم

فضل الجمعة وأفضل الأعمال فيها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،  نبينا محمد، وعلى آله  وصحبه، ومن اهتدى بهداه.
وبعد:
فإن الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار، خلق الملائكة، فاختار منهم المقربين.
وخلق الإنس فاختار منهم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وخلق السموات، فاختار منها السابعة، فاختصها بالقرب من عرشه.
وخلق الأرضين، فاختار منها المساجد، والبقاع المقدسة.
وخلق الزمان، فاختار من الأيام يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة، و من الليالي ليلة القدر، ومن الشهور شهر رمضان.
يقول ابنُ رجب الحنبلي رحمه الله : "وما من هذه المواسم الفاضلةُ موسمٌ إلا وللَّهِ تعالى فيه وظيفةٌ من وظائفِ طاعاتِهِ، يتقرَّبُ بها إليه، وللَّهِ فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفحاتِهِ، يُصيبُ بها من يعودُ بفضلِهِ ورحمتِهِ عليه، فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ" (تفسير ابن رجب الحنبلي ، جمع وترتيب طارق بن عوض 1/532)
ولما كانت الجمعة أكثر هذه المواسم الفاضلة ترددا، حيث تأتي كل أسبوع، اخترنا أن يكون حديثنا هذا عن فضلها، وأفضل الأعمال الصالحة فيها.
وسوف نتحدث عن فضلها أولا، وأفضل الأعمال فيها ثانيا.

أولا : فضل الجمعة
ورد في فضل الجمعة عدد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ذلك:
1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: (خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة ) (رواه مسلم)

2- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ  ) (رواه مسلم.)

3- وعن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: عُرضتِ الجمعة على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جاءه بها جبرائيلُ عليه السلام في كفِّه كالمرآة البيضاءِ، في وسطها كالنُّكْتة السوداء، فقال: (ما هذه يا جبرائيل؟ قال: هذه الجمعةُ، يَعرِضُها عليك ربُّك؛ لتكون لك عيدًا، ولقومك من بعدِك، ولكم فيها خيرٌ، تكون أنت الأولَ، وتكون اليهود والنصارى من بعدِك، وفيها ساعةٌ لا يدعو أحدٌ ربَّه فيها بخيرٍ هو له قَسْمٌ إلا أعطاه، أو يتعوَّذ من شرٍّ إلا دفع عنه ما هو أعظم منه، ونحن ندعوه في الآخرة يومَ المزيد)
(رواه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم 3761).
كان هذا عن فضل يوم الجمعة، وننتقل بعده إلى ذكر بعض أفضل الأعمال في هذا اليوم وليلته.

ثانيا: افضل الاعمال الصالحة في الجمعة
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى عن يوم الجمعة، والعمل الصالح فيه:
"فهو اليومُ الذي يُستحبُّ أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّة بأنواعٍ من العبادات واجبة ومستحبَّة، فاللهُ سبحانه جعل لأهلِ كلِّ ملَّة يومًا يتفرَّغون فيه للعبادة، ويتخلَّوْن فيه عن أشغالِ الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور، وساعة الإجابةِ فيه كليلةِ القدر في رمضان؛ ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسَلِم، سَلِمت له سائر جمعته، ومن صحَّ له رمضانُ وسَلِم، سَلِمت له سائر سَنَتِه، ومن صحَّت له حجَّته وسَلِمتْ له، صحَّ له سائر عمرِه؛ فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر." (زاد المعاد 1/386)
ومن افضل الأعمال الصالحة في الجمعة:
1: صلاة صبحها في جماعة
عن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إن أفضلَ الصلوات عندَ الله صلاةُ الصبح يومَ الجمعة في جماعة)  (أخرجه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1119)

2: صلاة الجمعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) (رواه مسلم)

٣-٥: الغسل، والسواك، والطيب
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (الغُسْلُ يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم، وأن يستنَّ، وأن يمسَّ طيبًا، إن وجد)  (رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع  رقم:4178)
٦-١١: التبكير، والمشي للجمعة، والدنو من الإمام، والإنصات للخطبة، وترك اللغو
عن أوسِ بنِ أوسِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن غسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يَركَبْ، ودنا من الإمام، واستمَعَ ولم يَلْغُ - كان له بكلِّ خطوةٍ عمل سنة.. أجرُ صيامها، وقيامها.)
(رواه أحمد، وابن حبان، صححه الألباني في صحيح الترغيب رقم: 690)

11: قراءة سورة الكهف فيها
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)  ( رواه الحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم: 738)

12: الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن أوس بن أوس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم:2212)

كان ذلك عن فضل الجمعة، وبعض أفضل الأعمال الصالحة فيها، فنسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، ويجعلنا علمنا، وعملنا خالصين لوجهه الكريم.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
بسم الله الرحمن الرحيم

           يوم عرفة
فضلُه.. وأفضل الأعمال فيه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه ومن اهتدى بهداه.

وبعد:
فإن الله تعالى اختار من ليالي السنة أفضلَها، وهي ليلة القدر، واختار من أيامها أعظمَها، وهو يوم عرفة.

وفضل الزمان، ينشأ عنه فضل العمل الصالح فيه..

وعن فضل يوم عرفة، وأفضل الأعمال الصالحة فيه، تأتي هذه الكلمة المختصرة إن شاء الله..

▫️أولا: فضل يوم عرفة

تميز يوم عرفة بفضائل، واختص بمزايا لم تجتمع ليوم غيره من الأيام..

ومن هذه الفضائل والمزايا:

1- أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري بسنده قال: قال رجل من اليهود لعمر: يا أمير المؤمنين، لو أن علينا نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3]، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا!، فقال عمر: «إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية، نزلت يوم عرفة، في يوم جمعة».

2- أنه يوم عيد لأهل الموقف:
عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب) رواه أبو داود، وصححه الترمذي والحاكم.

3- أنه يوم العتق من النار:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم أكثرَ من أن يُعتقَ اللهُ فيه عبدًا من النار مِن يوم عرفة، وإنه ليَدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟)، رواه مسلم والنسائي.

4- أنه من عشر ذي الحجة:
وقد قال فيها صلى الله عليه وسلم:
(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري.

5- أن صيامه يكفر سنتين:
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والباقية).

▫️ثانيا: أفضل الأعمال يوم عرفة

من أفضل الأعمال الصالحة يوم عرفة:

1- صيامه لغير الحاج:
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والباقية).

وأخرج الإمام أحمد في المسند وأبو داود في سننه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر).

2- الإكثار من الذكر فيه:
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من أيام أعظم ولا أحب إليه العمل فيهن عند الله من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).
قال الإمام البخاري -رحمه الله-: "كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما".

3- الاجتهاد في الدعاء:
أخرج الترمذي في سننه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)، وحسنه الألباني.

قال النووي رحمه الله عن يوم عرفة:
"فهذا اليوم أفضل أيام السنة للدعاء، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وسعه في الذكر والدعاء وفي قراءة القرآن، وأن يدعو بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه، ووالديه، وأقاربه، ومشايخه، وأصحابه، وأصدقائه، وأحبابه، وسائر من أحسن إليه، وجميع المسلمين، وليحذر كل الحذر من التقصير في ذلك كله، فإنَّ هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره.

ولا يتكلَّفُ السجعَ في الدعاء، فإنّه يُشغل القلبَ ويُذهبُ الانكسار والخضوعَ والافتقار والمسكنة والذلّة والخشوع، ولا بأس بأن يدعو بدعواتٍ محفوظة معه له أو غيره مسجوعة إذا لم يشتغل بتكلّف ترتيبها ومراعاة إعرابها.

والسُّنّة أن يخفضَ صوته بالدعاء، ويكثر من الاستغفار، والتلفّظ بالتوبة من جميع المخالفات، مع الاعتقاد بالقلب، ويلحّ في الدعاء ويكرّره، ولا يستبطىء الإِجابة، ويفتح دعاءه ويختمه بالحمد لله تعالى، والثناء عليه سبحانه وتعالى، والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليختمه بذلك، وليحرص على أن يكون مستقبلَ الكعبة وعلى طهارة"، (الأذكار للنووي ص326).

4- الإكثار من فعل الخيرات:
كل عمل صالح خارج يوم عرفة، فهو في يوم عرفة أفضل، لأن الأعمال الصالحة يعظم أجرها بعظمة الزمان والمكان..

إنْ عَظُمَ الوقتُ أوِ المكانُ
عَظُمَتِ الطاعةُ والعصيانُ

وفقنا الله وإياكم لإعمار أفضل أيام الدنيا بأفضل الأعمال الصالحة فيه.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
نهنئكم والأمة الإسلامية كافة بمناسبة عيد الأضحى المبارك لسنة ١٤٤٥، سائلين الله تعالى أن يعيده علينا جميعا بالعز والتمكين، والنصر للإسلام والمسلمين، وتحرير الأقصى وكل فلسطين.

محبكم/ محفوظ بن الوالد (أبو حفص الموريتاني )
رئيس المنتدى الإسلامي الموريتاني
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
المنتدى الإسلامي الموريتاني يوزع 500 سلة خضار بغ.ز.ة في عشر ذي الحجة:

وزع المنتدى الإسلامي الموريتاني في عشر ذي الحجة الجاري 500 سلة خضار على 500 أسرة من الأسر النازحة في قط.اع غ.ز.ة.
وتمثل هذه الكمية دفعة واحدة من عدة دفعات غذائية مولها المنتدى خلال عشر ذي الحجة الجاري.
وكان المنتدى الإسلامي الموريتاني قد سير طيلة عشر ذي الحجة قوافل من صهاريج مياه الشرب إلى شمال غزة.
وما زالت مشاريع المنتدى الإغاثية مستمرة هناك بفضل الله، ثم بفضل عطاء الخيرين من أهل هذه البلاد الكريمة.
تنبيه:
رقم التبرع لأهلنا في غ.ز.ة على بنكيلي، السداد، مصرفي، بيم-بنك هو:
26002424.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
المنتدى الإسلامي الموريتاني يوزع مئات الأطنان من مياه الشرب على الأهالي شمال قطاع غ.ز.ة:

قام المنتدى الإسلامي الموريتاني في العشر الأولى من ذي الحجة الحالي بتوزيع مئات الأطنان من مياه الشرب من خلال عشرات الصهاريج على السكان شمال قط.اع. غ..ز..ة المحاصر منذ شهور.
ويأتي برنامج (سقيا الماء) هذا ضمن برنامج المنتدى الخاص بإغاثة شمال القطاع الذي يعتبر أكثر المناطق معاناة في قط.اع. غ.ز.ة.

والمنتدى يذكر الجميع بواجبهم الديني، والأخلاقي، والإنساني تجاه أهلهم وإخوانهم هناك.

رقم التبرع لأهلنا في غ.ز.ة عبر المنتدى الإسلامي الموريتاني على تطبيقات بنكيلي، السداد، مصرفي، بيم-بنك هو:
26002424.

والله لا يضيع أجر المحسنين.
2024/06/19 02:05:20
Back to Top
HTML Embed Code: